الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام، نُسلّم على من لقيناه».
32 -
باب السلام على أهل الذمة
666/ 5043 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اليهود إذا سَلَّم عليكم أحَدُهم، فإنَّما يقول: السَّامُ عليكم، فقُولوا: وعَلَيْكم»
(1)
.
قال أبو داود: وكذلك رواه مالك
(2)
عن عبد الله بن دينار. ورواه الثوري عن عبد الله بن دينار قال فيه: «وعليكم» .
وأخرجه الترمذي والنسائي
(3)
، ولفظ الترمذي وفي لفظ لمسلم والنسائي
(4)
: «فقل: عليك» بغير واو.
وحديث مالك الذي أشار إليه أبو داود أخرجه البخاري في «صحيحه»
(5)
.
(1)
كذا في «المختصر» المطبوع والمخطوط وأكثر الأصول الخطية «للسنن» ، منها نسخة من رواية المنذري بإسناده إلى اللؤلؤي. وفي نسخة بخط الحافظ ابن حجر:«عليكم» بدون الواو، وهو الصواب على ما يبدو من كلام أبي داود الآتي وتنظيره لهذه الرواية برواية مالك وهي بدون الواو.
(2)
في «الموطأ» برواية يحيى الليثي (2759)، وبرواية الشيباني (913)، وبرواية أبي مصعب الزهري (2021)؛ بإسقاط الواو.
(3)
أبو داود (5206) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والترمذي (1603) والنسائي في «الكبرى» (10138) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، والنسائي (10139، 10140) أيضًا من طريق السفيانين، كلهم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
(4)
مسلم (2164/ 8) والنسائي (10138)، كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار به.
(5)
برقم (6257) عن عبد الله بن يوسف التنّيسي عن مالك بلفظ: «فقل: وعليك» . وأخرجه (6928) مقرونًا مع رواية سفيان الثوري من رواية يحيى بن سعيد القطّان عنهما بإسقاط الواو.
وأخرجه أيضًا الدارمي (2677)، والجوهري في «مسند الموطأ» (478)، والبيهقي (9/ 203) من طرق عن مالك بإسقاط الواو.
وحديث سفيان الثوري أخرجه البخاري ومسلم
(1)
.
وأخرجه النسائي
(2)
من حديث سفيان بن عيينة بإسقاط الواو.
وقال الخطابي
(3)
: هكذا يرويه عامة المحدثين «وعليكم» بالواو. وكان سفيان بن عيينة يرويه «عليكم» بحذف الواو، وهو الصواب. وذلك أنه إذا حذف الواو: صار قولُهم الذي قالوه بعينه مردودًا عليهم، وبإدخال الواو يقع الاشتراك معهم والدخولُ فيما قالوه، لأن الواو حرف العطف والاجتماع بين الشيئين.
قال ابن القيم رحمه الله
(4)
: قلت: معنى ما أشار إليه الخطابي أن الواو في مثل هذا تقتضي تقرير الجملة الأولى وزيادة الثانية عليها، كما إذا قلت: زيد كاتب، فقال المخاطَب: وشاعر وفقيه، اقتضى ذلك تقريرَ كونه كاتبًا وزيادةَ كونه شاعرًا وفقيهًا، وكذلك إذا قلت لرجل: فلان أخوك، فقال: وابن عمي،
(1)
البخاري (6928) مقرونًا برواية مالك بإسقاط الواو، ومسلم (2164/ 9) بإثبات الواو. وأخرجه أيضًا أحمد (5221، 5938)، وابن أبي شيبة (26276)، والنسائي (10140)، والبيهقي (9/ 203)، من طرق عن سفيان الثوري بإثبات الواو.
(2)
«الكبرى» (10139).
(3)
«معالم السنن» (8/ 75).
(4)
وقد تكلم المؤلف على هذه المسألة في «بدائع الفوائد» (2/ 665 - 668) بنحو ما هنا ثم قال في آخره: «وقد ذكرنا هذه المسألة مستوفاة بما أمكننا في كتاب تهذيب السنن» .
كان تقريرًا لكونه أخاه وزيادةَ كونِه ابنَ عمّه.
ومن هاهنا استنبط أبو القاسم السُّهَيلي
(1)
أن عدة أصحاب الكهف سبعة، قال: لأن الله تعالى حكى قول من قال: ثلاثة، وخمسة، ولم يذكر الواو في قوله:{رَابِعُهُمْ}
(2)
و {سَادِسُهُمْ} وحكى قول من قال: سبعة، ثم قال:{وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} . قال: لأن الواو عاطفة على كلام مضمر، تقديره: نعم وثامنهم كلبهم، وذلك أن قائلًا لو قال: إن زيدًا شاعر، فقلت له: وفقيه، كنتَ قد صدَّقته، كأنك قلت: نعم هو كذلك وفقيه أيضًا.
وفي الحديث: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتوضأ بما أفضلت الحمر؟ فقال: «وبما أفضلت السباع» ، يريد: نعم وبما أفضلت السباع. خرَّجه الدارقطني
(3)
.
وفي التنزيل: {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ} [البقرة: 126] هو من هذا الباب.
وفيما قاله السهيلي نظر، فإن هذا إنما يتم إذا كان حرف العطف بين كلامين لمتكلِّمَين، وهو نظير ما استشهد به. وأما إذا كان مِن متكلم واحدٍ لم يلزم ذلك، كما إذا قلت: زيد فقيه وكاتب وشاعر. والآية ليس فيها أن
(1)
في «الروض الأُنُف» (2/ 62).
(2)
في الأصل: «ورابعهم» خطأ.
(3)
برقم (175 - 177) من طريقين ضعيفين عن داود بن الحُصين، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه. والحصين والد داود أيضًا ضعيف، ضعّفه البخاري والرازيّان في آخرين. وانظر:«البدر المنير» (1/ 467).