المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

6061 - (ط) عبد الرحمن بن كعب رضي الله عنهما - جامع الأصول - جـ ٨

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف العين

- ‌الكتاب الأول: في العِلْم

- ‌الفصل الأول: في الحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آداب العالم

- ‌الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم

- ‌الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله

- ‌الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل السادس: في رفع العلم

- ‌الكتاب الثاني: في العَفْو والمغفِرة

- ‌الكتاب الثالث: في العتق والتدبير، والكتابة، ومصاحبة الرقيق

- ‌الباب الأول: في مصاحبة الرقيق، وآداب الملكة

- ‌[النوع] الأول: في حسن الملكة

- ‌[النوع] الثاني: في العَفْو عنه

- ‌[النوع] الثالث: في الكُسْوة والطعام والرِّفْق

- ‌[النوع] الرابع: في الضرب

- ‌[النوع] الخامس: في القذف

- ‌[النوع] السادس: في التسمية

- ‌[النوع] السابع: فيمن أعتق جاريته وتزوجها

- ‌[النوع] الثامن: في العبد الصالح

- ‌[النوع] التاسع: في العبد الآبق

- ‌الباب الثاني: في العتق

- ‌الفصل الأول: في عتق المشترك

- ‌الفصل الثاني: في العتق عند الموت

- ‌الفصل الثالث: في عتق أُمّ الولد

- ‌الفصل الرابع: فيمن ملك ذا رحم

- ‌الفصل الخامس: فيمن مَثَّل بعبده

- ‌الفصل السادس: في العتق بشرط

- ‌الفصل السابع: في عتق ولد الزنا

- ‌الفصل الثامن: في العتق عن الميت

- ‌الفصل التاسع: في مال المُعْتَق وولده

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث مفردة

- ‌الباب الثالث: في التدبير

- ‌الباب الرابع: في المكاتب

- ‌الكتاب الرابع: في العدَّة والاسْتبراء

- ‌الباب الأول: في مقدارهما

- ‌الفصل الأول: في عِدَّة المطلقة والمختلعة

- ‌الفصل الثالث: في الاستبراء

- ‌الباب الثاني: في أحكام المعتدَّات

- ‌الفصل الأول: في السكنى والنفقة

- ‌الفرع الأول: في المطلقة

- ‌الفرع الثاني: في المتوفى عنها

- ‌الفصل الثاني: في الإحْداد

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الكتاب الخامس: في العاريَّة

- ‌الكتاب السادس: في العُمْرى والرُّقْبَى

- ‌حرف الغين

- ‌عدد غزوات النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بدر

- ‌حديث بني النّضير

- ‌إجْلاء يهود المدينة

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌قتل أبي رافع: عبد الله بن أبي الحقيق

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة الرَّجيع

- ‌غزوة بئر معونة

- ‌غزوة فَزارة

- ‌غزوة الخندق، وهي الأحزاب

- ‌غزوة ذات الرِّقاع

- ‌غزوة بني المُصْطَلِق من خزاعة

- ‌غزوة أنْمَار

- ‌غزوة الحُدَيْبِيَة

- ‌غزوة ذي قَرَد

- ‌غزوة خَيْبر

- ‌عُمْرَة القَضَاء

- ‌غزوة مُؤتة من أرض الشام

- ‌بعث أسامة بن زيد

- ‌غزوة الفَتْح

- ‌غزوة حُنَين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌غزوة الطائف

- ‌بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حَجَّة الوداع

- ‌قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخَلَصة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌غزوة تَبُوك

- ‌الكتاب الثالث: في الغضب والغَيْظ

- ‌الكتاب الرابع: في الغَضْب

- ‌الكتاب الخامس: في الغيبة والنميمة

- ‌الكتاب السادس: في الغِنَاء واللَّهْو

- ‌الكتاب السابع: في الغَدْر

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها غين، ولم ترد في حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب

- ‌الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة

- ‌الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقاً

- ‌الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌البقرة وآل عمران

- ‌آية الكرسي

- ‌النساء

- ‌الكهف

- ‌يس

- ‌الدُّخَان

- ‌الواقعة

- ‌الحشر

- ‌تبارك

- ‌إذا زلزلت

- ‌الإخلاص

- ‌المعوذتان

- ‌سورة مشتركة

- ‌الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌إبراهيم [عليه السلام] وولده

- ‌موسى [عليه السلام]

- ‌يُونُس [عليه السلام]

- ‌داود [عليه السلام]

- ‌سُلَيْمان [عليه السلام]

- ‌أيُّوب [عليه السلام]

- ‌عيسى [عليه السلام]

- ‌الخَضِر [عليه السلام]

- ‌التَّخْيير بين الأنبياء

- ‌الباب الثالث: في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌نوعٌ ثامن متفرق

- ‌الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم

- ‌الفصل الأول: في فضائلهم مجملاً

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم

- ‌الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوعٌ سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم

- ‌القسم الأول: في الرجال، وأولهم:

- ‌أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه

الفصل: 6061 - (ط) عبد الرحمن بن كعب رضي الله عنهما

(1) 2 / 447 في الجهاد، باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو، وهو حديث مرسل، قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: اتفق رواة الموطأ على إرساله، ولا أعلم أحداً أسنده عن مالك، إلا الوليد بن مسلم، فقال: عن أبيه يعني كعباً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/14) عن ابن شهاب عن ابن لكعب من مالك فذكره.

وهو حديث مرسل قال الزرقاني: قال ابن عبد البر اتفق رواة الموطأ على إرساله، ولا أعلم أحدا أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم قال: عن أبيه يغني كعبا.

قلت: الوليد بن مسلم ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية وهو شر أنواع التدليس وهو قد عنعن هنا.

ص: 234

‌غزوة أحد

6062 -

(خ م ت) زيد بن ثابت رضي الله عنه «لمَّا خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحُد رجع ناس ممن خَرج معه، فكان أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين، قالت فِرقَة: نقتُلُهم، وقالت فرقة: لا نقتلُهم، فنزلت {فَما لَكُم في المُنَافِقِين فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنها طَيْبَةُ تَنْفي الرجالَ، كما ينفي الكِيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .

⦗ص: 235⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(طَيْبَة) اسم المدينة، سميت بذلك تفاؤلاً بالطيب.

(1) رواه البخاري 7 / 275 في المغازي، باب غزوة أحد، وفي فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي تفسير سورة النساء، باب {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} ومسلم رقم (2776) في المنافقين في فاتحته، والترمذي رقم (3031) في التفسير، باب ومن سورة النساء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (5/184، 187) قال: حدثنا بهز. وفي (5/287) قال: حدثنا عفان. وفي (5/188) قال: حدثنا فياض بن محمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (242) قال: حدثني سليمان بن حرب. والبخاري (3/29) قال: حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/122) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/59) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، وعبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (4/121، 8/121) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ - وهو العنبري - قال: حدثنا أبي. وفي (8/121) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا غندر. والترمذي (3028) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر غندر، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3727) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر غندر.

سبعتهم - بهز، وعفان ومحمد بن جعفر غندر، وسليمان، وأبو الوليد، وعبد الرحمن، ومعاذ - عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.

ص: 234

6063 -

(خ د) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جيشاً من الرُّماة، وأمَّرَ عليهم عبد الله بنَ جُبَير وقال: لا تبرحوا، فإن رأيتمونا ظَهَرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تُعِينونا، فلما لقِينا هَرَبُوا، حتى رأيتُ النساءَ يَشْتَدِدْنَ في الجَبَل، رفعن عن سُوقِهِنَّ، قد بَدَتْ خَلاخِيلُهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة، الغنيمةَ، فقال عبد الله [بنُ جُبير] : عهد [إليَّ] النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أن لا تبرحوا، فأبَوْا، فلما أبَوْا صرفَ الله وجوهَهم، فأصيبَ سبعون قتيلاً، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابنُ أبي قُحافةَ؟ فقال: لا تجيبوه، قال: أفي القوم ابنُ الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قُتِلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمرُ نفسَه، فقال: كذبتَ يا عدوَّ الله، أبْقَى الله لك ما يُحزنك، قال أبو سفيان: أُعْلُ هُبَل؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم أجيبوهُ، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجَلُّ، قال أبو سفيان: لنا العُزَّى، ولا عُزّى لكم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا، ولا مولَى لكم، قال أبو سفيان: يوم بيومِ بدر، والحربُ سِجال، وتجدون مُثْلة، لم آمُرْ بها، ولم تَسُؤْني» .

⦗ص: 236⦘

زاد في رواية رزين: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أجيبوه، فقالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار» .

وفي رواية (1) قال: «جعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الرَّجَّالة يومَ أحُد - وكانوا خمسين رَجُلاً، وهم الرُّماة - عبد الله بنَ جُبير، فقال: إن رأيتمونا تَخْطَفُنا الطير فلا تبرحوا، حتى أُرْسِلَ إليكم، فهزمهم الله، فأنا والله رأيتُ النساءَ يَشْتَدِدْنَ، وقد بدت خلاخيلُهن وأسْوُقُهن، رافعات ثيابهنَّ، فقال أصحابُ عبد الله بن جبير: الغنيمةَ، أي قومِ، الغنيمةَ، ظهر أصحابُكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتُم ما قال لكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبنَّ من الغنيمة، فلما أتَوْهم صُرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك قوله تعالى:{والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 153] فلم يبق مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم غيرُ اثْنَيْ عشر رجلاً، فأصابوا منَّا سبعين، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد أصاب من المشركين يوم بَدْر أربعين ومائة: سبعين أسيراً، وسبعين قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ - ثلاث مرات - فنهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابنُ أبي قحافة؟ - ثلاث مرات - ثم قال: أفي القوم ابنُ الخطَّاب؟ - ثلاث مرات - ثم رجع إلى أصحابه، فقال: أمَّا هؤلاء فقد قُتلوا، فما ملك عمرُ نفسَه، فقال: كذبتَ والله يا عدوَّ الله، إن الذين عددتَ لأحْياء كلُّهم، وقد بقي

⦗ص: 237⦘

لك ما يسوؤُك، قال: يوم بيوم بدر، والحرب سِجال، إنكم ستجدون في القوم مُثْلة لم آمر بها، ولم تسؤْني، ثم أخذ يرتجز: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَل، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ألا تجيبوه؟

وذكره إلى قوله: ولا مولَى لكم» . أخرجه البخاري.

وأخرج أبو داود الرواية الثانية إلى قوله: «صُرفت وجوههم، ثم قال: وأقبلوا منهزمين» وفي رواية «فأنا والله رأيتُ النساءَ يُسْنِدْنَ في الجبل» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يَشْتَددن) الشَّدُّ: العَدْوُ، هكذا جاء في كتاب الحميدي «يشتددن» والذي جاء في كتاب البخاري «يَشْتَدْن» هكذا بدال واحدة، وقد نقطها نقط الشين والتاء، وكثيراً ما يجيء هذا النوع في كتب الحديث بترك إظهار التضعيف، وهو قبيح في العربية، لأن الإدغام إنما جاز في الحرف المضعَّف لما سكن الأول وتحرك الثاني، فأدغمه، وصح الإدغام، فقالوا، شدَّ يشد، واشتدّ يشتدّ، فأما إذا صرت إلى الإخبار عن جماعة النساء، فتقول: شَدَدْن يَشْدُدْن واشْتَدَدْنَ يَشْتددِنَ، فيظهر التضعيف، لأن نون جماعة النساء مفتوحة، ولا يكون قبلها إلا ساكن، فإذا سكن ما قبلها، وهو الحرف

⦗ص: 238⦘

الثاني من الحرف المشدَّد، والحرف الأول من المشدَّد ساكن أيضاً، فاجتمع ساكنان، ولا يُمكن النطق بهما، فحرك الأول، لأن الثاني قُصِدَ سكونه لأجل نون جماعة النساء، فإذا تحرَّك الأول ظهر التضعيف، ولا يجوز إدغامه، بل لا يمكن، والذي جاء في سنن أبي داود «يُسْنِدْن» بسين مهملة ونون، قال الخطابي ومعناه: يُصعِدن فيه، يُقال: سند الرجل وأسند في الجبل: إذا صعِد فيه، والسند: ما ارتفع من الأرض، ويحتمل أن يكون الذي جاء في كتاب البخاري، وهو بدال واحدة، إنما أراد ما أراده أبو داود، والنُّسَّاخ أحالوه بالنقط إلى غيره.

(أسْوقهن) السُّوق: جمع ساق الإنسان.

(أُعْلُ هُبَل) هُبَل: اسم صنم، وقوله:«اعْلُ» أمر بالعلو.

(العُزَّى) اسم صنم، وهو تأنيث الأعزِّ.

(الحرب سجال) أي تكون لنا مرة، ولكم مرة، وأصله من المُسْتَقِين بالدَّلْو، وهو السَّجْل، يكون لهذا دَلْو، ولهذا دَلْو.

(مُثلَة) المثلة: تشويه خِلْقَة القتيل بجَدْعٍ أو قطع.

(تخطَفنا الطير) الاختطاف: الأخذ بسرعة، وهذا تمثيل لشدة ما يتوقع أن يلقاه، أي: لو رأيتمونا وقد أخذتنا الطير وأعدَمَتْنا من الأرض فلا تبرحوا مكانكم.

⦗ص: 239⦘

(صرف وجوههم) كنى بصرف الوجوه عن الهزيمة، فإن المنهزم يلوي وجهه عن الجهة التي كان يطلبها إلى ورائه.

(أُخْراكم) أي في أخراكم.

(1) هي للبخاري أيضاً.

(2)

رواه البخاري 7 / 269 - 272 في المغازي، باب غزوة أحد، وباب فضل من شهد بدراً، وباب {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد} ، وفي الجهاد، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله:{والرسول يدعوكم في أخراكم} ، وأبو داود رقم (2662) في الجهاد، باب في الكمناء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1-

أخرجه أحمد (4/293) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي (4/294) قال: حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (4/79، 5/100، 126، 6/48) قال: حدثنا عمرو بن خالد وأبو داود (2662) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1837) عن زياد بن يحيى، وعمرو بن يزيد.

كلاهما عن أبي داود. (ح) وعن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش.

ستتهم - حسن، ويحيى، وعمرو، والنفيلي، وأبو داود، وحسين - عن زهير.

2-

وأخرجه البخاري (5/120) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل.

كلاهما - زهير، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره.

ص: 235

6064 -

(خ) عائشة رضي الله عنها قالت: هُزِمَ المشركون يوم أُحُد هزيمة بَيِّنة، تُعرف فيهم، فصرخَ إبليسُ: أي عبادَ الله، أُخراكم، فرجعت أُوْلاهم، فاجْتَلَدَتْ هي وأُخراهم، فنظر (1) حذيفة بن اليمان، فإذا هو بأبيه، فقال: أبي، أبي، قال: قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفةُ: يغفر الله لكم، قال عروة: فوالله ما زالتْ في حذيفة منها بقيةُ خير، حتى لقيَ الله.

زاد في رواية «وقد كان انهزم منهم قوم، حتى لَحِقُوا بالطائف» . أخرجه البخاري (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اجْتَلدت) الاجتلاد: افتعال من الجَلد، وهو الضرب.

(انحجزوا) الاحتجاز والانْحجاز: الكفُّ عن الشيء.

(1) في نسخ البخاري المطبوعة: فبصر.

(2)

7 / 279 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر حذيفة بن اليمان، وفي الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان، وفي الديات، باب العفو في الخطأ بعد الموت، وباب إذا مات في الزحام أو قتل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4/152) قال: حدثنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (5/49) قال: حدثني إسماعيل بن خليل. قال: أخبرنا سلمة بن رجاء. وفي (5/125) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (8/7) قال: حدثني محمد بن حرب. قال: حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا. وفي (8/9) قال: حدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو أسامة. وفي (8/169) قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء. قال: حدثنا علي بن مسهر.

أربعتهم - أبو أسامة، وسلمة، ويحيى، وعلي - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.

ص: 239

6065 -

(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما كان

⦗ص: 240⦘

يومُ أحُد: انهزم الناسُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحةَ بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُجوِّبٌ عليه بِحَجَفَة، وكان أبو طلحة رجلاً رامياً، شَديدَ النَّزْع، لقد كَسَرَ يومئذ قَوْسَيْنِ، أو ثلاثة، وكان الرجلُ يمرُّ معه الجَعْبةُ من النَّبْل، فيقول: انْشُرْها لأبي طلحة، قال: ويُشْرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحةَ: يا نبيَّ الله، بأبي وأمِّي، لا تُشرف يصبْك (1) سهم من سهام القوم، نَحْري دون نَحْرِك، ولقد رأيتُ عائشةَ وأمَّ سُلَيم، وإنهما لَمُشَمِّرَتانِ، أرى خَدَم سُوقِهِما، تنقلان (2) القِرَب على مُتُونِهما، ثم تُفْرِغانِهِ في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فَتُفْرِغانِهِ في أفواه القوم، ولقد وقع السيفُ من يد أبي طلحة: إمَّا مرتين، وإمَّا ثلاثاً، [من النعاس] » أخرجه البخاري ومسلم.

وللبخاري قال: «كان أبو طلحةَ يتترَّسُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِتُرْس واحد، وكان أبو طلحة حَسَنَ الرَّمْي، فكان إذا رمَى يُشْرِف النبيُّ صلى الله عليه وسلم فينظر إلى موضع نَبْله» (3) .

⦗ص: 241⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مُجَوَبٌ) عليه: أي ساتر له، قاطع بينه وبين الناس، وهو من الجَوْب: القطع، ويتجوَّب: يتفعّل منه.

(شديد النَّزع) النَّزع: مدُّ القوس، وشدَّته: كناية عن استيفاء السهم جميعه في جَذْبه.

(الجَعْبة) التي تكون فيها السهام، تُتّخذ من الجلود.

(يشرف) الإشْراف: الاطِّلاع على الشيء.

(خَدَم سُوقها) الخَدَمة: الخلخال، وهو سَيْر غليظ مثل الحلقة يُشَدُّ في رسغ البعير.

(1) في بعض النسخ: يصيبك، بالرفع، وكلاهما صواب.

(2)

وفي بعض النسخ: تنقزان، والمعنى: تسرعان المشي كالهرولة، والنقز: الوثب، قال الخطابي: أحسب الرواية: تزفران، بدل تنقزان، والزفر حمل القرب الثقال، أقول: وقد جاء ذلك في رواية عند البخاري، تزفران القرب يوم أحد.

(3)

رواه البخاري 7 / 278 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} وفي الجهاد، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال، وباب المجن ومن يتترس بترس صاحبه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي طلحة، ومسلم رقم (1811) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (4/40) و (5/46) و (5/125) ومسلم (5/196) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.

كلاهما - البخاري، والدارمي- قالا: حدثنا أبو معمر. عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، فذكره.

ص: 239

6066 -

(خ ت م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «غَابَ عَمِّي أنَسُ بن النَّضْر عن قتال بَدْر، فقال: يا رسولَ الله، غِبْتُ عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئِن الله أشهدني قِتَالَ المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنعُ - وفي رواية: لئن أشهدني الله معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليرينَّ الله ما أجدُ - فلما كان يومُ أحد، [و] انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أعتذرُ إليك مما صنع هؤلاءِ - يعني أصحابَه - وأبْرَأُ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدَّم، فاستقبله سعدُ بنُ مُعاذ، فقال: يا سعد بنَ معاذ، الجنة وربِّ النَّضْرِ، إني أجدُ ريحها من دون أُحُد، قال سعد: فما استطعت يا رسولَ الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعة وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برُمح، أو رمية بسهم

⦗ص: 242⦘

ووجدناه قد قُتل، و [قد] مَثَّل به المشركون، فما عرَفه أحد إلا أُخْتُه -[وهي الرُّبيِّع بنت النضر]- بشَامَة، أو بِبنانه (1)، قال أنس: كنا نُرى - أو نظن - أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {من المؤمنين رجالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللهَ عليه فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} [الأحزاب: 23] » أخرجه البخاري والترمذي.

وعند مسلم، قال أنس:«عمِّي [الذي] سُمِّيتُ به: لم يشهدْ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بَدْرا، فشقَّ عليه، وقال: أولُ مَشْهَد شَهِدَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غِبتُ عنه، فإنْ أراني الله مَشْهَداً فيما بعدُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليَرَينَّ الله ما أصنعُ، قال: فهاب أن يقول غيرَها، قال: فشهد مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُد، قال: فاستقبل سعدَ بنَ معاذ، فقال له أنس: يا أبا عمرو: أين؟ ثم قال (2) : واهاً لِريحِ الجنة، أجده دون أُحُد، قال: فقاتَلهم حتى قُتل، قال: فوُجِدَ في جسده بِضْع وثمانون، من بين ضربة ورَمية وطَعْنَة، ثم ذكر نحو ما تقدم» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أو ببنانه) البَنَان: الأصابع، واحدها: بنانة.

(1) هذه الروية بالشك رواية محمد بن طلحة، وأكثر الروايات " ببنانه " من غير شك.

(2)

أي أنس بن النضر.

(3)

رواه البخاري 7 / 274 في المغازي، باب غزوة أحد، وفي الجهاد، باب قول الله تعالى:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ، ومسلم رقم (1903) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والترمذي رقم (3198) في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4048) قال: أخبرنا حسان بن حسان حدثنا محمد بن طلحة حدثنا حميد عن أنس، فذكره.

ومسلم في الجهاد (14: 6) عن محمد بن حاتم، عن بهز عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس، والترمذي في التفسير (33/2) عن أحمد بن محمد، عن ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. وقال: حسن صحيح.

والنسائي في المناقب في الكبرى عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك نحوه. وفي التفسير في الكبرى عن عبد الله بن الهيثم، عن أبي داود عنه وعن حماد بن سلمة.

كلاهما عن ثابت عن أنس. الأشراف (1/135) .

ص: 241

6067 -

(م) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أفْرِدَ يوم أُحُد في سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رَهِقُوا قال: من يَرُدُّهم عنا وله الجنة؟ - أو هو رفيقي في الجنة - فتقدَّم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم رَهِقوه أيضاً، فقال: مَن يَرُدُّهم عنا وله الجنة؟ - أو هو رفيقي في الجنة - فتقدَّم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قُتل، فلم يزل كذلك حتى قُتِلَ السَّبعةُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: ما أنْصَفْنا أصحابَنا» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رَهِقوه) رَهِقَه يَرْهَقه رهقاً، أي: غشيه، والإرهاق: الإعْجال. وقيل: رهقوه، أي: قربوا منه، ومنه المراهق، وهو الغلام الذي قارب الاحتلام.

(1) رقم (1789) في الجهاد، باب غزوة أحد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (1789) حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وثابت البناني، عن أنس بن مالك فذكره.

ص: 243

6068 -

(س) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «لما كان يومُ أحُد وولَّى الناسُ، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً من الأنصار، فيهم طلحةُ بنُ عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مَن للقوم؟ فقال طلحةُ: أنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كما أنتَ، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسولَ الله، [فقال: أنتَ] ، فقاتل حتى قُتل، ثم التفتَ فإذا المشركون، فقال: مَن للقوم، فقال طلحةُ: أنا،

⦗ص: 244⦘

قال: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسولَ الله، فقال أنتَ، فقاتل حتى قُتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار، فيقاتل قتال مَن قَبْله، حتى بقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وطلحةُ بن عبيد الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن للقوم؟ فقال طلحةُ: أنا فقاتل، [طلحةُ] قِتال الأحَدَ عَشر، حتى ضُرِبت يدُه، فقُطعت أصابعُه، فقال: حَسِّ (1)، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لو قلتَ: بسم الله لَرَفَعَتْكَ الملائكة والناسُ ينظرون، ثم ردَّ الله المشركين» أخرجه النسائي (2) .

(1) كلمة تقال عند التوجع.

(2)

6 / 29 و 30 في الجهاد، باب ما يقول من يطعنه العدو، من حديث عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر، وجود إسناده الحافظ في " الفتح " 7 / 277 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (6/29) أخبرنا عمرو بن سواد، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر قبله، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

قلت: أبا الزبير ذا هو محمد بن مسلم بن تدرس وهو مدلس وقد عنعنه ومن المقرر في علم المصطلح، أن المدلس لا يحتج بحديثه إذا لم يصرح بالتحديث، وهذا هو الذي صنعه أبو الزبير هنا وعنعن ولم يصرح اللهم إلا ما كان من رواية الليث بن سعد عنه فإنه لم يرو عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث.

قال الحافظ الذهبي في ترجمته وأما أبو حزم، فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه عن جابر، ونحوه لأنه عندهم حميد يدلس، فإذا قال: سمعت وأخبرنا احتج به، ويحتج به ابن حزم إذا قال: عن، مما رواه عنه الليث بن سعد خاصة وذلك لأن سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا الليث قال: جئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين، فانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو أنني عاودته فسألته أسمع هذا من جابر؟ فسألته، فقال: منه ما سمعت، ومنه ما حدثت به، فقلت أعلم لي على ما سمعت منه، فأعلم بي على هذا الذي عندي ثم قال الذهبي وفي «صحيح مسلم» عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر، ولا هي من طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء.

وقال الحافظ في ترجمته من «التقريب» . صدوق إلا أنه يدلس.

وأورده في المرتبة الثالثة من كتابه «طبقات المدلسين» (ص، 15) وقال في مقدمة الكتاب في صدد شرح مراتبه: الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبلهم، كأبي الزبير المكي.

ص: 243

(1) رقم (2470) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي دجانة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (2470) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره.

ص: 244

6070 -

(خ ت) أبو طلحة رضي الله عنه قال: «كنتُ فيمن تغشَّاه النُّعاسُ يوم أُحُد، حتى سقط سيفي من يدي مراراً، يسقط وآخذُه،

⦗ص: 245⦘

ويسقط وآخذه» أخرجه البخاري.

وفي رواية الترمذي قال: «غُشِيَنا ونحن في مَصَافِّنا يومَ أُحُد، وحَدَّث أنه كان فيمن غَشِيَهُ النُّعاس يومئذ، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذُه، ويسقط من يدي وآخذهُ، والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هَمّ إلا أنفسَهم، أجْبَنَ قومٍ وأرْعَبَه وأخْذَلَه للحق» .

وفي أخرى له قال: «رفعتُ رأسي يوم أُحُد، فجعلتُ أنظر، وما منهم يومئذ أحد، إلا يَمِيدُ تحت حَجفَتِه من النُّعاس، فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عليكم مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أمَنَةً نُّعَاساً} [آل عمران: 154] (1) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أرْعَبَه) الرُّعْب: الخوف والفزع.

(تميد) ماد الشيء يميد: إذا تحرَّك، ومال من جانب إلى جانب.

(أمَنَة) الأمَنَة والأمن واحد.

(1) رواه البخاري 7 / 280 في المغازي، باب {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً} ، وفي تفسير سورة آل عمران، باب قوله تعالى:{أمنة نعاساً} ، والترمذي رقم (3010) و (3011) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

البخاري في التفسير (3/11) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن حسين بن محمد، عن شيبان، وفي المغازي (21) قال لي خليفة ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد.

كلاهما عن قتادة عن أنس عن زيد بن سهل قال: قال أبو طلحة، والترمذي في التفسير (آل عمران 4: 19) عن يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد عن أنس عن زيد بن سهل، وهو أتم و (آل عمران 4: 17) عن عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس عن زيد بن سهل بمعناه «رفعت رأسي يوم أحد، وجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس» ، وقال: حسن صحيح. والنسائي فيه التفسير، في الكبرى، عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن حماد نحوه. وعن محمد بن مثنى عن خالد بن الحارث، عن قتيبة، عن ابن أبي عدي.

كلاهما عن حميد، عن أنس قال: قال أبو طلحة: كنت فيمن ألقى عليه النعاس. فذكر نحوه الأشراف (3/246) .

ص: 244

6071 -

(خ م س) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد: «أرأيتَ إنْ قُتِلتُ أين أنا؟ قال: في الجنة،

⦗ص: 246⦘

قال: فألْقى تمْرات في يده، ثم قاتل حتى قُتل» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .

(1) رواه البخاري 7 / 273 في المغازي، باب غزوة أحد، ومسلم (1899) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، والنسائي 6 / 33 في الجهاد، باب ثواب من قتل في سبيل الله عز وجل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (1249) وأحمد (3/308) والبخاري (5/121) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ومسلم (6/43) قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وسويد بن سعيد، والنسائي (6/33) قال: أخبرنا محمد بن منصور.

ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، والأشعثي، وسويد، ومحمد بن منصور - عن سفيان، عن عمرو، فذكره.

ص: 245

6072 -

(خ م) سعيد بن المسيب رحمه الله قال: سمعتُ سعد بن أبي وقَّاص يقول: «نَثَلَ لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم كِنَانَتَهُ يوم أحُد، فقال: ارْمِ، فداك أبي وأمِّي» .

وفي رواية عامر بن سعد عن أبيه «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أُحُد، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ارمِ، فِداك أبي وأمي، قال: فنزعتُ له بسهم ليس فيه نَصل، فأصبتُ جَنْبَه، فسقط فانكشفت عَوْرَتُه، فضحكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حتى نظرتُ إلى نواجذه» . أخرجه مسلم.

وأخرج هو والبخاري قال: «جمع لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أُحُد» لم يزد على هذا (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(كِنانته) الكنانة: الجَعبة التي يكون فيها النُّشَاب.

⦗ص: 247⦘

(نَثَل) ما فيها: ألقاه منها ونثره.

(1) رواه البخاري 7 / 276 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب سعد بن أبي وقاص، ومسلم رقم (2411) و (2412) في فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (5/154) قال: حدثني عبد الله بن محمد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (197) قال: أخبرنا محمد بن خليل.

كلاهما - عبد الله، ومحمد بن خليل - عن مروان بن معاوية، قال: حدثنا هاشم بن هاشم السعدي، قال: سمعت سعيد بن المسيب، فذكره.

ص: 246

(1) رواه البخاري 7 / 276 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي اللباس، باب الثياب البيض، ومسلم رقم (2306) في الفضائل، باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (1/171)(1468) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. وفي (1/171)(1471) قال: حدثنا يعقوب. وسعد والبخاري (5/124) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (7/72) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث.

خمستهم - سليمان، ويعقوب، وسعد، وعبد العزيز، وعبد الصمد - عن إبراهيم بن سعد.

2-

وأخرجه أحمد (1/177)(1530) قال: حدثنا محمد بن عبيد والبخاري (7/192) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا محمد بن بشر. ومسلم (7/72) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة.

ثلاثتهم - محمد بن عبيد، وابن بشر، وأبو أسامة حماد بن أسامة - عن مسعر.

كلاهما - إبراهيم بن سعد، ومسعر - عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، فذكره.

ص: 247

6074 -

(خ) جعفر بن عمرو بن أمية الضمري رحمه الله قال: «خرجتُ مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قَدِمنا حِمْصَ، قال لي عبيدُ الله: هل لكَ في وَحْشِيّ نسألُه عن قتل حمزةَ؟ قلت: نعم، وكان وَحْشيّ يسكن حمصَ، فسألنا عنه؟ فقيل لنا: هو ذاك في ظلِّ قصره، كأنه حَمِيت، قال: فجئنا حتى وقفنا عليه يسيراً، فسلَّمنا، فردَّ السلام، قال: وعبيدُ الله مُعْتَجِرٌ بعمامته، ما يرى وحشيّ إلا عَيْنيه ورجليه، فقال عبيدُ الله: يا وحْشيُّ، أتعرفني؟ قال: فنظر إليه، ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عديَّ بنَ الخيار تزوج امرأة يُقال لها: أمُّ قِتال بنتُ أبي العِيص، فولدت له غلاماً بمكة، فكنتُ أسْتَرْضِعُ له، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه، فناولتُها إياه، فكأنِّي نظرتُ إلى قَدَمَيْك، قال: فكشف عبيدُ الله عن وجهه، ثم

⦗ص: 248⦘

قال: ألا تخبرنا بقتل حمزةَ؟ قال: نعم، إن حمزة قتَلَ طُعَيْمةَ بنَ عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولايَ جبير بن مطعم: إن قتلت حمزةَ بعمِّي فأنتَ حُرّ، قال: فلما خرج الناسُ عام عَيْنَيْن - وعينين جبل بحيال أُحد، بينه وبينه واد - خرجتُ مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفُّوا للقتال خرج سِباع (1)، فقال: هل من مُبارِز؟ قال: فخرج إليه حمزةُ بن عبد المطلب، فقال: يا سباعُ، يا ابنَ أمِّ أنمار مُقَطِّعةِ البُظُورِ، أتُحادُّ الله ورسولَه؟ قال: ثم شدَّ عليه، فكان كأمسِ الذاهب، قال: وكمَنْتُ لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميتُه بحَرْبَتي، فأضعها في ثُنَّتِه (2) ، حتى خرجتْ من بين وَرِكَيه، قال: فكان ذلك العهدُ به، فلما رجع الناس رجعتُ معهم، فأقمتُ بمكة حتى فشا فيها الإسلامُ، ثم خرجتُ إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رُسُلاً، وقيل لي: إنه لا يَهِيجُ الرسلَ، قال: فخرجتُ معهم، حتى قَدِمْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: أنت وحشيّ؟ قلت: نعم، قال: أنت قتلت حمزة؟ قلتُ: قد كان من الأمر ما [قد] بلغك، قال: فهل تستطيع أن تُغَيِّبَ وجهك عني؟ قال: فخرجت، فلما قُبض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فخرج مسيلمةُ الكذاب قلتُ: لأخرجنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله، فأُكافئَ به حمزة، قال: فخرجتُ مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجل قائم في ثَلْمَةِ جدار كأنه جمل أوْرَقُ، ثائرُ الرأس، قال: فرميتُه بحربتي، فأضعها بين ثَدْيَيْه

⦗ص: 249⦘

حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثَب رجل من الأنصار، فضربه بالسيف على هامَتِه، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار: أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وَا أميرَ المؤمنين، قتله العبد الأسودُ» أخرجه البخاري (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَمِيت) الحَمِيت: الزق الذي لا شعر عليه، وهو للسَّمن، قال الجوهري: قال ابن السِّكِّيت: فإذا جعل في نِحْي السمن الرُّبِّ فهو الحَمِيت، وإنما سمي حَميتاً لأنه مُتِّنَ بالرُّبِّ، أي: قوي وشدد.

(مُعْتَجر) الاعْتِجار بالعمامة: لَفُّها على الرأس، دون أن يُتْرَك تحت الذقن منها شيء، قال الحميدي: وقد جاء في هذا الحديث، " وما يرى وحشي منه إلا عينيه ورجليه " فلعله كان قد غطى وجهه بعد الاعتجار.

(بحيال) حِيال الشيء: مُقابِلُه.

(مقطِّعة البُظُور) : بظور النساء: اللاتي تُخْفَض منهن، أي: تختن، والمقطِّعة: التي تخفِض النساء.

(أتُحادُّ؟) المُحادَّة: المخالفة، ومنع الواجب عليه.

⦗ص: 250⦘

(شدَّ عليه) أي: حمل عليه، وعدا إليه.

(ولا يهيج) هاج الإنسان يهيجه: إذا أفزعه وآذاه.

(فأُكافئ) المكافأة: المجازاة.

(أوْرَق) الوُرْقَة في ألوان الإبل: كالسُّمْرة في الإنسان.

(على هَامَتِه) الهامة: وسط الرأس.

(1) هو سباع بن عبد العزى الخزاعي.

(2)

أي: في عانته.

(3)

7 / 282 - 284 في المغازي، باب قتل حمزة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4072) حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري فذكره.

ص: 247

6075 -

(ط) يحيى بن سعيد: «أنه لما كان يوم أحد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ فقال رجل: أنا يا رسولَ الله، فذهب الرجل يطوف بين القتلى حتى وجده، فقال له سعد بن الربيع: ما شأنك؟ قال: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لآتيه بخبرك، قال: فاذهب إليه فأقْرِئْهُ مني السلام، وأخبره أني طُعِنْتُ اثْنتي عشرة طعنة، كُلُّها قد أُنْفِذت مقاتلي، واسأله أن يستغفر لي، وأخبر قومك: أنه لا عذر لهم عند الله إن قُتل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عين تَطْرِف، أو أحد حي» .

أخرجه «الموطأ» وليس فيه «واسأله أن يستغفر لي» ولا «عين تطرِف» (1) .

(1) 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وإسناده معضل، قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه، ولا أعرفه مسنداً، وهو محفوظ عند أهل السير، وقد ذكره محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة المازني، قال الزرقاني: قال الحافظ: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/58) عن يحيى بن سعيد، فذكره.

قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه، ولا أعرفه مسندا، وهو محفوظ عند أهل السير وقد ذكره محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة. المازني، قال الزرقاني: قال الحافظ: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه.

ص: 250

6076 -

(خ م س) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «أصيب

⦗ص: 251⦘

أبي يوم أحُد، فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا يَنْهَونَني ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، وجعلت فاطمةُ بنت عمرو تبكيه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تُظِلُّه بأجنحتها حتى رفعتموه» .

وفي رواية «لما كان يوم أحُد جيء بأبي مُسَجَّى، وقد مُثِل به - وفي أخرى: جيء بأبي يوم أُحُد مُجدَّعاً - فوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

» بنحوه.

أخرجه البخاري ومسلم، والنسائي نحوه (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(المُسَجَّى) : المُغطى.

(مُثِل به) التمثيل بالقتيل: تشويه خلقته بجدع أو قطع عضو من أعضائه.

(مجدَّعاً) الجدع: قطع الأنف ونحوه من الأعضاء.

(1) رواه البخاري 3 / 92 في الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، وباب ما يكره من النياحة على الميت، وفي الجهاد، باب ظل الملائكة على الشهيد، وفي المغازي تعليقاً، باب من قتل من المسلمين يوم أحد، ومسلم رقم (2471) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله عنهما، والنسائي 4 / 13 في الجنائز، باب في البكاء على الميت.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

البخاري في الجنائز (34) عن علي بن عبد الله، وفي الجهاد (20) عن صدقة بن الفضل، ومسلم في الفضائل (72: 1) عن القواريري وعمرو الناقد والنسائي في الجنائز (12) عن محمد بن منصور.

خمستهم عن سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. الأشراف (2/364) .

ص: 250

6077 -

(د) السائب بن يزيد رضي الله عنه «عن رجل قد سمَّاه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أُحد بين دِرْعين، أو لَبِسَ دِرْعَين» . أخرجه أبو داود (1) .

⦗ص: 252⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ظَاهَر) بين درعين، أي: لبس إحداهما فوق الأخرى.

(1) رقم (2590) في الجهاد، باب في لبس الدروع، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 449، وابن ماجة رقم (2806) في الجهاد، باب السلاح، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2590) حدثنا مسدد، ثنا سفيان، قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة، يذكر، عن السائب بن يزيد، عن رجل قد سماه، فذكره.

ص: 251

6078 -

(خ م) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد: «اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه - يشير إلى ربَاعِيَتهِ- اشْتَدَّ غضبُ الله على رجل يقتلُهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

(1) رواه البخاري 7 / 286 في المغازي، باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد، ومسلم رقم (1793) في الجهاد، باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (5/129) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، ومسلم (5/179) قال: حدثنا محمد بن رافع.

ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.

ص: 252

6079 -

(خ) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اشتدَّ غضبُ الله على مَن قتله نبيّ في سبيل الله، اشتد غضبُ الله على قَوْم أدْمَوْا وجهَ نبيّ الله» أخرجه البخاري (1) .

(1) 7 / 287 في المغازي، باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4074) حدثني مخلد بن مالك، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

ص: 252

6080 -

(م ت خ) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَباعِيَتُه يوم أُحُد، وشُجَّ في رأسه، فجعل يَسْلُتُ الدمَ عن وجهه، ويقول: كيف يُفْلِحُ قوم شَجُّوا نبيَّهم، وكسروا ربَاعِيَتَهُ، وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ أَوْ يَتُوبَ عليهم أَو يُعَذِّبَهُمْ فإنَّهمْ ظَالِمون} [آل عمران: 128] .

أخرجه مسلم والترمذي، وأخرج البخاري ذكر الشَّجِّ والآية في ترجمة باب (1) .

⦗ص: 253⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شجَّ) رأسه: إذا شَق جلدَه وأجْرَى دمه.

(يَسْلُت) سَلَتَ الدم عن الجرح: إذا مسحه.

(1) رواه مسلم رقم (1791) في الجهاد، باب غزوة أحد، والترمذي رقم (3005) و (3006) في

⦗ص: 253⦘

التفسير، باب ومن سورة آل عمران. ورواه البخاري تعليقاً 7 / 281 في المغازي، باب {ليس لك من الأمر شيء} فقال: قال حميد وثابت عن أنس: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، فنزلت {ليس لك من الأمر شيء} ، قال الحافظ في " الفتح ": أما حديث حميد فوصله أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد به، وأما حديث ثابت فوصله مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/253، 288) قال: حدثنا عفان وعبد بن حميد (1204) قال: حدثنا روح بن عبادة. ومسلم (5/179) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب.

ثلاثتهم - عفان، وروح، والقعنبي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.

وذكره البخاري تعليقا (7/281) في المغازي باب ليس لك من الأمر شيء فقال: قال حميد وثابت عن أنس شجب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، فنزلت ليس لك من الأمر شيء قال الحافظ في الفتح: أما حديث حميد فوصله أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد به، وأما حديث ثابت فوصله مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.

ص: 252

6081 -

(م) أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يوم أُحُد «اللهم إنك إنْ تَشَأْ لا تُعبَدْ في الأرض» . أخرجه مسلم (1) .

(1) رقم (1743) في الجهاد، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (1743) حدثني حجاج بن الشاعر، حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

ص: 253

(1) 7 / 278 في المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، وفي الجهاد، باب من حدث بمشاهده في الحرب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4062) حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، قال: سمعت السائب بن يزيد، فذكره.

ص: 253

6083 -

(خ) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «اصْطَبَحَ الْخَمْرَ يَومَ أُحُد ناس [ثم] قُتِلُوا شُهَدَاءَ (1) » .

⦗ص: 254⦘

أخرجه البخاري (2) .

(1) وذلك دليل على أن تحريم الخمر كان بعد أحد، وقد قال البخاري في تفسير سورة المائدة: عن جابر قال: صبَّح أناس غداة أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعاً شهداء، وذلك قبل تحريمها.

(2)

7 / 273 في المغازي، باب غزوة أحد، وفي الجهاد، باب قول الله تعالى:{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4044) أخبرني عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان بن عمرو، عن جابر، فذكره.

ص: 253

6084 -

(خ م) عائشة رضي الله عنها {الَّذينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] قالت لعروةَ: «يا ابنَ أُخْتي، كانَ أَبوَاكَ مِنْهُم الزبيرُ وَأَبو بَكْر، لمَّا أَصَابَ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم ما أَصابَ يومَ أُحد، فانصرف عنه المشركون خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فقال: مَنْ يَذهبُ في إثْرِهِم؟ فانتدب منهم سبعون رَجُلاً، قال: كان فيهم أبو بكر والزُّبَيْرُ» . أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية: قال عُروة: قالت لي عائشةُ: «أَبَواكَ واللهِ من الذين استجابوا للهِ والرسولِ من بعد ما أصابهم القَرْحُ - زاد في رواية - تعني: أبا بكر والزبيرَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(القَرح) : الجُرح، وأراد به: ما نالهم من القتل والهزيمة.

⦗ص: 255⦘

(فانْتَدب) أي: أجاب وبادر إلى الأمر المطلوب.

(1) رواه البخاري 7 / 287 في المغازي، باب {الذين استجابوا لله والرسول} ، ومسلم رقم (2418) في فضائل الصحابة، باب فضل طلحة والزبير رضي الله عنهما.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه الحميدي (263) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (5/130) قال: حدثنا محمد. قال: حدثنا أبو معاوية ومسلم (7/129) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا ابن نمير وعبدة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (124) قال: حدثنا هشام بن عمار وهدية بن عبد الوهاب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة.

خمستهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة.

2-

وأخرجه مسلم (7/129) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسماعيل، عن البهي.

كلاهما - هشام بن عروة، وعبد الله البهي - عن عروة، فذكره.

ص: 254