الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولمّا كانت الصلاة مَرْكَب الإيمان
(1)
، وأصلَ الإسلام، ورأسَ العبودية، ومحلّ المناجاة والقربةِ إلى الله، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو مصلٍّ، وأقرب ما يكون منه في صلاته وهو ساجد= كانت الصلاةُ نورَ المسلم.
ولمّا كان الصوم يسد عليه باب الشهوات، ويضيّق مجاري الشيطان، ولا سيما باب الأجوفين: الفم والفرج، اللذين منهما ينشأ معظم الشهوات= كان كالجُنّة من النار، فإنه يتترَّس به من سهام إبليس.
وفي «الصحيحين»
(2)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»
(3)
.
11 -
باب اللعن
618/ 4737 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ العبد إذا لَعَن شيئًا صَعِدَت اللَّعنةُ إلى السَّماء، فتُغْلَقُ أبوابُ السماءِ دُونها، ثُمَّ تَهبِطُ إلى الأرض فتُغلَقُ أبوابُها دُونَها، ثُمَّ تَأخُذُ يمينًا وشِمالًا، فإذا لم تَجِد مَساغًا رَجَعَت إلى الذي لُعِنَ، فإن كانَ لِذلك أهلًا، وإلَّا رَجَعت إلى قائلها»
(4)
.
(1)
في الطبعتين: «مركز الإيمان» ، والمثبت أقرب إلى رسم الأصل، وله نظائر في كتب المؤلف، ففي «طريق الهجرتين» (1/ 480): «إن الإرادة هي مركب العبودية وأساس بنائها
…
»، وانظر:«روضة المحبين» (ص 442)، و «بدائع الفوائد» (1/ 1148).
(2)
البخاري (6065، 6076)، ومسلم (2558، 2559).
(3)
هذا الحديث ورد في (هـ) في مطلع تعليق المؤلف.
(4)
«سنن أبي داود» (4905)، وفي إسناده لين لجهالة أحد رواته.
619/ 4738 - وعن الحسن ــ وهو البصري ــ عن سَمُرة بن جُندُب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تَلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله، ولا بالنار» .
وأخرجه الترمذي
(1)
وقال: حسن صحيح. هذا آخر كلامه. وقد تقدم اختلاف الأئمة في سماع الحسن من سَمُرة.
620/ 4739 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يكون اللَّعَّانُون شُفعاءَ ولا شُهداء» .
وأخرجه مسلم
(2)
.
621/ 4740 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا لعن الريح ــ وقال مسلم (وهو ابن إبراهيم): إن رجلًا نازعَتْه الريحُ رداءَه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها ــ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَلعَنْها فإنها مأمورة، وإنَّه من لعن شيئًا ليس له بأهل رَجَعت اللعنةُ عليه» .
وأخرجه الترمذي
(3)
وقال: غريب، لا نعلم أحدًا أسنده غير بِشر بن عمر. هذا آخر كلامه. بشر بن عمر هذا هو الزهراني، احتجّ به البخاري ومسلم.
(1)
أبو داود (4906)، والترمذي (1976). وصححه الحاكم (1/ 48).
(2)
أبو داود (4907)، ومسلم (2598).
(3)
أبو داود (4908)، والترمذي (1978) من طريق بشر بن عمر عن أبان بن يزيد، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس.
رجاله ثقات، وصححه ابن حبان (5745) والضياء (10/ 28)، ولكن أعلّ بالإرسال كما أشار إليه الترمذي، فإن مسلم بن إبراهيم رواه عن أبان عن قتادة عن أبي العالية مرسلًا، أخرجه أبو داود (4908). وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي كلاهما عن قتادة عن أبي العالية مرسلًا، ذكره البزّار عقب الحديث (5330).