المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌غزوة تَبُوك 6187 - (خ م) أبو موسى الأشعري رضي الله - جامع الأصول - جـ ٨

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف العين

- ‌الكتاب الأول: في العِلْم

- ‌الفصل الأول: في الحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آداب العالم

- ‌الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم

- ‌الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله

- ‌الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل السادس: في رفع العلم

- ‌الكتاب الثاني: في العَفْو والمغفِرة

- ‌الكتاب الثالث: في العتق والتدبير، والكتابة، ومصاحبة الرقيق

- ‌الباب الأول: في مصاحبة الرقيق، وآداب الملكة

- ‌[النوع] الأول: في حسن الملكة

- ‌[النوع] الثاني: في العَفْو عنه

- ‌[النوع] الثالث: في الكُسْوة والطعام والرِّفْق

- ‌[النوع] الرابع: في الضرب

- ‌[النوع] الخامس: في القذف

- ‌[النوع] السادس: في التسمية

- ‌[النوع] السابع: فيمن أعتق جاريته وتزوجها

- ‌[النوع] الثامن: في العبد الصالح

- ‌[النوع] التاسع: في العبد الآبق

- ‌الباب الثاني: في العتق

- ‌الفصل الأول: في عتق المشترك

- ‌الفصل الثاني: في العتق عند الموت

- ‌الفصل الثالث: في عتق أُمّ الولد

- ‌الفصل الرابع: فيمن ملك ذا رحم

- ‌الفصل الخامس: فيمن مَثَّل بعبده

- ‌الفصل السادس: في العتق بشرط

- ‌الفصل السابع: في عتق ولد الزنا

- ‌الفصل الثامن: في العتق عن الميت

- ‌الفصل التاسع: في مال المُعْتَق وولده

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث مفردة

- ‌الباب الثالث: في التدبير

- ‌الباب الرابع: في المكاتب

- ‌الكتاب الرابع: في العدَّة والاسْتبراء

- ‌الباب الأول: في مقدارهما

- ‌الفصل الأول: في عِدَّة المطلقة والمختلعة

- ‌الفصل الثالث: في الاستبراء

- ‌الباب الثاني: في أحكام المعتدَّات

- ‌الفصل الأول: في السكنى والنفقة

- ‌الفرع الأول: في المطلقة

- ‌الفرع الثاني: في المتوفى عنها

- ‌الفصل الثاني: في الإحْداد

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الكتاب الخامس: في العاريَّة

- ‌الكتاب السادس: في العُمْرى والرُّقْبَى

- ‌حرف الغين

- ‌عدد غزوات النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بدر

- ‌حديث بني النّضير

- ‌إجْلاء يهود المدينة

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌قتل أبي رافع: عبد الله بن أبي الحقيق

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة الرَّجيع

- ‌غزوة بئر معونة

- ‌غزوة فَزارة

- ‌غزوة الخندق، وهي الأحزاب

- ‌غزوة ذات الرِّقاع

- ‌غزوة بني المُصْطَلِق من خزاعة

- ‌غزوة أنْمَار

- ‌غزوة الحُدَيْبِيَة

- ‌غزوة ذي قَرَد

- ‌غزوة خَيْبر

- ‌عُمْرَة القَضَاء

- ‌غزوة مُؤتة من أرض الشام

- ‌بعث أسامة بن زيد

- ‌غزوة الفَتْح

- ‌غزوة حُنَين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌غزوة الطائف

- ‌بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حَجَّة الوداع

- ‌قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخَلَصة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌غزوة تَبُوك

- ‌الكتاب الثالث: في الغضب والغَيْظ

- ‌الكتاب الرابع: في الغَضْب

- ‌الكتاب الخامس: في الغيبة والنميمة

- ‌الكتاب السادس: في الغِنَاء واللَّهْو

- ‌الكتاب السابع: في الغَدْر

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها غين، ولم ترد في حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب

- ‌الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة

- ‌الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقاً

- ‌الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌البقرة وآل عمران

- ‌آية الكرسي

- ‌النساء

- ‌الكهف

- ‌يس

- ‌الدُّخَان

- ‌الواقعة

- ‌الحشر

- ‌تبارك

- ‌إذا زلزلت

- ‌الإخلاص

- ‌المعوذتان

- ‌سورة مشتركة

- ‌الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌إبراهيم [عليه السلام] وولده

- ‌موسى [عليه السلام]

- ‌يُونُس [عليه السلام]

- ‌داود [عليه السلام]

- ‌سُلَيْمان [عليه السلام]

- ‌أيُّوب [عليه السلام]

- ‌عيسى [عليه السلام]

- ‌الخَضِر [عليه السلام]

- ‌التَّخْيير بين الأنبياء

- ‌الباب الثالث: في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌نوعٌ ثامن متفرق

- ‌الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم

- ‌الفصل الأول: في فضائلهم مجملاً

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم

- ‌الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوعٌ سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم

- ‌القسم الأول: في الرجال، وأولهم:

- ‌أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه

الفصل: ‌ ‌غزوة تَبُوك 6187 - (خ م) أبو موسى الأشعري رضي الله

‌غزوة تَبُوك

6187 -

(خ م) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسأله لهم الحُمْلان، إذْ هم معه في جيش العُسْرَة، وهي غزوة تبوك، فقلتُ: يا نبيَّ الله، إنَّ أصحابي أرسلوني إليك لِتَحْمِلَهم، فقال: والله لا أَحْمِلُكم على شيء، وَوَافَقتُه وهو غضبانُ، ولا أشعرُ، فَرَجَعْتُ حزيناً مِن مَنْع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ومِن مَخافةِ أن يكونَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد وَجَدَ في نفسه عليَّ، فَرَجَعْتُ إلى أصحابي، فأخبرتُهم الذي قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلم أَلْبَثْ إِلا سُوَيْعَة إذْ سمعتُ بلالاً ينادي: أيْ عبد الله بنَ قيس؟ فأَجَبْتُه، فقال: أَجبْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُوك، فلما أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: خُذْ هذين القَرِينَيْن، وهذين القرينين، وهذين القرينين - لِستَّة أَبْعرَة ابْتَاعهن حينئذ من سَعْد

⦗ص: 428⦘

فانْطَلِقْ بهنَّ إلى أصحابك، فقُل: إن الله - أو قال: إن رسولَ الله - يحملكم على هؤلاءِ، فارْكبوهنَّ [قال أبو موسى] : فَانْطَلَقْتُ إلى أصحابي بهنَّ، فقلتُ: إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يحملُكم على هؤلاء، ولكنْ والله، لا أَدَعُكم حتى يَنْطَلِقَ معي بعضُكم إلى مَن سمع مقالةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حين سألتُه لكم، ومَنْعَه في أول مرة، ثم إِعطاءه إيَّايَ بعد ذلك، لا تظنُّوا أني حدَّثتكم شيئاً لم يَقُلْه، فقالوا لي: والله إنك عندنا لَمُصَدَّق، وَلَنفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ، فانطلق أبو موسى بنفر منهم، حتى أَتَوُا الذين سمعوا قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَمَنْعَه إياهم، ثم إعطاءهم بعدُ، فحدَّثوهم بما حدَّثهم أبو موسى سواء» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الحُمْلان) : الحِمْل، حملته على الدابة، أحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلاناً، وذلك أنه جاء يطلب منه شيئاً يركبون عليه.

⦗ص: 429⦘

(القَرِينْين) القَرِين: الجمل يُقْرَن بجمل آخر، فكلاهما قرينان.

(1) رواه البخاري 8 / 84 و 85 في المغازي، باب غزوة تبوك، وباب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وفي الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي الذبائح والصيد، باب الدجاج، وفي الأيمان والنذور في فاتحته، باب لا تحلفوا بآبائكم، وباب اليمين فيما لا يملك وفي المعصية والغضب، وباب الاستثناء في الأيمان، وباب الكفارة قبل الحنث وبعده، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{والله خلقكم وما تعلمون} ، ومسلم رقم (1649) في الأيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأي غيرها خيراً منها

.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف:

أخرجه أبو داود (2676) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبذو النضر. قال: حدثنا محمد بن شعيب. قال: أخبرني أبو زرعة يحيي بن أبي عمرو السيباني، عن عمرو بن عبد الله، أنه حدثه، فذكره.

قلت: عمرو بن عبد الله السيباني تفرد ابن حبان بتوثيقه.

ص: 427

6188 -

(د) واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: «نادى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فخرجتُ إلى أهلي، [فَأَقْبَلْتُ]- وقد خرج أوَّلُ صَحَابَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فطفقتُ في المدينة أُنادي: ألا مَن يحملُ رجلاً له سهمُه، فإذا شيخ من الأنصار، فقال: لنا سهمُه على أن نحملَه عُقْبَة، وطعامُه معنا؟ فقلتُ: نعم، قال: فَسِرْ على بَرَكة الله، فخرجتُ مع خيرِ صاحب، حتى أَفاءَ الله علينا، فأصابني قَلائصُ، فَسُقْتُهُنَّ حتى أتيتُه، فخرج فقعد على حَقِيبَة من حقائبِ إبله، ثم قال: سُقْهنَّ مُدْبِرَات، ثم قال: سُقْهنَّ مُقْبِلات، فقال: ما أرى قلائِصَك إلا كِرَاماً، قلتُ: إِنما هي غَنيمتُك التي شرطتُ لك، قال: خُذْ قلائِصَك يا ابن أخي، فغيرَ سهمك أردنا» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عُقْبَة) حملت فلاناً عُقبة: إذا أركبْتَه وقتاً، وأنزلته وقتاً، فهو يعقب غيره في الركوب، أي يجيء بعده.

(قلائص) القلائص: جمع قلوص، وهي الناقة.

(1) رقم (2676) في الجهاد، باب في الرجل يكري دابته على النصف أو السهم، وفي سنده عمرو ابن عبد الله السيباني لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

هذا الأرث من زيادات رزين العبدري على الأصل، عزاه الحافظ في الفتح لابن جرير قلت: والزهري إمام مطلع لا يرسل إلا لعلة قادحة.

ص: 429

(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، قال الحافظ في " الفتح ": ووقع عند ابن جرير من طريق يونس عن الزهري بغير إسناد، قال الزهري:

فذكره.

ص: 430

الكتاب الثاني من حرف الغين: في الغَيْرَة

6190 -

(خ م ت) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يَغَارُ، وإن المؤمنَ يَغار، وإن غَيْرَةَ الله: أن يأتِيَ المؤمن ما حرَّم الله عليه» وفي رواية مثله، وليس فيه «وإن المؤمن يغار» أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية مسلم قال: «المؤمن يغارُ، والله أشدُّ غَيراً (1) » .

وأخرج الترمذي الأولى (2)، قال: وقد روي هذا الحديثُ أيضاً عن

⦗ص: 431⦘

أسماءَ بنتِ أبي بكر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1) قال أهل اللغة: الغيرة، والغير، والغار، بمعنى.

(2)

رواه البخاري 9 / 281 في النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (2761) في التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، والترمذي رقم (1168) في الرضاع، باب ما جاء في الغيرة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغار وإن المؤمن يغار» أخرجه أحمد (2/343 و 536) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار. وفي (2/519) قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا حرب وأبان. وفي (2/536) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا شيبان. وفي (2/539) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أبو معاوية، وهو شيبان. والبخاري (7/45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا شيبان. ومسلم (8/101) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، عن حجاج بن أبي عثمان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أبان بن يزيد وحرب بن شداد. والترمذي (1168) قال: حدثنا حُميد بن مَسعدة، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن الحجاج الصواف. خمستهم (أبان، وحرب بن شداد، وشيبان، همام، وحجاج الصواف) عن يحيي بن أبي كثير.

2 -

وأخرجه أحمد (2/3877) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عَوَانَة، عن عمر بن أبي سلمة.

كلاهما (يحيى، وعمر) عن أبي سلمة، فذكره.

وعبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يغار، المؤمن يغار» .

أخرجه أحمد (6/348) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال: حدثنا أبان، يعني ابن يزيد العطار. وفي (6/361) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي. قال: حدثنا حرب بن شداد وأبان بن يزيد. وفي (6/352) أيضا قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (7/45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام، ومسلم (8/101)، قال: حدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، عن حجاج بن أبي عثمان. وفي (8/10_) قال: وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن هشام.

سبعتهم (أبان بن يزيد، وحرب بن شداد، وشَيبان أبو معاوية، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وحجاج بن أبي عثمان، وهشام الدستوائي) عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة بن الزبير، فذكره.

ص: 430

6191 -

(خ م) أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا شيءَ أغيرُ من الله تعالى» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

(1) رواه البخاري 9 / 280 في النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (2762) في التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/348) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا أبان، يعني ابن يزيد العطار، وفي (6/351)، قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا حرب بن شداد وأبان ابن يزيد العطار، وفي (6/352) قال: حدثنا هاشم،قال: حدثنا أبو معاوية،يعني شيبان، وفي (6/352) أيضا قال: حدثنا أبو المغيرة،قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري (7/45) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام،ومسلم (8/101) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن حجاج بن أبي عثمان، وفي (8/101) قال: وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا بشر بن المفضل عن هشام.

سبعتهم عن عروة بن الزبير، فذكره.

صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع في رواية حرب بن شداد وأبان بن يزيد وحجاج بن أبي عثمان.

ص: 431

6192 -

(خ م ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا أحد أَغْيَرَ من الله، من أَجل ذلك حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بَطَن، ولا أحد أحبَّ إِليه المدْحُ من الله تعالى، من أجل ذلك مَدَحَ نَفْسَهُ» .

وفي رواية نحوه، ولم يذكر «ما ظهر منها وما بطن» ، وزاد «وليس أحد أحبَّ إِليه العُذْرُ من الله، من أجل ذلك أنزلَ الكتاب وأرسلَ الرُّسُلَ» .

أخرجه البخاري ومسلم، ولم يذكر البخاري الزيادة، وأخرج الترمذي الأولى (1) .

(1) رواه البخاري 9 / 280 في النكاح، باب الغيرة، وفي تفسير سورة الأنعام، باب قول الله تعالى:{ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} ، وفي تفسير سورة الأعراف، باب قوله:{إنما حرم ربي الفواحش} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{ويحذركم الله نفسه} ، ومسلم رقم (2760) في التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، والترمذي رقم (3520) في الدعوات، باب رقم (97) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1 -

أخرجه أحمد (1/381)(3616) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/425)(4044) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (2231) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (7/45، 9/147) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (8/100) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9256) عن أبي كريب، ومحمد بن آدم بن سليمان، كلاهما عن أبي معاوية.

خمستهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ويعلى، وحفص بن غياث، وجرير - عن الأعمش.

2 -

وأخرجه أحمد (1/436)(4153) قال: حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (6/72) قال: حدثنا حفص بن عمر، وفي (6/74) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (8/100) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (3530) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(9287) عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر.

ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وحفص بن عمر، وسليمان بن حرب - قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة.

كلاهما - الأعمش، وعمرو بن مرة - عن شقيق أبي وائل، فذكره.

وعن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله

» . أخرجه مسلم (8/100) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد،فذكره.

ص: 431

6193 -

(خ م) المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال سعدُ بنُ عبادةَ: «لو رأيتُ رجلاً مع امرأَتي لضربتُه بالسيف غير مُصْفِح (1) ، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: تعجبون من غَيْرةِ سعد؟ واللهِ، لأنا أَغْيَرُ منه، واللهُ أَغْيَرُ مني، ومن أجل غَيْرَةِ الله حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبَّ إِليه العذْرُ من الله، من أجل ذلك بعثَ المنذِرين والمبشِّرِين، ولا أحد أَحبَّ إِليه المِدْحَةُ من الله، ومن أجل ذلك وعدَ الله الجنةَ» .

أخرجه البخاريُّ، ثم قال: وقال عبيد الله بن عمرو عن [عبد الملك] بن عمير: «لا شخصَ أَغْيَرُ من الله» (2) .

ولمسلم نحوه، وفيه «ولا شخصَ أغْيرُ من الله، ولا شخصَ أحبُّ إِليه العُذْرُ مِن الله، من أجل ذلك بعثَ الله المرسَلين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، ولا شخصَ

⦗ص: 433⦘

أَحبُّ إِليه المِدْحةُ من الله، من أجل ذلك وعدَ الله الجنةَ» وفيه «لضربتُه بالسيف غير مُصْفِح عنه» ، وقال مسلم: وفي رواية «غير مُصْفِح» ولم يقل «عنه» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(غير مُصْفِح) ضربه بالسيف غير مصفِح: إذا ضربه بحدِّه، وضربه صفحاً: إذا ضربه بعرضه.

(1) بكسر الفاء وفتحها، فمن فتحتها جعلها وصفاً للسيف وحالاً منه، ومن كسر جعلها وصفاً للضارب وحالاً منه.

(2)

قال الحافظ في " الفتح " 13 / 338: قوله: لا شخص أغير من الله، يعني أن عبيد الله بن عمرو روى الحديث المذكور عن عبد الملك بالسند المذكور أولاً، فقال: لا شخص بدل قوله: لا أحد وقد وصله الدارمي عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ورّاد مولى المغيرة عن المغيرة قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة يقول

فذكره بطوله، قال الحافظ: وقال ابن بطال: اختلفت ألفاظ هذا الحديث، فلم يختلف في حديث ابن مسعود أنه بلفظ: لا أحد، فظهر أن لفظ:" شخص " جاء موضع أحد، فكأنه من تصرف الراوي، ثم قال: على أنه من باب المستثنى من غير جنسه، كقوله تعالى:{وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن} وليس الظن من نوع العلم، قال الحافظ: وهذا هو المعتمد، وقد قرره ابن فورك، ومنه أخذه ابن بطال، وانظر الموضوع بتمامه في " الفتح " 13 / 338 - 340.

(3)

رواه البخاري 12 / 154 و 155 في المحاربين، باب من رأى مع امرأته رجلاً فقتله، وفي التوحيد، باب لا شخص أغير من الله، ورواه أيضاً تعليقاً 9 / 279 في النكاح، باب الغيرة، ومسلم رقم (1499) في اللعان في فاتحته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (4/248) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة. وعبد بن حميد (392) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (2233) قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو. والبخاري (8/215) و (9/151) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (4/211) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قالا: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وعبد الله بن أحمد (4/248) قال: حدثنا عبيد الله القواريري، قال: حدثنا أبو عوانة.

ثلاثتهم - أبو عوانة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وزائدة - عن عبد الملك بن عمير، عن وراد كاتب المغيرة، فذكره.

ص: 432

6194 -

(م ط د) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «قال سعدُ بنُ عبادة: يا رسول الله، لو وجدتُ مع أهلي رجلاً، لم أمَسَّه حتى آتِيَ بأربعةِ شهداء؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: كلا، والذي بعثك بالحق، إن كنتُ لأعاجله (1) بالسيف قبل ذلك، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا إلى ما يقول سَيِّدُكم، إنه لَغَيُور، وإني لأَغْيَرُ منه، واللهُ أَغْيَرُ مني» .

وفي رواية قال: «يا رسول الله، أرأيتَ الرجلَ يجدُ مع امرأته رجلاً، أيقتُله؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا، قال سعد: بلى، والذي أكرمك بالحق، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا إِلى ما يقول سيدكم» .

⦗ص: 434⦘

وفي أخرى «أن سعدَ بنَ عُبادة قال: يا رسولَ الله، إنْ وجدتُ مع امرأتي رجلاً أَأُمْهِلُهُ حتى آتِيَ بأربعة شهداء؟ قال: نعم» . أخرجه مسلم.

وأخرج الموطأ الآخرة، وأخرج أبو داود الثانية (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لأعالجه) عالجته بالسيف: إذا ضربته، وهو من المعالجة: مزاولة الشيء ومحاولته.

(1) في المطبوع: لأعالجه، وهو التحريف.

(2)

رواه مسلم رقم (1498) في اللعان في فاتحته، والموطأ 2 / 737 في الأقضية، باب القضاء فيمن وجد مع امرأته رجلاً، وأبو داود رقم (4532) في الديات، باب فيمن وجد مع أهله رجلاً أيقتله.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: تقدم تخريجه.

ص: 433

6195 -

(م س) عائشة رضي الله عنها «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً، قالت: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فجاءَ فرأَى ما أصنع، فقال: ما لَكِ يا عائشة، أغِرْت عليَّ؟ فقلت: وما لي لا يغارُ مثلي على مِثْلِكَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أقد جاءكِ شَيْطَانُكِ؟ قالت: يا رسولَ الله أوَ مَعِيَ شيطان؟ قال: نعم، [قلتُ: ومع كلِّ إنسان؟ قال: نعم] ، قلتُ: ومعكَ يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكنْ أعانني الله عليه حتى أسلَمُ» (1) .

⦗ص: 435⦘

أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي أخصر من هذا (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ولكن الله أعانني عليه حتى أسْلَم) قوله: ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم، أي: انْقَاد وأذْعَن، وصار طَوْعي، فلا يكاد يعرض لي بما لا أريده، فأنا أقوى عليه، وليس من الإسلام الذي هو بمعنى الإيمان.

(1) قال النووي في " شرح مسلم ": فأسلم: برفع الميم وفتحها، وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه: أسلم أنا من شره وفتنته، ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإسلام، وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير، واختلفوا في الأرجح منهما، فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح، وهو المختار لقوله: فلا يأمرني إلا بخير، قال النووي: قال القاضي عياض: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه، وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته، وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان.

(2)

رواه مسلم رقم (2815) في المنافقين، باب تحريش الشيطان، والنسائي 7 / 72 في عشرة النساء، باب الغيرة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: تقدم تخريجه في حرف الدال، كتاب الدعاء.

ص: 434

6196 -

(خ م) عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفَراً أقرَعَ بين نسائه، قالت: فأقرعَ بيننا، فطارتِ القُرعةُ لحفصةَ وعائشةَ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الليلُ: سار معي يتحدَّثُ، فقالت لي حفصةُ: ألا تركبينَ بعيري، وأركبُ بَعِيركِ، تنظرين وأنظُرُ؟ قلت: بلى، ففعلنا، قال عروةُ عن عائشة: فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشةَ وعليه حَفصةُ، فسلَّم عليها، ثم سار، حتى نزلوا، وافْتَقَدَتْهُ عائشة، فغارتْ، فلما نزلوا كانت تجعل رجليها بين الإِذْخِر، وتقول: يا رب سلِّطْ عليَّ عقرباً وَحَيَّة تلدغُني، رسولُك (1) ، ولا أستطيع أن أقولَ [له] شيئا» .

⦗ص: 436⦘

أخرجه البخاري ومسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فطارت القُرْعَة) يقال: طار سهم فلان، أي: خرج نصيبه، وتعيّن اسمه من بين الأسماء.

(1) قال الحافظ في " الفتح " 9 / 372: رسولك بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو رسولك، ويجوز النصب على تقدير فعل، وإنما لم تتعرض لحفصة، لأنها هي التي أجابتها طائعة، فعادت على نفسها باللوم.

(2)

رواه البخاري 9 / 272 و 273 في النكاح، باب القرعة بين النساء إذا أراد سفراً، ومسلم رقم (2445) في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/114) . والدارمي (2428) . والبخاري (7/43) . ومسلم (7/138) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وحدثنا عبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17462) عن أحمد بن سليمان.

ستتهم - أحمد، والدارمي، والبخاري، وإسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، وأحمد بن سليمان - عن أبي نعيم قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم، فذكره.

ص: 435

6197 -

(خ د ت س) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إليه إحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ، فانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِلَق الصَّحفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غَارتْ أُمُّكم، [غارتْ أُمُّكم] ، ثم حبس الخادم، حتى أُتيَ بِصَحفَة من عند التي هو في بيتها، فدفعها إلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها، وأمسك المكسورة في بَيْتِ التي كَسَرَتْها» أخرجه البخاري.

وفي رواية أبي داود نحوه - وزاد فيها - قال: «كلوا، وحَبَسَ الرسولَ والقَصْعَةَ، حتى فَرَغُوا» .

وفي رواية الترمذي قال: «أهْدَتْ بَعضُ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم طعاماً في قَصْعَة، فَضَرَبَتْ عائشةُ القَصعةَ بيدها، فألْقَتْ ما فيها

⦗ص: 437⦘

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: طعام بطعام، وإناء بإناء» . وأخرجه النسائي مثل البخاري.

وله في أخرى «أنَّ أُمَّ سلمةَ أتَتْ بطعام في صَحْفَة لَها إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءتْ عائشةُ مُتَّزرَة بكساء، ومعها فِهْر (1) ، ففلقت به الصحفةَ، فجمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة، ويقول: كلوا، غارتْ أُمُّكم - مرتين - ثم أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَحْفَةَ عائشةَ، فبعث بها إلى أُمِّ سلمةَ، وأعطى صحفةَ أُمِّ سلمةَ عائشةَ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بصحفة) الصَّحفة كالقصعة.

(1) الفهر: بكسر الفاء، وسكون الهاء: الحجر ما يدق به الجوز أو ما يملأ الكف، ويؤنث، والجمع: أفهار وفهور.

(2)

رواه البخاري 9 / 283 في النكاح، باب الغيرة، وفي المظالم، باب إذا كسر قصعة أو شيئاً، وأبو داود رقم (3567) في البيوع، باب فيمن أفسد شيئاً يغرم مثله، والترمذي رقم (1359) في الأحكام، باب فيمن يكسر له الشيء ما يحكم له من مال الكاسر، والنسائي 7 / 70 و 71 في النساء، باب الغيرة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: تقدم تخريجه.

ص: 436

6198 -

(د س) عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيتُ صانعةَ طعام مثل صفيةَ، صنعتْ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم طعاماً - وهو في بيتي - فأخذني أَفْكَل، وارتعدتُ مِن شِدَّةِ الغَيْرَةِ، فكسرتُ الإناءَ، ثم نَدِمْتُ، فقلتُ:

⦗ص: 438⦘

يا رسولَ الله، ما كَفَّارةُ ما صنعتُ؟ فقال: إناء مثل إناء، وطعام مثلُ طعام» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أفْكَل) الأفكل: شدة الرِّعْدة من البرد.

(1) رواه أبو داود رقم (3568) في البيوع، باب فيمن أفسد شيئاً يغرم مثله، والنسائي 8 / 71 في عشرة النساء، باب الغيرة، وإسناده حسن، حسنه الحافظ في " الفتح " 5 / 90.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (6/148) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/277) قال: حدثنا سريج بن النعمان. قال: حدثنا عبد الواحد. وأبو داود (3568) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. والنسائي (7/71) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، عن سفيان.

كلاهما - سفيان، وعبد الواحد - عن فليت العامري، عن جسرة بنت دجاجة، فذكرته.

(*) في رواية عبد الواحد قال: «عن أفلت بن خليفة» .

قلت: قال البخاري: جسرة عندها عجائب، الحديث حسن إسناده الحافظ في «الفتح» .

ص: 437