الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة الفَتْح
6142 -
(خ م د ت) علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عُبيد الله بنُ أبي رافع - وكان كاتباً لعليّ - سمعتُ علياً رضي الله عنه يقول: «بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أنا والزبيرَ والمقدادَ، فقال: انطلقوا حتى تأتوا رَوْضةَ
⦗ص: 359⦘
خَاخ (1) ، فإِن بها ظَعينة معها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلُنا حتى أتينا الرَّوضة، فإذا نحن بالظَّعينةِ، فقلنا: أَخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتُخْرِجنَّ الكتابَ أو لتُلْقِيَنَّ الثيابَ، فأخرجتْهُ من عِقاصها، قال: فأتينا به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ إلى ناس من المشركين من أهلِ مكةَ، يخبرُهُم ببعض أمرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا حاطبُ، ما هذا؟ فقال: يا رسول الله، لا تعجَلْ عليَّ، إِني كنتُ امرءاً مُلْصَقاً في قريش، ولم أكنْ من أنْفُسهم (2) ، فكان من مَعَكَ من المهاجرين لهم قرابة يَحْمُون بها أموالهم وأهليهم بمكةَ، فأحْبَبْتُ - إِذْ فاتني ذلك من النسب فيهم - أن أتَّخِذَ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلتُ كفراً، ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضى بالكفر بعد الإِسلام، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنه قَد صَدَقَكم، فقال عمرُ: دعني يا رسول الله أضربْ عُنُق هذا المنافق، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطَّلعَ على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم، قال: فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] » .
⦗ص: 360⦘
وفي رواية أبي عبد الرحمن السلمي (3)[عن عليّ] قال: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والزبيرَ بنَ العوام وأبا مَرْثَد - وكلُّنا فارس
…
ثم ساقه بمعناه» ولم يذكر نزول الآية، ولا ذَكَرَها في حديث عبيد الله بعضُ الرواة، وجَعَلَها بعضُهم من تلاوة سفيان (4)، وقال سفيان: لا أدري الآية في الحديث، أو من قول عمرو - يعني ابنَ دينار.
وفي رواية نحوه، وفيه «حتى أدركناها حيث قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تسيرُ على بعير لها، فقلنا: أينَ الكتابُ الذي معكِ؟ قالت: ما معي من كتاب فأنَخْنَا بعيرَها، فَابْتَغَينا في رَحْلِها، فما وجدنا شيئاً، فقال صاحباي: ما نرى معها كتاباً، فقلتُ: لقد علمنا ما كذبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وما كذَبَ، والذي يُحلَف به لَتُخْرِجنَّ الكتاب، أو لأُجَرِّدَنَّكِ، فأهْوَتْ إِلى حُجزَتِها وهي مُحتَجِزَة بكساء - فأخرجت الصحيفة من عِقاصها، فأتينا بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.... وذكر الحديث» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الأولى (5) .
⦗ص: 361⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظَّعِينة) في الأصل: المرأة ما دامت في الهَودج، ثم جُعِلَتِ المرأةُ إذا سافرتْ ظعينة، ثم نقل إلى المرأة نفسها، سافرت أو أقامت، وظَعَن يَظْعَن: إذا سافر.
(عِقَاصُها) العِقاص: الخيطُ الذي تعقِص - أي تشد - به المرأة أطرافَ ذَوَائِبها، وأصل العقص: الضَّفْر واللَّيُّ، هكذا شرحه الحميدي في غريبه، وفيه نظر، فإن العِقاص: جمع عَقْصة أو عقيصة، وهي الضفيرة من الشعر إذا لُوِيَت وجُعلت مثل الرُّمانة، أو لم تُلْوَ، والمعنى: أخرجتِ الكتابَ من ضفائرها المعقوصة.
(مُلْصَقاً) الملصق: هو الرجل المقيم في الحي، وليس منهم بنسب.
(ابتغينا) الابتغاء: الطلب.
(حُجْزة) احتجَزَ الرجل: شدَّ إزاره على وسطه، والحُجْزَةُ: موضع الشد.
(1) هي بين مكة والمدينة، بقرب المدينة.
(2)
في نسخ البخاري ومسلم المطبوعة: من أنفسها.
(3)
في المطبوع: وفي رواية عبد الرحمن السلمي، وهو خطأ.
(4)
في المطبوع: ولا جعلها بعضهم من تلاوة سفيان.
(5)
رواه البخاري 7 / 400 في المغازي، باب فتح مكة، وباب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب الجاسوس، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن، وفي تفسير سورة الممتحنة في فاتحتها، وفي الاستئذان، باب من نظر في كتاب
⦗ص: 361⦘
من يحذر من المسلمين ليستبين أمره، وفي استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين، ومسلم رقم (2494) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، وأبو داود رقم (2650) و (2651) في الجهاد، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً، والترمذي رقم (3302) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الممتحنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (49) ، وأحمد (1/79)(600)، والبخاري (4/72) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (5/184) قال: حدثنا قتيبة. وفي (6/185) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (7/167) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعَمرو الناقد، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عُمر. وأبو داود (2650) قال: حدثنا مسدد. والترمذي (3305) قال: حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7/10227) عن محمد بن منصور، وعبيد الله بن سعيد السرخسي.
جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والناقد، وزهير، وإسحاق، وابن أبي عُمر، ومسدد، ومحمد بن منصور، وعبيد الله - عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: أخبرني حسن بن محمد بن علي، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.
6143 -
(م) عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «كتبَ حاطِبُ
⦗ص: 362⦘
ابن أبي بلتعةَ إِلى أهل مكةَ، فأطْلع الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فبعث علياً والزبيرَ في أثر الكتاب، فأَدْركا المرأةَ على بعير، فاستخرجاه من قُرُونها فأتيا به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأَرسل إلى حاطب، فقال: يا حاطبُ، أنتَ كتبتَ هذا الكتاب؟ قال: نعم، يا رسول الله، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا رسولَ الله، أمَا والله إني لَنَاصِح لله ولرسوله، ولكني كنتُ غريباً في أهْل مكةَ، وكانَ أهلي بين ظَهْرَانيْهم، وخشيتُ عليهم، فكتبتُ كتاباً لا يضر الله ورسولَه شيئاً، وعسى أن يكونَ منفعة لأهلي، قال عمر: فاخترطتُ سيفي، ثم قلتُ: يا رسولَ الله أمْكنِّي من حاطب، فإنَّهُ قد كَفَرَ، فأضربَ عُنُقَه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا ابنَ الخَطَّاب، ما يُدريك؟ لعل الله قد اطّلعَ على هذه العِصَابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظهْرَانِيهم) فلان بين ظهراني القوم - بفتح النون – أي: بينَهم وعندَهم.
(1) كذا في الأصل والمطبوع: أخرجه مسلم، ولم نجده فيه، وقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 303 و 304 ونسبه لأبي يعلى في " الكبير "، والبزار، والطبراني في " الأوسط "، وقال الهيثمي: ورجالهم رجال الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم يوجد في مسلم، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/303، 304) ونسبه لأبي يعلى في «الكبير» ، والبزار، والطبراني في «الأوسط» وقال الهيثمي: ورجالهم رجال الصحيح.
6144 -
(خ م) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما «أَنَّ
⦗ص: 363⦘
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة الفتح في رمضان» .
قال الزهري: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيّب يقول مثل ذلك. أخرجه البخاري.
وفي رواية له ولمسلم «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج [في رمضانَ] من المدينةِ، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمانِ سنين ونصف من مَقْدَمهِ المدينةَ، فسار بمن معه من المسلمين إِلى مكةَ، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكَدِيدَ - وهو ما بين عُسفَان وقُدَيد - أفطَر وأَفطَروا إلا أن لفظ البخاري أتمُّ وأطولُ، وهو هذا، وقد تقدَّم لهذا روايات في «كتاب الصوم» من حرف الصاد (1) .
(1) رواه البخاري 8 / 2 في المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان، وفي الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، وفي الجهاد، باب الخروج في رمضان، ومسلم (1113) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ)(196) . والحميدي (514)، وأحمد (1/219) (1892) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (1/266)(2392) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، وفي (1/315) (2884) قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/334)(3089)، (1/366) (3460) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (1/348) (3258) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج، وعبد بن حُميد (645) قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (648) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس، والدارمي (1715) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. والبخاري (3/43) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، وفي (4/60) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/185) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عُقيل. وفي (5/185) قال: حدثنا محمود، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/140) قال: حدثني يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث، (ح) وحدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (3/141) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثني حَرْمَلَة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. والنسائي (4/189) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سُفيان، وابن خزيمة (2035) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خَشْرَم، قال: أخبرنا ابن عيينة.
ثمانيتهم - مالك، وسفيان، ومحمد بن إسحاق، ومعمر، وابن جُريج، ويونس، وعُقيل، والليث- عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، فذكره.
6145 -
(خ) عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: لما سارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، فبلغ ذلك قريشاً، خرج أبو سفيانَ بنُ حرب، وحكيمُ بنُ حزام، وبُدَيْلُ بنُ وَرقاءَ، يلتمسون الخبر عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون، حتى أَتَوا مَرَّ الظَّهران، فإذا هم بِنيران، كأنها نِيرانُ عَرَفَةَ، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفةَ، فقال بُديل بنُ
⦗ص: 364⦘
ورقاءَ: نيرانُ بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقلُّ من ذلك، فرآهم ناس من حَرَس رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأدركوهم فأخذوهم، فأتَوا بهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم أبو سفيان، فلما سارَ قال للعباس: احبس أَبا سفيان عند خَطْم الجبل، حتى ينظرَ إِلى المسلمين، فَحَبَسَهُ العباسُ، فجعلتِ القبائل تمرُّ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، تَمُرُّ كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرَّتْ كَتيبة، فقال: يا عباس، مَنْ هذه؟ قال: هذه غِفَار، قال: مالي ولغفار، ثم مرتْ جُهينةُ، فقال: مثل ذلك، ثم مرَّتْ سعدُ بنُ هُذَيم، فقال مثل ذلك، ثم مرت سُلَيم، فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم يُرَ مثلُها، قال: مَن هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعدُ بنُ عُبادَةَ معه الرايةُ، فقال سعدُ بنُ عبادةَ: يا أبا سفيان «اليومَ يومُ الملْحَمَةِ، اليومَ تُستحلُّ الكعبةُ، فقال أبو سفيان: يا عباس، حَبَّذا يومُ الذِّمار، ثم جاءت كتيبة، وهي أَجَلُّ الكتائب، فيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ، ورايةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع الزبير، فلما مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان، قال: ألم تعلم ما قال سعدُ بنُ عُبَادَةَ؟ قال: ما قال؟ قال: قال كذا وكذا، فقال: كَذَبَ سعد، ولكن هذا يوم يُعظِّم الله فيه الكعبةَ [ويوم تُكْسَى فيه الكعبةُ] قال: وأَمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُركَزَ رايتُهُ بالحُجُون، قال عروةُ: فأخبرني نافعُ بنُ جُبَيْرِ بن مطعم قال: سمعتُ العباس يقول للزبير [بن العوام] : يا أبا عبد الله، أهاهنا أَمَركَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 365⦘
أن تركز الراية؟ قال: نعم، قال: وأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالدَ بنَ الوليد أن يدخلَ من أعلى مكةَ من كَدَاءَ (1) ، ودخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم من كُدَىً، فَقُتِلَ من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان: حُبَيْش بنُ الأشعر، وكُرْزُ بنُ جابر الفهريُّ» . أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَطْم الجبل) هذه اللفظة قد جاءت في كتاب الحميدي «خطم الجبل» وفسرها في غريبه، فقال: الخطم والخطمة: رَعْن الجبل، وهو الأنف النادر منه، والذي جاء في كتاب البخاري - فيما قرأناه - وفي غيره من النسخ «حطم الخيل» مضبوطاً هكذا، وذلك بخلاف رواية الحميدي، فإن صحت الرواية ولم تكن خطأ من الكُتَّاب، فيكون معناه - والله أعلم - أنه يقف به في
⦗ص: 366⦘
الموضع المتضايق الذي تتحطم فيه الخيل، أي: يدوس بعضُها بعضاً، ويحطم بعضها بعضاً، فيراها جميعاً، وتكثر في عينه، بكونها في ذلك الموضع الضيق، بخلاف ما إذا كانت في موضع مُتَّسع، وكذلك أراد بوقوفه عند خَطم الجبل على ما شرحه الحميدي، فإن الأنف النادر من الجبل يضيق الموضع الذي يخرج فيه، والله أعلم.
(كتيبة) الكتيبة: واحدة من الكتائب، وهي العساكر المرتبة.
(الملحمة) : الحربُ والقتال الذي لا مخلص منه.
(الذِّمار) : ما لزمك حفظه، يقال: فلان حامي الذِّمار: يحمي ما يجب عليه حفظه.
(بالحُجُون) الحجون: أحد جبلي مكة من جهة الغرب والشمال.
(من كَدَاءِ) كَداء بالفتح والمدّ: ثَنِيَّة من أعلى مكة، مما يلي المقبرة، وكُدى - بالضم والقصر - ثَنِيَّة من أسفل مكة.
(1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، أي: بالمد، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كدى، أي: بالقصر، قال الحافظ: وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة الآتية أن خالداً دخل من أسفل مكة، والنبي صلى الله عليه وسلم من أعلاها، وكذا جزم ابن إسحاق أن خالداً دخل من أسفل مكة، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من أعلاها، وضربت له هناك قبة، وقد ساق ذلك موسى بن عقبة سياقاً واضحاً فقال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام على المهاجرين وخيلهم، وأمره أن يدخل من كداء من أعلى مكة، وأمره أن يغرز رايته بالحجون ولا يبرح حتى يأتيه، وبعث خالد بن الوليد في قبائل قضاعة وسليم وغيره وأمره أن يدخل من أسفل مكة، وأن يغرز رايته عند أدنى البيوت، وبعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم.
(2)
8 / 4 - 10 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4280) حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: فذكره.
6146 -
(د) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «لما نزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ الظّهرانِ، قال العباسُ: قلتُ: واللهِ، لئن دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكة عَنْوَة قبل أن يأتوه فيستأمنوه، إنه لَهَلاكُ قريش، فجلستُ على بغلةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: لعلِّي أجِدُ ذا حاجة يأتي [أهلَ] مكة، فيُخْبِرُهم بمكانِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إِليه، فيستأمنوه، فإني
⦗ص: 367⦘
لأسيرُ [إِذ] سمعتُ كلام أبي سفيان، وبُديل بن ورقاءَ، فقلتُ: يا أبا حنظلة، فعَرَف صوتي، فقال: أبو الفضل؟ قلتُ: نعم، قال: ما لك فِدَاكَ أبي وأُمي؟ قلتُ: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والناسُ، قال: فما الحِيلَةُ؟ [قال] : فركب خلفي، ورجعَ صاحبُه، فلما أصبحَ غَدَوتُ به على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، قلتُ: يا رسولَ الله، إِنَّ أبا سفيان رجل يحبُّ هذا الفخر، فاجعلْ له شيئاً، قال: نعم، مَن دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِن، ومن أغْلَقَ بابَه عليه فهو آمِن، ومَن دخل المسجد فهو آمِن، قال: فتفرَّق الناس إلى دورهم وإِلى المسجد» .
وفي رواية مختصراً «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جاءه العباسُ بن عبد المطلب بأبي سُفيانَ بنِ حَرْب، فأسلم بمر الظهران، فقال له العباسُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا سفيان رجل يحبُّ هذا الفخر، فلو جعلتَ له شيئاً؟ قال: نعم، مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمِن، ومَن أغلق بابه فهو آمِن» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (3021) و (3022) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة، وفيه عنعنة ابن إسحاق وجهالته، ولكن يشهد له معنى الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3022) حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة - يعني ابن الفضل- عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وفيه عنعنة ابن إسحاق، والجهالة في بعض إسناده.
6147 -
(م د) عبد الله بن رباح قال: «وَفَدَت وفود إلى معاويةَ - وذلك في رمضان - فكان يصنع بعضُنا لبعض طعاماً، فكان أبو هريرة رضي الله عنه مما يُكْثِر أن يَدْعُونا إلى رَحْلِه، فقلتُ: ألا أصنعُ طعاماً فأدعوهم
⦗ص: 368⦘
إلى رَحْلي؟ فأمرتُ بالطعام يُصنَع، ثم لَقيتُ أبا هريرة من العَشِيِّ، فقلتُ: الدَّعْوَةُ عندي الليلةَ، فقال: سَبَقْتَني؟ فقلتُ: نعم، فدعوتُهم، فقال أبو هريرة: ألا أُعْلِمُكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟
…
ثم ذَكَرَ فَتْحَ مَكةَ، فقال: أقبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى قَدِمَ مكةَ، فبعث الزبيرَ على إِحدى المُجَنِّبَتَين، وبعث خالداً على المُجَنِّبَةِ الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر، فأخذ [وا] بَطْن الوادي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كَتِيبة، قال: فنظر فرآني، فقال: أبو هريرة؟ قلتُ: لَبَّيْكَ يا رسولَ الله، فقال: اهتف: (1) لا يأتيني إلا أنصاريّ - ومن الرواة مَن قال: اهْتِفْ لي بالأنصار، قال: فأطافوا به، ووبشّتْ قريش من أوباش لها وأتباع وفي رواية: ووبشت قريش أوْباشَها وأتْبَاعَها (2) - فقالوا: نُقدّم هؤلاءِ، فإن كان لهم شيء كُنَّا معهم، وإن أُصِيبوا أَعْطَيْنَا الذي سَلبنا (3)، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تَرَونَ إِلى أوْباشِ قريش وأتباعِهم؟ ثم قال بيديه - إحداهما على الأخرى- ثم قال: حتى تُوافُوني بالصفا، قال: فانطلقنا، فما شاءَ أحد مِنَّا أَن يَقْتُلَ أحداً إلا قتله، وما أحد منهم يُوَجِّه إلينا شيئاً، قال: فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسولَ الله، أُبِيدَتْ خضراءُ قريش، لا قُريشَ بعد اليوم،
⦗ص: 369⦘
قال: مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقالت الأنصارُ بعضُهم لبعض: أما الرَّجُل فَأْدْرَكَتْهُ رَغْبة في قريته، ورَأْفَة بعشيرته، قال أبو هريرة: وجاء الوحيُ - وكان إذا جاء [الوحيُ] لا يخفى علينا، فإِذا جاء فليس أحد يرفع طَرْفه إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضيَ الوحيُ - فلما قُضِيَ الوحيُ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، قالوا: لَبَّيك يا رسول الله، قال: قلتم: أمَّا الرجلُ فأدركتْهُ رَغْبَة في قَريَتِه؟ قالوا: قد كان ذلك، قال: كلا إني عبد الله ورسولهُ، هاجرتُ إلى الله وإِليكم، المَحْيا مَحْياكم، والمماتُ مماتُكم، فأقْبلوا إِليه يَبْكُون، ويقولون: واللهِ ما قلنا الذي قلنا إلا الضِّنّ بالله وبرسوله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِن الله ورسولَهُ يُصدِّقانكم، ويَعْذِرانكم، قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان، وأَغْلَق الناسُ أبوابَهم، قال: وأقْبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبلَ إلى الحجَر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صَنَم إلى جانبِ البيتِ كانوا يعبدونه: قال: وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قَوس، وهو آخِذ بِسِيَةِ القوسِ، فلما أتى على الصنم جعل يَطْعنُ في عيْنِهِ، ويقول: جاء الحق، وزهق الباطل، فلما فرغ من طوافه أتى الصفا، فَعلا عليه حتى نظر إلى البيت، ورفع يَدَيه، فجعل يحمَدُ الله، ويدعو ما شاءَ أن يدعوَ» .
وفي رواية بهذا الحديث، وزاد في الحديث «ثم قال بيديه، إحداهما
⦗ص: 370⦘
على الأخرى: احْصُدُوهم حصداً» ، قال: وفي الحديث «قالوا: قلنا: ذاك يا رسول الله، قال: فما اسمْي إذاً؟ كلا، إني عبد الله ورسولُه» .
وفي أخرى قال: «وَفَدْنا إلى معاويةَ بن أبي سفيان، وفينا أبو هريرة، وكان كلُّ رجل منَّا يصنع طعاماً يوماً لأصحابه، فكانت نَوْبَتي، فقلتُ: يا أبا هريرة، اليوم يومي (4) ، فجاؤوا إلى المنزل ولم يُدْرِكْ طعامُنا، فقلتُ: يا أبا هريرة، لو حدَّثْتَنَا عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى يُدرِكَ طعامُنا؟ فقال: كُنَّا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فجعل خالدَ بنَ الوليد على المجَنِّبة اليمنى، وجعل الزبيرَ على المجنبِّة اليسرى، وجعل أبا عُبيدة على البَيَاذِقَةِ وبَطْنِ الوادي، فقال: يا أبا هريرةَ، ادْعُ لي الأنصار، فدعوتُهم، فجاؤوا يُهَرْوِلُون، فقال: يا معشر الأنصار، هل تَرَوْنَ أوْباش قُريش؟ قالوا: نعم، قال: انظروا إذا لَقِيتُموهم غداً: أن تحصُدُوهم حَصداً، وأحفَى بيده، ووضع يمينَه على شِماله - وقال: موعدُكم الصّفا، قال: فما أشْرَفَ لهم يومئذ أحد إلا أناموه، قال: وصَعِدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصّفا، [وجاءتِ الأنصارُ، فأطافوا بالصفا] ، فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسولَ الله، أُبِيدَتْ خضراءُ قريش، لا قريشَ بعدَ اليوم، قال أبو سفيان: مَن دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِن،
⦗ص: 371⦘
ومَن أَلْقَى السلاحَ فهو آمِن، ومَن أغلق بابَهُ فهو آمِن؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومَن ألْقَى السِّلاحَ فهو آمِن، وَمَن أغلقَ بابَه فهو آمِن، فقالت الأنصارُ: أمَّا الرجلُ: فقد أخذتْهُ رأفة بعشيرته، وَرَغْبَة في قَرْيتِهِ، ونزل الوحيُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلتُم: أمَّا الرجلُ: فقد أخذتهُ رأْفة بعشيرته، ورَغبة في قريته؟ أَلا فما اسْمِي إذاً؟ - ثلاثَ مرات - أنا محمَّد عبد الله ورسولهُ، هاجرتُ إِلى الله وإليكم، فالمحيا محْياكم، والمماتُ مماتُكم، قالوا: والله، ما قلنا إِلا ضِنَّا بالله ورسوله، قال: فإن الله ورسولَهُ يُصَدِّقَانِكم ويَعْذِرانِكم» . أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود عن عبد الله بن رباح الأنصاريِّ عن أبي هريرة قال: «إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة سَرَّحَ الزبيرَ بن العوام، وأبا عُبيدة بنَ الجراح، وخالد بنَ الوليد على الخيل، وقال: يا أبا هريرة، اهْتِفْ بالأنصار، فلما اجتمعوا قال: اسْلُكُوا هذا الطريق، فلا يُشرِفنَّ لكم أحد، إِلا أنَمْتُموه، فنادى مُنَاد: لا قريشَ بعد اليوم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن دخل داراً فهو آمِن، ومَن أَلْقَى السلاحَ فهو آمِن، فعَمَد صَنَادِيدُ قريش فدخلوا الكعبةَ، فَغَصَّ بهم، وطاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم وصلَّى خَلفَ المقام، ثم أخذ بجَنَبَتي الباب، فخرجوا، فبايعوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم على الإسلام» (5) .
⦗ص: 372⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُجنِّبَتَين) المُجَنِّبَةُ: جَانِبُ العسكر، وله مُجَنِّبتان: ميمنة وميسرة.
(على الحُسَّر) جمع حاسر، وهو الذي لا دِرْعَ عليه ولا مِغْفَر، وقد روي في كتب الغريب «الحُبَّس» وهم الرَّجَّالة، سموا بذلك لتأخرهم عن الركبان، قال: وأحسب الواحد حَبِيساً، فعيل بمعنى مفعول، ويجوز أن [يكون] حابساً، كأنه يَحْبِسُ مَن يسير من الركبان بمسيره.
قال الحميدي: والذي رأيناه من رواية أصحاب الحديث «الحسّر» والله أعلم.
(وَبَّشت أوباشها) الأوباش: الجموع من قبائل شتى، والتوبيش: الجمع، أي: جمعت لها جموعاً من أقوام متفرِّقين في الأنساب والأماكن.
(أُبِيدت خضراءُ قريش) أي: استُؤْصِلَتْ وأُهْلِكت، وخضراؤها: سوادها ومعظُمها، والعرب تُعبِّر بالخُضرة عن السواد، وبالسواد عن الكثرة.
(الضِّنُّ) : البخل والشُّحُ، ضَنِنْتُ أَضنُّ، وضَنَنْتُ أضِنُّ.
(فَاسْتَلَمَه) استلام الحجر الأسود: لَمسهُ باليد.
(سِيَة القوس) مخففاً: طرفها إلى موضع الوَتر.
(زهق الباطل) أي: اضْمَحَلَّ وذهب ضائعاً.
⦗ص: 373⦘
(البَيَاذِقَةُ) الرَّجَّالة، سمّوا بذلك لخفة حركتهم، وأنهم ليس معهم ما يثقلهم، وهذا القول مما يعضد رواية أصحاب الغريب في «الحبس» موضع «الحُسَّر» فإن الحبَّس: هم الرَّجَّالة على ما فسروه، فقد اتفقت الروايتان في المعنى، فقال مرة:«الحبَّس» وقال مرة: «البياذقة» أراد بهما: الرَّجَّالة، بخلاف «الحسَّر» وقد يمكن أن يجمع بين «الحسّر» و «البياذقة» فإن «الحسَّر» هم الذين لا سلاح معهم، أو لا درع عليهم ولا مِغْفَر، والغالب من حال الدَّارعين: أنهم الفُرسان، وأن الرَّجَّالة: لا يكون عليهم دروع، لأمرين، أحدهما: أن الراجل يثقله الدِّرع، والآخر: أن الرَّاجل لا يكون له درع لضعفه ورِقَّة حاله، والله أعلم.
(احْصدُوهم) الحصد: كناية عن الاستئصال والمبالغة في القتل.
(أحْفَى) قال الحميدي: أحْفى بيده: أشار بحافتها، وصفاً للحصد والقتل.
(أناموه) أي: قتلوه، ومنه سمي السيف مُنِيماً، أي: مُهلكاً.
(1) لفظة " اهتف " ليست في نسخ مسلم المطبوعة.
(2)
في نسخ مسلم المطبوعة: ووبشت قريش أوباشاً لها وأتباعاً.
(3)
في نسخ مسلم المطبوعة: أعطينا الذي سئلنا.
(4)
في نسخ مسلم المطبوعة: اليوم نوبتي.
(5)
رواه مسلم رقم (1780) في الجهاد، باب فتح مكة، وأبو داود رقم (3024) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1780) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
وأخرجه أبو داود (3024) حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين، ثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره.
6148 -
(خ م ط د ت س) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رَأسِهِ المِغْفَرُ، فلما نَزَعَه جاء رجل، فقال: ابنُ خَطَل مُتَعلِّق بأستارِ الكعبةِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقتُلوه»
⦗ص: 374⦘
أخرجه الجماعة (1) .
وقال الموطأ: ولم يكن فيما نرى يومئذ - والله أعلم - مُحْرِماً وقال أبو داود (2) : اسمُ ابن خَطَل: عبد الله، وكان أبو بَرزَةَ الأسلمي قَتَلَهُ.
(1) رواه البخاري 8 / 13 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي الحج، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وفي الجهاد، باب قتل الأسير وقتل الصبر، وفي اللباس، باب المغفر، ومسلم رقم (1357) في الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، والموطأ 1 / 423 في الحج، باب جامع الحج، وأبو داود رقم (2685) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والترمذي رقم (1693) في الجهاد، باب ما جاء في المغفر، والنسائي 5 / 201 في الحج، باب دخول مكة بغير إحرام.
(2)
في المطبوع: وقال قتادة، وهو خطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الحج (200: 2) عن عبد الله بن يوسف، وفي اللباس (17) عن أبي الوليد الطيالسي، وفي الجهاد (168) عن إسماعيل بن أبي أويس وفي المغازي (49: 6) عن يحيى بن قزعة، ومسلم في المناسك (84: 1) عن القعنبي، ويحيى بن يحيى وقتيبة - سبعتهم عن مالك عن الزهري، عن أنس.
وأبو داود في الجهاد (127: 3) عن القعنبي عن مالك عن الزهري، عن أنس والترمذي فيه الجهاد (44) عن قتيبة عن مالك عن الزهري عن أنس. وقال: حسن صحيح، لا نعرف كثير أحد رواه غير مالك عن الزهري.
والشمائل (16: 2) عن عيسى بن أحمد، عن ابن وهب، عن مالك عن الزهري، عن أنس، وأعاد فيه حديث قتيبة (16: 1) والنسائي في الحج (107: 1) عن قتيبة عن مالك عن الزهري، عن أنس (107: 2) عن عبيد الله بن فضالة، عن الحميدي عن سفيان بن عيينة، عن مالك عن الزهري، عن أنس مختصرا كما هنا. وفي السير في الكبرى عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك عن الزهري، عن أنس وابن ماجة في الجهاد (18: 2) عن هشام بن عمار، وسويد بن سعيد كلاهما عن مالك عن الزهري عن أنس. الأشراف (1/388) .
6149 -
(د س) سعد بن أَبي وقاص رضي الله عنه قال: «لما كان يومُ فَتْحِ مكةَ أمَّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناسَ إِلا أربعة نَفر، وامرأتين، فسماهم، وابنَ أبي سرح.
…
فذكر الحديث، قال: وأمَّا ابنُ أبي سَرْح، فإنه اخْتَبأ عند عثمان، فلما دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناس إِلى البَيْعَةِ، جاء به حتى أوْقَفه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ الله، بَايِعْ عبد الله، فرفع رأسَه، فنظر إليه ثلاثاً، كلُّ ذلك يأَبَى، فبايَعه بعدَ ثلاث، ثم أقبلَ على أصحابه، فقال: ما كان فيكم رجل رشيد، يقومُ إلى هذا حيث رآني كَفَفْتُ يدي عن بيعته فَيَقْتله، قالوا: ما نَدري يا رسولَ الله ما في نفسكَ، ألا أوْمَأتَ إلينا بعينك؟ قال: إنَّهُ لا ينبغي لنبيّ أن تكونَ له خائِنَةُ الأعين» .
⦗ص: 375⦘
قال أبو داود: وكان عبد الله أخا عثمان من الرَّضاعة، هذه رواية أبي داود.
و [في] رواية النسائي قال: «لمَّا كان يومُ فتح مكةَ أمَّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناسَ إلا أربعة، وامرأتين، وقال: اقْتُلوهم وإِنْ وَجَدتُّموهم مُتعلِّقين بأستار الكعبة: عكرمةُ بن أبي جهل، وعبد الله بنَ خَطل، ومقيس بنُ صُبابَة، وعبد الله بنَ أبي سرح، فأما عبد الله بنُ خطل، فأُدرِكَ وهو متعلِّق بأستار الكعبة، فاسْتَبق إليه سعيدُ بنُ حُرَيث وعمارُ بنُ ياسِر، فسبق سعيد عمَّاراً - وكان أَشَبَّ الرجلين - فقتلَهُ [وأمَّا مقيس بن صُبَابَةَ، فأدركه الناسُ في السوق فَقَتَلُوهُ] ، وأما عكرمةُ [بنُ أبي جهل] فركب البحر، فأصابتْهم عاصِف، فقال أهلُ السَّفينة: أخْلِصُوا، فإن آلهتكم لا تُغْني عنكم شيئاً هاهنا، فقال عكرمةُ: والله، لئن لم يُنْجِني من البحر إلا الإِخلاصُ، لا يُنجيني من البَرِّ غيرُه، اللهم لك عهد (1) إن أَنتَ عَافيتني مما أنا فيه أنْ آتِيَ محمداً، حتى أَضعَ يدي في يده، فَلأجِدَّنه عَفُوّاً كريماً، فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن أبي سَرْح، فإنه اخْتَبَأ عند عثمان، فلما دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أَوْقَفَه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله
…
وذكر
⦗ص: 376⦘
الحديث إِلى آخره مثل أبي داود» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رشيد) رجل رشيد، أي: لبيب عاقل، له فطنة.
(خائنة الأعين) كناية عن الرمز والإشارة، كأنها مما تخونه العين، أي: تسرقه، لأنها كالسرقة من الحاضرين.
(عاصف) ريح عاصف، أي: شديد الهبوب.
(1) في نسخ النسائي المطبوعة: إن لك علي عهداً.
(2)
رواه أبو داود رقم (2683) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والنسائي 7 / 105 و 106 في تحريم الدم، باب الحكم في المرتد، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2683)، (4359) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي (7/105) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار.
كلاهما - عثمان، والقاسم - قالا: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط بن نصر، قال: زعم السدي، عن مصعب بن سعد، فذكره.
6149 -
(*)(د) عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي قال: حدَّثني جَدِّي عن أبيه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يومَ فتحِ مكة: «أربعة لا أُومنهم في حِلّ، ولا حرم - وسمَّاهم - وقال: وقَيْنَتَين كانتا لِمقْيَس (1) بنِ صُبَابَةَ، فقُتلتْ إحداهما، وَأُفْلِتَتِ الأُخرى، فأسلمتْ» . أخرجه أبو داود (2) .
(1) قال في " بذل المجهود في حل سنن أبي داود ": هذا الذي رواه أبو داود من أنهما كانتا لمقيس مخالف كما قال أهل السير، فإنهم قالوا: إن القينتين اللتين أهدر دمهما كانتا لابن خطل، فيمكن أن يكون كلاهما شركاء فيهما، أو كانتا أولاً في ملك أحدهما، ثم في ملك الآخر، والله أعلم.
(2)
رقم (2684) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، من حديث محمد بن العلاء عن زيد بن الحباب عن عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي، وعمرو بن عثمان لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، قال أبو داود: لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحب، قال في " بذل المجهود ": ولعله أقام له إسناد هذا الحديث بعض تلامذة الشيخ محمد بن العلاء.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، الرقم 6149، مكرر الذي قبله
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2684) حدثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا زيد بن حباب، قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد [بن يربوع] المخزومي، قال: حدثني جدي، عن أبيه، فذكره.
قال أبو داود: لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحب، قال في بذل المجهود: ولعله أقام له إسناد هذا الحديث بعض تلامذة الشيخ محمد بن العلاء، وعمرو بن عثمان لم يوثقه غير ابن حبان.
6150 -
(خ م ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وحولَ الكعبة سِتُّون وثلاثُمائة نُصُب، فجعل يَطْعَنُهُا بعود في يده، يقول: جاء الحقُّ، وزهقَ الباطل، إِن الباطل كان زَهُوقاً، جاء الحق، وما يُبدِئُ الباطلُ وما يُعيدُ» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُصُب) النُّصُب بضم الصاد وسكونها: الصنم، وجمعها أنصاب.
(1) رواه البخاري 8 / 14 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي المظالم، باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب:{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} ، ومسلم رقم (1781) في الجهاد، باب إزالة الأصنام من حول الكعبة، والترمذي رقم (3137) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه الحميدي (86) . وأحمد (1/377)(3584) . والبخاري (3/178) قال: حدثنا علي بن عبد الله. وفي (5/188) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. وفي (6/108) قال: حدثنا الحميدي. ومسلم (5/173) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر. والترمذي (3138) قال: حدثنا ابن أبي عمر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(9334) عن محمد بن مثنى، وعبيد الله بن سعيد، فرقهما. تسعتهم -الحميدي، وأحمد، وعلي بن عبد الله، وصدقة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، ومحمد بن مثنى، وعبيد الله بن سعيد - عن سفيان بن عُيينة.
2 -
وأخرجه مسلم (5/173) قال: حدثناه حسن بن علي الحُلْوَاني، وعبد بن حُميد، كلاهما عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري.
كلاهما - سفيان بن عُيينة، وسفيان الثوري- عن ابن أبي نَجيح، عن مُجاهد، عن أبي مَعْمر، فذكره.
6151 -
(د) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عمرَ بنَ الخطاب زَمَنَ الفتح وهو بالبَطْحاءِ أَن يأتيَ الكعبة فَيَمْحُوَ كلَّ صورة فيها، فلم يدخلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى مُحيت كلُّ صورة فيها (1) » . أخرجه أبو داود (2) .
(1) قال في " بذل المجهود ": والظاهر أن ما أمره صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب كان مختصاً بما نقش من الصور في الجدران، فأمره بمحوها، وأما الأصنام وذي الأجرام منها فبقيت فيها حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فأزالها بنفسه كما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها وفيها ثلاثمائة وستون نصباً، فيطعن فيها ويقول: جاء الحق وزهق الباطل.
(2)
رقم (4156) في اللباس، باب في الصور، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4156) حدثنا الحسن بن الصباح، أن إسماعيل بن عبد الكريم حدثهم، قال: حدثني إبراهيم - يعني ابن عقيل - عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر، فذكره.
6152 -
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَجَبَة) : جمع حاجب، وهو سادن البيت.
(1) زيادة رزين هذه رواها مسلم كما سيأتي في تخريج الحديث، وعبد الرزاق، وأحمد في " المسند " 6 / 15.
(2)
6 / 92 في الجهاد، باب الردف على الحمار، وفي القبلة، باب {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي المساجد، باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد، وفي سترة المصلي، باب الصلاة بين السواري في غير جماعة، وفي التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وفي الحج، باب إغلاق البيت، وباب الصلاة في الكعبة، وفي المغازي، باب حجة الوداع، ورواه أيضاً تعليقاً 8 / 15 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم الفتح، ورواه أيضاً مسلم بروايات مختلفة رقم (1329) في الحج، باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره والصلاة فيها والدعاء في نواحيها كلها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (7/612) في المغازي، أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته يوم الفتح.
6153 -
(خ م د) أبو هريرة رضي الله عنه «أن خُزَاعةَ قتلوا رجلاً من بني لَيْث عامَ فتحِ مكةَ، بقتيل منهم قَتَلوه، فأُخْبِر بذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فركب راحلتَه، فخطبَ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه
وفي رواية قال: لما فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم مكةَ قام في الناس، فحمِدَ الله وأثنى عليه، وقال: إن الله حَبَس عن مكةَ الفيلَ، وسلَّط عليها رسولَه والمؤمنين، وإِنها لم تَحِلَّ لأحَد كان قبلي، وإنها إِنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهار، وإنها لن تحلَّ لأحد بعدي، فلا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا يُخْتَلى شجرُها، ولا تَحِلُّ سَاقِطتُها إلا لِمُنْشِد، وَمَن قُتِلَ له قتيل فهو بخير النظرين: إمَّا أن يُعْقَلَ، وإما أن يُقادَ أهل القتيل، فقال العباسُ: إِلا الإِذْخِرَ يا رسولَ الله فإنا نجعله في قبورنا وبُيوتنا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إلا الإِذْخِرَ، فقال رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه: اكتبوا لي يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأَبي شاه» قال الأوزاعي: يعني هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه أبو داود، وأَسْقط من أَوَّله حديث «القتيل» ، وأَوَّلُ حديثه قال: «لما فتح الله على رسوله مكة قام فيهم، فحمد الله
…
وذكر الحديث» وأسقط منه أيضاً «ومن قُتل له قتيل - إلى قوله -: أهل القتيل» (1) .
⦗ص: 380⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا يُخْتَلَى) الخلا: العُشْب، واختلاؤه: قطعه.
(ساقطتها إلا لمُنشد) الساقطة: هي اللقطة، وهو الشيء الذي يُلقى على الأرض لا صاحب له يُعرَف، وقوله:«لا تحل إلا لمنشد» يعني: لمعرِّف، وهو من نشدت الضالة: إذا طلبتها، فأنت ناشد، وأنشدتُها: إذا عَرَّفتها، فأنت منشِد، واللقطة في جميع البلاد لا تحل إلا لمن أنشدها سَنَة، ثم يتملَّكها بعد السَّنة، بشرط الضمان لصاحبه إذا وجده، فأمَّا مكة، فإن في لقطتها وجهين، أحدهما: أنها كسائر البلاد، والثاني: لا تحل، لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا تحل لقطتها إلا لمنشد» والمراد به: منشد على الدوام، وإلا فأي فائدة لتخصيص مكة بالإنشاد؟
(بخير النظرين) خير النَّظرين: أوْفَقُ الأمرين له، فإما أن يَدوا، أي: يُعطوا الدية، وهي العقل، وإما أن يُقادَ، أي: يُقْتَل قصاصاً، فأي الأمرين اختار وَليُّ الدم كان له، وهو مذهب الشافعي، وقال أبو حنيفة: من وجب له القصاص لم يجز له تَركه وأخذ الدية.
(1) رواه البخاري 1 / 183 و 184 في العلم، باب كتابة العلم، وفي اللقطة، باب كيف تعرف
⦗ص: 380⦘
لقطة أهل مكة، وفي الديات، باب من قتل له قتيل فهر بخير النظرين، ومسلم رقم (1355) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها
…
، وأبو داود رقم (2017) في المناسك، باب تحريم حرم مكة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه.