الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 -
باب كفارة المجلس
607/ 4690 - عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: كلماتٌ لا يتكلم بهنَّ أحَدٌ في مجلسه عند قيامه ثلاث مرَّاتٍ إلا كُفِّرَ بِهنَّ عنه، ولا يقولهن في مجلس خيرٍ ومجلس ذكرٍ إلا خُتِم له بهنَّ عليه، كما يُخْتَم بالخاتَم على الصحيفة: سُبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوبُ إليك
(1)
.
608/ 4691 - وعنه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(2)
.
وقد أخرجه الترمذي
(3)
، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه
(4)
.
(1)
«سنن أبي داود» (4857)، وأخرجه أيضًا ابن حبان (593)، من طريق سعيد بن أبي هلال، عن سعيد المقبري به. وهو إسناد جيّد.
وأخرجه محمد بن فضيل الضبي في «كتاب الدعاء» (107) عن حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد الله موقوفًا بنحوه دون قوله:«ثلاث مرات» ودون الشطر الثاني في مجالس الذكر والخير، وإسناده صحيح.
وهو عند الطبراني في «الكبير» (13/ 439) وابن بشران في «الأمالي» (290) من هذا الوجه مرفوعًا، ولا يصحّ.
(2)
«سنن أبي داود» (4858)، وأخرجه أيضًا ابن حبان (593)، من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المقبُري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي عمرو مجهول، وقال الذهبي في «الميزان» (2/ 580):«له ما يُنكر» ، وقد خالف غيرَه فسلك الجادة:«عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة» مرفوعًا، وإنما هو عن سعيد المقبُري عن عبد الله بن عمرو موقوفًا كما في الحديث السابق.
(3)
برقم (3433)، وأخرجه أيضًا النسائي في «الكبرى» (10157)، ابن حبان (594) والحاكم (1/ 536)، كلهم من طريق ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح به. وسيأتي كلام المؤلف عليه.
(4)
تخريج الحديث من (هـ)، وفيه اختصار من المؤلف عمّا في «مختصر المنذري» .
609/ 4692 - وعن أبي بَرْزة الأسْلَمي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخَرَةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس: «سُبحانَكَ اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك» ، فقال رجل: يا رسول الله، إنك لتقولُ قولًا ما كنتَ تقوله فيما مضَى، قال:«كفَّارة لِما يكون في المجلس» .
وأخرجه النسائي
(1)
.
قال ابن القيم رحمه الله: هذه ثلاثة أحاديثَ ذكرها أبو داود في كفارة المجلس.
فأما حديث عبد الله بن عمرو فموقوف عليه.
وأما حديث أبي هريرة فهو معروف بموسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قال الحاكم أبو عبد الله
(2)
: «هذا حديث من تأمّله لم يشك أنه من شرط الصحيح؛ وله علة فاحشة:
حدثني أبو نصر الوراق قال: سمعت أبا [حامد] أحمد القصّار يقول: سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبَّل [ق 263] بين عينيه وقال: دعني حتى أُقبّل رِجلَيك يا أستاذ الأستاذين، وطبيبَ الحديث في عِلَله، حدَّثك محمد بن سلام، حدثنا مخلد بن يزيد الحرّاني،
(1)
أبو داود (4859)، والنسائي في «الكبرى» (10187) من طريق الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي برزة. وسيأتي الكلام عليه.
(2)
في «معرفة علوم الحديث» (النوع السابع والعشرين) وما بين الحاصرتين مستدرك منه، وحكاية مسلم مع البخاري أسندها الحاكم أيضًا في «تاريخ نيسابور» عن أبي محمد المخلدي عن أبي حامد أحمد بن حمدون القصّار به. ومِن طريقَي الحاكم أسندها الحافظ في «تغليق التعليق» (5/ 428 - 430) وصحّح إسنادها.
أخبرنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن سهيل عن [أبيه عن] أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس، فما عِلّته؟ قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب
(1)
غير هذا الحديث، إلا أنه معلول؛ حدثنا به موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل، عن عون بن عبد الله قولَه. قال محمد بن إسماعيل: هذا أولى، فإنه لا يُذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل».
وأما الحديث الذي رواه أبو داود من حديث أبي بَرْزة الأسلمي فإسناده حسن، رواه عن عثمان بن أبي شيبة والجَرْجَرائي
(2)
عن عبدة بن سليمان، عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن أبي العالية عن أبي برزة؛ والحجاج بن دينار صدوق وثّقه غيرُ واحد، وأبو هاشم: هو الرُّمّاني، من رجال «الصحيحين»
(3)
.
(1)
ليس المراد بالباب هنا المعنى المشهور المتبادر؛ إذ فيه بذلك المعنى عدّة أحاديث لا تخفى على البخاري، وإنما المراد هنا أنه لم يُروَ بهذه الترجمة (موسى بن عقبة عن سهيل
…
) غير هذا الحديث، ويدل عليه أنه روي قوله بلفظ: «لا أعلم بهذا الإسناد
…
». ولعل من استعمال «الباب» بهذا المعنى أو قريب منه قولُ ابن المديني: «الباب إذا لم تُجمع طرقه لم يتبيّن خطؤه» . وأما الحافظ ابن حجر فيرى أن لفظة «الباب» خطأ، وأن البخاري لم يُعبِّر بهذه العبارة بل باللفظ الآخر: «لا أعلم بهذا الإسناد
…
». انظر: «التغليق» ، و «هُدى الساري» (ص 489)، و «النكت على ابن الصلاح» (2/ 715 - 720).
(2)
في الأصل و (هـ) والطبعتين: «وأخرجه» ، وهو تحريف غريب، والتصحيح من «السنن» ، فإن أبا داود يرويه عن شيخين: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حاتم الجَرجَرائي، كلاهما عن عبدة بن سليمان
…
إلخ.
(3)
وقد اختُلِف على أبي العالية في وصل الحديث وإرساله، فروي موصولًا كما سبق، وروي مرسلًا، أخرجه النسائي في «الكبرى» (10189 - 10191) من طرق عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو حاتم والدارقطني: هو أشبه. «العلل» لابن أبي حاتم (2060) وللدارقطني (1161).
وفي الباب حديث عائشة، رواه الليث عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد عن زرارة عن عائشة قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال: «لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» ، فقلت: يا رسول الله ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت؟ فقال: «إنه لا يقولهن أحد حين
(1)
يقوم من مجلسه إلا غُفر له ما كان في ذلك المجلس». رواه الحاكم في «المستدرك»
(2)
وقال: صحيح الإسناد.
ورواه النسائي
(3)
عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب
(4)
عنه.
ولهذا الحديث أيضًا علة، وهي أن قُتيبة خالف شعيبًا فيه، فقال: عن الليث، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن رجل من أهل الشام، عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلس يُكثر أن يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت
…
» وساق الحديث. ذكره النسائي
(5)
.
(1)
في الأصل: «حتى» تصحيف، وهو على الصواب في (هـ).
(2)
(1/ 496 - 497) من طريق يحيى بن عبد الله بن بُكَير، عن الليث به.
(3)
في «الكبرى» (10158).
(4)
رسمه غير محرّر في الأصل، وفي الطبعتين:«شعبة» ، خطأ، وسيأتي على الصواب في السطر التالي. وشعيب هو ابن الليث بن سعد، ثقة، إمام ابن إمام (ت 199).
(5)
«الكبرى» (10159)، وكذا رواه عبد الله بن وهب، عن الليث وعن عمرو بن الحارث، كلاهما عن يحيى بن سعيد به. انظر:«العلل» لابن أبي حاتم (2568).
ورواه من حديث خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسًا، أو صلى صلاةً تكلم بكلمات، فسألتُ عائشة عن الكلمات فقالت
(1)
: إن تكلّم بخير كان طابعًا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفّارة له:«سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» . رواه
(2)
عن أبي بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو سلمة الخُزاعي، [عن خلّاد بن سليمان]، عن خالد به.
ورواه في «الكبير»
(3)
من حديث خالد بن أبي عمران أيضًا عن عروة عن عائشة قالت: ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا قطّ، ولا تلا قرآنًا ولا صلّى إلا ختم ذلك بكلمات، [قالت: فقلتُ: يا رسول الله، أراك ما تجلس مجلسًا، ولا تتلوا قرآنًا، ولا تصلّي صلاةً إلّا ختمتَ بهؤلاء الكلمات؟]
(4)
قال: «نعم، من قال خيرًا خُتِم له طابع على ذلك الخير، ومن قال شرًّا كنّ له كفارةً: سبحانك
(5)
وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك».
(1)
كذا في الأصل، وفي مطبوعات «الكبرى»: «فسألتْ عائشةُ
…
فقال» أي النبي صلى الله عليه وسلم، ويدل عليه ما في رواية أخرى في «المجتبى» (1344) و «الكبرى» (1268):«فسألتْه عائشة» .
(2)
أي النسائي في «الكبرى» (10160)، وما بين الحاصرتين مستدرك منه، وأخرجه أيضًا أحمد (24476) عن أبي سلمة الخزاعي به، قال الحافظ في «النكت على ابن الصلاح» (2/ 733):«إسناده صحيح» .
(3)
برقم (10067) عن محمد بن سهل بن عسكر، عن ابن أبي مريم، عن خلّاد بن سليمان به، وهو صحيح كسابقه.
(4)
ما بين الحاصرتين سقط من الأصل لانتقال النظر.
(5)
في الطبعتين بعده: «اللهم» ، وليس في الأصل ولا عند النسائي.