الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة مُؤتة من أرض الشام
6134 -
(خ) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «أَمَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في غزوةِ مؤتةَ زيدَ بنَ حارثةَ، فقال: إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رَواحة، قال ابن عمر: فكنتُ معهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفراً، فوجدناه في القتلى، ووجدنا فيما أَقبل من جسده بِضعاً وسبعين بين طعنة ورمية (1) » .
وفي أخرى «أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دُبُره (2) » . أخرجه البخاري (3) .
(1) في المطبوع من جامع الأصول ونسخ البخاري المطبوعة: بضعاً وتسعين من طعنة ورمية، وهو الصواب، قال الحافظ في " الفتح ": ووقع في رواية البيهقي في " الدلائل ": بضعاً وتسعين، أو بضعاً وسبعين، وأشار إلى أن بضعاً وتسعين أثبت، قال الحافظ: وأخرجه الإسماعيلي عن الهيثم بن خلف عن البخاري بلفظ: بضعاً وتسعين، أو بضعاً وسبعين بالشك، ولم أر ذلك في شيء من نسخ البخاري.
(2)
يعني في ظهره.
(3)
7 / 393 في المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4261) أخبرنا أحمد بن أبي بكر، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
6135 -
(د) عباد بن عبد الله بن يزيد رحمه الله قال: «حدثني أحدُ بني مرة بن عوف (1) - وكان في غزوة مؤتة - قال: لكأني أنظر إلى
⦗ص: 350⦘
جعفر حين اقْتَحَمَ عن فرس له شَقْراء (2) ، فعقرها، وكان أولَ مَن عقر في سبيل الله، ثم قاتل القومَ حتى قُتِلَ» .
أخرجه أبو داود، وقال:[هذا] الحديث ليس بذاك القوي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اقْتَحَم عن فرسه) الاقْتِحامُ: الدخول في الأمر العظيم من غير فكرة، والمراد به هاهنا: نزوله عن فرسه في الحرب مُسرعاً.
(فعقرها) عقرتُ الفرسَ، أي: ضربت قوائمها بالسيف، أو جرحتُها جرحاً لا ينتفع بها بعده، وإنما فعل ذلك مُوَطِّناً نفسَه على الموت، لأنه إذا قتل فرسه وبَقِيَ راجلاً فقد حقّق عزيمته على القتال، وأنه لا يَفِرُّ ولا ينهزم.
(1) في " سنن أبو داود " المطبوعة و " سيرة ابن هشام ": حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بن مرة بن عوف، ويعني بذلك: أبي الذي أرضعتني زوجته بلبنها منه.
(2)
أي: رمى نفسه عنه، وفي المطبوع: على فرس له شقراء.
(3)
رواه أبو داود رقم (2583) في الجهاد، باب في الدابة تعقر في الحرب من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني ابن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني مرة بن عوف، وإسناده حسن، ولا علة في الحديث، وابن إسحاق قد صرح فيه بالتحديث، وقد ذكره ابن هشام في " السيرة " بهذا الإسناد، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2573) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني ابن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير [قال أبو داود: وهو يحيى بن عباد] حدثني أبي الذي أرضعني وهو أحد بني مرة بن عوف، وكان في الغزاة غزاة مؤتة، فذكره.
قال أبو داود: هذا الحديث ليس بالقوي.
6136 -
(خ س) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أخَذ الرايةَ زيد، فأُصِيبَ، ثم أخذها جعفر، فأُصيبَ، ثم أخذها عبد الله بنُ رَوَاحةَ، فأُصيبَ - وإِن عَيْنَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفانِ- ثم أخذها خالدُ بنُ الوليد من غيرِ إمْرة، ففُتحَ له» .
⦗ص: 351⦘
وفي رواية قال «خطبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أخذ الرايةَ زيد، فأصيبَ
…
» وذكر نحوه، وقال في آخره:«وما يَسُرُّنا أَنَّهم عندنا - قال أيوب: أو قال: ما يسرّهم أنهم عندنا - وعيناه تَذْرِفَان» .
وفي أخرى «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى زيداً وجعفراً وابنَ رَوَاحَةَ للناس، قبل أن يأتيَهم خبرُهم، فقال: أخذَ الرايةَ زيد
…
فذكرهم، وقال في آخره: حتى أخذَ الرايةَ سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم» أخرجه البخاريُّ.
وأخرج النسائيُّ منه طرفاً «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَعَى زيداً وجعفراً قبل أن يجيءَ خَبرُهم، فنعاه وعيناه تَذْرِفَانِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَتَذْرِفان) ذرفت العينُ: سالَ دَمْعُها.
(1) رواه البخاري 3 / 92 في الجنائز، باب الرجل ينعي إلى أهل الميت بنفسه، وفي الجهاد، باب تمني الشهادة، وباب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب خالد ابن الوليد، وفي المغازي، باب غزوة مؤتة بأرض الشام، والنسائي 4 / 26 في الجنائز، باب النعي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الجنائز (4: 2) عن أبي معمر، عن عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث، وفي الجهاد (7: 2) عن يوسف بن يعقوب الصفار، و (182) يعقوب بن إبراهيم فرقهما - كلاهما عن إسماعيل بن علية- وفي علامات النبوة (المناقب 25: 54) عن سليمان بن حرب، وفي فضل خالد (المناقب 55) وفي المغازي (45: 3) عن أحمد بن واقد - وهو أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني - كلاهما عن حماد بن زيد- ثلاثتهم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس، والنسائي في الجنائز (27: 9) عن إسحاق بن إبراهيم، عن سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس. الأشراف (1/215) .
6137 -
(خ) قيس بن أبي حازم رحمه الله قال: سمعتُ خالداً يقول: «لقد انقطعت يوم مُؤتَةَ تسعةُ أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة (1) يمانيَّة» أخرجه البخاري (2) .
(1) الصفيحة: السيف العريض.
(2)
7 / 397 في المغازي، باب غزوة مؤتة بأرض الشام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4266) حدثني محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن إسماعيل، قال: حدثني قيس، قال: فذكره.
6138 -
(م د) عوف بن مالك رضي الله عنه قال: «خرجتُ مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتةَ، وَرَافَقَني مَدَدِيٌّ (1) من اليمن، ليس معه غيرُ سيفِهِ، فنحرَ رجل من المسلمين جَزُوراً، فسأله المَدديُّ طائفة مِنْ جِلدِه، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدَّرَقِ، ومضينا فَلَقِينا جموعَ الرُّوم فيهم رجل على فرس له أشقرَ، عليه سَرْج مُذَهَّب، وله سِلاح مذهّب، فجعل الرُّوميُّ يَفَرِي بالمسلمين، فقعد له المدديُّ خلف صَخْرَة، فمرَّ به الرُّوميُّ فعَرقَبَ فرسه بسيفه، وخرَّ الروميُّ، فعلاه بسيفه وقتله، وجاز فرَسه وسلاحَه، فلما فتح الله للمسلمين، بعث إليه خالدُ بنُ الوليد فأخذ منه بعضَ السَّلَبِ، قال عوف: فأتيتُ خالداً، وقلتُ له: أما علمتَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسَّلَبِ للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرتُهُ، قلت: لَتَرُدَّنَّه إليه أو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَبى أن يَرُدَّ عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصَصْتُ عليه قِصَّةَ المدديِّ، وما فعلَ خالد، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا خالد، ما حَمَلَك على ما صنعتَ؟ قال: استكثرتُهُ، فقال: رُدَّ عليه الذي أَخذتَ منه، قال عوف: فقلتُ: دونَكها يا خالد، ألم أُوفِ (2) لك؟ [فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: وما ذلك؟ فأخبرتُه، قال:] فَغَضِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
⦗ص: 353⦘
يا خالد، لا تردَّ عليه، هل أنتم تاركون (3) لي أُمَرائي لكم صِفْوة أَمرهم، وعليهم كَدَرُه؟» أخرجه أبو داود.
وفي رواية مسلم قال: «خرجتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَع زيد بن حارثة في غزوة مؤتةَ، ورافقني مدديٌّ من اليمن
…
» وساق الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوه. هكذا قال مسلم، ولم يذكر لفظه، ويعني بنحوه: الرواية التي تجيءُ له بعد هذه، فإنه ذكرها في كتابه قبل هذه، قال: غيرَ أَنَّهُ قال في الحديث «قال عوف: فقلتُ: يا خالدُ، أما علمتَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسَّلَبِ للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته» .
وله في رواية «قال عوفُ بنُ مالك: قَتَلَ رجل من حِميرَ رجلاً من العَدُوِّ، فأراد سَلَبه، فمنعه خالدُ بنُ الوليد، وكان والياً عليهم، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عوفُ بنُ مالك فأخبره، فقال لخالد: ما منعكَ أن تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ قال: استكثرتُهُ يا رسول الله، قال: ادفَعْهُ إليه، فمرَّ خالد بعوف فجرَّ بردائه، ثم قال: هل أنجزْتُ لكَ ما ذكرتُ لكَ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فسمعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاستُغْضِبَ، فقال: لا تُعْطِهِ يا خالدُ، هل أنتم تاركون (3) لي أُمرائي؟ إنما مثلُكم ومثلُهم: كَمَثَلِ رجل استُرْعِي إِبلاً أو غنماً
⦗ص: 354⦘
فرعاها، ثم تَحيَّنَ سَقْيها، فأوردها حوضاً، فَشَرَعَتْ فيه، فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ، وتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ لكم، وكَدَرُهَ عليهم» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَفْرِي بالمسلمين) كناية عن شدة نِكايته فيهم، يُقال: فلان يفري الفِرِيَّ: إذا كان يُبالغ في الأمر، وأصل الفَرْي: القطع.
(لأعَرِّفَنّكَها) أي: لأجازينَّك بها، حتى تعرف صنيعك هذا.
(دونكها) أي: خذها، كأنه وافقه على ما وعده.
(صِفْوةُ) الشيء - بكسر الصاد -: خالصه، وما صفا منه، إذا أثْبَتَّ الهاء كسرت الصاد، وإذا حذفتها فتحتها، فقلت: صَفْوُ الشيء.
(تَحَيَّن) تحيَّنتُ وقتَ الشيء: إذا انتظرتَه وتَرقَّبْتَه، وهو طلب الحين.
(1) أي: رجل من المدد الذين جاؤوا يمدون جيش مؤتة ويساعدونهم.
(2)
في نسخ أبي داود المطبوعة: ألم أف، وكلاهما صواب.
(3)
وفي بعض النسخ: هل أنتم تاركو لي، بحذف النون، قال النووي: هذا أيضاً صحيح، وهي لغة معروفة.
(4)
رواه أبو داود رقم (2719) و (2720) في الجهاد، باب في الإمام يمنع القاتل السلب إن رأى والفرس والسلاح من السلب، ومسلم رقم (1753) و (1754) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/26) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، وفي (6/27) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني صفوان بن عَمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير. (ح) قال الوليد: سألت ثورا عن هذا الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان. ومسلم (5/149) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عَمرو بن سَرْح، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير. (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير. وأبو داود (2719) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وفي (2720) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد. قال: سألت ثورا عن هذا الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان.
كلاهما - عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وخالد بن معدان - عن جبير بن نفير، فذكره.
6139 -
() النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: «تلقَّانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، مُنصرَفنا من مؤتةَ، فقال قائل: أنتم الفرَّارون؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا، بل هم الكرّارون، وأنا فِئةُ كلِّ مسلم» أخرجه
…
(1) .
⦗ص: 355⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فئة) الفئة: القوم من الجيش من وراء المقاتلة، إن انهزموا رجعوا إليهم.
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " 2 / 86 و 100 و 111، وأبو داود رقم (2647) في الجهاد، باب التولي يوم
⦗ص: 355⦘
الزحف، والترمذي رقم (1716) في الجهاد، باب ما جاء في الفرار من الزحف، جميعاً من حديث عبد الله بن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما لقينا العدو انهزمنا في أول عادية، فقدمنا المدينة في نفر ليلاً، فاختفينا، ثم قلنا: لو خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتذرنا إليه، فخرجنا، فلما لقيناه، قلنا: نحن الفرارون يا رسول الله، قال: بل أنتم العكارون وأنا فئتكم، وفي رواية: وأنا فئة كل مسلم، وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2647) حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن ابن أبي ليلى حدثه أن عبد الله بن عمر، والترمذي (1716) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر قال: بعثنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما لقينا العدو انهزمنا في أول عادية، فقدمنا المدينة في نفر ليلا، فاختفينا، ثم قلنا: لو خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتذرنا إليه، فخرجنا، فلما لقيناه، قلنا: نحن الفرارون يا رسول الله، قال: بل أنتم العكارون، وأنا فئتكم، وفي رواية:«وأنا فئة كل مسلم» وفي سنده يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف.