المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب في رد الإرجاء - تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم - جـ ٣

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب العتاق

- ‌ في المكاتَب يؤدِّي بعض كتابته فيعجِز أو يموت

- ‌ باب فيمن أعتق نصيبًا له من مملوك

- ‌ باب من ذكر السعاية في هذا الحديث

- ‌ باب فيمن روى أنه لا يُستَسعى

- ‌ باب فيمن ملك ذا رحم مَحْرَم منه

- ‌ باب عتق أمهات الأولاد

- ‌ باب فيمن أعتق عبدًا له مال

- ‌ باب أي الرقاب أفضل

- ‌كتاب الحمّام

- ‌ باب التعرِّي

- ‌كتاب اللباس

- ‌ ما جاء في الأقبية

- ‌ باب في الحُمرة

- ‌ باب ما جاء في إسبال الإزار

- ‌ باب من روى أن لا يُنتفع من الميتة بإهاب

- ‌كتاب الترجّل

- ‌ باب في إصلاح الشعر

- ‌ باب ما جاء في خضاب السواد

- ‌كتاب الخاتم

- ‌ باب ما جاء في ترك الخاتم

- ‌ باب في الذهب للنساء

- ‌كتاب الفتن

- ‌ ذكر الفتن ودلائلها

- ‌كتاب المهدي

- ‌كتاب الحدود

- ‌ باب في المحاربة

- ‌ باب في الحد يُشفَع فيه

- ‌ باب إذا سرق مرارًا

- ‌ باب الرجم

- ‌ باب في المرأة التي أُمِر برجمها من جُهَينة

- ‌ باب الرجل يزني بمحارمه

- ‌كتاب الديات

- ‌ باب ترك القَوَد بالقسامة

- ‌قاعدة الشرع: أن اليمين تكون في جَنْبةِ أقوى المتداعِيَين

- ‌ باب لا يُقاد المسلم بالكافر

- ‌ باب القصاص من اللطمة

- ‌ باب عفو النساء

- ‌ باب الدية كم هي

- ‌ باب في دية الذمي

- ‌ باب لا يُقتصَّ من الجرح قبل الاندمال

- ‌ باب من اطَّلع في بيت قوم بغير إذنهم

- ‌كتاب السنة

- ‌ باب افتراق الأمة بعد نبيها

- ‌ باب النهي عن الجدال

- ‌ باب في الخلفاء

- ‌ باب في فضل الصحابة

- ‌ باب في التخيير بين الأنبياء

- ‌ باب في رد الإرجاء

- ‌ باب في القدَر

- ‌ باب في ذَراريِّ المشركين

- ‌ باب في الرد على الجهمية

- ‌ باب في الرؤية

- ‌ باب في القرآن

- ‌ باب في الشفاعة

- ‌ باب الحوض

- ‌ باب في المسألة وعذاب القبر

- ‌ باب الميزان

- ‌ باب في قتال الخوارج

- ‌كتاب الأدب

- ‌ باب في الحلم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ باب في حسن الخلق

- ‌ باب في الرجل يقوم للرجل عن مجلسه

- ‌ باب الهدي في الكلام

- ‌ باب في تنزيل الناس منازلهم

- ‌ باب كفارة المجلس

- ‌ باب الرجل يضع إحدى رجليه على الأخرى

- ‌ باب مَن ردّ عن مسلم غيبة

- ‌ باب النهي عن سب الموتى

- ‌ باب الحسد

- ‌ باب اللعن

- ‌ باب في تغيير الأسماء

- ‌ باب في حفظ المنطق

- ‌ باب صلاة العَتَمة

- ‌ باب من الرخصة في ذلك

- ‌ باب في المزاح

- ‌ باب ما جاء في الشِّعر

- ‌ باب الرؤيا

- ‌ باب ما جاء في تشميت العاطس

- ‌ بابٌ كم يشمَّت العاطس

- ‌ باب فيمن عطس ولم يحمد الله

- ‌ باب ما يقول إذا أصبح وأمسى

- ‌ باب في الصبي يولد فيؤذَّن في أذنه

- ‌ في الوسوسة

- ‌ في التفاخر بالأحساب

- ‌ باب إخبار الرجل بمحبته

- ‌ باب في برّ الوالدين

- ‌ باب فضل من عال يتيمًا وحق الجار

- ‌ باب في حق المملوك

- ‌ باب في إفشاء السلام

- ‌ باب السلام على أهل الذمة

- ‌ باب في المصافحة

- ‌ باب ما جاء في القيام

- ‌ في قُبلة [اليد]

- ‌ باب جعلني الله فداك

- ‌ في الرجل يقوم للرجل

- ‌ باب في قتل الأوزاغ

الفصل: ‌ باب في رد الإرجاء

والمراد بالقرآن هاهنا: الزبور، كما أريد بالزبور القرآن في قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105].

6 -

‌ باب في رد الإرجاء

552/ 4511 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وسبعون، أفضلُها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطَةُ الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان» .

وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

(1)

.

قال ابن القيم رحمه الله: ولفظ مسلم

(2)

: «الإيمان بضع وسبعون شعبة» .

(1)

أبو داود (4676)، والبخاري (9)، ومسلم (35)، والترمذي (2614)، والنسائي (5005)، وابن ماجه (57).

(2)

برقم (35/ 57).

ص: 169

وفي كتاب البخاري: «بضع وستون» ، وفي بعض رواياته:«بضع وسبعون» ، والمعروف:«ستون»

(1)

.

وقد رواه مسلم

(2)

بالوجهين على الشك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون ــ أو بضع وستون ــ شعبة» .

وحديث: «الحياء شعبة من الإيمان» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، وابن عمر

(3)

، وأبي مسعود

(4)

، وعمران بن حصين

(5)

.

وفي حديث ابن عمر المتفق عليه

(6)

في سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام؟ فقال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيمَ الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيتَ إن استطعت إليه سبيلًا» .

وفي «الصحيحين»

(7)

حديثُ طلحة بن عبيد الله: جاء رجل من أهل نجدٍ ثائرَ الرأس نسمع دويَّ صوته، ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يسأل عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات في اليوم والليلة

» الحديث.

وفي «مسند الإمام أحمد»

(8)

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،

(1)

هو كذلك في جميع روايات البخاري التي أثبت فروقَها الحافظ اليونيني في نسخته، وليس في شيء منها:«بضع وسبعون» . انظر: الطبعة السلطانية المطبوعة عن فروع النسخة اليونينية (1/ 11).

(2)

برقم (35/ 58).

(3)

البخاري (24)، ومسلم (36).

(4)

أخرجه البخاري (3483) بلفظ: «إذا لم تستَحْيِ فافعل ما شئت» .

(5)

أخرجه البخاري (6117) ومسلم (37) بلفظ: «الحياء لا يأتي إلا بخير» .

(6)

كذا، وحديث جبريل من رواية ابن عمر (عن أبيه) ليس متفقًا عليه، إنما أخرجه مسلم (8) فقط، والمتفق عليه هو من رواية أبي هريرة. أخرجه البخاري (50) ومسلم (9).

(7)

البخاري (46)، ومسلم (11).

(8)

لم أقف عليه في «المسند» بهذا اللفظ، وإنما فيه باللفظ المشهور المتفق عليه: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لاإله إلا الله

». انظر: «المسند» (4798، 5672، 6015، 6301). وهذا اللفظ الذي ساقه المؤلف ورد في «العلل» لابن أبي حاتم (1961)، و «علل الدارقطني» (3130).

ص: 170

وصوم رمضان، وحج البيت».

وفي «الصحيحين»

(1)

عن عبد الله بن عمرو: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» .

وفي «الصحيحين»

(2)

عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» ، وقال مسلم:«حتى يحب لجاره ــ أو قال: لأخيه ــ» .

وفي «الصحيحين»

(3)

عن أنس أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» . وقال مسلم

(4)

: «من أهله وماله والناس أجمعين» .

وفي «صحيح مسلم»

(5)

عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرًا [ق 234] فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» .

وفي «صحيح مسلم»

(6)

أيضًا عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

البخاري (12، 28، 6236)، ومسلم (39).

(2)

البخاري (13، 6041)، ومسلم (45).

(3)

البخاري (15)، ومسلم (44/ 70).

(4)

برقم (44/ 69).

(5)

برقم (49).

(6)

برقم (50).

ص: 171

قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريُّون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تَخلُف من بعدهم خُلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبةُ خردل» .

وفي الترمذي

(1)

عن أبي مرحوم

(2)

عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطى لله ومنع لله، وأحب لله وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانَه» . وأبو مرحوم وسهل قد ضُعِّفا.

553/ 4524 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزني الزَّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يَسرِق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرَب الخمرَ حين يشربها وهو مؤمن، والتوبةُ معروضة بعدُ» .

وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

(3)

.

(1)

برقم (2521)، وقال: هذا حديث منكر، وأغرب الحاكم (2/ 164) حيث جعله على شرط الشيخين! وله شاهد من حديث أبي أمامة عند أبي داود (4681) وابن أبي شيبة (35875)، دون ذكر الإنكاح، وفي إسناده لين مع اختلاف في رفعه ووقفه، وإنما صحّ من قول كعب الأحبار عند ابن أبي شيبة (31077) وغيره، ووهم بعض الجِلَّة فظنه موقوفًا على كعب بن مالك الصحابي.

(2)

في الأصل هنا وفي الموضع الآتي: «أبي مرقوم» خطأ، وهو عبد الرحيم بن ميمون المدني.

(3)

أبو داود (4689)، والبخاري (6810)، ومسلم (57/ 104)، والترمذي (2625)، والنسائي (4871).

ص: 172

قال ابن القيم رحمه الله: وفي لفظ في «الصحيحين»

(1)

: «ولا يَنتهِب نُهبة ذاتَ شرفٍ يرفع إليه

(2)

الناس فيها أبصارَهم حين ينتهبها وهو مؤمن»، وزاد مسلم

(3)

: «ولا يَغُلّ حين يَغُلّ وهو مؤمن، فإياكم إياكم» .

وزاد أبو بكر البزار فيه في «المسند»

(4)

: «يُنزَع الإيمان من قلبه، فإن تاب تاب الله عليه» .

وأخرج البخاري في «صحيحه»

(5)

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل حين يقتل

(6)

وهو مؤمن». قال عكرمة: قلت لابن عباس: كيف يُنزَع الإيمان منه؟ قال: هكذا (وشبّك بين أصابعه، ثم أخرجها)، فإن تاب عاد إليه هكذا (وشبك بين أصابعه).

وروى ابن صخر في «الفوائد»

(7)

من حديث محمد بن خالد المخزومي،

(1)

البخاري (5578)، ومسلم (57/ 100).

(2)

في الأصل: «إليها» ، والمثبت من «الصحيحين» .

(3)

برقم (57/ 103).

(4)

«البحر الزخار» (9027)، وأخرجه أيضًا المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (527، 529) وأبو يعلى (6364)، بإسنادين جيّدين.

(5)

برقم (6809).

(6)

«حين يقتل» سهو من المؤلف أو الناسخ، فإنه لا يوجد في البخاري ولا غيره من مصادر الحديث.

(7)

«المجلس الأول من المجالس الخمسة» لابن صخر (443 هـ) بانتقاء أبي نصر السِّجزي (ق 16 - 17 - نسخة الظاهرية)، وأخرجه أيضًا ابن الأعرابي في «المعجم» (592)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 34)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9265)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1364)، كلهم من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن محمد بن خالد المخزومي به.

قال أبو نصر السجزي: «هذا غريب من وجوه، تفرد به المخزومي عن الثوري عن زُبيد بن الحارث فيما قيل والله أعلم» . وأعله ابن الجوزي بضعف يعقوب بن حميد أيضًا. وقال البيهقي: «المحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع» . وانظر: «تغليق التعليق» (2/ 21 - 24).

ص: 173

عن سفيان الثوري، عن زُبَيد، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اليقين الإيمان كله» . وذكره البخاري في «صحيحه»

(1)

موقوفًا على ابن مسعود.

وفي «صحيح مسلم»

(2)

عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر [أن] الجهاد في سبيل الله والإيمانَ بالله أفضلُ الأعمال

الحديث.

وفي «الصحيحين»

(3)

عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله» ، قال: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» ، قال: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» . وفي لفظ

(4)

: «إيمان بالله ورسوله» .

(1)

كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«بني الإسلام على خمس» ، معلّقًا مجزومًا به. ووصله وكيع في «الزهد» (203)، وسعيد بن منصور (1928 - تفسير)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (792)، والحاكم (2/ 446) بإسناد صحيح.

(2)

برقم (1885).

(3)

البخاري (26، 1519)، ومسلم (83).

(4)

هو لفظ البخاري.

ص: 174

وترجم عليه البخاري: «باب من قال: إن الإيمان هو العمل، لقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]» . قال: «وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر]: عن قولِ لا إله إلا الله» .

وفي «الصحيحين»

(1)

عن أبي ذر قال: «قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله

» الحديث.

وروى البزار في «مسنده»

(2)

من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالَم، والإنفاق من الإقتار» . وذكره البخاري في «صحيحه»

(3)

عن عمّار قوله

(4)

.

(1)

البخاري (2518)، ومسلم (84).

(2)

برقم (1396) وأعلّه بالوقف، وكذا قال الحافظان الرازيان: إن الرفع خطأ والصحيح موقوفًا عن عمّار. والموقوف قد أخرجه وكيع في «الزهد» (241)، وعبد الرزاق (19439)، وابن أبي شيبة (31080)، والطبري في «تهذيب الآثار - مسند عمر» (1/ 118، 119)، من طرق عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عمار. وانظر:«تغليق التعليق» (2/ 36 - 40).

(3)

كتاب الإيمان، باب: إفشاء السلام من الإسلام، معلّقًا مجزومًا به. وقد سبق تخريجه في التعليق السابق.

(4)

في الأصل: «عن عائشة قوله» تصحيف، فرام الفقي إصلاحه فأثبت:«عن عائشة من قولها» ، فاستحكم التحريف.

ص: 175

وقال البخاري

(1)

: قال معاذ «اجلس بنا نؤمن ساعة» .

وقال البخاري في «الصحيح»

(2)

: باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعلمِ الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له، ثم قال:«جاء جبريل يعلمكم دينكم» ، فجعل ذلك كلَّه دِينًا؛ وما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان؛ وقوله تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85].

وفي حديث الشفاعة المتفق على صحته: «أخرِجوا من النار من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من إيمان»

(3)

. وفي لفظ: «مثقال دينار من إيمان»

(4)

. وفي لفظ: «مثقال شعيرة من إيمان»

(5)

. وفي لفظ: «مثقال خردلة من إيمان»

(6)

. وفي لفظ: «انطلق فأَخرِجْ من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان»

(7)

.

(1)

في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«بني الإسلام على خمس» . وأثر معاذ وصله أبو عبيد في «الإيمان» (20)، وابن أبي شيبة (31000)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (773، 798)، وغيرهم بإسناد صحيح.

(2)

كتاب الإيمان.

(3)

البخاري (7439)، ومسلم (183) من حديث أبي سعيد بنحوه.

(4)

جزء من الحديث السابق، قبل ذكر مثقال الذرة.

(5)

البخاري (7510)، ومسلم (193/ 326) من حديث أنس.

(6)

جزء من الحديث السابق بعد ذكر مثقال الشعيرة. وجاء في رواية من حديث أبي سعيد أيضًا عند البخاري (6560) ومسلم (184/ 304).

(7)

جزء من حديث أنس السابق.

ص: 176

وفي لفظ: «إذا كان يوم القيامة شُفِّعتُ، فقلت: يا رب أَدخِل الجنة من كان في قلبه خردلة، فيدخلون، ثم أقول: أَدخِل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء» . قال أنس: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وفي لفظ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يَخْرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة» . ثم قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرَّة. ثم يخرج من النار مَن قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة»

(2)

.

وترجم البخاري على هذا الحديث: باب زيادة الإيمان ونقصانه، وقوله تعالى:{وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]، {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31]، وقال:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] فإذا ترك شيئًا من الكمال فهو ناقص.

وكل هذه الألفاظ التي ذكرناها في «الصحيحين» ، أو أحدهما.

والمراد بالخير في حديث أنس: الإيمان، فإنه هو الذي يخرج به من النار. وكل هذه النصوص صحيحة صريحة لا تحتمل التأويل في أن نفس الإيمان القائم [ق 235] بالقلب يقبل الزيادة والنقصان، وبعضَهم أرجح من بعض.

وقال البخاري في «صحيحه»

(3)

: قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من

(1)

البخاري (7509).

(2)

البخاري (44، 7410)، ومسلم (193/ 325).

(3)

كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبَط عملُه وهو لا يَشعُر. وأثر ابن أبي مليكة وصله محمد بن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (688)، والخلّال في «السنّة» (1081)، والحافظ في «تغليق التعليق» (2/ 52).

ص: 177

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحدٌ يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.

وقال البخاري أيضًا: «بابٌ الصلاة من الإيمان، وقولُه عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]، يعني صلاتكم عند البيت» ، ثم ذكر حديث تحويل القبلة

(1)

.

وأقدم من روي عنه زيادة الإيمان ونقصانه من الصحابة عمير بن حبيب الخطمي، قال الإمام أحمد

(2)

: حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخَطْمي، عن أبيه عن جده عُمَير بن حَبيب قال: الإيمان يزيد وينقص. قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وسبّحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا وضيَّعنا ونسينا فذلك نقصانه.

وقال أحمد

(3)

: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن طلحة، عن

(1)

برقم (40) من حديث البراء بن عازب.

(2)

في «كتاب الإيمان» ، ومن طريقه الخلّال في «السنة» (1141) والآجري في «الشريعة» (2/ 548). وأخرجه ابن أبي شيبة (30963)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (611، 658)، وابن بطّة في «الإبانة الكبرى» بتحقيق عادل آل حمدان (1214) من طرق عن حماد بن سلمة به. إسناده حسن، وعمير بن حبيب صحابي بايع تحت الشجرة.

(3)

في «كتاب الإيمان» ، ومن طريقه أخرجه الخلال في «السنة» (1584)، والآجري في «الشريعة» (2/ 585)، واللالكائي في «السنة» (5/ 1012). وأخرجه ابن أبي شيبة (31003) من طريق آخر عن محمد بن طلحة به. وهو منقطع، فإن ذَرّ بن عبد الله الهمداني لم يُدرك عمر.

ص: 178

زبيد، عن ذَرّ قال: كان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه: «هلمُّوا نزدد إيمانًا» ، فيذكرون الله تعالى.

وقال أحمد

(1)

: حدثنا وكيع عن شريك عن هلال عن عبد الله بن عكيم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول في دعائه: «اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا ــ أو قال: فهمًا ــ» .

وقال أحمد في رواية المرّوذي

(2)

: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام، حدثنا علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:«الإيمان نَزِهٌ، فمن زنى فارقه الإيمان، فإن لام نفسه ورجع راجعه الإيمان» .

وفي تفسير علي بن أبي طلحة

(3)

عن ابن عباس في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]، قال: إن الله بعث محمَّدًا صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله. فلما صدق به المؤمنون زادهم الصلاة، فلما صدقوا بها زادهم الصيام، فلما صدقوا به زادهم الزكاة، فلما صدقوا بها زادهم الحج، فلما صدقوا به

(4)

زادهم الجهاد، ثم أكمل لهم

(1)

في «الإيمان» ، ومن طريقه أخرجه الخلال في «السنة» (1120)، وعبد الله ابنه في «السنة» (774)، والآجري في «الشريعة» (2/ 585)، واللالكائي في «السنة» (5/ 1013)، وإسناده جيّد.

(2)

ومن طريقه أخرجه الخلّال في «السنة» (1259)، والآجرّي في «الشريعة» (2/ 596 - 597). وأخرجه أيضًا عبد الله بن أحمد في «السنة» (730) عن أبيه به، وابن أبي شيبة (17936) عن يزيد بن هارون به. وإسناده صحيح.

(3)

سقط «أبي» من الأصل. وتفسيره أسنده الطبري في «تفسيره» (21/ 246)، والآجري في «الشريعة» (2/ 556).

(4)

في الأصل: «بهم» خطأ.

ص: 179

دينهم فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]».

وقال إسماعيل بن عياش: حدثني صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن ربيعة الحضرمي، عن أبي هريرة قال:«الإيمان يزداد وينقص»

(1)

.

وقال إسماعيل أيضًا: عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن أبي هريرة وابن عباس قالا:«الإيمان يزداد وينقص»

(2)

.

وقال الإمام أحمد في رواية المرُّوذي

(3)

: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا جرير بن حازم، عن فضيل بن يسار قال: قال محمد بن علي: «هذا الإسلام» ودَوَّر دارةً، ودور في وسطها أخرى وقال:«هذا الإيمان» ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن» ، قال: يخرج من

(1)

أخرجه عبد الله بن أحمد (609)، والخلال (1118) كلاهما في «السنة» ، والآجري في «الشريعة» (2/ 581 - 582)، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش به.

(2)

أخرجه ابن ماجه (74)، والآجري في «الشريعة» (2/ 583)، والبيهقي في «الشعب» (52)، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش به. إسناده واه، فإن عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف متروك الحديث.

(3)

ومن طريقه أخرجه الخلّال في «السنة» (1280)، والآجري (2/ 592). وأخرجه عبد الله في «السنة» (734) عن أبيه به. وأخرجه هو (703)، والبزار (9436)، وابن المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (563) من طرق أخرى عن فضيل بن يسار به. ومحمد بن علي وهو أبو جعفر الباقر، الإمام الفقيه من سادات التابعين.

والأثر طعن فيه المروزي (ص 575) لكون فضيل بن يسار رافضيًّا، وأسند عن موسى بن إسماعيل التبوذكي أنه قال: كان رجلَ سوء.

ص: 180

الإيمان إلى الإسلام ولا يخرج من

(1)

الإسلام، «فإذا تاب تاب الله عليه» ، قال: رجع إلى الإيمان.

وقال أحمد في رواية المرُّوذي

(2)

: حدثنا يحيى بن سعيد عن أشعت عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُنزَع منه الإيمان، فإن تاب أعيد إليه» . ورواه يحيى بن سعيد عن عوف عن الحسن قوله

(3)

، وهو أشبه.

وقال محمد بن سليمان لُوَين: سمعت سفيان بن عيينة غير مرة يقول: الإيمان قول وعمل، وأخذناه ممن قبلنا، قيل له: يزيد وينقص؟ قال: فأي شيءٍ إذًا؟!

(4)

وقال مرة وسئل: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: «أليس تقرأون القرآن: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} [آل عمران: 173]: في غير موضع؟ قيل: ينقص؟ قال: ليس شيء يزيد إلا وهو ينقص

(5)

.

وقال عبد الرزاق: سمعتُ سفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وابن جريج ومعمرًا يقولون: «الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص»

(6)

.

(1)

«الإيمان إلى الإسلام ولا يخرج من» ساقط من ط. الفقي، فانقلب المعنى.

(2)

ومن طريقه أخرجه الخلال في «السنة» (1269)، والآجري في «الشريعة» (2/ 598). وهو مرسل، ولكن سبق نحوه موصولًا في حديث أبي هريرة.

(3)

«السنة» للخلال (1268)، و «الشريعة» (2/ 599).

(4)

أسنده عبد الله في «السنة» (716)، والآجري (2/ 604)، وعنه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1249).

(5)

أسنده الآجرّي (2/ 605)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1225).

(6)

أسنده عبد الله في «السنة» (704)، والآجري (2/ 606)، وابن بطة (1192)، واللالكائي (1735 - 1737) من طُرق عن عبد الرزاق به.

ص: 181

وقال الحميدي: سمعت ابن عيينة يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمد لا تقُل: يزيد وينقص، فغضب وقال: اسكت يا صبي! بلى، حتى لا يبقى منه شيء

(1)

.

وقال أبو داود

(2)

: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

[وقال أبو داود

(3)

: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا عبد الله بن نافع قال: كان مالك يقول: «الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص» ]

(4)

.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: «الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص» . ذكره الحاكم في «مناقبه»

(5)

.

وقال أبو عمرو الزبيري

(6)

: قال رجل للشافعي: أي الأعمال عند الله

(1)

أسنده الآجري (2/ 607) ــ وعنه ابن بطة (1237) ــ، واللالكائي (1745).

(2)

في «مسائل أحمد» بروايته (ص 364)، وأسنده من طريقه الآجري (2/ 608)، وابن بطة (1193).

(3)

في «مسائل أحمد» (ص 365)، وأسنده عنه الآجري (2/ 608).

(4)

ما بين الحاصرتين من (هـ)، وليس فيها قول أحمد بن حنبل في الفقرة السابقة، وهما على التوالي في «الشريعة» للآجري، والمؤلف صادر عنه.

(5)

وعنه البيهقي في «مناقب الشافعي» (1/ 385) وفي «معرفة السنن» (1/ 192).

(6)

في الأصل: «أبو عمر النهدي» ، وفي «مناقب الشافعي» المطبوع:«أبو محمد الزبيري» ، والمثبت من (هـ)، ولم أتبيّن الصواب.

ص: 182

أفضل؟ قال: ما لا يُقبَل عمل إلا به. قال: وما ذاك؟ قال: الإيمان بالله هو أعلى الأعمال درجةً وأشرفها منزلةً وأسناها حظًّا. قال الرجل: ألا تخبرني عن الإيمان: قول وعمل، أو قول بلا عمل؟ قال الشافعي: الإيمان عمل لله، والقول بعض ذلك العمل، ثم احتج عليه. ذكره الحاكم عنه

(1)

.

وقال أحمد

(2)

: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ما نقصت أمانة عبد إلا نقص إيمانه.

وقال وكيع: حدثنا إسرائيل، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبير:{وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]، قال: ليزداد إيمانًا

(3)

.

وقال الإمام أحمد

(4)

: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد: أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان؟ فقرأ عليه:

(1)

ومن طريق الحاكم أسنده البيهقي في «مناقب الشافعي» (1/ 387 - 388).

(2)

رواه عنه ابنه في «السنة» (772)، والخلال (1033)، والآجري (2/ 608 - 609) وابن بطة (1230). وأخرجه ابن أبي شيبة (30959) عن وكيع به.

(3)

أخرجه عبد الله (775) والخلال (1123) كلاهما في «السنة» ، والآجري (2/ 610) كلهم من طريق وكيع به. وأخرجه الطبري في «تفسيره» (4/ 631 - 632) من طرق عن سعيد بن جبير، ولفظ بعضها:«ليزداد يقيني» .

(4)

في «كتاب الإيمان» ، ومن طريقه أخرجه الخلّال في «السنة» (1197) والآجري (2/ 616) وابن بطّة (1141)، وهو في «الجامع» لمعمر بن راشد (20110)، وأخرجه الحاكم (2/ 272) من طريق آخر عن عبد الكريم الجزري به، وقال:«صحيح على شرط الشيخين» فتعقبه الذهبي فقال: «كيف وهو منقطع؟!» أي بين مجاهد وأبي ذر. انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 205).

ص: 183

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة: 177] حتى ختم الآية. احتج به أحمد في كتاب «الرد على المرجئة»

(1)

.

ورواه جعفر بن عون عن المسعودي عن القاسم [ق 236] عن أبي ذر بمثله

(2)

.

وقال يحيى بن سليم الطائفي: قال هشام عن الحسن: «الإيمان قول وعمل» ، فقلت لهشام: فما تقول أنت؟ فقال: «قول وعمل»

(3)

.

وقال الحميدي: سمعت وكيعًا يقول: «أهل

(4)

السنة يقولون الإيمان قول وعمل، والمرجئة يقولون: الإيمان قول، والجهمية يقولون: الإيمان المعرفة»

(5)

.

(1)

هو «كتاب الإيمان» كما في «الشريعة» للآجري (2/ 616)، والمؤلف صادر عنه. وهو الذي أورده الخلّال بتمامه في «كتاب السنة» من رواية المرّوذي، وسمّاه «كتاب الإيمان» و «كتاب الإرجاء». انظر:«السنة» (4/ 55، 5/ 80).

(2)

أخرجه الآجري في «الشريعة» (2/ 616 - 617) وابن بطة (1142) من هذا الطريق. وأخرجه إسحاق بن راهويه ــ كما في «المطالب العالية» (12/ 428) ــ، وعنه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (408)، من طريقين آخرين عن المسعودي به. قال الحافظ ابن حجر:«هذا منقطع» ، وذلك أن القاسم بن عبد الرحمن المسعودي لم يُدرك أبا ذر.

(3)

أخرجه الآجري في «الشريعة» (2/ 641) وابن بطة (1181). وأخرجه عبد الله في «السنة» (616، 694) وابن بطة (1191) مقتصرًا على قول الحسن.

(4)

في الطبعتين: «وأهل» خلافًا للأصل، وإنما فيه ضمّة على اللام مِن «يقولُ» فظنّها المحققان واوًا.

(5)

أسنده الآجري (2/ 640)، وابن بطة (1175)، واللالكائي (1837).

ص: 184

وصح عن الحسن أنه قال: «ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل»

(1)

، ونحوه عن سفيان الثوري

(2)

.

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العمل تصديقًا في قوله: «والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه»

(3)

.

وأما الحديث الذي رواه ابن ماجه في «سننه»

(4)

من حديث عبد السلام بن صالح عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان» . قال عبد السلام بن صالح: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبَرَأ= فهذا حديث موضوع ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

. قال بعض أئمة الحديث: لو قرئ هذا على مجنون لبرأ لو سَلِم من عبد السلام، وهو المتَّهم به. وفي الحق ما يغني عن الباطل، ولو كنا ممن يحتج بالباطل ويستحلّه لروَّجنا هذا الحديث وذكرنا بعض من أثنى على عبد السلام، ولكن نعوذ بالله من هذه الطريقة، كما نعوذ به من طريقة تضعيف الحديث الثابت وتعليله إذا خالف قول إمام معين، وبالله التوفيق.

(1)

أخرجه ابن أبي شيبة (30988)، والخطابي في «غريب الحديث» (3/ 101) وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1178)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (65) من طرق عن الحسن.

(2)

أخرجه الآجري (2/ 606) وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1226)، ولفظه:«إن الإيمان ما وقر في الصدر وصدّقه العمل» .

(3)

أخرجه البخاري (6243) ومسلم (2657) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(4)

برقم (65).

(5)

انظر: «الموضوعات» لابن الجوزي (1/ 185).

ص: 185