المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌حرف العين

- ‌الكتاب الأول: في العِلْم

- ‌الفصل الأول: في الحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آداب العالم

- ‌الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم

- ‌الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله

- ‌الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل السادس: في رفع العلم

- ‌الكتاب الثاني: في العَفْو والمغفِرة

- ‌الكتاب الثالث: في العتق والتدبير، والكتابة، ومصاحبة الرقيق

- ‌الباب الأول: في مصاحبة الرقيق، وآداب الملكة

- ‌[النوع] الأول: في حسن الملكة

- ‌[النوع] الثاني: في العَفْو عنه

- ‌[النوع] الثالث: في الكُسْوة والطعام والرِّفْق

- ‌[النوع] الرابع: في الضرب

- ‌[النوع] الخامس: في القذف

- ‌[النوع] السادس: في التسمية

- ‌[النوع] السابع: فيمن أعتق جاريته وتزوجها

- ‌[النوع] الثامن: في العبد الصالح

- ‌[النوع] التاسع: في العبد الآبق

- ‌الباب الثاني: في العتق

- ‌الفصل الأول: في عتق المشترك

- ‌الفصل الثاني: في العتق عند الموت

- ‌الفصل الثالث: في عتق أُمّ الولد

- ‌الفصل الرابع: فيمن ملك ذا رحم

- ‌الفصل الخامس: فيمن مَثَّل بعبده

- ‌الفصل السادس: في العتق بشرط

- ‌الفصل السابع: في عتق ولد الزنا

- ‌الفصل الثامن: في العتق عن الميت

- ‌الفصل التاسع: في مال المُعْتَق وولده

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث مفردة

- ‌الباب الثالث: في التدبير

- ‌الباب الرابع: في المكاتب

- ‌الكتاب الرابع: في العدَّة والاسْتبراء

- ‌الباب الأول: في مقدارهما

- ‌الفصل الأول: في عِدَّة المطلقة والمختلعة

- ‌الفصل الثالث: في الاستبراء

- ‌الباب الثاني: في أحكام المعتدَّات

- ‌الفصل الأول: في السكنى والنفقة

- ‌الفرع الأول: في المطلقة

- ‌الفرع الثاني: في المتوفى عنها

- ‌الفصل الثاني: في الإحْداد

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الكتاب الخامس: في العاريَّة

- ‌الكتاب السادس: في العُمْرى والرُّقْبَى

- ‌حرف الغين

- ‌عدد غزوات النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بدر

- ‌حديث بني النّضير

- ‌إجْلاء يهود المدينة

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌قتل أبي رافع: عبد الله بن أبي الحقيق

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة الرَّجيع

- ‌غزوة بئر معونة

- ‌غزوة فَزارة

- ‌غزوة الخندق، وهي الأحزاب

- ‌غزوة ذات الرِّقاع

- ‌غزوة بني المُصْطَلِق من خزاعة

- ‌غزوة أنْمَار

- ‌غزوة الحُدَيْبِيَة

- ‌غزوة ذي قَرَد

- ‌غزوة خَيْبر

- ‌عُمْرَة القَضَاء

- ‌غزوة مُؤتة من أرض الشام

- ‌بعث أسامة بن زيد

- ‌غزوة الفَتْح

- ‌غزوة حُنَين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌غزوة الطائف

- ‌بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حَجَّة الوداع

- ‌قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخَلَصة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌غزوة تَبُوك

- ‌الكتاب الثالث: في الغضب والغَيْظ

- ‌الكتاب الرابع: في الغَضْب

- ‌الكتاب الخامس: في الغيبة والنميمة

- ‌الكتاب السادس: في الغِنَاء واللَّهْو

- ‌الكتاب السابع: في الغَدْر

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها غين، ولم ترد في حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب

- ‌الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة

- ‌الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقاً

- ‌الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌البقرة وآل عمران

- ‌آية الكرسي

- ‌النساء

- ‌الكهف

- ‌يس

- ‌الدُّخَان

- ‌الواقعة

- ‌الحشر

- ‌تبارك

- ‌إذا زلزلت

- ‌الإخلاص

- ‌المعوذتان

- ‌سورة مشتركة

- ‌الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌إبراهيم [عليه السلام] وولده

- ‌موسى [عليه السلام]

- ‌يُونُس [عليه السلام]

- ‌داود [عليه السلام]

- ‌سُلَيْمان [عليه السلام]

- ‌أيُّوب [عليه السلام]

- ‌عيسى [عليه السلام]

- ‌الخَضِر [عليه السلام]

- ‌التَّخْيير بين الأنبياء

- ‌الباب الثالث: في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌نوعٌ ثامن متفرق

- ‌الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم

- ‌الفصل الأول: في فضائلهم مجملاً

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم

- ‌الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوعٌ سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم

- ‌القسم الأول: في الرجال، وأولهم:

- ‌أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه

الفصل: ‌عثمان بن عفان رضي الله عنه

(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ورواه الخطيب في " تاريخ بغداد " 7 / 135 في ترجمة برية بن محمد بن أبي القاسم البيع بسنده إلى عائشة، وقال: حديث برية عن إسماعيل بن محمد الصفار أحاديث باطلة موضوعة، ونقل السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " 1 / 304 عن الخطيب أنه قال: حديث موضوع، وأقره.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرجه الخطيب في تاريخه (7/135) وقال: موضوع، وانظر اللآليء المصنوعة (1/304) .

ص: 632

‌عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

6467 -

(م) سعيد بن العاص رضي الله عنه أن عثمانَ وعائشةَ حدّثاه «أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق استأذن على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع

⦗ص: 633⦘

على فراشِه، لابس مِرْطَ عائشة، فأَذِنَ لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إِليه حاجتَه ثم انصرف، ثم استأذن عمرُ، فأذِن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمانُ: ثم استأذْنتُ عليه، فجلس وقال لعائشة: اجمعي عَلَيْكِ ثِيابَكِ، قال: فقضيتُ إليه حاجتي، ثم انصرفتُ، فقالت عائشةُ: يا رسولَ الله، ما لي لَمْ أَركَ فَزِعتَ لأبي بكر وعمر، كما فَزِعْتَ لعثمان؟ فقال: إن عثمان رَجُل حَييّ، وإني خَشيتُ إنْ أذِنتُ له على تلك الحال: أن لا يَبْلُغَ إِليَّ في حاجته» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(المِرط) : الكساء من الخزِّ والصوف يُؤتَزر به.

(فزعت) لمجيء فلان، أي: تأهَّبتُ له متحوِّلاً من حال إلى حال، يقال: فزع من نومه: إذا استيقظ، فانتقل من حال النوم إلى حال اليقظة.

(1) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (1/71)(514) و (6/155) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عُقيل. وفي (1/71)(515) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري في الأدب المفرد (600) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (7/117) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عُقيل بن خالد. (ح) وحدثناه عمرو الناقد، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان.

كلاهما - عُقيل، وصالح - عن ابن شهاب، قال: أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص، أخبره، فذكره.

(*) أخرجه أحمد (6/155) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (6/167) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.

كلاهما - ابن أبي ذئب، ومعمر- عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن عائشة، فذكرته. وفي رواية ابن أبي ذئب: يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة.

ص: 632

6468 -

(م) عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعاً في بيته، كاشفاً عن فخذيه - أو ساقيه - فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثُمَّ استأذن عُمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدَّث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وسَوَّى ثيابه، قال

⦗ص: 634⦘

محمد - يعني ابن أبي حَرْملةَ - ولا أقول ذلك في يوم واحد، فدخل فتحدَّث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تَهِشَّ ولم تُبالِهِ، ثم دخل عمر، فلم تَهِشَّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلسْتَ وسوّيتَ ثيابكَ؟ فقال: ألا أستَحيي ممن تستَحي منه الملائكة» أخرجه مسلم (1) .

وقد جعل الحميديُّ هذا الحديث والذي قبله حديثاً واحداً، وقال: ومنهم من أخرج الرواية الأولى في مسند عثمان.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(هَشَّ) لهذا الأمر، واهتش: إذا ضحك له وفرح به.

(لم تُباله) أي: لم تحتشم له وتتأهَّب لحضوره.

(1) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (603) قال: حدثنا أبو الربيع. ومسلم (7/116) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر.

خمستهم - أبو الربيع، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقُتيبة، وابن حُجر- عن إسماعيل بن جعفر. قال: حدثني محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكروه.

ص: 633

6469 -

(خ ت) عثمان بن عبد الله بن موهب رحمه الله قال: «جاء رجل من أهل مِصْرَ يريد حجَّ البيت، فرأى قوماً جلوساً، فقال: مَنْ هؤلاء القوم؟ قالوا: هؤلاء قريش، قال: فَمَنِ الشيخُ منهم؟ قالوا: عبد الله بنُ عمر، قال: يا ابنَ عمر، إني سائلك عن شيء، فحدِّثْني: هَلْ تعلم أن عثمان فَرَّ يومَ أُحد؟ قال: نعم، قال: هَلْ تعلم أنَّهُ تغيَّبَ عن بَدْر ولم يشهدْ؟ قال: نعم، قال:[هل] تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرِّضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، قال ابنُ عمر: تعالَ أُبَيِّنْ لك، أمَّا فِرَارُهُ يومَ

⦗ص: 635⦘

أُحد، فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه [وغفر له] ، وأما تَغَيُّبُهُ عن بدر، فإنه كان تحته رُقيِّةُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن لكَ أَجْرَ رَجُل مِمَّن شهد بدراً وسهمَه، وأما تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرضوان، فلو كان أحَد أعزَّ ببطنِ مكة من عثمان لبعثه، فبعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عثمان، وكانت بيعةُ الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكةَ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: هذه يَدُ عثمان، فضرب بها على يده، وقال: هذه لعثمان، ثم قال ابن عمر: اذهب بها الآن معك» . أخرجه البخاري والترمذي - وزاد الترمذي بعد قوله: «فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه» قال: «وغَفَرَ له» (1) .

وزاد رزين، وتلا {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] .

(1) رواه البخاري 7 / 48 و 49 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي الجهاد، باب إذا بعث الإمام رسولاً في حاجة أو أمر بالمقام هل يسهم له؟ ، وفي المغازي، باب قول الله تعالى:{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان} ، والترمذي رقم (3709) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/101)(5772) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة وفي (2/120)(6011) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو معاوية يعني شيبان. والبخاري (4/108و5/18) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (5/125) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا أبو حمزة. والترمذي (3706) قال: حدثنا صالح بن عبد الله، قال: حدثنا أبو عوانة.

ثلاثتهم - أبو عوانة، وأبو معاوية، وأبو حمزة - عن عثمان بن عبد الله بن موهب، فذكره.

ص: 634

6470 -

(ت) عبد الرحمن بن سمرة (1) رضي الله عنهما قال: «جاء

⦗ص: 636⦘

عثمانُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بألفِ دِينار - قال الحسن بن واقع في موضع آخر من كتابي: في كُمِّه - حين جَهَّزَ جيشَ العُسْرة، فنثرها في حَجْره.

قال عبد الرحمن: فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقلِّبها في حَجره، ويقول: ما ضَرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليوم - مرتين» أخرجه الترمذي (2) .

(1) في الأصل: عبد الله بن سمرة، والتصحيح من الترمذي وكتب الرجال.

(2)

في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 63، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/63) قال: حدثنا هارون بن معروف (قال عبد الله بن أحمد) وسمعته أنا من هارون بن معروف. والترمذي (3701) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا الحسن بن واقع الرملي.

كلاهما - هارون والحسن - عن ضمرة، قال: حدثنا عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، فذكره.

ص: 635

6471 -

(ت) عبد الرحمن بن خباب رضي الله عنه قال: «شهدتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَحُثُّ على تجهيز جيش العسرة، فقام عثمانُ بنُ عفان، فقال: يا رسولَ الله، عليَّ مائةُ بعير بأحْلاسِها وأقْتَابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيش، فقام عثمانُ فقال: يا رسولَ الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيش، فقام عثمان بن عفان، فقال: عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر، وهو يقول: ما على عثمان ما فعل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه؟» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الأحلاس) : الأكسية التي تكون على ظهور الإبل تحت الرِّحال

⦗ص: 637⦘

والأقتاب، واحدها: حِلس.

(1) رقم (3701) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده مجهول، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة - يعني الحديث الذي قبله -. أقول: فهو شاهد له بالمعنى، وهو به حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه عبد بن حميد (311) قال: حدثنا سليمان بن داود، والترمذي (370) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود، وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (4/75) قال: حدثني أبو موسى العنزي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوراث.

كلاهما - سليمان بن داود أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد - عن السكن عن المغيرة، قال: حدثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، فذكره.

(*) أخرجه عبد الله بن أحمد (4/75) قال: حدثني أبو موسى العنزي. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا سكن بن المهغيرة، قال: حدثنا الوليد بن هشام، وطلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمى، فذكره الحديث.

ص: 636

6472 -

(ت) طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لكلِّ نبي رفيق، ورفيقي يعني في الجنة عثمانُ» أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (3699) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده جهالة وانقطاع وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع، ورواه الحاكم 3 / 97 في جملة حديث في قصة حصر عثمان، وصححه، وتعقبه الذهبي وقال: قاسم بن الحكم، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره الحافظ في " الفتح " ونسبه لابن مندة وسكت عليه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3698) قال:حدثنا أبو هشام الرفاعي،قال:حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب فذكره.

(*) قال الترمذي: هذا حديث غريب، ليس إسناده بالقوي،وهو منقطع.

ص: 637

6473 -

(س) الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال: «خرجنا حُجَّاجاً، فَقَدِمنَا المدينةَ ونحن نريدُ الحجَّ، فبينا نحنُ في منازلنا نَضَعُ رِحَالَنَا إذْ أتانا آت، فقال: إن الناسَ قد اجتمعوا في المسجد وفزِعوا، فانطلقنا، فإذا الناسُ مجتمعون على بئر في المسجد، فإذا عليّ والزبيرُ وطَلحةُ وسعدُ بنُ أبي وقاص؛ فإنَّا لكذلك إذْ جاء عثمان وعليه مُلاءَة صَفراءُ، قد قَنَّع بها رأسه، فقال: أَهاهنا عليّ؟ [أهاهنا طلحة] ؟ أهاهنا الزبير؟ أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: فإني أنْشُدُكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ يبتاع مِرْبدَ بني فُلان غَفَر الله له؟ فابتعتُه بعشرين ألفاً - أو بخمسة وعشرين ألفاً - فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه، فقال: اجعله في مسجدنا وأجرُه لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنْشُدُكم بالله الذي

⦗ص: 638⦘

لا إِله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ يَبتاع بِئر رُومَةَ، غَفَرَ الله له؟ فابتعتُها بكذا وكذا، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: قد ابتعتُها بكذا وكذا، قال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرُها لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنْشُدُكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم، فقال: مَنْ يُجَهِّز هؤلاء غَفَرَ الله له؟ - يعني جيشَ العسرة - فجهزتُهم، حتى لم يَفقِدوا عِقالاً، ولا خِطاماً؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(المِرْبَد) : موقف الإبل.

(المُلاءة) : الإزار يرتَدى به، ويُتَّشَحُ به.

(أَنْشُدُكم) أي: أسألكم وأُقسم عليكم.

(1) 6 / 46 و 47 في الجهاد، باب فضل من جهز غازياً، وفي إسناده عمرو بن جاوان التميمي البصري، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. أقول: ولكن يشهد له معنى حديث أبي عبد الرحمن السلمي الآتي رقم (6463) فهو به حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (1/70)(511) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة. والنسائي (6/46و234) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثناعبد الله بن إدريس. وفي (6/233)، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي. وابن خزيمة (2487) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس.

ثلاثتهم - أبو عوانة، وعبد الله، وسليمان - عن حصين بن عبد الرحمن بن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس.

(*) في رواية أبي عوانة، ورواية النسائي (6/46) اسمه (عمرو بن جاوان) .

قلت: عمرو بن جاوان، ولم يويقه غير ابن حبان.

ص: 637

6474 -

(ت س) ثمامة بن حَزْن القشيري رحمه الله قال: «شهدتُ يومَ الدارِ، حين أشرَف عليهم عثمان، فقال: ائتوني بصاحِبَيْكم اللَّذَيْنِ أَلَّبا [كم] عليّ، فجيءَ بهما كأنهما جملان - أو كأنهما حِمَاران -[قال: فأشرف عليهم

⦗ص: 639⦘

عثمانُ] ، فقال: أَنْشُدُكم بالله والإسلام - زاد رزين: ولا أَنْشُدُ إلا أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: هل تَعْلَمُونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ وليس بها ماء يُستَعذَبُ إِلا بئرَ رُومةَ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يشتريها ويجعلُ دَلْوَه فيها مع دِلاءِ المسلمين بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتُها مِنْ [صُلْبِ] مالي، وأنا اليوم أُمنَعُ أنْ أشربَ منها حتى أشربَ من ماءِ الملح (1) ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنْشُدُكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يشتري بُقْعَةَ آل فلان، فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتُها من صلب مالي، وأنا اليومَ أُمْنَعُ أن أُصلِّيَ فيه ركعتين؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأَنْشُدُكم [بالله والإِسلام]، هل تعلمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ جَهَّزَ جيش العُسْرَة وجبت له الجنة، وجهزتهُ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنْشُدُكم بالله [والإسلام] ، هل تعلمون أني كنتُ على ثَبِير مكة مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمرَ، فتحرَّكَ الجبلُ، حتى تساقطت حجارته بالحضيض، فركضَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: اسْكُنْ ثبيرُ، فإنما عليك نبيّ وصِدِّيق وشَهيدانِ؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال: الله أكبر، شَهِدُوا لي بالجنة وربِّ الكعبة - ثلاثاً» .

وفي رواية «شهدوا لي وربِّ الكعبة أني شهيد - ثلاثاً» .

أخرجه الترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي قوله: «ائتوني بصاحبيكم

⦗ص: 640⦘

إلى قوله: كأنهما حِمارَانِ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أَلّبْتُ) عليه الناس، أي: جمعتُهم عليه، وحملتهم على قصده، وصار القوم على فلان ألْباً واحداً، أي: اجتمعوا عليه يقصدونه.

(ماءٌ ملح) أي: شديد الملوحة، ويقال أيضاً: ماءٌ مالح، والأول أفصح.

(استُعذِب الماء) أي: وُجد عَذباً، وهو الماء الشروب الحُلْو الطيِّب.

(الحضيض) : ضد الأوج، وهو أسفل كل عالٍ، كما أن الأوج: أعلاه.

(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: حتى أشرب من ماء البحر.

(2)

رواه الترمذي رقم (3704) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، والنسائي 6 / 235 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد بمعناه، منها الذي قبله والذي بعده، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عثمان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3703) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، وعباس بن محمد الدوري، وغير واحد، قالوا: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي حجاج المنقري، وعبد الله بن أحمد (1/74) (555) قال: حدثني محمد ابن أبي بكر بن علي المقدمي. قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا هلال بن حق. والنسائي (6/235) قال: أخبرني زياد بن أيوب. قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي الحجاج. وابن خزيمة (2492) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، قال: حدثنا يحيى بن أبي الحجاج.

كلاهما - يحيى، وهلال - عن أبي مسعود الجريري، عن ثمامة بن حزن، القشيري، فذكره.

ص: 638

6475 -

(ت خ س) أبو عبد الرحمن السلمي قال: «لمَّا حُصِرَ عثمان رضي الله عنه أشرفَ عليهم فوق دَارِهِ، ثم قال: أُذكِّرِكم بالله، هل تعلمونَ [أن] حِراءَ حين انتفض قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اثبُتْ حراءُ، فليس عليك إلا نبيّ أو صِدِّيق أو شهيد؟ قالوا: نعم، قال: أُذكِّركم بالله، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في جيش العُسرة: مَن يُنْفِقُ نفقة مُتَقَبَّلة - والناس مُجْهَدُونَ مُعْسِرُونَ - فجهزتُ ذلك الجيش؟ قالوا: نعم، ثم قال:

⦗ص: 641⦘

أذكِّركم بالله، هل تعلمون أن رُومَةَ، لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتُها فجعلتُها للغني والفقير وابنِ السبيل؟ قالوا: اللهم نعم، وأشياءَ عدَّها» هذه رواية الترمذي (1) .

وفي رواية البخاري «أن عثمانَ حين حُوصِرَ أشْرَفَ عليهم، فقال: أَنْشُدُكم بالله - ولا أَنشُدُ إلا أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ألستُم تعلمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ جَهَّزَ جيش العسرة فله الجنة، فجهَّزتُهم؟ ألستم تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن حفر بِئر رُومة فله الجنة، فحفرتُها؟ قال: وصَدَّقوه بما قال» (2) .

وفي رواية النسائي قال: «لما حُصِرَ عثمان في داره اجتمع الناس حول داره، [قال:] فأشرف عليهم

» وساق الحديث. هكذا قال النسائي ولم يذكر لفظه (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(جَهَدَ) الرجل فهو مجهود: إذا وجد مشقة، وهو من الجَهد، وجهد

⦗ص: 642⦘

الناس: إذا قحطوا فهم مجهودون، فأما أجْهَد فهو مُجْهَد، فإنما يكون على تقدير أنه وقع في الجهد، وهو المشقة، وكذلك مجهِد - بالكسر - أي: إنه ذو جَهد ومشقة، أو هو من أَجْهَدَ دابته: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، ورجل مجهَد ومجهِد: إذا كان ذا دابة ضعيفة، فاستعاره للحال في قلة المال ونحوه.

(وابنُ السبيل) السبيل: الطريق، وابن السبيل: هو المسافر، كأنه للزومه السفر والطريق نسب إليها.

(1) رقم (3700) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه.

(2)

ذكره البخاري تعليقاً 5 / 305 في الوصايا، باب إذا وقف أرضاً أو بئراً أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين، قال الحافظ في " الفتح ": وقد وصله الدارقطني والإسماعيلي وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي عن عبدان بتمامه.

(3)

6 / 236 و 237 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح أخرجه البخاري (4/15) قال: وقال عبدان، أخبرني أبي، عن شعبة. والترمذي (3699) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة والنسائي (6/236) قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: حدثني محمد بن سلمة، قال: حدثني أبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (2491) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي إسرائيل الملائي بالرملة: قال: حدثنا عمرو بن عثمان، وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبيد الله وهو ابن عمرو عن زيد، وهو ابن أبي أنيسة.

كلاهما- شعبة، وزيد - عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمى، فذكره.

ص: 640

6476 -

(س) أبو سلمة بن عبد الرحمن «أَنَّ عثمانَ أشْرَفَ عليهم حين حصروه، فقال: أنشُد بالله رجلاً سمع من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَومَ الجبَل، حين اهتزَّ فركله برجله، فقال: اسكُن، فإِنه ليس عليك إلا نبيّ أو صديق أو شهيدان، وأنا معه؟ فأَنشد معه رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً شهد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان يقول: هذه يد الله، وهذه يد عثمان، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله رجلاً سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ جيش العسرة يقول: مَنْ يُنفق نفقة متقبَّلَة، فجهزتُ نصفَ الجيش من مالي؟ فانتشد له رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ يزيد في هذا المسجد ببيت في الجنة؟ فاشتريته من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشُد بالله رجلاً شهد رُومة تباع،

⦗ص: 643⦘

فاشتريتها من مالي فأبحتها لابن السبيل، فانتشد له رجال» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رَكَلَه برجله) : رَفَسه وركضه.

(نشده) : إذا سأله وأقسم عليه.

(انتشد له) : أجاب كأنه رفع نشيده، أي: أزاله، وهذه الألِفُ تسمى ألفَ الإزالة، تقول: قسط الرجل: إذا جار، وأقسط: إذا عدل كأنه أزال جوره.

(1) 6 / 236 في الأحباس، باب وقف المساجد، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه أحمد (1/59)(420) قال: حدثنا أبو قطن. والنسائي (6/236) قال: أخبرنا عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا عيسى بن يونس.

كلاهما - أبو قطن، وعيسى - عن يونس (يعني ابن أبي إسحاق) عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

ص: 642

(1) رقم (3703) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو كما قال، وشاهده في الصحيح من حديث ابن عمر في فضائل عثمان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (3702) قال:ثنا أبو زرعة،قال:ثنا الحسن بن بشر قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، فذكره.

ص: 643

6478 -

(ت) أبو الأشعث الصنعاني رحمه الله «أن خطباءَ قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقام آخِرَهم رجل

⦗ص: 644⦘

يقال له: مُرّةُ بنُ كعب، فقال: لولا حديث سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما قمتُ، وذكر الفتن فقرّبها، فمر رجل مُقَنَّع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدَى، فقمتُ إليه، فإذا هو عثمان بن عفّان، فأقْبلتُ عليه بوجهه، فقلتُ: هذا؟ قال: نعم» أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (3705) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عمر وعبد الله بن حوالة وكعب بن عجرة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (4/236) قال: حدثنا محمد بن بكر - يعني البرساني- قال: أخبرنا وهيب بن خالد. والترمذي (3704) قال: حدثنا محمد بن بشار،. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي.

كلاهما - وهيب، وعبد الوهاب - قالا: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، فذكره.

(*) وأخرجه أحمد (4/235) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة (قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه. قام خطباء بإيلياء فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: مرة ابن كعب، فذكره، (ليس فيه أبو الأشعث) .

(*) رواه عبد الله بن شقيق، عن هرمي بن الحارث، وأسامة بن خريم.

ص: 643

(1) رقم (3710) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سنده محمد بن زياد اليشكري الطحان كذبوه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد هذا هو صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جداً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (3709) قال:حدثنا الفضل بن أبي طالب البغدادي، وغير واحد. قالوا:حدثنا عثمان بن زفر،قال:حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، فذكره.

ص: 644

6480 -

(ت) عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا عثمان، لعلَّ الله يُقَمِّصك قميصاً، فإن أرادوك على خَلْعِه، فلا تَخْلَعْهُ حتى يَخْلَعُوه» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(قمّصتُه) هذا الأمر: أي فَوَّضُته إليه، وجعلتُه في عهدته، وألبسته

⦗ص: 645⦘

إياه مثل القميص، وأراد به الخلافة.

(1) رقم (3706) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/86) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الوليد بن سليمان. قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر. وفي (6/149) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا معاوية، عن ربيعة - يعني ابن يزيد - عن عبد الله بن أبي قيس. والترمذي (3705) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا حجين بن المثنى، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر.

كلاهما - عبد الله بن عامر، وعبد الله بن أبي قيس - عن النعمان بن بشير.

(*) أخرجه ابن ماجة (112) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا أبو معاوية..قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن النعمان بن بشير، فذكره نحوه، وليس فيه (عبد الله بن عامر) .

(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.

ص: 644

6481 -

(ت) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذكر فِتْنة، فقال:«يُقْتَلُ هذا فيها - مظلوماً - يعني: عثمانَ» . أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (3708) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (2/115)(5953) .والترمذي (3708) قال:حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.

كلاهما - أحمد، وإبراهيم بن سعد - عن شاذان الأسود بن عامر، قال:حدثنا سنان بن هارون، عن كليب بن وائل، فذكره.

ص: 645

6482 -

(ت) أبو سهلة رحمه الله قال: سمعتُ عثمانَ رضي الله عنه يقول يوم الدَّار: «إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إليَّ عهداً، فأنا مُمْتَثِل له، وصابر عليه إن شاء الله، فصبر حتى قُتِلَ رحمه الله شهيداً» .

أخرجه الترمذي، وهذا لفظه، قال: قال لي عثمان يوم الدار: «إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ عهداً، فأنا صابر عليه» لم يزد (1) .

(1) رواه الترمذي رقم (3712) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (113) في المقدمة، باب فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (1/57)(407) و1/69) (501) قال: حدثنا وكيع.وابن ماجة (113) قال:حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،وعلي بن محمد،قالا:حدثنا وكيع. والترمذي (3711) قال:حدثنا سفيان بن وكيع. قال:حدثنا أبي ويحيى بن سعيد.

كلاهما -وكيع، ويحيى - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال:حدثني أبو سهلة، فذكره.

ص: 645

6483 -

(خ م) عبيد الله بن عدي بن الخيار أن المِسْوَرَ بنَ مَخرمة وعبد الرحمن بنَ الأسود قالا له: «ما يمنعُكَ أن تكلّم أميرَ المؤمنين عثمانَ في شأن أخيه الوليد بن عقبة (1) ، فقد أكثر الناس فيه (2) ، فقصدتُ

⦗ص: 646⦘

لعثمان حين خرج إلى الصلاة، وقلتُ: إن لي إِليك حاجة وهي نصيحة [لك]، قال: يا أيها المرءُ، أعوذ بالله منك، فانصرفتُ، [فرجعتُ إليهما] ، إذْ جاء رسولُ عثمان، فأتيتُه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقلتُ: إن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنتَ ممن استجابَ لله ورسوله، فهاجرتَ الهجرتين، وصحبتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيتَ هَدْيَهُ، وقد أكثر الناس في شأن الوليد، قال: أدركتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلتُ: لا، ولكن خَلَصَ إليَّ من عمله ما يخلص إلى العَذْراء في سِتْرِها. قال: فقال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الله تبارك وتعالى بعثَ محمداً صلى الله عليه وسلم[بالحق] ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنتُ بما بعث به، ثم هاجرتُ الهجرتين كما قلتَ، وصحبتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وبايَعتُه، فوالله ما عَصَيْتُه، ولا غَشَشتُه حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخْلِفْتُ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلتُ: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلُغني عنكم (3) ؟ أَمَّا ما ذكرتَ من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليّاً، فأمره أن يجلده، فجلده ثمانين (4) » .

⦗ص: 647⦘

أخرجه البخاري (5) .

قال الحميديُّ: وفي أفراد مسلم من مسند عليّ «أن الوليد لما جُلد أَربعين قال عليٌّ: أمْسِكْ، جَلَد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحبُّ إليّ» (6) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الهجرة) : فراق الرجل وطنه إلى بلد آخر فراراً بدينه من الكفر، والهجرتان: هما: الهجرة الأولى، وهي هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة، فراراً من أذى قريش، وهِجْرة ثانية، وهي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين قبله ومعه وبعده وإلى المدينة، فكان عثمان رضي الله عنه ممن هاجر الهجرتين.

(الهَدْي) : السَّمْتُ والطَّريقة والسِّيرة.

(العذراء) : البِكرُ المخدَّرة التي لم تتزوج بعد.

(1) هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان أخا عثمان لأمه.

(2)

أي في شأن الوليد، أي من القول.

(3)

كأنهم يتكلمون في سبب تأخيره في إقامة الحد عليه، قال الحافظ في " الفتح ": وإنما أخر إقامة الحد عليه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح الأمر أمر بإقامة الحد عليه.

(4)

قال الحافظ في " الفتح ": في رواية معمر: فجلد الوليد أربعين جلدة، وهذه الرواية أصح من رواية يونس، والوهم فيه من الراوي عن شبيب بن سعيد، ويرجح رواية معمر ما أخرجه مسلم من طريق أبي ساسان قال: شهدت عثمان أتي بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم

⦗ص: 647⦘

فشهد رجلان، أحدهما حمران يعني مولى عثمان أنه قد شرب الخمر، فقال عثمان: يا علي قم فاجلده، فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ولِّ حارها من تولى قارها، فكأنه وجد عليه فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب إليَّ، وانظر تتمته في " الفتح " 8 / 46 و 47.

(5)

7 / 44 - 46 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وباب هجرة الحبشة.

(6)

رواه مسلم (1706) في الحدود، باب حد الخمر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: قال الحافظ المزي: البخاري في فضائل عثمان المناقب (36: 2) عن أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه، عن يونس، وفي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هجرة الحبشة (097: 1) عن عبد الله بن محمد، عن هشام بن يوسف، عن معمر وقال يونس ابن أخي الزهري وفي هجرة الحبشة (بل في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم) (106: 4 تعليقا) وقال: بشر بن شعيب عن أبيه، وقال في عقبه: وتابعه إسحاق الكلبي - خمستهم عن الزهري عن عرورة، فذكره.

ص: 645