المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

6154 - (د) وهب [بن منبه] قال: «سألتُ جابراً: هل - جامع الأصول - جـ ٨

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف العين

- ‌الكتاب الأول: في العِلْم

- ‌الفصل الأول: في الحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آداب العالم

- ‌الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم

- ‌الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله

- ‌الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل السادس: في رفع العلم

- ‌الكتاب الثاني: في العَفْو والمغفِرة

- ‌الكتاب الثالث: في العتق والتدبير، والكتابة، ومصاحبة الرقيق

- ‌الباب الأول: في مصاحبة الرقيق، وآداب الملكة

- ‌[النوع] الأول: في حسن الملكة

- ‌[النوع] الثاني: في العَفْو عنه

- ‌[النوع] الثالث: في الكُسْوة والطعام والرِّفْق

- ‌[النوع] الرابع: في الضرب

- ‌[النوع] الخامس: في القذف

- ‌[النوع] السادس: في التسمية

- ‌[النوع] السابع: فيمن أعتق جاريته وتزوجها

- ‌[النوع] الثامن: في العبد الصالح

- ‌[النوع] التاسع: في العبد الآبق

- ‌الباب الثاني: في العتق

- ‌الفصل الأول: في عتق المشترك

- ‌الفصل الثاني: في العتق عند الموت

- ‌الفصل الثالث: في عتق أُمّ الولد

- ‌الفصل الرابع: فيمن ملك ذا رحم

- ‌الفصل الخامس: فيمن مَثَّل بعبده

- ‌الفصل السادس: في العتق بشرط

- ‌الفصل السابع: في عتق ولد الزنا

- ‌الفصل الثامن: في العتق عن الميت

- ‌الفصل التاسع: في مال المُعْتَق وولده

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث مفردة

- ‌الباب الثالث: في التدبير

- ‌الباب الرابع: في المكاتب

- ‌الكتاب الرابع: في العدَّة والاسْتبراء

- ‌الباب الأول: في مقدارهما

- ‌الفصل الأول: في عِدَّة المطلقة والمختلعة

- ‌الفصل الثالث: في الاستبراء

- ‌الباب الثاني: في أحكام المعتدَّات

- ‌الفصل الأول: في السكنى والنفقة

- ‌الفرع الأول: في المطلقة

- ‌الفرع الثاني: في المتوفى عنها

- ‌الفصل الثاني: في الإحْداد

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الكتاب الخامس: في العاريَّة

- ‌الكتاب السادس: في العُمْرى والرُّقْبَى

- ‌حرف الغين

- ‌عدد غزوات النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بدر

- ‌حديث بني النّضير

- ‌إجْلاء يهود المدينة

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌قتل أبي رافع: عبد الله بن أبي الحقيق

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة الرَّجيع

- ‌غزوة بئر معونة

- ‌غزوة فَزارة

- ‌غزوة الخندق، وهي الأحزاب

- ‌غزوة ذات الرِّقاع

- ‌غزوة بني المُصْطَلِق من خزاعة

- ‌غزوة أنْمَار

- ‌غزوة الحُدَيْبِيَة

- ‌غزوة ذي قَرَد

- ‌غزوة خَيْبر

- ‌عُمْرَة القَضَاء

- ‌غزوة مُؤتة من أرض الشام

- ‌بعث أسامة بن زيد

- ‌غزوة الفَتْح

- ‌غزوة حُنَين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌غزوة الطائف

- ‌بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حَجَّة الوداع

- ‌قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخَلَصة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌غزوة تَبُوك

- ‌الكتاب الثالث: في الغضب والغَيْظ

- ‌الكتاب الرابع: في الغَضْب

- ‌الكتاب الخامس: في الغيبة والنميمة

- ‌الكتاب السادس: في الغِنَاء واللَّهْو

- ‌الكتاب السابع: في الغَدْر

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها غين، ولم ترد في حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب

- ‌الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة

- ‌الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقاً

- ‌الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌البقرة وآل عمران

- ‌آية الكرسي

- ‌النساء

- ‌الكهف

- ‌يس

- ‌الدُّخَان

- ‌الواقعة

- ‌الحشر

- ‌تبارك

- ‌إذا زلزلت

- ‌الإخلاص

- ‌المعوذتان

- ‌سورة مشتركة

- ‌الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌إبراهيم [عليه السلام] وولده

- ‌موسى [عليه السلام]

- ‌يُونُس [عليه السلام]

- ‌داود [عليه السلام]

- ‌سُلَيْمان [عليه السلام]

- ‌أيُّوب [عليه السلام]

- ‌عيسى [عليه السلام]

- ‌الخَضِر [عليه السلام]

- ‌التَّخْيير بين الأنبياء

- ‌الباب الثالث: في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌نوعٌ ثامن متفرق

- ‌الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم

- ‌الفصل الأول: في فضائلهم مجملاً

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم

- ‌الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوعٌ سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم

- ‌القسم الأول: في الرجال، وأولهم:

- ‌أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه

الفصل: 6154 - (د) وهب [بن منبه] قال: «سألتُ جابراً: هل

6154 -

(د) وهب [بن منبه] قال: «سألتُ جابراً: هل غَنِمُوا يومَ فتحِ مكةَ شيئاً؟ قال: لا» . أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (3023) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه أبو داود (3023) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، ثنا إسماعيل -يعني ابن عبد الكريم- حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه.

ص: 381

6155 -

(ت د) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل مكةَ، وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .

(1) رواه أبو داود رقم (2592) في الجهاد، باب الرايات والألوية، والترمذي رقم (1679) في الجهاد، باب ما جاء في الألوية، من حديث يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر، وشريك يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وقد قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال (يعني البخاري) والحديث هو هذا، أي الحديث المحفوظ هو هذا الحديث (دخل مكة وعليه عمامة سوداء) لأنه رواه غير واحد عن شريك، وأما حديث يحيى بن آدم عن شريك بلفظ: دخل مكة ولواؤه أبيض، فليس بمحفوظ لتفرد يحيى بن آدم به، ومخالفته لغير واحد من أصحاب شريك.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

معلول: أخرجه أبو داود (2592) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي - وهو ابن راهويه - وابن ماجة (2817) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وعبدة بن عبد الله. والترمذي (1679) قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي. وأبو كريب، ومحمد بن رافع، والنسائي (5/200) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. ستتهم -إسحاق بن إبراهيم، والخلال، وعبدة، ومحمد بن عمر، وأبو كريب، ومحمد بن رافع - قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، عن عمار الدهني، عن أبي الزبير، فذكره. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك، وقال: حدثنا غير واحد عن شريك عن عمار عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال البخاري: والحديث هو هذا، أي الحديث المحفوظ هذا الحديث؛ لأنه رواه غير واحد عن شريك، وأما حديث يحيى ابن آدم عن شريك بلفظ: دخل مكة ولواؤه أبيض، فليس بمحفوظ لتفرد يحيى بن آدم به، ومخالفته لغير واحد من أصحاب شريك.

ص: 381

‌غزوة حُنَين

6156 -

(خ م) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال حين - أراد حُنَيناً -: «مَنزِلُنا غداً إِنْ شاء الله بخَيْفِ بني كِنانة، حيث تقاسموا الكفر» .

وفي رواية «منزلُنا إن شاء الله إذا فتح الله الخَيْف، حيث تقاسموا على الكفر» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

⦗ص: 382⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بخَيف) الخَيْف: ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء.

(1) رواه البخاري 8 / 12 و 13 في المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم

⦗ص: 382⦘

الفتح، وفي الحج، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ومسلم رقم (1314) في الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة به.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/237) قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي (2/353) قال: حدثنا يونس قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي (2/540) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (2/181، 9/172) قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/181) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (5/65) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، وفي (5/188) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (4/86) قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثني الأوزاعي. وأبو داود (2011) قال: حدثنا محمود بن خالد. قال: حدثنا عمر. قال: حدثنا أبو عمرو، يعني الأوزاعي، والنسائي في الكبرى - تحفة الأشراف - (11/15199) عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي. وابن خزيمة (2981) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (2982) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن نصر، قالا: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا الربيع. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: أخبرني الأوزاعي. وفي (2984) قال: حدثنا محمد بن عُزَيز الأيلي، أن سلامة حدثهم، عن عقيل.

خمستهم - الأوزاعي، وإبراهيم بن سعد، ويونس، وشعيب، وعقيل- عن الزهري، عن أبي سلمة، فذكره.

ص: 381

6157 -

(د) سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: «إنهم ساروا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ حُنَيْن، فأطْنَبُوا السَّيْر، حتى كانت عَشِيَّة، فحضرتُ الصلاةَ (1) عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رَجُل فَارِس فقال: يا رسولَ الله، إني انْطَلَقْتُ بين أيديكم حتى طَلَعتُ على جبل كذا وكذا، فإِذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم (2) بظُعُنهِم ونَعَمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبَّسم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: تلك غنيمةُ المسلمين غداً إن شاء الله تعالى، ثم قال: مَن يَحْرُسُنا الليلةَ؟ قال أنس بن أبي مَرْثَد الغَنَوِي: أنا يا رسولَ الله، قال: فاركبْ، فركب فرساً له، فجاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اسْتَقْبِلْ هذا الشِّعبَ حتى تكون في أعلاه، ولا تنزل من فَرَسِكَ الليلةَ (3) ، فلما أصبحنا خرج

⦗ص: 383⦘

النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه، فركع ركعتين، ثم قال: هل أَحسَسْتم فارِسَكم؟ قال رجل: (4) يا رسولَ الله، ما أَحْسَسْنا [هـ] ، فثُوِّب بالصلاة، فجعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي يلتفتُ (5) إلى الشِّعب، حتى إذا قضى صلاته وسلَّم قال: أَبْشِرُوا فقد جاءكم فارسُكم، فجعلنا، ننظرُ إلى خلالِ الشجر في الشّعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، [فسلَّم] فقال: إني انطلقتُ، حتى كنتُ في أعلى هذا الشِّعب، حيث أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت طلعتُ بين الشِّعبين كليهما، فنظرتُ، فلم أرَ أحداً، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هل نزلتَ الليلةَ؟ قال: لا، إلا مصلياً، أو قاضي (6) حاجة، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قد أَوْجَبْتَ، فلا عليك أن لا تَعْمَلَ بعدَها» . أخرجه أبو داود (7) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بَكْرة أبيهم) يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد.

⦗ص: 384⦘

(فثُوِّب) ثَوَّب بالصلاة: نادى إليها، وأقامها.

(قد أوجبتَ) يقال: أوجبَ فلان: إذا فعل فعلاً وجبت له به الجنة أو النار، والمراد به هاهنا: الجنة.

(ونَعَمهم) والنَّعَم في الأصل: الإبل، وقد تقع على البقر والغنم.

(1) وفي بعض النسخ: صلاة الظهر.

(2)

وفي نسخ أبي داود المطبوعة: آبائهم.

(3)

في نسخ أبي داود المطبوعة: ولا نغرن من قبلك، بصيغة المتكلم مع الغير على بناء المفعول من الغرور، في آخره نون ثقيلة، قال في " عون المعبود ": أي: لا يجيئنا العدو من قبلك على غفلة.

(4)

في نسخ أبي داود المطبوعة: قالوا.

(5)

في نسخ أبي داود المطبوعة: يصلي وهو يلتفت.

(6)

وفي بعض النسخ: أو قاضياً حاجة.

(7)

رقم (2501) في الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى، وإسناده حسن، حسنه الحافظ في " الفتح " 8 / 21.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه أبو داود (916، 2501) قال: حدثنا الربيع بن نافع، أبو تَوُبة، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4650) عن محمد بن يحيى بن محمد بن كثير، عن أبي توبة الحلبي، وابن خزيمة (487) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا مُعَمَّر بن يَعْمَر، (ح) وحدثناه فهد بن سليمان، قال: قرأت على أبي توبة، الربيع بن نافع.

كلاهما - الربيع أبو توبة، ومُعَمَّر- قالا: حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني السلولي، فذكره.

ص: 382

6158 -

(خ م ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما كان يوم حُنين أَقْبَلتْ هوازنُ وغَطَفانُ وغيرهم بذراريهم ونَعَمِهِم، ومع النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومئذ عَشْرَةُ آلاف، ومعه الطُّلَقَاء، فأدْبَرُوا عنه، حتى بقي وحدَه، فنادى يومئذ نداءَيْن، لم يخلط بينهما شيئاً، قال: ثُمَّ التَفَتَ عن يمينه، فقال: يا معشر الأنصار، قالوا: لَبَّيْك يا رسول الله، نحن معك أَبْشِر، أبشر، [قال] : ثم التفتَ عن يساره، فقال: يا معشر الأنصار، قالوا: لبَّيك يا رسول الله، أَبْشِرْ، أبشر، نحن معك، قال: وهو على بغْلَة بيضاءَ، فنزل فقال: أنا عبد الله ورسولُه، فانهزم المشركون، وأصابَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذ غنائمَ كثيرة، فقسم في المهاجرين والطُّلَقَاءِ، ولم يُعْطِ الأنصارَ شيئاً، فقالتِ الأنصارُ: إذا كانت الشِّدَّةُ فنحن نُدْعى، وتُعطى الغنائمُ غيرَنا، فبلغه ذلك، فجمعهم في قُبَّة، فقال: يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا، فقال: يا معشر الأنصار، أَمَا تَرضَوْنَ أن يذهبَ الناسُ بالدُّنْيا وتذهبون بمحمَّد تَحُوزُونَه إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، رضينا،

⦗ص: 385⦘

قال: فقال: لو سلك الناسُ وادياً، وسَلَكَتِ الأنصارُ شِعْباً، لأَخَذْتُ شِعْبَ الأنصار، قال هشام - هو ابن زيد - فقلت: يا أبا حمزة أنت شاهدٌ ذاك؟ قال: وأين أغِيبُ عنه؟» .

وفي رواية «أن ناساً من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فَطَفِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعطي رجالاً من قريش المائةَ من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطي قريشاً ويتركنا وسيوفُنا تَقْطُرُ من دمائهم؟ قال أنس: فحُدِّثَ ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من قولهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قُبَّة من أدَم، ولم يَدْعُ معهم غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقال له فقهاء الأنصار: أمَّا ذَوُو رأينا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئاً، وأما أُناس مِنَّا حديثة أسنانُهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يُعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطرُ من دمائهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألَّفُهم، أفلا تَرْضَوْنَ أن يذهب الناسُ بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فوالله لما تَنْقَلِبون به خير مما ينقلبون به، قالوا: بلى يا رسول الله، قد رضينا، قال: فإنكم ستجدون بعدي أَثَرَة شديدة، فاصْبِرُوا حتى تَلْقَوا الله ورسولَه على الحوض، قالوا: سنصبر» .

وفي رواية: قال أنس: «فلم نَصْبِرْ» .

⦗ص: 386⦘

وفي أخرى قال: «جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، فقال: أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا، إلا ابنُ أُخت لنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ابْنُ أُخت القوم منهم، فقال: إِنَّ قريشاً حديثُ عهد بجاهلية ومُصيبة، وإني أردتُ أنْ أجبرَهم وأتَأَلَّفَهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى، قال: لو سلك الناس وادياً، وسلكتِ الأنصارِ شِعْباً، لَسَلَكْتُ شِعْب الأنصار» .

وفي أخرى قال: «لما فُتِحَتْ مكةُ قَسَم الغنائم في قريش، فقالت الأنصار: إن هذا لَهُوَ العجب، إِنَّ سيوفنا تَقْطُرُ من دمائهم، وإن غنائمنا تُردُّ عليهم؟ ! فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فجمعهم، فقال: ما الذي بلغني عنكم؟ قالوا: هو الذي بلغك - وكانوا لا يكذبون - فقال: أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى، فقال: لو سلك الناس وادياً أو شِعباً، وسلكتِ الأنصارُ وادياً أو شعباً، لسلكتُ وَادِيَ الأنصار وشِعب الأنصار» . أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم قال: «افتتحنا مكة، ثم [إنا] غَزَوْنَا حُنيناً، قال: فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيتُ، قال: فَصُفَّتِ الخيل، ثم صُفَّتِ المقاتِلةُ، ثم صُفَّتِ النساء من وراء ذلك، ثم صُفَّت الغَنَم، ثم صُفَّت النَّعَم، قال:

⦗ص: 387⦘

ونحن بَشَر كثير، وقد بلغنا ستةَ آلاف، وعلى مُجِّنَبَةِ خيْلِنا خالدُ بنُ الوليد، قال: فجعلت الخيل تلوي خلف ظهورنا، فلم نَلْبَثْ أن انكشفت خيلُنا، وفَرَّت الأعراب، ومَن نَعْلَمُ من الناس، قال: فنادى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا لَلْمُهاجرين، يا لَلْمُهاجرين، ثم قال: يا لَلأَنصَارِ، يا لَلأَنصارِ - قال أنس: هذا حديث عَمِّيَهْ (1) - قال: قلنا: لبيك يا رسولَ الله، قال: فتقدَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال: وَايْمُ الله، ما أتيناهم حتى هزمهم الله، قال: فَقَبَضْنَا ذلك المال، ثم انْطَلَقْنا إلى الطائف، فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكةَ، فنزلنا، قال: فجعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعطي المائة

ثم ذكر باقي الحديث كنحو الرواية التي قبله» .

⦗ص: 388⦘

وأخرج الترمذي الرواية التي فيها قوله: «ابنُ أُخْتِ القومِ منهم» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الطُّلقاء) جمع طليق: وهو الذي خُلّي، وأُطلِقَ سبيله، وهم أهل مكة الذين أسلموا بعد الفتح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ لأهل مكة:«اذهبوا فأنتم الطلقاء» .

(حديثة أسنانهم) حَدَاثَةُ السِّنِّ: كناية عن الشباب، وحَدَاثَةُ العهد بالشيء: قربه منه، فلان حديث عهد بكذا، أي: عهده قريب منه.

(وايمُ الله) هذا من جملة ألفاظ القَسَم، ومعناه فيما يقوله النَّحوِيُّون: أنه جمع يمين، وأصله: أيْمُن، ثم حذفت [النون] في القسم تخفيفاً لكثرة الاستعمال، وفيه لغات كثيرة تُذْكَر في كتب النحو.

(أَثَرَة) الأثَرَةُ بفتح الهمزة والثاء والراء: الاستئثار بالشيء والانفراد به، والمراد: يُعطى غيركم أكثر منكم، ويفضل غيركم عليكم.

⦗ص: 389⦘

(وأتألفهم) التألُّفُ: المداراة والإيناس ليدوموا على الإسلام، رغبة فيما يصل إليهم من المال.

(أجبرهم) جَبَرْتُ الوهن والكسر: إذا أصلحته، وجبرتُ المصيبة: إذا فعلتَ مع صاحبها ما ينساها به، ويسلِّيه عنها.

(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذه اللفظة ضبطوها في صحيح مسلم على أوجه، أحدها: عمية، بكسر العين والميم وتشديد الميم والياء، قال القاضي: كذا روينا هذا الحرف عن عامة شيوخنا، قال: وفسره بالشدة، والثاني: عمية، كذلك، إلا أنه بضم العين، والثالث: عميه، بفتح العين وكسر الميم المشددة وتخفيف الياء، وبعدها هاء السكت، أي: حدثني به عمي، قال القاضي على هذا الوجه معناه عندي: جماعتي، أي: هذا حديثهم، قال صاحب " العين ": العم هنا: الجماعة، وأنشد عليه ابن دريد في " الجمهرة ":

أفنيت عماً وجبرت عماً

قال القاضي: وهذا أشبه بالحديث، والوجه الرابع: كذلك إلا أنه بتشديد الياء، وهو الذي ذكره الحميدي صاحب " الجمع بين الصحيحين "، وفسره بعمومتي، أي: هذا حديث فضل أعمامي، أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي، كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة، ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس، فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته الذين شهدوه.

(2)

رواه البخاري 8 / 41 و 42 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة وغيرهم من الخمس، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ابن أخت القوم منهم ومولى القوم، وباب مناقب الأنصار، وفي الفرائض، باب مولى القوم من أنفسهم وابن أخت القوم منهم، ومسلم رقم (1059) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه، والترمذي رقم (3897) في المناقب، باب فضل الأنصار وقريش.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/114) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/123) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3/190، 279) قال: حدثنا عفان. وفي (3/190) قال: حدثنا بهز. والدارمي (2487) قال: أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (5/196) قال: حدثنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. وأبو داود (2718) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.

ستتهم - يحيى، ويزيد، وعفان، وبهز، وحجاج، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره.

أخرجه أحمد (3/157) قال: حدثنا عارم. ومسلم (3/107) قال: حدثنا عُبيد الله بن معاذ، وحامد بن عمر، ومحمد بن عبد الأعلى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (897) عن محمد بن عبد الأعلى.

أربعتهم - عارم، وعبيد الله، وحامد، ومحمد بن عبد الأعلى- عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا السميط، فذكره.

ص: 384

6159 -

(خ م) عبد الله بن زيد بن عاصم (1) قال: «لمَّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حُنَيْن قسم في الناس (2) في المؤلفةِ قُلوبُهُم ولم يُعط الأنصارَ شيئاً، فكأنهم وَجَدوا، إذْ لم يُصِبهم ما أصابَ الناس، فخطبهم، فقال: يا معشر الأنصار، أَلم أجِدكم ضُلالاً فهداكم الله بي؟ وكنتم مُتفَرِّقين، فَألَّفَكم الله بي؟ وعالة فأغْنَاكُم الله بي؟ كلما قال شيئاً، قالوا: الله ورسولُه أَمَنُّ، قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: الله ورسولُه أمَنُّ، قال: لو شئتم قلتُم: جئتنا كذا وكذا، أَلا تَرضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ إلى رحالكم؟ لولا الهجرةُ لكنت امْرَءاً من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وشِعباً لسلكت وَاديَ الأنصَارِ وشِعْبَها، الأنصار شِعار، والناس دِثار، إنكم سَتَلْقَونَ بعدي أَثَرة فاصبروا حتى تلقوني على

⦗ص: 390⦘

الحوض» أخرجه البخاري ومسلم (3) .

وذكر في رواية «فقال: أما إنكم لو شئتم أن تقولوا: جئتنا طريداً فآويناك، وشريداً فنصرناك، وكذا وكذا» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عالة) العالة: الفقراء.

(الشِّعَار) : الثوب الذي يلي الجسد.

(الدِّثار) : الثوب الذي يكون فوقه، يعني:[أن] الأنصارَ خاصته الذين يلونه، والناسُ بعدهم.

(1) هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمر بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره، والذي أري النداء للصلاة في النوم، عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخرزج الأنصاري الخرزجي.

(2)

قال الحافظ في " الفتح ": حذف المفعول، والمراد به الغنائم.

(3)

رواه البخاري 8 / 37 - 42 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (1061) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1 -

أخرجه أحمد (4/42) قال: حدثنا عفان. والبخاري (5/200)، (9/106) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، كلاهما - عفان، ومُوسى- قالا: حدثنا وُهيب.

2 -

وأخرجه مسلم (3/108) قال: حدثنا سُريج بن يونس، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر.

كلاهما - وُهيب، وإسماعيل - عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، فذكره.

ص: 389

6160 -

(خ م) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما كان يومُ حُنين آثرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم[ناساً] في القسمة، فأعطى الأقْرَعَ بن حابِس مائة من الإبل، وأعطى عُيينةَ بنَ حِصن مثل ذلك، وأعطى ناساً من أشراف العرب، وآثرَهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه لَقِسمَة ما عُدِلَ فيها، ولا أُرِيدَ فيها وجهُ الله، قال: فقلتُ: والله لأُخْبِرنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتَيتُه فأخبرتُه بما قال، فتغير وجهه، حتى كان كالصِّرْف، ثم قال: فمن يَعدلُ إذا لم يعدل الله ورسولُه؟ ثم قال: يرحم الله موسى، قد

⦗ص: 391⦘

أُوذِيَ بأكثر من هذا فَصَبَرَ، قلتُ: لا جرم، لا أَرفع إليه بعدَها حديثاً» . أَخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الصِّرفُ) : ورق شجر أحمر يُصْبَغُ به، وقيل: هو صِبغ أحمرُ يصبغُ به الأدَمُ.

(1) رواه البخاري 8 / 44 في المغازي، باب غزوة الطائف، وفي الجهاد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} ، وفي الأدب، باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه، وباب الصبر على الأذى، وفي الاستئذان، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة، وفي الدعوات، باب قول الله تعالى:{وصل عليهم} ، ومسلم رقم (1602) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1 -

أخرجه الحميدي (110) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/380)(3608)، (1/435) (4148) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/411)(3902) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/441)(4204) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (4/191) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/202) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/21) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/31) . وفي الأدب المفرد (390) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي (8/80) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي (8/91) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، ستتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وشعبة، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث، وأبو حمزة - عن سليمان الأعمش.

2 -

وأخرجه أحمد (1/453)(4331) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة.

3 -

وأخرجه البخاري (4/115) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وفي (5/202) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (3/109) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، أربعتهم - عثمان، وقتيبة، وزهير، وإسحاق - عن جرير، عن منصور.

ثلاثتهم - الأعمش، وعاصم، ومنصور - عن أبي وائل، فذكره.

ص: 390

6161 -

(د) أبو غالب نافع رحمه الله قال: «قلت لأنس: يا أبا حمزة، غزوتَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، غزوتُ [معه] حُنيناً، فخرج المشركون، فحملوا علينا، حتى رأَينا خَيْلَنا وراء ظهورنا، وفي المشركين رجل يحملُ علينا، فَيدُقُّنا ويَحْطِمُنا، فهزمهم الله، وجعلَ يُجاءُ بهم فيُبايِعون على الإسلام، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عليَّ نَذْراً إِنْ جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربنَّ عُنُقَه، فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وجيء بالرجل، فلما رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 392⦘

، قال: يا رسولَ الله تبتُ إلى الله، فأمْسَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن مُبايعتِه لِيَفيَ الآخر بنذره، فجعل الرجل يتصدَّى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمره بقتله، وجعلَ يَهابُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يقتلَه، فلما رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع شيئاً بايَعه، فقال الرجلُ: يا رسولَ الله، نَذْري، قال: إني لم أُمْسك عنه منذ اليوم إِلا لتُوفيَ بنذرِكَ (1)، قال: يا رسولَ الله، ألا أَوْمضْتَ إليَّ؟ فقال: إنه ليس لنبي أن يُومِضَ» . أخرجه أبو داود (2) وهو طرف من حديث طويل، قد تقدَّم ذِكْره في الصلاة على الميِّت من كتاب الصلاة في حرف الصاد.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أومضت) الإيماض: الإشارة، من أومضَ البرقُ: إذا لمع، وهو كما سبق في خائنة الأعين.

(1) قال أبو داود: قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، نسخ من هذا الحديث الوفاء بالنذر في قتله بقوله: إني قد تبت.

(2)

رقم (3194) في الجنائز، باب أي يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه، ورجال إسناده ثقات، ورواه أحمد في " المسند " بزيادة في أوله 3 / 151، كما رواه مختصراً الترمذي في الجنائز، باب أين يقوم الإمام من الرجل والمرأة، وابن ماجة رقم (1493) في الجنائز، باب أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة، وقال الترمذي: حديث حسن، وفي الباب عن سمرة.

ص: 391

6162 -

(م) العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: «شهدتُ

⦗ص: 393⦘

مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمتُ أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلم نُفارِقْه، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاءَ أهداها له فَروةُ بنُ نُفاثةَ الجُذَامِيُّ، فلما التَقى المسلمون والكفارُ، وَلَّى المسلمون مُدْبرين، فَطَفِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَه قبَلَ الكفار، قال عباس: وأنا آخِذ بلجام بغلةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أَكُفُّها إرادةَ أن لا تُسرعَ، وأبو سفيان آخِذ بِركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيْ عباسُ، نَادِ أصحابَ السَّمُرَةِ، فقال عباس - وكان رجلاً صَيِّتاً - فقلتُ بأعلى صوتي: أين أصحاب السَّمُرة؟ قال: فوالله، لكأنَّ عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي عَطْفَةَ البقر على أولادها، فقالوا: يا لبَّيك، يا لبَّيك، قال: فاقتتلوا والكفارَ، والدعوةُ في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قُصِرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى أَقيَالهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هذا حين حَمِيَ الوَطيسُ، قال: ثم أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَصَيَات، فرمى بهنَّ وجوه الكفار ثم قال: انهزَموا وربِّ محمَّد، قال: فذهبتُ أنظرُ، وإذا القتالُ على هيئته فيما أرى، قال: فوالله، ما هو إلا أن رماهم بِحَصياتِه، فما زِلْتُ أرى حَدَّهم كليلاً، وأمرهم مُدْبِراً» .

⦗ص: 394⦘

وفي رواية نحوه، غير أنه قال:«فروةُ بنُ نعامة [الجُذَامِي] » وقال: «انهزموا وربِّ الكعبة، انهزموا وربِّ الكعبةِ» وزاد في الحديث «حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظرُ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهم على بغلته» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(صيِّتاً) رجل صَيِّت: رفيعُ الصوت عاليه.

(حمي الوطيس) اشتد الحرب والأمر، قال الخطابي: هذه الكلمة لم تسمع قبل أن يقولها النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، وهي مما اقتضبه وأنشأه، والوطيس في اللغة: التَّنُّور.

(حدَّهم كليلاً) حدّ كليل: لا يقطع، وطَرْف كليل: لا يحقِّق النظر.

(1) رقم (1775) في الجهاد، باب في غزوة حنين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (459) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (1/207)(1775) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (1/207)(1776) قال: حدثنا سفيان. ومسلم (5/166) قال: حدثني أبو طاهر أحمد بن عمرو بن سرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وفي (5/167) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعبد بن حُميد جميعا، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/167) قال: وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5134) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب عن يونس. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن مَعمر.

ثلاثتهم - ابن عُيينة، ومعمر، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن كثير بن عباس بن عبد المطلب، فذكره.

ص: 392

6163 -

(خ م ت) أبو إسحاق [السبيعي] قال: جاء رجل إلى البراء، فقال: أكنتم ولَّيتُم يوم حُنين، يا أبا عمارة؟ فقال: أشهدُ على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم ما ولَّى، ولكنه انْطَلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر إلى هذه الحي من هوازن، وهم قوم رماة، فَرَمَوهم بِرَشْق من نَبْل، كأنها رِجْل من جراد، فانكشفوا، فأقبل القومُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول:

⦗ص: 395⦘

أنا النبيُّ لا كذبْ

أنا ابن عبد المطلبْ

اللهم نَزِّلْ نَصْرك - زاد أبو خيثمة: ثم صفّهم - قال البراء: كُنَّا والله إِذا احْمَّر البَأْسُ نتَّقي به، وإن الشجاعَ منا الَّذِي يُحاذِي به - يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم قال: قال رجل للبراء: يا أبا عُمارة، فَررْتُم يوم حنين؟ قال: لا والله، ما ولَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكنَّه خرج شُبَّانُ أصحابه وأَخِفَّاؤهم حُسَّراً، ليس عليهم سلاح - أو كثير سلاح - فَلَقُوا قوماً رُمَاة، لا يكاد يسقُط لهم سهم - جمعُ هَوَازِنَ وبني نصر - فَرَشَقُوهم رَشْقاً، ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هناك إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقودُ به، فنزل واسْتَنْصَرَ وقال:

أنا النبيُّ لا كذبْ

أنا ابن عبد المطلبْ

ثم صفَّهم.

وفي رواية نحوه، وفيه: وإنَّا لما حَمَلْنا عليهم انكشفوا، فأكْبَبْنا على الغنائم، فاستُقْبلنا (1) بالسهام، ولقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء،

⦗ص: 396⦘

وإن أَبا سفيان بن الحارث آخِذ بزمامها، وهو يقول:

أنا النبيُّ لا كذبْ

أنا ابن عبد المطلبْ

وفي رواية لهما وللترمذي قال: قال له رجل: أفَرَرْتُم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عُمارة؟ قال: لا والله، ما وَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكن وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، تَلَقَّتْهم هوازنُ بالنَّبْل، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بغلته، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخِذٌ بِلجامها، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

أنا النبيُّ لا كذبْ

أنا ابن عبد المطلبْ (2)

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أخِفَّاء) الأخِفَّاءُ: جمع خفيف: وهم المسرعون من الناس الذين ليس لهم ما يعوِّقهم.

(حُسَّر) الحسَّر، جمع حاسر، وهو لا درع عليه، وقد ذكرناه.

(يرشق) رَشَقَ يرشُق رَشْقاً: - بفتح الراء - إذا رمى، وبكسر الراء، وهو الاسم من الرمي، وهو المراد في الحديث، يقال: إذا رمى القوم

⦗ص: 397⦘

بأسرهم في جهة واحدة: رمينا رِشقاً.

(رِجْل) الرِّجلُ من الجراد: القِطعة الكبيرة منه.

(أحمر البأس) البأسُ: الشِّدة والخَوفُ، ومعنى «احمرَّ البأسُ» اشتدَّ الحربُ، لأنهم يقولون: مَوْتٌ أحمر، للقتل.

(سَرَعَان) سرعَان القوم: أولهم.

(نتَّقي به) أي: نتَّخذه جُنَّة ندفع به الأذى.

(انكشفوا) أي: انهزموا، ومنه رجل أكشفُ: وهو الذي لا تُرْس معه.

(1) وفي بعض النسخ: فاستقبلونا.

(2)

رواه البخاري 8 / 21 - 37 في المغازي، باب قول الله تعالى:{ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي الجهاد، باب من قاد دابة غيره في الحرب، وباب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء، وباب من صف أصحابه عند الهزيمة، وباب من قال: خذها وأنا ابن فلان، ومسلم رقم (1776) في الجهاد، باب غزوة حنين، والترمذي رقم (1688) في الجهاد، باب ما جاء في الثبات عند القتال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1 -

أخرجه أحمد (4/280) قال: ثنا وكيع. قال: ثنا أبي، وإسرائيل.

2 -

وأخرجه أحمد (4/281) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والبخاري (4/37) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا سهل بن يوسف. وفي (5/194) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (5/195) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدر. ومسلم (5/168) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(1873) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر.

ثلاثتهم - ابن جعفر (غندر) ، وسهل، وأبو الوليد- عن شعبة.

3 -

وأخرجه أحمد (4/289) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/39) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/194) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (5/169) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وأبو بكر بن خلاد، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1688)، وفي الشمائل (245) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. كلاهما - يحيى بن سعيد، ومحمد بن كثير- قالا: حدثنا سُفيان الثوري.

4 -

وأخرجه أحمد (4/304) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) .

5 -

وأخرجه البخاري (4/52) قال: حدثنا عمرو بن خالد. ومسلم (5/167) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في عمل اليوم والليلة (605) قال: أخبرنا عَبدة بن عبد الله، قال: أخبرنا سُويد.

ثلاثتهم - عمرو، ويحيى، وسويد - عن زهير.

6 -

وأخرجه البخاري (4/81) قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل.

7 -

وأخرجه مسلم (5/168) قال: حدثنا أحمد بن جَنَاب، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا.

سبعتهم - الجراح والد وكيع، وإسرائيل، وشعبة، والثوري، وابن عُيينة، وزهير، وزكريا- عن أبي إسحاق، فذكره.

ص: 394

6164 -

(خ م د) سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «غَزَوْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هوازنَ، فبينا نحن نَتَضَحَّى مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إِذْ جاء رجل على جمل أحمرَ، فأناخَه، ثم انْتَزَعَ طَلَقاً من حَقبِه، فقيَّد به الجملَ ثم تقدَّم فتغدَّى مع القوم، وجعل ينظرُ، وفينا ضَعْفَة، ورِقَّة من الظَّهر، وبعضُنا مُشاة، إذْ خرج يشتدُّ، فأتى جملَه فأطلق قَيْدُه، ثم أناخه، ثم قعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجملُ، فَاتَّبَعَهُ رجل على ناقة وَرْقَاءَ، قال سلمةُ: وخرجتُ أشتدُّ، فكنتُ (1) عند وَرِكِ الناقةِ، ثم تقدَّمتُ حتى كُنْتُ عند

⦗ص: 398⦘

وَرِك الجمل، ثم تقدَّمت حتى أخذتُ بِخِطَام الجمل، فَأَنَخْتُه، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطتُ سيفي، فضربتُ رأس الرجل فَنَدَر، ثم جئتُ بالجمل أقودُه عليه رَحْله وسِلاحُه، فاستقبلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقال: مَن قتل الرجلَ؟ قالوا: ابنُ الأكوع، قال: له سَلَبُه أجمعُ» .

وفي رواية قال: «أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْن من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدَّثُ، ثم انفَتَلَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: اطلبوه واقتلوه فقتلتُهُ، فنَفَّلَني سَلَبَهُ» . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود نحو [الرواية] الأولى، ومثل الثانية (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(نتضحَّى) أي: نتغدَّى، والأصل أن العرب كانوا يسيرون في ظعنهم، فإذا مرُّوا ببقعة من الأرض فيها كلأ وعُشْب، قال قائلهم: ألا ضَحُّوا رُويداً، أي: ارفُقُوا بالإبل حتى تتضحَّى، أي: تنال من هذا المرعى، ثم وُضِعَتِ التَّضحية مكان الرِّفق لرفقهم بالمال في ضَحائِها لِتَصلَ إلى المنزل وقد

⦗ص: 399⦘

شبعت، وصار ذلك يقال لكل من أكل في وقت الضحى: هو يتضحَّى، أي: يأكُلَ هذا الوقت.

(طَلَقاً) الطَّلَق: قيد يتخذ من الجلود.

(من حقبه) الحَقَب: حبل يشد على بطن البعير مما يلي مؤخَّره.

(ورِقَّة من الظهر) الظهر: المركوب، والرِّقَّة في حال الضَّعف.

(ورقاء) ناقة ورقاء: ذات لون أسمر، والوُرْقَةُ: السُّمْرَةُ.

(فندَرَ) نَدَرَ رأسُه: أي: طار عن بَدَنِهِ.

(1) في المطبوع: فكمنت.

(2)

رواه البخاري 6 / 116 و 117 في الجهاد، باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان، ومسلم رقم (1754) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، وأبو داود رقم (2654) في الجهاد، باب في الجاسوس المستأمن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواية عبد الرحمن بن يزيد، وشعيب بن حرب، عن عكرمة بن عمار:

«نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجاء عينُ المشركين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتصبحون، فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل، ركب على راحلته ذهب مسرعا لينذر أصحابه. قال سلمة: فأدركْتُه، فأنخت راحلته وضربت عنقه، فغنمني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبَه» .

- رواية أبي عميس: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين، وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اطلبوه واقتلوه» فقتله، فنفله سلبَه» .

1 -

أخرجه أحمد (4/49) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد. وفيه (4/49) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/51) قال: حدثنا بهز بن أسد. ومسلم (5/150) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي. وأبو داود (2654) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أن هاشم بن القاسم، وهشاما حدثاهم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، عن شعيب بن حرب. ستتهم - عبد الرحمن، وهاشم، وبهز، وعمر، وهشام بن عبد الملك، وشعيب - عن عكرمة بن عمار.

2 -

وأخرجه أحمد (4/50) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (4/84) قال: حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (2653) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون. كلاهما - جعفر، وأبو نعيم - قالا: حدثنا أبو العميس.

كلاهما - عكرمة، وأبو عميس - عن إياس بن سلمة، فذكره.

ص: 397

6165 -

(م) سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «غَزَوْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حُنَيْناً، فلما وَاجَهْنَا العدوَّ تقدَّمْتُ، فَأعْلُو ثَنِيَّة، فاستقبلني رجل من العدوِّ، فأرميه بسهم، فتوارى عني، فما دَرَيْتُ ما أصنعُ؟ ونظرتُ إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنيَّة أخرى، فَالْتَقوا هم وأصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم، فولّى أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأَرجعُ مُنْهَزِماً وعليَّ بُردَتان، مُتَّزِر بإحداهما، مُرْتَدٍ (1) بالأُخرى، فاسْتَطْلَقَ إزَاري، فجمعتُهما جميعاً، ومَرَرْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مُنهزِماً، وهو على بغلته الشَّهباءِ، فقال: لقد رأى ابن الأكوع فَزَعاً، فلما غَشُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نزل عن بغلته، ثم قبض قَبْضَة

⦗ص: 400⦘

من ترابِ الأرض، ثم استقبلَ به وجوهَهم، وقال: شاهَتِ الوجوه، فما خلق الله منهم إنساناً إِلا مَلأ عينيه تراباً بتلك القبضة، فَوَّلوْا مُدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شاهت الوجوه) أي: قبحت، ومنه رجل أشوه، وامرأة شوهاء، أي: قبيحةُ المنظر.

(1) وفي بعض النسخ: متزراً بإحداهما، مرتدياً.

(2)

رقم (1777) في الجهاد، باب غزوة حنين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مسلم (1777) ، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني إياس بن سلمة، حدثني أبي: فذكره.

ص: 399

6166 -

(خ م ط د) أبو قتادة رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عام حُنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جَوْلة، قال: فرأَيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فَاسْتَدَرْتُ إليه حتى أتيتُهُ من ورائه، فضربتُه على حَبْل عاتِقِهِ، وأَقْبَلَ عليَّ فضَمَّني ضَمَّة وجدتُ منها رِيحَ الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقتُ عمرَ بنَ الخطاب، فقال: ما للناس؟ فقلت: أَمْرُ الله، ثم إنَّ الناسَ رجعوا، وجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مَن قَتل قتيلاً له عليه بَيّنة فله سَلَبُهُ، وقمت فقلتُ: مَن يشهدُ لي؟ ثم جلستُ، ثم قال بمثل ذلك، فقمتُ فقلتُ: مَن يشهد لي؟ ثم جلستُ، ثم قال ذلك الثالثةَ، فقمتُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما لكَ يا أبا قَتادةَ؟ فَقَصَصْتُ عليه القصة، فقال رجل مِنَ القوم: صَدَقَ يا رسولَ الله، سَلَبُ ذلك القتيل عندي،

⦗ص: 401⦘

فَأَرْضِهِ مِن حَقِّه، فقال أبو بكر الصِّدِّيق: لاهَا الله إِذاً، لا يَعْمِدُ إلى أَسَد من أُسْدِ الله يُقَاتِلُ عن الله ورسوله، فيُعطِيك سلَبه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ، فأعطه إياه، قال: فأعطاني، فبِعتُ الدِّرْعَ، وابتعتُ مَخْرَفاً في بني سَلِمةَ، فإنه لأوَّلُ مال تأَثَّلْتُه في الإسلام» .

وفي رواية قال: «لما كان يومُ حنين نظرتُ إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلاً من المشركين، وآخرُ من المشركين يَخْتِله من ورائه ليقتُلَه، فأسرعتُ إلى الذي يَختِلُهُ، فرفع يده ليضربني، وأضربُ يده، فقطعتُها، ثم أخذني فضمَّني ضَمّاً شديداً حتى تخوَّفت (1) ، ثم ترك فتحلَّلَ، ودفعتُه ثم قتلتُه، وانهزم المسلمون وانهزمتُ معهم، فإِذا بعمرَ بنِ الخطاب في الناس، فقلتُ له: ما شأنُ الناس؟ قال: أَمْرُ الله، ثم تراجع الناس إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن أقام بَيِّنَة على قتيل قتله فله سَلَبُهُ، فقمت لألتمسَ بَيِّنَة على قتيلي، فلم أَرَ أحداً يشهد لي، فجلستُ، ثم بدا لي فذكرتُ أَمْرَهُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل من جلسائه: سِلاحُ هذا القتيل الذي يَذكرُ عندي، فأرْضِهِ منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يُعْطِه أُصَيْبِغَ (2) من قريش، ويَدَعُ أسَداً من أُسْدِ الله يُقاتل عن الله ورسوله، قال: فقام

⦗ص: 402⦘

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأدَّاه إليَّ، فاشتريتُ منه خِرافاً، فكان أوَّلَ مَال تَأَثَّلْتُه [في الإِسلام] » . أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الموطأ وأبو داود الأولى (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حبل عاتقه) حبل العاتق: عَصَبُه، والعاتق: موضع الرِّداء من المنكب.

(لاها الله إذاً) قال الخطابي رحمه الله: هكذا جاء الحديث «لاها الله إذاً» والصواب «لاها الله ذا» بغير ألف قبل الذال، ومعناه في كلامهم:«لا والله لا يكون ذا» يجعلون الهاء مكان الواو.

(مَخْرَفاً) المخرَفُ بفتح الميم: البستان الذي تُخْتَرَفُ ثماره، أي: تُجْتَنى وتُقْطفَ، وأراد به هاهنا: حائط نخل، والمِخْرَف بكسر الميم: الظرف الذي تُجنى فيه الثمار، والخراف، يشبه أن يكون جمع خُرفة

⦗ص: 403⦘

بالضم- وهو ما يُجتَنى من الفواكه، وأراد به أيضاً: البستان، فسمّي الشجر باسم ثمره.

(تأثَّلته) تأثَّلتُ المال، أي: اكتسبتُه وجمعتُهُ وادَّخرته.

(يختله) الختلُ: المكر والخداع.

(أُصَيْبغ) قالوا: يصفه بالضعف والمهانة، وهو إما مشبّه بالأصبغ، وهو نوع من الطير، وإما مشبه بالصّبغاء، وهو نَبْت ضعيف كالثُّمام ِ.

(1) في المطبوع: حتى تحرّفت، وهو تحريف.

(2)

وفي رواية: أضيبع.

(3)

رواه البخاري 8 / 29 في المغازي، باب قول الله تعالى:{ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة، وفي الجهاد، باب من لم يخمس الأسلاب، وفي الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولاية القضاء أو قبل ذلك للخصم، ومسلم رقم (1751) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، والموطأ 2 / 454 و 455 في الجهاد، باب ما جاء في السلب في النفل، وأبو داود رقم (2717) في الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (281) . والحميدي (423) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا هشيم. وفي (5/296) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. قال: حدثني ابن إسحاق. والدارمي (2488) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان بن عيينة. والبخاري (3/82، 4/112) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (5/196) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (9/86) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث ابن سعد. (ح) وقال لي عبد الله: عن الليث. ومسلم (5/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: سمعت مالك بن أنس. وأبو داود (2717) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2837) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عُيينة. والترمذي (1562) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان.

خمستهم - مالك، وسفيان بن عُيينة، وهشيم، ومحمد بن إسحاق، والليث بن سعد- عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن نافع أبي محمد مولى أبي قتادة، فذكره.

(*) رواية سفيان بن عُيينة مختصرة على: «بارزت رجلا يوم حنين فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه» .

ص: 400

6167 -

(د) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «لما لقي النبيُّ صلى الله عليه وسلم المشركين يوم حنين نزل عن بغلته فَتَرجَّلَ» أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (2658) في الجهاد، باب في الرجل يترجل عند اللقاء، وإسناده حسن، وقد أخرجه البخاري ومسلم أتم منه في أثناء حديث طويل

.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

يأتي تخريجه.

ص: 403

(1) 8 / 20 في المغازي، باب قول الله تعالى:{ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (5/194) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.

ص: 403

6169 -

(م د) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن أُم سُلَيم أُمَّهُ اتخذت خِنجراً أيام حنين، فكان معها، فرآها أبو طلحةَ، فقال لرسول الله (1) صلى الله عليه وسلم:[هذه أُمُّ سُلَيم معها خِنْجَر؟] فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا

⦗ص: 404⦘

الخِنْجر؟ قالت: اتخذتُه إنْ دنا مني أحد من المشركين بَقَرْتُ بطنَهُ، فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم – يضحك، فقالتْ: يا رسولَ الله، اقتُلْ مَن بَعْدَنا (2) من الطُّلقَاء انهزموا بك، يعني يوم هوازن، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أُمَّ سُليم، إن الله قد كفى وأَحْسَن» أخرجه مسلم.

وفي رواية أبي داود قال: «قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، يعني: يوم حنين - مَن قَتَلَ كافراً فله سَلَبُهُ، فقتلَ أبو طلحةَ يومئذ عشرين رجلاً، وأخذ أسلابَهم، ولقي أبو طلحة أُمَّ سُلَيم ومعها خِنْجَر، فقال: يا أُمَّ سُلَيم، ما هذا معكِ؟ قالت: أردتُ والله إِن دنا مني بعضهم أبْعَجُ بطنَه، فَأَخْبَرَ بذلك أبو طلحةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بقرتُ) بطنه: إذا شققتَها، والبَقْر: الشَّقُّ.

(أبعج) بَعَجَ بَطْنَهُ بالسكين يَبْعَجُها بَعْجاً: إذا شقها، فهو مبعوج.

(1) في نسخ مسلم المطبوعة: فقال: يا رسول الله.

(2)

في المطبوع: يعدنا، وهو خطأ.

(3)

رواه مسلم رقم (1809) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال، وأبو داود رقم (2718) في الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: 1 - أخرجه أحمد (3/112، 198) قال: حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة.

2 -

وأخرجه أحمد (3/286) قال: حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1202) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (5/196) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما - عفان، ويزيد- عن حماد بن سلمة.

كلاهما - سليمان بن المغيرة، وحماد - عن ثابت، فذكره.

ص: 403

6170 -

(ت) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «لقد رأيتُنا يوم حُنَين، وإن الفئتين لمولِّيتَان - يعني: المهاجرين، والأنصار - وما مع

⦗ص: 405⦘

رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مائةُ رَجُل» أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (1689) في الجهاد، باب ما جاء في الثبات عند القتال، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح " وقال: وهذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم أحد، قال: وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فولى عنه الناس، وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة، قال: وهذا لا يخالف حديث ابن عمر، فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه الترمذي (1689) قال: حدثنا محمد بن عُمر بن علي المقدمي البصري، قال: حدثني أبي، عن سفيان بن حُسين، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.

ص: 404

6171 -

(خ د) المسور [بن مخرمة] ، ومروان [بن الحكم]رضي الله عنهما «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وَفْدُ هوازِنَ مسلمين، فسألوه أن يَرُدَّ عليهم أموالَهم وسَبْيَهم، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن معي مَنْ تَرونَ، وأحَبُّ الحديث إليَّ: أصْدقُهُ، فاختاروا إِحدى الطائفتين، إِمَّا المالَ، وإِمَّا السّبْيَ، وقد كنتُ استأنَيْتُ بكم- وفي رواية: بهم - وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنظرَهم بضعَ عشرةَ ليلة حين قَفَل من الطائف، فلما تبيَّن لهم أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم غيرُ رادّ إِليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سَبْينا، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: أما بعدُ، فإِن إخوانكم هؤلاءِ جاؤوا تائبين، وإني قد رأيتُ أن أَرُدَّ إليهم سَبْيَهُم، فمن أَحبَّ منكم أن يُطَيِّبَ ذلك فليفعل، فقال الناسُ: طيَّبْنا ذلك يا رسول الله، فقال لهم في ذلك: إِنا لا ندري مَنْ أذِنَ منكم ممن لم

⦗ص: 406⦘

يَأْذَنْ، فارجعوا حتى يَرفع إلينا عُرفاؤكم أمرَكم، فرجع الناس، فكلَّمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أنَّهم قد طَيَّبُوا وأذِنوا، فهذا الذي بلغنا من شأن سَبْي هوازنَ» أخرجه البخاري وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(استأنيت) أي: تأنَّيت وتوقفت وانتظرت.

(1) رواه البخاري 8 / 24 في المغازي، باب قول الله تعالى:{ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي الوكالة، باب إذا وهب شيئاً لوكيله أو شفيع قوم جاز، وفي العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية، وفي الهبة، باب من رأى أن الهبة الغائبة جائزة، وباب إذا وهب جماعة لقوم، وفي الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي الأحكام، باب العرفاء للناس، وأبو داود رقم (2693) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (4/326) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (3/130، 4/108، 5/195) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عُقيل. وفي (3/193، 205) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني عُقيل. وفي (3/211) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل، وفي (5/195) قال: حدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (9/89) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة. وأبو داود (2693) قال: حدثنا أحمد بن أبي مريم، قال: حدثنا عمي، يعني سعيد بن الحكم، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن عقيل. والنسائي في الكبرى (ورقة 119 - ب) قال: أخبرنا هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة.

ثلاثتهم - ابن أخي ابن شهاب، وعقيل، وموسى بن عقبة - عن ابن شهاب. قال: زعم عروة بن الزبير، فذكره.

ص: 405

6172 -

(د س) عمرو بن شعيب رحمه الله عن أبيه عن جده - في هذه القِصَّة - قال: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ردُّوا عليهم نساءهم [وأبناءهم] فمن مَسكَ بشيء من هذا الفيء، فإن له علينا به سِتَّ فرائض من أول شيء يُفيئه الله علينا، ثم دنا - النبيُّ صلى الله عليه وسلم (1) - من بعير فأخذ وَبَرة من سَنَامِهِ، ثم قال: يا أيها الناس، إِنه ليس لي في هذا الفيء شيء، ولا هذا - ورفع إصبَعَيْه - إلا الخُمْسَ، والخمسُ مردود عليكم، فأدُّوا الخِياط والمِخْيَط، فقام رجل

⦗ص: 407⦘

في يده كُبَّة من شَعَر، فقال: أخَذتُ هذه لأُصلح بها بَرْذَعَة [لي] فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [أمَّا] ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكَ، فقال: أمَّا إذا بلغتُ ما أرى، فلا أرَب لي فيها، ونَبَذَها» ، هكذا أخرجه أبو داود عقيب حديث المسور ومروان (2) ، وقد أخرج بعضَ هذا المعنى بقريب من ألفاظه الموطأ، وهو مذكور في «الفرع السادس» من «الفصل الثالث» من «الباب الثاني» ، من «كتاب الجهاد» ، من حرف الجيم، فجعلنا ذلك مفرداً للموطأ، وهذا لأبي داود. وأما رواية النسائي: فإِنه قال: «كُنّا عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذ أتاه وَفْدُ هَوَازِنَ، فقالوا: يا محمد، إِنا أهل وعشيرة، وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فَامْنُنْ علينا، مَنَّ الله عليكَ، فقال: اختارُوا من أموالكم، أو من نسائكم، فقالوا: خَيَّرتَنا بين أحسابنا وأموالنا، بل نختارُ نساءَنا [وأبناءَنا] فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما كان لي ولبني عبد المطلب فَهُوَ لكم، فإِذا صَلَّيتُ الظهر، [فقوموا] فقولوا: إنا نستعينُ برسول الله على المؤمنين - أو المسلمين - بنسائنا وأموالنا، فلما صَلَّوُا الظهرَ، [قاموا]

⦗ص: 408⦘

فقالوا ذلك، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالتِ الأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الأقرعُ بنُ حابس: أمَّا أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أمَّا أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أمَّا أنا وبنو سُلَيم فلا، فقامت بنو سليم: فقالوا: كذبتَ، ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيُّها الناس، رُدُّوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تَمسَّك من هذا الفيء بشيء فله سِتُ فرائض من أول شيء يفيئُه الله علينا، وركب راحلته، وركبَهُ الناسُ: اقسمْ علينا فيْأَنَا (3) ، فألجؤوه إلى شجرة، فَخطِفَتْ رِداءه، فقال: يا أيُّها الناس، رُدُّوا علي رِدائي، فوالله لو أن لكم شجرَ تِهامةَ نَعماً قسمتُه بينكم ثم لم تَلْقَوْني بخيلاً، ولا جباناً، ولا كَذُوباً، ثم أتى بعيراً، فأخذ من سَنَامِه وَبَرَة بين إصبعيه، ثم قال: ها، إنه ليس لي من [هذا] الفيء شيء ولا هذه، إلا الخمس، والخمسُ مردود عليكم، فقام إليه رجل بِكُبَّة من شعر، فقال: يا رسولَ الله، أخذتُ هذه لأُصلِح بها برذَعةَ بعير لي، فقال: أمَّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك، فقال: أَو بلغت هذه؟ فلا أرَبَ لي فيها

⦗ص: 409⦘

فَنَبَذَها، وقال: يا أيُّها الناس، أدّوا الخياط والمِخْيَطَ، فَإِن الغُلولَ يكون على أهله عَاراً وَشَنَاراً يومَ القيامة» (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(من مَسَك بشيء) يقال: أمسكتُ الشيء، ومَسكت بالشيء: بمعنى واحد، وفي الكلام إضمار، وتقديره: من أصاب شيئاً [من هذا الفيء] فأمسكه ثم رده.

(سِت فرائض) الفرائض، جمع فريضة، يريد به: البعير المأخوذ في الزكاة، وسُمِّي به فريضة، لأنه الواجب على رب المال، ثم سُمِّي البعير فريضة في غير الزكاة.

(يفيئه الله علينا) أراد: بما يفيئه الله عليه: الخمس الذي جعله الله له من الفيء خاصة دون الناس، فإنه يعطي كلَّ من أخذ منه شيئاً عوضه من ذلك.

(الخِيَاط) الخَيْط، والْمِخْيَط: الإبرة.

(الغلول) : الخيانة في الغنيمة قبل إخراج الخمس والقسمة. (الشَّنار) : العيب والعار.

(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: ثم دنا، يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

انظر " سنن أبي دود " رقم (2693) ، أي الحديث الذي قبل هذا، وقد رواه البخاري والنسائي مختصراً ومطولاً.

(3)

أي: أحاطوا به قائلين: أقسم علينا فيأنا.

(4)

رواه أبو داود رقم (2694) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، والنسائي 6 / 262 - 264 في الهبة، باب هبة المشاع، وهو حديث حسن، ورواه أيضاً من حديث عبادة بن الصامت، وحسن الحافظ ابن حجر إسناده في " الفتح ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

تقدم تخريجه.

ص: 406