الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 -
باب الميزان
588/ 4587 - عن الحسن ــ وهو البصري ــ عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت النارَ فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما يبكيك؟» قالت: ذكرتُ النار فبكَيتُ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أمَّا في ثلاثة مواطِنٍ فلا يذكرُ أحدٌ أحدًا: عند الميزان حتى يعلم أيَخِفُّ ميزانه أو يثقل؟ وعند الكتاب حين يقال: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} [الحاقة: 19] حتى يَعلم أين يقع كتابُه، أفي يمينه أم في شِماله أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط إذا وُضِعَ بين ظَهْري جهنم»
(1)
.
(1)
«سنن أبي داود» (4755). وأخرجه الحاكم (4/ 578) وقال: حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة.
قال ابن القيم رحمه الله: وقد أخرجا في «الصحيحين»
(1)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» .
وفي «جامع الترمذي»
(2)
من حديث النضر بن أنس بن مالك عن أبيه قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة، فقال:«أنا فاعل» ، قال: قلت: يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال: «اطلُبْني أولَ ما تطلبني على الصراط» ، قال قلت: فإن لم ألقَك على الصراط؟ قال: «فاطلبني عند الميزان» ، قال قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: «فاطلبني عند الحوض، فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن» . قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وروى الليث بن سعد عن عامر بن يحيى المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي أنه قال: سمعتُ عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُصاح برجلٍ من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فيُنشَر له تسعة وتسعون سجلًّا، كل سجل منها مدَّ البصر، ثم يقول الله تبارك وتعالى له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيقول: لا يا رب، [فيقول عز وجل: ألك عُذر
(1)
البخاري (6406، 6682، 7563)، ومسلم (2694).
(2)
برقم (2433)، وأخرجه أحمد (12825)، والضياء في «المختارة» (7/ 246 - 249) من طرق عن حرب بن ميمون الأنصاري، عن النضر به.
قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وصححه الضياء على رسم مسلم، وفيه نظر فإن حرب بن ميمون لم يُخرج له مسلم سوى حديثٍ واحد عن النضر في المتابعات، وقال الدارقطني في «تعليقاته على المجروحين» (ص 79): حرب بن ميمون يحدّث عن النضر بن أنس بنسخة لا يتابَع عليها.
أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب،]
(1)
فيقول عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلّات؟ فيقول: إنك لا تُظلَم، قال: فتُوضَع السجلات في كِفّة والبطاقةُ في كِفّة، فطاشت السجلات وثَقُلت البطاقة»
(2)
.
قال حمزة الكناني
(3)
: لا أعلم روى هذا الحديث غير الليث بن سعد، وهو من أحسن الحديث.
قال أبو طاهر السِّلَفي: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحَرَّاني
(4)
قال: أنا حضرتُ رجلًا في المجلس، وقد زَعَق عند هذا
(1)
ما بين الحاصرتين سقط من الأصل لانتقال النظر، واستدركته من «جزء البطاقة» .
(2)
أخرجه أحمد (6994)، والترمذي (2639)، وابن ماجه (4300)، وابن حبان (225)، وحمزة الكناني في «جزء البطاقة» (2) ــ واللفظ له ــ، والحاكم (1/ 6، 529)، من طرق عن الليث به. إسناده صحيح، رجاله ثقات من رجال مسلم، وقال الترمذي: حسن غريب، وصححه ابن حبان، والحاكم على شرط مسلم، وقال الذهبي في «معجم الشيوخ» (1/ 114): إسناده جيد.
(3)
هو الإمام الحافظ أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني المصري المتوفى سنة 357، محدث الديار المصرية، صاحب «جزء البطاقة» ، وقوله هذا فيه عقب الحديث.
(4)
ثم المصري، المعروف بابن حِمِّصَة (ت 441)، راوي «جزء البطاقة» عن حمزة الكناني، ولم يروِ شيئًا غيره. وقوله هذا فيه عقب الحديث. وأبو طاهر السِّلَفي (ت 576) لم يُدركه، فما هنا وهم أو فيه سقط، وإنما يرويه أبو طاهر عن أبي صادق مرشد بن يحيى (ت 517) وأبي عبد الله الرازي المعروف بابن الحطّاب (ت 525)، كلاهما عنه. انظر:«تاريخ الإسلام» (9/ 626، 11/ 282، 436)، و «مشيخة ابن الحطّاب» (17).
الحديث ومات، وشهدت جنازته وصليت عليه.
قال أبو القاسم الطبراني
(1)
: لا يروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به عامر بن يحيى. آخر كلامه.
ورواه أبو عبد الرحمن المُقرئ عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنعُم الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو.
رواه عن المقرئ جماعة
(2)
.
والحديث أخرجه ابن حبان في «صحيحه» والترمذي
(3)
، وقال: حديث حسن غريب.
وروى حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش: أن عبد الله بن مسعود كان يجتني
(4)
لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكًا من أراك، وكان في
(1)
في «الأوسط» عقب الحديث (4725). وقوله: «تفرّد به عامر بن يحيى» فيه نظر، إذ أخرج هو نفسه في «الكبير» (14/ 51) متابعة ابن أنعُم الإفريقي له عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحُبُلي به، وسيذكرها المؤلف.
(2)
أخرجه عبد بن حُميد في «مسنده» (339)، والطبراني في «الكبير» (14/ 51)، والكلاباذي في «معاني الأخبار» (610)، والخطيب في «الموضح» (2/ 203)، من طرق عن المقرئ.
وأخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 71) من طريق آخر عن الإفريقي به، إلا أنه موقوف على عبد الله بن عمرو.
(3)
أي من طريق الليث، وقد سبق تخريجه.
(4)
ط. الفقي: «يجزّ» تصحيف، وفي ط. المعارف:«يجني» ، والمثبت أقرب إلى رسم الأصل، وهو الموافق لما في هامش بعض نسخ «الإحسان» و «التقاسيم» ، وفي صلبهما:«يحتزّ» ، أي يقطع.