المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

6011 - (خ م) سلمة بن الأكوع رضي الله عنه - جامع الأصول - جـ ٨

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌حرف العين

- ‌الكتاب الأول: في العِلْم

- ‌الفصل الأول: في الحث عليه

- ‌الفصل الثاني: في آداب العالم

- ‌الفصل الثالث: في آداب التعليم والتعلم

- ‌الفصل الرابع: في رواية الحديث ونقله

- ‌الفصل الخامس: في كتابة الحديث وغيره

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌الفصل السادس: في رفع العلم

- ‌الكتاب الثاني: في العَفْو والمغفِرة

- ‌الكتاب الثالث: في العتق والتدبير، والكتابة، ومصاحبة الرقيق

- ‌الباب الأول: في مصاحبة الرقيق، وآداب الملكة

- ‌[النوع] الأول: في حسن الملكة

- ‌[النوع] الثاني: في العَفْو عنه

- ‌[النوع] الثالث: في الكُسْوة والطعام والرِّفْق

- ‌[النوع] الرابع: في الضرب

- ‌[النوع] الخامس: في القذف

- ‌[النوع] السادس: في التسمية

- ‌[النوع] السابع: فيمن أعتق جاريته وتزوجها

- ‌[النوع] الثامن: في العبد الصالح

- ‌[النوع] التاسع: في العبد الآبق

- ‌الباب الثاني: في العتق

- ‌الفصل الأول: في عتق المشترك

- ‌الفصل الثاني: في العتق عند الموت

- ‌الفصل الثالث: في عتق أُمّ الولد

- ‌الفصل الرابع: فيمن ملك ذا رحم

- ‌الفصل الخامس: فيمن مَثَّل بعبده

- ‌الفصل السادس: في العتق بشرط

- ‌الفصل السابع: في عتق ولد الزنا

- ‌الفصل الثامن: في العتق عن الميت

- ‌الفصل التاسع: في مال المُعْتَق وولده

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث مفردة

- ‌الباب الثالث: في التدبير

- ‌الباب الرابع: في المكاتب

- ‌الكتاب الرابع: في العدَّة والاسْتبراء

- ‌الباب الأول: في مقدارهما

- ‌الفصل الأول: في عِدَّة المطلقة والمختلعة

- ‌الفصل الثالث: في الاستبراء

- ‌الباب الثاني: في أحكام المعتدَّات

- ‌الفصل الأول: في السكنى والنفقة

- ‌الفرع الأول: في المطلقة

- ‌الفرع الثاني: في المتوفى عنها

- ‌الفصل الثاني: في الإحْداد

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الكتاب الخامس: في العاريَّة

- ‌الكتاب السادس: في العُمْرى والرُّقْبَى

- ‌حرف الغين

- ‌عدد غزوات النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة بدر

- ‌حديث بني النّضير

- ‌إجْلاء يهود المدينة

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌قتل أبي رافع: عبد الله بن أبي الحقيق

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة الرَّجيع

- ‌غزوة بئر معونة

- ‌غزوة فَزارة

- ‌غزوة الخندق، وهي الأحزاب

- ‌غزوة ذات الرِّقاع

- ‌غزوة بني المُصْطَلِق من خزاعة

- ‌غزوة أنْمَار

- ‌غزوة الحُدَيْبِيَة

- ‌غزوة ذي قَرَد

- ‌غزوة خَيْبر

- ‌عُمْرَة القَضَاء

- ‌غزوة مُؤتة من أرض الشام

- ‌بعث أسامة بن زيد

- ‌غزوة الفَتْح

- ‌غزوة حُنَين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌غزوة الطائف

- ‌بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حَجَّة الوداع

- ‌قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخَلَصة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌غزوة تَبُوك

- ‌الكتاب الثالث: في الغضب والغَيْظ

- ‌الكتاب الرابع: في الغَضْب

- ‌الكتاب الخامس: في الغيبة والنميمة

- ‌الكتاب السادس: في الغِنَاء واللَّهْو

- ‌الكتاب السابع: في الغَدْر

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها غين، ولم ترد في حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌الكتاب الأول: في الفضائل والمناقب

- ‌الباب الأول: في فضائل القرآن والقراءة

- ‌الفصل الأول: في فضل القرآن مطلقاً

- ‌الفصل الثاني: في فضل سورة منه، وآيات مخصوصة

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌البقرة وآل عمران

- ‌آية الكرسي

- ‌النساء

- ‌الكهف

- ‌يس

- ‌الدُّخَان

- ‌الواقعة

- ‌الحشر

- ‌تبارك

- ‌إذا زلزلت

- ‌الإخلاص

- ‌المعوذتان

- ‌سورة مشتركة

- ‌الفصل الثالث: في فضل القراءة والقارئ

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌إبراهيم [عليه السلام] وولده

- ‌موسى [عليه السلام]

- ‌يُونُس [عليه السلام]

- ‌داود [عليه السلام]

- ‌سُلَيْمان [عليه السلام]

- ‌أيُّوب [عليه السلام]

- ‌عيسى [عليه السلام]

- ‌الخَضِر [عليه السلام]

- ‌التَّخْيير بين الأنبياء

- ‌الباب الثالث: في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌نوعٌ ثامن متفرق

- ‌الباب الرابع: في فضائل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم

- ‌الفصل الأول: في فضائلهم مجملاً

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌الفصل الثاني: في تفصيل فضائلهم ومناقبهم

- ‌الفرع الأول: فيما اشترك فيه جماعة منهم

- ‌نوعٌ أول

- ‌نوعٌ ثان

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوعٌ رابع

- ‌نوعٌ خامس

- ‌نوعٌ سادس

- ‌نوعٌ سابع

- ‌الفرع الثاني: في فضائلهم على الانفراد، بذكر أسمائهم

- ‌القسم الأول: في الرجال، وأولهم:

- ‌أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه

الفصل: 6011 - (خ م) سلمة بن الأكوع رضي الله عنه

(1) رواه البخاري 7 / 399 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، ومسلم رقم (1815) في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (4/54) قال: حدثنا حماد بن مسعدة. والبخاري (5/183) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم. وفي (5/184) قال: وقال عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي. وفيه (5/184) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد. وفيه (5/184) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا حماد بن مسعدة. ومسلم (5/200) قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم.

أربعتهم - حماد، وحاتم، وحفص بن غياث، وأبو عاصم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.

ص: 179

‌غزوة بدر

6012 -

(م د) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إِقْبَالُ أبي سفيان، قال: فتكلَّم أبو بكر، فأَعرَضَ عنه، ثم تكلَّمَ عمرُ، فأعرضَ عنه، فقام سعدُ بنُ عُبادَةَ، فقال: إيَّانا تريدُ يا رسولَ الله؟ والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نُخِيضَها البحرَ لأخَضْناها، ولو أمرتنا أن نَضْرِبَ أَكْبَادَها إلى بَرْك الغِمَاد لفعلنا، قال: فندَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناسَ فانطلقوا، حتى نزلوا بدراً، وورَدتْ عليهم رَوَايا قريش، وفيهم غلام أسودُ لبني الحجَّاجِ، فأخذوه، فكان أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان، وأصحابه؟ فيقول: مالي علم بأبي سفيان، ولكنْ هذا

⦗ص: 180⦘

أبو جهل، وعُتبةُ، وشَيْبَةُ، وأُميَّةُ بنُ خَلف في الناس، فإذا قال ذلك ضربوه، فقال: نعم أنا أُخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه قال: ما لي بأبي سفيان عِلْم، ولكنْ هذا أبو جهل، وعتبةُ، وشيبةُ، وأُمَيَّةُ بنُ خلف في الناس، فإِذا قال هذا أيضاً ضربوه، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائم يُصلِّي، فلما رأى ذلك انصرف، وقال: والذي نفسي بيده، لَتَضْرِبونه إذا صَدَقَكم، وتتركونَهُ (1) إذا كذبكم، قال: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هذا مَصْرَعُ فلان - ويضع يده على الأَرض هاهنا، وهاهنا - قال: فما مَاطَ أحدُهم عن موضع يدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» . أخرجه مسلم.

وأخرجه أبو داود، وأوَّلُ حديثه: «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَدَبَ أصحابه، فانطلق إلى بدر، فإذا هم بروايا قريش، فيها عبد أسودُ لبني الحجاج

» وذكر الحديث إلى آخره بتغيير شيء من ألفاظه، ثم قال في آخره:«والذي نفسي بيده، ما جاوز أحد منهم عن موضعِ يدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأُخِذُوا بأرجلهم، فسُحِبوا، فَأُلْقُوا في القَلِيب» (2) .

⦗ص: 181⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(رَوَايا) جمع راوية، وهي المزادة، والمراد به هاهنا: الجمال التي تحمل المزاد، والجمل: راوية، وتسمى به المزادة.

(مَصرع) المصرع: موضع القتل.

(ما ماط) أي: ما زال وما بعُد، والمَيْط: الميل والعدول.

(ندب) ندبتُ الرجل لهذا الأمر: أي: هيأته له، وبعثته فيه، فانتدب، أي: أجاب.

(القَلِيب) : البئر لم تُطْوَ، وإنما هي حفيرةٌ قُلِب ترابها، فسمِّيتْ قليباً.

(1) في نسخ مسلم المطبوعة: لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه، بحذف النون، وهي لغة.

(2)

رواه مسلم رقم (1779) في الجهاد، باب غزوة بدر، وأبو داود رقم (2681) في الجهاد، باب في الأسير ينال منه ويضرب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم في المغازي (32) عن أبي بكر، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس. الأشراف (1/125) .

أخرجه أبو داود (2681) حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس فذكره.

ص: 179

6013 -

(م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَسْبَسَةَ (1) عَيْناً ينظر ما صنعت عِيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغيرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا أدري، ما استثنى بعض نسائه

قال: فحدَّثه الحديثَ، فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتكلَّم، فقال: إن لنا طَلِبَة، فمن كان ظَهرُه حاضراً فليركب معنا، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم (2) في عُلْوِ المدينة، فقال: لا، إلا من كان ظهْرُه حاضراً،

⦗ص: 182⦘

فانطلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه حتى سبقوا المشركين إلى بَدْر، وجاء المشركون، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا يُقْدِمَنَّ أحد منكم إلى شيء حتى أكونَ أنا أُوذِنه (3) ، فدنا المشركون، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى جنة عَرْضُها السماوات والأرض، قال: يقول عُمَيْر (4) بن الحُمام الأنصاري: يا رسولَ الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخ بخ يا رسولَ الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسولَ الله، إلا رَجَاءَ (5) أن أكونَ من أهلها، قال: فإنك من أهلها قال: فاخترج تَمَرَات من قَرَنِه، فجعل يأكلُ منهن، ثم قال: لئن أنا حَييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل» . أخرجه مسلم (6) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(العِير) الإبل تحمل الميرة والمتاع ونحوه.

(الظَّهْر) هاهنا: الدواب التي كانوا يركبونها.

(أُوذِنُه) الإيذان: الإعلام بالشيء، آذنتُه أوذِنُه إيذاناً.

(بخٍ بخٍ) كلمة تُقال للتعجب من الشيء لمدحه واستعظامه، وتكرر

⦗ص: 183⦘

للمبالغة، فإن وَصَلْتَ جَرَرت ونَوَّنْت، وربما شدَّدت.

(فاخترج) افتعل، من الإخراج، أي: أخرج.

(قَرَنِه) القرن: جَعبة تتخذ من جلد تخزن فيها السهام.

(1) وهو بسبسة بن عمرو، ويقال له: بسبس، وفي المطبوع: بسيسة، بالتصغير، وهو كذلك في نسخ مسلم المطبوعة.

(2)

في نسخ مسلم المطبوعة: في ظهرانهم.

(3)

في نسخ مسلم المطبوعة: حتى أكون أنا دونه.

(4)

في الأصل: عمر، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح مسلم وكتب الرجال.

(5)

وفي بعض النسخ: رجاءة، وكلاهما صحيح.

(6)

رقم (1901) في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (1901) حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر وهارون بن عبد الله ومحمد بن رافع وعبد بن حميد، وألفاظهم متقاربة قالوا حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان وهو ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس بن مالك فذكره.

ص: 181

6014 -

(م ت) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حدَّثني عمرُ بنُ الخطاب قال: «لما كان يومُ بدر نظرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابُه ثلاثُمائة وتسعةَ عشر رجلاً، فاستقبل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم القِبْلَةَ، ثم مدَّ يديه، فجعل يَهْتِفُ بربِّهِ يقول: اللهم أنْجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آتِني ما وعدتني، اللهم إن تَهْلِكْ هذه العصابةُ من أهل الإسلام لا تُعبدْ في الأرض، فما زال يهتف بربِّه مادَّاً يديه [مُسْتَقبلَ القبلة] ، حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه فأخذه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله، كفاك (1) مُنَاشَدَتُك ربَّك، فإنه سَيُنْجِزُ لك ما وعدَك، فأنزل الله عز وجل: {إذْ تَسْتَغِيثُون رَبَّكم فَاسْتَجَابَ لكم أني مُمِدُّكم بألف من الملائكة مُرْدِفِين} [الأنفال: 9] فأمدَّه الله بالملائكة» .

قال سماك: فحدَّثني ابنُ عباس قال: «بينما رجل من المسلمين يومئذ يَشْتَدُّ في أَثَرِ رجل من المشركين أمامه، إذْ سمع ضربة بالسَّوْطِ فوقه، وصوتَ الفارسِ يقول: أقدِمْ حَيْزُوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه خَرَّ مُسْتَلْقِياً، فنظر إليه، فإِذا هُوَ قد خُطِم أنفُه وشُقَّ

⦗ص: 184⦘

وجهُه، كضربة السَّوْط، فاخضرَّ ذلك أجمعُ، فجاء الأنصاريُّ، فحدَّث بذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقتَ، ذلك من مَدَدِ السماء الثالثة، فقَتَلُوا يومئذ سبعين، وأَسروا سبعين» .

قال ابنُ عباس: «فلما أَسَروا الأُسَارى، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ما تَروْن في هؤلاء الأُسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسولَ الله، هم بَنو العمِّ والعشيرةِ، أرى أن تأخُذَ منهم فدية، فتكون لنا قوَّة على الكفار، فعسى الله أن يهديَهم إلى الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلتُ: لا والله، يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تُمَكِّنَّا، فنضربَ أعناقهم، فتمكِّن عليّاً من عَقيل [فيضربَ عُنقَه] ، وتمكِّني من فلان - نسيباً لعمر - فأضربَ عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدُها، فَهَوِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فلما كان من الغدِ جئتُ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعِدَيْن يبكيان، فقلتُ: يا رسول الله، أخبرني: من أيِّ شيء تبكي أنت وصاحبُك؟ فإن وجدتُ بكاء بَكَيْت، وإن لم أجد بكاء تباكَيْت لبكائكما، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض عليَّ أصحابُك من أخذهم الفِداءَ، لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة - لشجرة قريبة من نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل: {ما كان لِنَبِيٍّ أنْ يكون له أسْرَى حتَّى يُثْخِنَ في الأرض تُرِيدون

⦗ص: 185⦘

عَرَضَ الدُّنيا واللهُ يُريد الآخرةَ وَاللهُ عزيزٌ حكيم. لَوْلا كتابٌ مِن الله سَبَقَ لَمَسَّكُم فِيما أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. فكلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً} [الأنفال: 67 - 69] فأحلَّ الله الغنيمةَ لهم» . أخرجه مسلم.

وأَخرج الترمذي منه إلى قوله: «فأمدَّه الله بالملائكة» .

وأَخرج أبو داود منه طرفاً قال: حدَّثني عمرُ بنُ الخطَّاب قال: «لمَّا كان يومُ بدر، فأخذ - يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم -الفِدَاءَ، فأنزلَ الله عز وجل: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتى يُثْخِنَ في الأرض} - إلى قوله -: {لَمسَّكم فيما أخذتم} من الفِدَاءِ، ثم أحلَّ لهم الغنائمَ» .

أخرج منه هذا القَدْرَ في «باب فداء الأسير» ، ولقلّة ما أخرج منه أثبتناه، ولم نُثْبت له علامة (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(هتف به) : إذا ناداه وصاح به، والمراد به: الدعاء والتضرع في السؤال.

(العصابة) : الجماعة من الناس.

(يُناشده) المناشدة: المسألة والطلب، والابتهال إلى الله تعالى.

⦗ص: 186⦘

(مُردِفِين) أي: متتابعين، يتبع بعضهم بعضاً.

(يشتدّ) الشدُّ: العَدْوُ.

(حَيْزُوم) : اسم فرس من خيل الملائكة الذين أمَدَّ الله بهم المسلمين يوم بدر.

(خُطِم أنفه) الحَطْم - بالحاء المهملة - الدَّقُّ والكسر، وبالخاء المعجمة: الأثر على الأنف، كما يُخْطَم البعيرُ بالكيِّ، يقال: خطمتُ البعير: إذا وسمتَه بكيٍّ في الأنف إلى أحد خديه، والخِطام: السِّمة في عرض الوجه إلى الخدِّ.

(صَنَادِيدِها) الصناديد جمع صِنْدِيد، وهو السيد الشجاع.

(فَهوِيَ) هَوِيت الشيء أهواه: إذا ملت إليه، ورغبت فيه.

(يُثخِن) قوله تعالى {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن} أي: حتى يُكثر فيها القتل، ويتمكَّن منها، وتقوى شوكته.

(1) وفي بعض النسخ: كذلك.

(2)

رواه مسلم رقم (1763) في الجهاد، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، والترمذي رقم (3081) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الأنفال، ورواه أيضاً أبو داود مختصراً رقم (2690) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم في المغازي (20) عن هناد بن السري، عن ابن المبارك. و (20) عن زهير بن حرب، عن عمر بن يونس.

كلاهما عن عكرمة بن عمار، عن سماك عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب، وأبو داود في الجهاد (131: 1) عن أحمد بن حنبل، عن أبي نوح، عن عكرمة بن عمار ببعضه: لما كان يوم بدر فأخذ النبي الفداء أنزل الله: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، (8/67) بهذه القصة اوالترمذي في التفسير [الأنفال 9: 2] عن ابن بشار، عن عمر بن يونس. بالقصة الأولى.. إلى قوله «فأمدهم الله بالملائكة» وقال: حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر إلا من حديث عكرمة بن عمار، عن أبي زميل. الأشراف (8/44) .

ص: 183

6015 -

(خ) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «شهدتُ من المقدادِ بنِ الأسودِ مشهداً، لأنْ أكونَ أنا صاحبُهُ: أحبُّ إليَّ مما عُدِلَ به، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين يومَ بَدْر فقال: يا رسولَ الله إِنا لا نقول كما قالت بنو إِسرائيل لموسى عليه السلام: {اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ، ولكن امْضِ ونحن معك، فكأنه سُرِّي عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» .

وفي رواية «ولكنَّا نُقَاتلُ عن يمينك وعن شِمالك وبين يَدَيكَ وخَلْفَكَ، فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أشرقَ وجهُهُ،

⦗ص: 187⦘

وسَرَّه (1) » . أخرجه البخاري (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(سُرِّيَ) عن المحزون وغيره: إذا كشف عنه ما به.

(1) يعني قوله.

(2)

7 / 223 و 224 في المغازي، باب قول الله تعالى:{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} ، وفي تفسير سورة المائدة، باب قوله:{فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3952) حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق بن شهاب قال «سمعت ابن مسعود يقول فذكره»

ص: 186

6016 -

(خ) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يومَ بدر: «هذا جبريلُ آخذ برأس فرسه، عليه أدَاةُ الحرب» . أَخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أداة) الحرب: آلتها، وأراد بها: السلاح.

(1) 7 / 242 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، قال الحافظ في " الفتح ": الحديث هو من مراسيل الصحابة ولعل ابن عباس حمله عن أبي بكر، فقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر خفق خفقة ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار، ووقعت في بعض المراسيل تتمة لهذا الحديث مقيدة، وانظر " الفتح " 7 / 242 و 243.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3995) حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس فذكره.

قال الحافظ في الفتح الحديث هو من مراسيل الصحابة ولعل ابن عباس حمله عن أبي بكر فقد ذكر ابن إسحاق «أن النبي في يوم بدر خفق خفقه ثم انتبه فقال أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار» ، ووقعت في بعض المراسيل تتمة لهذا الحديث مقيدة وانظر الفتح (7/242،243) .

ص: 187

6017 -

(خ) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال- وهو في قُبَّة يومَ بَدْر -: «اللهم أَنْشُدُكَ عهدَكَ ووعدَك، اللهمَّ إن تَشَأْ لا تُعْبَدْ بعدَ اليوم، فأخذ أبو بكر بيده، وقال: حَسْبُك يا رسولَ الله، أَلْحَحْتَ على رَبِّكَ، فخرج وهو [يَثِبُ] في الدِّرع، وهو

⦗ص: 188⦘

يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَل السَّاعَةُ مَوْعِدُهُم والساعَةُ أَدْهَى وأَمَرُّ} [القمر: 45، 46] » . أخرجه البخاري (1) .

(1) 7 / 224 - 226 في المغازي، باب قول الله تعالى:{إذا تستغيثون ربكم} ، وفي الجهاد، باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة {اقتربت الساعة} باب قوله تعالى:{سيهزم الجمع ويولون الدبر} ، وباب قوله:{بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3953) حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب. حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس فذكره.

ص: 187

(1) رقم (2747) في الجهاد، باب في نفل السرية تخرج من العسكر، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2747) حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

ص: 188

6019 -

(خ ت) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كنا أصْحابَ محمد نَتَحدَّثُ: أن عِدَّةَ أصحاب بدر على عِدَّة طالوت الذين جاوزُوا (1) معه النهر - ولم يُجاوزْ معه إلا مؤمن - بضعةَ عشرَ وثلاثَمائة» . وفي رواية قال البراء: «لا، والله ما جاوز معه النّهرَ إلا مؤمن» . أخرجه البخاري.

وفي رواية الترمذي إلى قوله: «أصحاب طالوت» (2) .

⦗ص: 189⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بضعة) البضع: ما بين الثلاثة إلى التسعة.

(1) وفي بعض الروايات: جازوا.

(2)

رواه البخاري 7 / 228 في المغازي، باب عدة أصحاب بدر، والترمذي رقم (1598) في السير، باب ما جاء في عدة أصحاب بدر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3958) حدثني عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء فذكره.

وأخرجه الترمذي (1598) حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء فذكره قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه الثوري وغيره عن أبي إسحاق.

ص: 188

6020 -

(خ) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «اسْتُصْغِرْتُ أنا وابنُ عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يومَ بدر: نَيِّفاً على الستين، والأنصار نَيِّفاً وأربعين ومائتين» .

أخرجه البخاري، وأفرد الحميديُّ هذا الحديث عن الذي قَبْلَهُ، وهما حديث واحد، يشتركان في كمية عددهم يوم بدر، وحيثُ أفردَهُ اتَّبعناه (1) .

(1) رواه البخاري 7 / 227 في المغازي، باب عدة أصحاب بدر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3956) حدثني محمود وحدثنا وهب عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء فذكره

ص: 189

6021 -

(ت) عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: «عَبَّأَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدر ليلاً» . أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (1677) في الجهاد، باب ما جاء في الصف والتعبئة عند القتال، وفي سنده محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب "، وفيه أيضاً عنعنة محمد بن إسحاق، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: محمد بن إسحاق سمع من عكرمة، وحين رأيته (يعني البخاري) كان حسن الرأي في محمد بن حميد الرازي، ثم ضعفه بعد، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي أيوب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (1677) حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف فذكره.

قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي أيوب، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعرفه. وقال محمد بن إسحاق، سمع من عكرمة، وحين رأيته كان حسن الرأي في محمد بن حميد الرازي ثم ضعفه بعد.

ص: 189

6022 -

(خ د) أبو أسيد رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدر - حين صَفَفْنا لِقُريش -: «إِذا أكْثَبُوكم - يعني: غشَوكم - وفي أخرى يعني: أكثرُوكم – فَارْمُوهُمْ، وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُم» . أخرجه البخاري، وأبو داود.

⦗ص: 190⦘

وفي أخرى لأبي داود: «إذا أَكثَبُوكم فارمُوهم، ولا تَسُلُّوا السُّيوفَ حتى يَغْشَوْكم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أكثبوكم) أي: قرُبوا منكم، والكَثْب: القُرْب.

(1) رواه البخاري 7 / 238 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب التحريض على الرمي، وأبو داود رقم (2663) و (2664) في الجهاد، باب في الصفوف، وباب في سل السيوف عند اللقاء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4/46) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل وأبو داود (2663) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل. وفي (2664) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا إسحاق بن نجيح، وليس بالملطي، عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي.

كلاهما - عبد الرحمن، ومالك - عن حمزة بن أبي أسيد، فذكره.

(*) أخرجه أحمد (3/498) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عباس بن سهل، أو حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، نحوه.

(*) أخرجه البخاري (5/99) قال: حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، والزبير بن المنذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، به.

(*) أخرجه البخاري (5/99) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، والمنذر بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، به.

ص: 189

(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره الحافظ في " الفتح " ونسبه للنسائي والحاكم وسكت عليه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

ذكره الحافظ في الفتح ونسبه للنسائي والحاكم وسكت عليه.

ص: 190

6024 -

(خ) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدَّث عن سعد بن معاذ أنه قال: «كان صديقاً لأميَّةَ بن خلف، وكان أميَّةُ إِذا مرَّ بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أميةَ، فلما قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ: انطلق سعد مُعتَمِراً، فنزل على أُميةَ بمكة، فقال لأميةَ: انظر لي ساعة [خلوة] ، لعلِّي أطوفُ بالبيت، فخرج به قريباً من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل، فقال: يا أبا صَفْوان، مَن هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك

⦗ص: 191⦘

تطوف بمكة آمناً، وقد آوْيتُم الصُّبَاةَ، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتُعينونهم، أما والله، لولا أنك مع أبي صفوان ما رجِعت إلى أهلِك سالماً، فقال له سعد - ورفع صوتَه عليه -: أما والله، لئن منعتني هذا لأَمْنَعَنَّك ما هو أشدُّ عليك منه: طريقَك على المدينة، فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيّدِ أهل الوادي، فقال سعد: دَعْنا عنك يا أمية، فوالله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه قاتلُك، قال: بمكة؟ قال: لا أدري، ففزِع لذلك أمية فزعاً شديداً، فلما رجع أمية إلى أهله، قال: يا أم صفوان، ألم تَرَيْ ما قال لي سعد؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمداً أخبرهم: أنه قاتلي، فقلت له: بمكة؟ قال: لا أدري، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، فلما كان يوم بدر اسْتَنْفَرَ أبو جهل الناس، فقال: أدْرِكُوا عِيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تَخَلَّفت، وأنت سيد أهل الوادي: تخلّفوا معك، فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أمَّا إذْ غَلَبْتَني، فواللهِ، لأَشْتَرِينَّ أجودَ بعير بمكة، ثم قال أمية: يا أمَّ صفوان، جهِّزيني، فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليَثْرِبيّ؟ قال: لا، وما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلاً إلا عَقَل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله ببدر» .

وفي رواية نحوه، إلا أن فيه «فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك،

⦗ص: 192⦘

وجعل يُمسكه، فغضب سعد، فقال: دَعْنا منك، فإني سمعت محمداً صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك، قال: إِيَّاي؟ قال: نعم، قال: والله، ما يكذب محمد إذا حَدَّث، فرجع إلى امرأته، فقال: أتعلمين ما قال أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله، ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصَّريخُ، قالت له امرأته: أما ذكرتَ ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشْراف الوادي، فَسِرْ يوماً أو يومين، فسار معهم، فقتله الله» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الصُّبَاة) : جمع صابئ، وهو الذي فارق دينه إلى غيره.

(اسْتَنْفَرَ) الاستنفار: طلب النُّصْرَة من الناس، ليَنفِروا معه إلى مقصده.

(الصَّرِيخ) : الصائح، وهو الذي يستنجد الناس.

(1) 7 / 220 - 222 في المغازي، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3950) حدثني أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: حدثني عمرو بن ميمون أنه سمع عبد الله بن مسعود فذكره.

ص: 190

6025 -

(خ) عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: «كاتبت أميَّةَ بن خلف كتاباً: أن يحفظني في صاغِيَتي بمكة، وأحفظه في صاغِيته بالمدينة، فلما ذكرت «الرحمن» قال: لا أعرف الرحمن، كاتبْني باسمك الذي كان لك في الجاهلية، فكاتبته «عبد عمرو» فلما كان يوم بدر خرجت

⦗ص: 193⦘

[إلى جَبَل] لأحرزه من القتل (1) فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلس من مجالس الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار، أُمَيَّةَ بن خلف (2) ، لا نجوتُ إن نجا أميَّةُ، فخرج معه فريق من الأنصارِ في آثارنا، فلما خَشِيت أن يلحقونا خلّفت لهم ابنَه، لأشغلهم به، فقتلوه، ثم أتونا (3) حتى يتبعونا، وكان أميةُ رجلاً ثقيلاً. [فلما أَدركونا] قلت له: ابْرُك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعَه، فتخَلَّلُوه (4) بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، فأصاب أحدُهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن يُرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه» . أخرجه البخاري (5) .

وفي رواية: «فلما كان يوم بدر، حصل لي دِرْعَان، فلقيني أمية، فقال: خُذني وابني، فأنا خير لك من الدِّرعين، أَفْتدي منك، فرآه بلال، فقال: أميَّةُ رأسُ الكفر، لا نجوتُ إِن نجا أمية، فقتلهما، فكان ابنُ عوف يقول: يرحم الله بلالاً، فلا دِرْعيَّ، ولا أَسيريَّ» (6) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لأُحْرِزَه) أي: لأحوطه وأحفظه من القتل، ومنه الحِرز، وهو

⦗ص: 194⦘

[الموضع] الذي يحفظ فيه الشيء.

(فتَخلّلوه) تخلَّلوه بالسيوف، أي: قتلوه بها طعناً، جعل السيوف في هذه الحالة كالأخِلَّة، حيث لم يقدروا أن يضربوه بها.

(1) كذا في الأصل، لأحرزه من القتل، والذي في نسخ البخاري المطبوعة: لأحرزه حين نام الناس.

(2)

أي: عليكم أمية بن خلف.

(3)

في نسخ البخاري المطبوعة: ثم أبوا.

(4)

وفي بعض النسخ: فتجللوه، بالجيم.

(5)

4 / 392 في الوكالة، باب إذا وكل المسلم حربياً في دار الحرب أو في دار الإسلام جاز، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش.

(6)

لعل هذه الرواية بهذه الزيادة لرزين، وقد رواها البخاري مختصرة في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش بلفظ: كاتبت أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر، فذكر قتله وقتل ابنه، فقال بلال: لا نجوت إن نجا أمية.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3971) حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن فذكره.

ص: 192

6026 -

(خ م) عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: «إني لواقف في الصفِّ يوم بدر، فنظرتُ عن يميني وعن شِمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصارِ حديثة أسنانُهما، فَتَمنَّيتُ أن أكون بين أَضْلَع منهما، فغمزني أحدُهما، فقال: أيْ عَمّ، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، فما حاجتُك إِليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبِرت أنه يَسُبُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يُفارق سَوادي سَوَادَه، حتى يموتَ الأعْجَلُ منا، قال: فتعجَّبت لذلك، قال: وغمزني الآخَر فقال لي مثلها، فلم أنْشَب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: أيُّكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: هل مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُما؟ قالا: لا، فنظر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في السَّيفين، فقال: كلاكما قتله، وقضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسلَبه لمُعَاذ بن عمرو بن الجَموح، والرجلان: معاذُ بن عمرو بن الجموح، ومُعاذ بن عَفْراء» أخرجه البخاري، ومسلم.

وفي أخرى قال: «إني لَفِي الصفِّ يومَ بدر، إذ الْتَفَتُّ فإذا عن يميني، وعن يساري فَتَيان حديثا السنِّ، فكأني لم آمَنْ بمكانهما، إذ قال لي أحدهما

⦗ص: 195⦘

سراً من صاحبه: يا عمّ، أَرِني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي ما تصنع بهِ؟ قال: عاهدتُ الله عز وجل إن رأيتُه لأقتلنَّه، أَو أموتَ دونه، فقال لي الآخر سراً من صاحبه مثلَه، قال: فما سرَّني أني بين رجلين مكانهما، فأشرتُ لهما إليه، فَشدَّا عليه مثل الصَّقْرين، حتى ضرباه، وهما ابنا عفراءَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بين أضْلَعَ منهما) أي: أقوى منهما وأشد، والضَّلِيع: القوي الشديد.

(سَوادي) السَّواد بالفتح: الشخص، وبالكسر، السِّرَار، والأول المراد.

(لم أنْشَبْ) أي: لم ألبث.

(1) رواه البخاري 7 / 239 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وفي الجهاد، باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلاً فله سلبه من غير أن يخمس وحكم الإمام فيه، ومسلم رقم (1752) في الجهاد، باب استحقاق سلب القتيل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (1/192)(1673) قال: حدثنا أبو سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. والبخاري (4/111) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وفي (5/95) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: كتبت عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم. وفي (5/100) قال: حدثني يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه ومسلم (5/148) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

كلاهما - صالح، وسعد بن إبراهيم - عن إبراهيم بن عبد الرحمن، فذكره.

(*) في رواية علي بن عبد الله، عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم عن أبيه، عن جده في بدر، يعني حديث ابني عفراء. ولم يذكر متن الحديث.

ص: 194

6027 -

(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابنُ مسعود فوجده قد ضربه ابنا عَفْراء، حتى بَرَد، قال: فأخذ بلحيته، فقال: أنت أبو جهل؟ وفي كتاب البخاري: أنت أبا جهل (1) ؟ هكذا قالها أنس، فقال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ أو قال: قتله قومُه؟» .

وفي رواية: «قال أبو جهل: فلو غيرَ أكَّار قتلني؟» .

⦗ص: 196⦘

أخرجه البخاري ومسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أكَّار) الأكَّار: الفلاح، وأراد بقوله ذلك استصغاراً واستعظاماً، كيف مثلُه يقتل مِثلَه.

(1) على لغة من يثبت الألف في الأسماء الستة.

(2)

رواه البخاري 7 / 229 في المغازي، باب قتل أبي جهل، وباب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (1800) في الجهاد، باب قتل أبي جهل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (8: 2) عن أحمد بن يونس و (8: 3) عن عمرو بن خالد.

كلاهما عن زهير بن معاوية (8: 4) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي (8: 5) عن معاذ بن معاذ فرقهما (12: 24) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن علية، ومسلم فيه المغازي (43: 1) عن علي بن حجر عن ابن علية (43: 2) عن حامد بن عمر، عن معتمر.

خمستهم عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك الأشراف (1/231) .

ص: 195

6028 -

(خ د) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «مررتُ فإِذا أبو جهل صَرِيع، قد ضُرِبت رِجله، فقلتُ: يا عَدوَّ الله يا أبا جهل، قد أَخْزَى الله الآخِرَ - قال: ولا أهابُه عند ذلك - فقال: أبْعَدُ من رجل قتله قومه، فضربته بسيف غيرِ طائل، فلم يُغْنِ شيئاً حتى سقط سيفُه من يده، فضربته حتى بردَ» . أخرجه أبو داود (1) .

وزاد رزين قال: «فَنَفَّلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سيفَه لَمَّا أَجْهَزْتُ عليه، وكان قد أُثخِن» (2) .

وفي رواية ذكرها رزين: أنه قال: «لما ضربته بسيفي، فلم يُغْنِ شيئاً بَصقَ في وجهي، وقال: سيفُك كَهَام، فخذْ سيفي فاجْتَزَّ به رأسي من عُرْشي، ليكون أنْهى للرقبة» . والعُرشُ: عِرق في أصل الرقبة.

⦗ص: 197⦘

وفي رواية البخاري مختصراً: «أنه أتى أبا جهل يومَ بدر، وبه رَمَق، فقال: هل أعْمَدُ من رجل قتلتموه» (3) .

وفي أخرى: ذكرها رزين قال: «استقبل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكعبةَ حين طرحوا على ظهره سَلا الجزور، فدعا على نَفَر من قريش: على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهدُ بالله، لقد رأيتُهُم صَرْعى يومَ بدر، قد غيّرتْهم الشمس، فكان يوماً حاراً، قال: فأتيت أبا جهل وبه رَمَق، وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلقت فوجدتُه قد ضربه ابنا عَفْراءَ، حتى برد، فقلت: أنت أبو جهل؟ وأخذت بلحيته وهو صريع، وقد ضُربت رِجله، فقلت: هل أخْزاكَ الله يا عدوَّ الله؟ - قال: ولا أهابُه عند ذلك - فقال: هل فوق رجل قتلتموه - أو قال: قتله قومه - فلو غَيْرَ أكَّار قتلني؟ قال: فضربته بسيفي، وسيفه بيده، فلم يُغْنِ شيئاً، فبصق إلى وجهي، وقال: سيفك كَهَام، خُذْ سيفي، فاجْتَزَّ به رأسي من عُرشي، فأجهزتُ عليه، فنفَّلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سيفَه لما أجهزت عليه، وكان قد أُثخِن، قال: وكان عُتبةُ قد أشار على أبي جهل بالانصراف، فقال له أبو جهل: قد انتَفَخَ سَحْرُه من الخَوف، فقال له عتبةُ: سَيَعْلَمُ مُصَفِّر اسْتِهِ: أيُّنا انْتَفَخ سحره» .

⦗ص: 198⦘

وقد أَخرج البخاري ومسلم حديثَ سَلا الجزور، ودعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم على الجماعة المذكورين، وقَتْلَهم ببدر، وسيجيء الحديثُ بطوله في «كتاب النبوة» من حرف النون (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(برد) : إذا سكن، وأراد به الموت.

(أخزى) أخزاه يخزيه: إذا أهانه.

(أبعدُ من رجل قتله قومه) يروى هذا الكلام " هل أعمَدُ من رجل قتله قومه " و" أبعد من رجل " فأما " أعمد " فإنه بمعنى: أعجب، يقولون: أنا أعمد من كذا وكذا، أي: أعجب منه، وقيل: أعمد، بمعنى: أغضب، من قولهم: عمد عليه، أي: غضب، وقيل: معناه: أتوجَّع وأشتكي، من قولهم: عمدني الأمر، فعمدت، أي: أوجعني فوجعت، والمراد بذلك كله: هل زاد على رجلٍ قتله قومه؟ وهل كان إلا هذا؟ أي: إنه ليس بعارٍ، ومنه قوله: أعمد من كيلٍ محقّ، أي: هل زاد على هذا؟ وأما " أبعد من رجل " فإن الخطابي قال: رواه أبو داود " أبعد من رجل " وهو خطأ، وإنما هو " أعمد " بالعين قبل الميم، وهي كلمة للعرب، معناها: كأنه يقول: هل زاد على رجل قتله قومه؟ يُهَوِّن على نفسه ما حل به من الهلاك، ويجوز أن لا يكون

⦗ص: 199⦘

خطأ، فإن له معنى، وذلك راجع إلى هذا التأويل، أي: هل أعظم من ذلك أو أكثر منه؟ فإن الشيء إذا كان عظيماً قليل الوقوع، قيل: هذا أمر بعيد، أي: لا يقع مثله، فقوله:«هل أبْعَدُ من رجل قتله قومه؟» يعني أنك استعظمت أمري، واستبعدت قتلي، فهل هو أبعد من رجل قتله قومه؟

(غير طائل) أي: غير ماضٍ ولا قاطع.

(فَنَفَّلَني) أي: أعطاني نافلة، أي: زيادة على نصيبي.

(أجهزت) على الجريح: إذا حررت قتله بالسيف وأسرعت في قتله.

(كَهَام) سيف كهام: كليل الحدِّ لا يقطع.

(عُرشي) العُرش بالعين المهملة والشين المعجمة: عرق في أصل العنق.

(أثْخَن) الإثخان: شدة القتل وألم الجراح.

(الجزور) : البعير، ذكراً كان أو أنثى.

(سلا) الناقة: الغشاوة التي يكون فيها الولد، وهي بمنزلة المشيمة للإنسان.

(رمق) الرمق: بقية الروح وآخِرُ النَّفس.

(انتفخ سحره) السَّحْر: الرئة، ويقال: انتفخ سحر فلان، وذلك عند شدة الخوف.

(مصفّراً أسته) هذه كلمة تقال للمتنعِّم الذي لم تحنكه التجارب، كأنه

⦗ص: 200⦘

أخذ من الصفير، يريد يضرِّط نفسه بيده، وهو كقولك: يا ضَرَّاط، وقيل: إنه أراد بذلك: أنه رماه بالأُبنَة، وأنه كان يزعفر استه، وقيل: إن أبا جهل كان به ذلك.

(1) رقم (2709) في الجهاد، باب في الرخصة في السلاح يقاتل به في المعركة من حديث أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه، وإسناده منقطع، فإن عبيدة لم يسمع من أبيه، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وانظر " الفتح " 7 / 229.

(2)

رواه أبو داود بمعناه رقم (2722) في الجهاد، باب من أجاز على جريح مثخن ينفل من سلبه، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " مثل رواية أبي داود الأولى 1 / 444 وزاد فيه: فنفلني سيفه، وهو حديث حسن.

(3)

رواه البخاري 7 / 229 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش.

(4)

رواه البخاري 7 / 127 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة، ورواه أيضاً مسلم رقم (1794) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (5/94) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبو أسامة. قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا قيس، فذكره.

أخرجه أحمد (1/403)(3824) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك. وفي (1/403)(3825) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا زهير. وفي (1/406)(3856)(1/422)(4008) قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا شعبة. وفي (1/444)(4246) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل وفي (1/444)(4247) قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق. عن سفيان وأبو داود (2709) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا إبراهيم يعني ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبيه والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9619) عن عمرو بن يزيد الجرمي، عن أمية بن خالد القيسي، عن شعبة.

ستتهم - شريك، وزهير، وشعبة، وإسرائيل، وسفيان الثوري، ويوسف بن إسحاق - عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، فذكره.

ص: 196

6029 -

(خ) الزبير بن العوام القرشي رضي الله عنه قال: «لَقِيتُ يوم بدر عُبَيْدةَ - ويقال: عَبِيدة - بنَ سعيد بنِ العاص، وهو مُدَجَّج، لا يُرى منه إلا عيناه، وكان يُكْنى أبا ذاتِ الكَرش، فقال: أنا أبو ذات الكَرِش، فحملتُ عليه بالعَنَزة، فطعنتُه في عينه، فمات، قال هشام بن عروة: فأُخْبِرتُ أن الزبير قال: لقد وضعتُ رجلي عليه، ثم تَمطَّيتُ فكان الجَهدُ: أن نَزَعْتُها، وقد انْثَنى طرفاها، قال عروة: فسأله إياها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه إِيَّاها، فلما قُبِض أخذها، ثم طلبها أبو بكر، فأعطاه إِياها، فلما قُبِض أبو بكر أخذها، ثم سألها عمرُ، فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه، فأعطاه إياها، فلما قُتِلَ وَقَعَتْ إلى آلِ عليّ، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قُتِل» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مُدَجَّج) المدَّجج: الغائص في سلاحه.

⦗ص: 201⦘

(العَنَزَة) : شِبْهُ العكّازة، في رأسها سنان كسنان الرمح.

(الجُهْد) بضم الجيم: الوسع والطاقة، وبفتحها: المشقة، وقيل: هما لغتان في المشقة.

(1) 7 / 243 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (399) حدثني عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال الزبير فذكره.

ص: 200

6030 -

(د) علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «لما كانَ يومُ بدر: تقدَّم عُتبة بن ربيعة، وتَبِعه ابنُه وأخوه، فنادى: مَن يُبارِزْ؟ فانْتَدَب له شباب من الأنصار، فقال: ممَّن أنتم؟ فأخبروهم، فقالوا: لا حاجةَ لنا فيكم، إنما أرَدْنا بني عمِّنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قم يا حمزة، [قم] يا علي، قم يا عُبيدة بن الحارث، فأقبل حمزةُ إلى عتبة، وأقبلتُ إلى شيبةَ، واخْتُلفتْ بين عُبيدة والوليد ضربتان، فأثْخَن كلُّ واحد منهما صاحبَه، ثم مِلْنا على الوليد، فقتلناه، واحتملنا عُبيدةَ» . أخرجه أبو داود (1) .

وفي رواية ذكرها رزين: «لما كان يوم بدر تقدَّم عتبة بن ربيعة، وشَيْبة أخوه، والوليد بن عتبة

» وذكره، وفيها:«إِنما أردْنا أكْفاءَنا مِن بني عمِّنا» . وفيه قال عليّ: «فأما أنا وحمزة: فأنْجَزْنا صاحبينا، وأما عبيدة والوليد: فأثخن كل واحد منهما صاحبه

» وذكره.

(1) رقم (2665) في الجهاد، باب في المبارزة، وهو جزء من حديث طويل رواه أحمد في " المسند " رقم (948) ، وإسناده حسن، ونقله الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " 3 / 277 - 278 وقال: هذا سياق حسن، وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " 6 / 75 و 76 وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب، وهو ثقة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2665) حدثنا هارون بن عبد الله،ثنا عثمان بن عمر، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي، قال فذكره.

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/75و76) وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة.

ص: 201

6031 -

(م س) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءَينا الهلالَ، وكنتُ رجلاً حديدَ البصر، فرأيتُه، وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه، وأنا مُسْتَلْق على فراشي، ثم أنشأ يحدِّثنا عن أهل بدر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان يُرِينا مَصارعَ أهل بدر بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله، قال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدودَ التي حدَّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجُعلوا في بئر بعضُهم على بعض، فانطلق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم، فقال: يا فلان بنَ فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله ورسولُه حقاً، فإني قد وجدتُ ما وعدني الله حقاً؟ فقال عمر: يا رسولَ الله كيف تُكلِّم أجساداً لا أرْوَاحَ فيها؟ فقال: ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون أن يردُّوا عليَّ شيئاً» . أخرجه مسلم، وأخرج النسائي نحوه (1) .

(1) رواه مسلم رقم (2873) في الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، والنسائي 4 / 109 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم في صفة النار (18:12) عن إسحاق بن عمر بن سليط (18:12) عن شيبان بن فروخ.

كلاهما عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس به والنسائي في الجنائز (117:2) عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن سليمان بن المغيرة نحوه رواه ابن المبارك، عن حميد، عن أنس فلم يذكر عمر في إسناده (8/13) الأشراف.

ص: 202

6032 -

(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي طلحة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصَةِ ثلاث ليال» .

⦗ص: 203⦘

وعن أبي طلحة قال: «لما كان يومُ بدر، وظهر عليهمُ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، أمر ببضعة وعشرين رجلاً - وفي رواية: بأربعة وعشرين رجلاً - من صناديد قريش، فأُلْقُوا في طَوِيّ من أَطْوَاءِ بدر خبيث مُخْبِث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعَرْصَة: ثلاثَ ليال، فلما كان ببدر اليومَ الثالث: أمر براحلته فَشُدَّ عليها رحلُها، ثم مشى، واتَّبَعه أصحابه، قالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شَفَة الرَّكيِّ، فجعل يُناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيَسُرُّكم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فقال عمر: يا رسولَ الله، ما تُكلِّم من أجساد لا أرواحَ لها؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم» . قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قولَه، توبيخاً، وتصغيراً، ونِقْمة، وحسرة، وندماً. أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(العَرْصَة) عرصة الدار: ساحتها.

(طوي) الطَّوي: البئر، وجمعه أطواء.

⦗ص: 204⦘

(الرَّكِيِّ) الرَّكِيَّة: البئر، وجمعها رُكِيّ.

(1) رواه البخاري 7 / 234 في المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، وفي الجهاد، باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاث ليال، ومسلم رقم (2875) في الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (4/29) قال: حدثنا معاذ بن معاذ. وفيه قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. وفيه قال: حدثنا روح والدارمي (2462) قال: أخبرنا المعلى بن أسد، قال: حدثنا معاذ بن معاذ. والبخاري (4/89) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (5/97) قال: حدثني عبد الله بن محمد، سمع روح بن عبادة ومسلم (8/164) قال: حدثني يوسف بن حماد، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وأبو داود (2695) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا روح. والترمذي (1551) قال: حدثنا قتيبة ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن معاذ والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3770) عن أبي قدامة، عن معاذ بن معاذ.

أربعتهم - معاذ، وعبد الوهاب، وروح، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره.

ص: 202

6033 -

(م) أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «ترك قَتلى بدر ثلاثاً، ثم أتاهم، فقام عليهم، فناداهم، فقال: يا أبا جهل بن هشام، يا أميَّةَ بن خلف، يا عتبةَ بن ربيعة، يا شَيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً؟ فسمع عمرُ بن الخطَّاب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، كيف يسمعون؟ أو أنَّى يُجيبون، وقد جَيّفُوا؟ قال: والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أُمر بهم فسُحِبوا، فأُلْقوا في قَليب بدر» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(جيَّفوا) جاف القتيل وجَيَّف: إذا أنتن.

(1) رقم (2874) في الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (2874) حدثنا هداب بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكره.

ص: 204

6034 -

(خ م) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: وقف النبيُّ صلى الله عليه وسلم على قَلِيب بدر، فقال: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ ثم قال: إنهم الآن يسمعون ما أقول لكم، فَذُكِرَ لعائشةَ، فقالت: إنما قال: إنهم ليعلمون أن الذي كنتُ أقول لهم هو الحق، ثم قرأتْ: {إنك لا تُسمِعُ الموتى

} حتى قرأت الآية [النمل: 80] .

⦗ص: 205⦘

وللبخاري عن ابن شهاب قال: هذه مغازي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

فذكر الحديث - فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَلْعَنُهُم: «هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟» قال موسى: قال نافع: قال عبد الله: قال ناس من أصحابه: «يا رسولَ الله: تُنادي أُناساً أمواتاً؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما أنت بأسمع لما قلت منهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

وللبخاري أيضاً قال: «اطلع النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أهل القَليب فقال: وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فقيل له: تدعو أمواتاً؟ فقال: ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون» .

(1) رواه البخاري 7 / 236 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، ومسلم رقم (932) في الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/38)(4958) قال: حدثنا عبدة بن سليمان، أبو محمد الكلابي. والبخاري (5/98) قال: حدثني عثمان، قال: حدثنا عبدة. وفي (5/98) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (3/44) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (4/110) قال: حدثنا محمد بن آدم، قال: حدثنا عبدة.

ثلاثتهم - عبدة بن سليمان، وأبو أسامة، ووكيع - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.

ص: 204

6035 -

(خ د) جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: «لما أسَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَن أسَر يوم بدر من المشركين قال: لو كان المطعِم بنُ عَدِيّ حيّاً، ثم كلَّمني في هؤلاء النَّتْنَى، لتركتهم له» . أخرجه البخاري وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(النَّتْنَى) أراد بهم الأسرى، وجعلهم نَتْنَى، لأنهم كفار مشركون، والمشركون نجس، فاستعار لهم النتن مجازاً.

(1) رواه البخاري 7 / 249 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي صفة الصلاة، باب الجهر في المغرب، وفي الجهاد، باب فداء المشركين، وفي تفسير سورة {والطور} ، وأبو داود رقم (2689) في الجهاد، باب في المن على الأسير بغير فداء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الحميدي (558) وأحمد (4/80) قالا: حدثنا سفيان. والبخاري (4/111)(5/110) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر وأبو داود (2689) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.

كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، عن محمد بن جبير، فذكره.

ص: 205

6036 -

(ت) علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن جبريل عليه السلام هبط عليه، فقال له: خَيِّر أصحابك في أسارى

⦗ص: 206⦘

بدر: إمَّا القتل، وإمَّا الفداء، على أن يُقتَل منهم من قابِلٍ مثلهم، فقالوا: اختَرْنَا الفداء، ويقتل منا فنَسْتَشْهِد» . أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (1567) في السير، باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود وأنس وأبي برزة وجبير بن مطعم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (1567) حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني ومحمود ابن غيلان قالا: حدثنا أبو داود الحفري حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سفيان بن سعيد، عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي فذكره.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة.

ص: 205

6037 -

(د) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «من فَعَل كذا وكذا، فله من النَّفَل كذا وكذا، فتقدَّم الفتيان، ولزم المشيخةُ الراياتِ، فلم يبارحُوها (1) ، فلما فتح الله عليهم، قالت المشيخةُ: كنا رِدْءاً لكم، لو انهزمتم فِئْتم إلينا، فلا تذهبوا بالمَغنَمِ دوننا ونبقى، فأبى الفِتيان، وقالوا: جعله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لنا، فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للَّه والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين. إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قلوبهم وإذا تُلِيَتْ عليهم آياتُه زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريم. كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون} [الأنفال: 1- 5] يقول: فكان ذلك خيراً لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني، فإني أعلم بعاقبة هذا منكم» .

وفي رواية يقول: «فكما كان خروجه خيراً لكم، فكذلك فأطيعوا الله

⦗ص: 207⦘

ربَّكم، فإنه أعلم بعاقبة أموركم ومصالحها، فاصطلحوا، ورضِي كلّ بقَسم الله فيهم» .

وفي رواية بإسناده ومعناه، قال:«فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواء» . أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(النَّفَل) بفتح الفاء: الغنيمة، وأصله الزيادة، وهو أيضاً: ما يُعطاه الإنسان زيادة على سهمه من الغنيمة، وتروى بسكون الفاء.

(رِدْءاً لكم) الرِّدء: المسعِد والمعين.

(فِئتم) فاء، يفيء: إذا رجع، يعني: إن خفتم أمراً رجعتم إلينا.

(1) في نسخ أبي داود المطبوعة: فلم يبرحوها.

(2)

رواه أبو داود رقم (2737) و (2738) و (2739) في الجهاد، باب في النفل، وهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2737) حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره و (2728) حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن عكرمة عن ابن عباس فذكره.

ص: 206

6038 -

(ت) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «تَنفَّل سيفه ذا الفَقَار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يومَ أُحد» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(تنفَّل) تنفَّل الشيء: إذا أخذه زيادة عن السهم.

(ذا الفَقار) اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم، سمي بذلك لأنه كان فيه حُفَر

⦗ص: 208⦘

صغار حسان، فيقال للحفرة: فُقْرة.

(الرؤيا) التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: هي أنه رأى كأن في سيفه فُلُولاً، فأوَّلها: هزيمة، وكانت يوم أحد.

(1) رقم (1561) في السير، باب ما جاء في النفل، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 271، وابن ماجة رقم (2808) في الجهاد، باب السلاح، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (1/271)(2445) قال: حدثنا سريج. وابن ماجه (2808) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن الصلت والترمذي (1561) قال: حدثنا هناد.

ثلاثتهم- سريج، وابن الصلت، وهناد - عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود، فذكره.

جاءت رواية ابن ماجه مختصرة على: «أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تنفل سيفه، ذا الفقار، يوم بدر» .

ص: 207

6039 -

(ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما كان يوم بدر - وَجِيءَ بالأُسارى - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هؤلاء الأُسارى؟ - فذكر في الحديث قصة - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يَنْفَلِتَنَّ أحد منهم إلا بِفداء، أو ضَرب عُنُق، قال عبد الله: فقلت: يا رسولَ الله، إِلا سَهْلَ بن بيضاء (1) ، فإني سمعته يذكر الإِسلام، قال: فسكت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: فما رأيتني في يوم أخْوَفُ أن تقع عليَّ حجارة من السماء مِنِّي في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا سَهْلَ بن بيضاء، قال: ونزل القرآن بقول عمر: {ما كان لِنَبِيٍّ أن يكون له أسْرى حتى يُثْخِنَ في الأرض

} إلى آخر الآيات. [الأنفال: 67 - 71] » . أخرجه الترمذي (2) .

(1) الذي في نسخ الترمذي المطبوعة، و " مسند أحمد "، والحاكم، وغيرهم سهيل بن بيضاء، وهو خطأ، انظر " مسند أحمد " رقم (3632) .

(2)

رواه الترمذي رقم (1714) في السير، باب ما جاء في المشورة، ورقم (3085) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، من حديث عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وإسناده منقطع، فإن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، قال الترمذي: هذا حديث حسن وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وقال: وفي الباب عن عمر، وأبي أيوب، وأنس، وأبي هريرة، وانظر " تحفة الأحوذي " 5 / 186 و 187 في الجمع بين هذا الحديث وحديث علي رضي الله عنه الذي تقدم رقم (6027) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (1714) حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله فذكره.

ص: 208

6040 -

(د) يحيى بن عبد الله عبد الرحمن بن سعد بن زرارة رحمه الله قال: «لما قُدِم بالأَسرى حين قُدِم بهم، قال: وسَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَة عند آل عَفْراءَ [في مَناخهم على عوف ومُعَوَّذ ابنَي عفراءَ] ، وذلك قبل أن يُضرَب عليهن الحجاب، قال: تقول سودةُ: والله، إني لعندهم إذ أتيتُ، فقيل: هؤلاء الأُسارى قد أُتِيَ بهم، فرجعتُ إلى بيتي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيه وإذا أبو يزيد سُهَيْل بن عمرو في ناحية الحُجرة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل..» وذكر الحديث. هكذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه (1) .

(1) رقم (2680) في الجهاد، باب في الأسير يوثق، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2680) حدثنا محمد بن عمرو الرازي، قال: ثنا سلمة يعني ابن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة فذكره.

ص: 209

6041 -

(د) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جعل فِداءَ أهلِ الجاهليةِ يومئذ أربَعمائة» . أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (2691) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، وفي سنده أبو العنبس الكوفي الأكبر، وهو مجهول.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2691) حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، قال: ثنا سفيان بن حبيب، قال: ثنا شعبة، عن أبي العنبس، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، فذكره.

ص: 209

(1) 7 / 247 و 248 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وفي العتق، باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركاً، وفي الجهاد، باب فداء المشركين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4018) حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال: ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك فذكره.

ص: 209

6043 -

(د) عائشة رضي الله عنها قالت: «لما بعثَ أهلُ مكة في فِداء أُساراهم بعثتْ زينبُ في فِداءِ زوجها أبي العاص بن الربيع بمال،

⦗ص: 210⦘

وبعثت فيه بقِلادة لها كانت عند خديجة، أدْخلَتْها بها على أبي العاص، فلمَّا رآها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَقَّ لها رِقَّة شديدة، وقال: إنْ رَأيتُم أن تُطلقوا لها أسيرَها، وتردُّوا عليها الذي لها؟ فقالوا: نعم، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أخذَ عليه، أو وعده: أن يُخَليَ سبيلَ زينبَ إليه، وبعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زيدَ بنَ حارثةَ ورجلاً من الأنصار، فقال لهما: كونا ببطنِ يَأجِجَ، حتى تمرَّ بكما زينبُ، فتصحباها حتى تأتيا بها» . أخرجه أبو داود (1) .

(1) في الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال، وفيه عنعنة ابن إسحاق.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2692) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة فذكرته. وفيه عنعنة ابن إسحاق.

ص: 209

(1) رقم (3081) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 229 و 314 و 326، من حديث إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن سماك بن حرب عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس، وسماك بن حرب روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما يلقن، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (3080) حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

ص: 210

6045 -

(خ) عائشة رضي الله عنها قالت: تزوَّجَ أبو بكر امرأة من كَلْب، يقال لها: أُمُّ بَكْر، فلما هاجر أبو بكر طلَّقها، فتزوَّجَها ابنُ عَمِّها، هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة، وهو أبو بكر ابن

⦗ص: 211⦘

الأسود (1) يرثي كُفَّار قريش (2) :

وماذا بالقَليبِ قَليبِ بَدْر

من الشِّيزَى تُزَيَّن بالسَّنَامِ؟

وماذا بالقليبِ قليبِ بَدْر

من القَيْنَاتِ والشَّرْب الكِرَام؟

تُحيِّي بالسلامةِ (3) أُمُّ بَكْر

وهل لي بعد قومي من سلام؟

يُحدِّثنا الرَّسولُ: بأنْ سَنَحْيا

وكيف حَياةُ أصداء وهامٍ؟

أخرجه البخاري (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الشِّيزَى) والشِّيز: خشب أسود يتخذ منه قِصاع، والمراد به في الحديث: الجِفَان.

(الشَّرْب) : القوم يشربون الخمر، الشين مفتوحة والراء ساكنة.

(القَينَات) جمع قَينة، وهي الأمة المغنِّية.

(الأصداء) جمع صدى، وهو الصوت الذي يسمعه الصائح في الجبل ونحو ذلك، وهو من لوازم الحياة، فإذا هلك الإنسان: لم يبق له صدى، ومنه قولهم: أصم الله صداه، أي: أهلكه.

⦗ص: 212⦘

(وهام) جمع هامة، كانت العرب تزعم: أن الميت يخرج من رأسه طائر، المعنى: كيف حياة من قد هلك؟ فكنى عنه بالأصداء والهام.

(1) هو أبو بكر شداد بن الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جعونة، ويقال له: ابن شعوب.

(2)

يعني يوم بدر لما قتلوا وألقاهم النبي صلى الله عليه وسلم في القليب.

(3)

وفي بعض النسخ: تحييني السلامة، وفي بعضها: تحيينا السلامة

.

(4)

7 / 201 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3921) حدثنا أصبغ حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة فذكرته.

ص: 210

6046 -

(م ت د) عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قِبَل بدر، فلما كان بحَرَّةِ الوَبَرَة: أدركه رَجُل قد كان يُذكَر منه جَوْلَة (1) وَنَجْدة، ففرح أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حين رَأَوْهُ، فلما أدركه، قال: يا رسول الله جئت أتبعُك لأصيبَ معك، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تُؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: فارجع، فلن أستعين بمشرك. قالت: ثم مضى، حتى إذا كان بالشجرة: أدركه الرَّجُلُ، فقال [له] كما قال أوَّل مَرَّة، وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مثلَ أول مرة، فمضى، ثم رجع، فأدركه بالبَيْداء، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم، قال: فانْطَلِقْ» . أخرجه مسلم.

وأخرجه الترمذي إِلى قوله: «فلن أستعينَ بمشرك» ، قال: وفي الحديث كلام أكثر من هذا (2) .

وأخرجه أبو داود مختصراً «أن رجلاً من المشركين لَحِق بالنبي صلى الله عليه وسلم يُقاتِلُ معه، فقال: ارجع، إنا لا نستعين بمشرك» (3) .

⦗ص: 213⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(جولة) الجولة: الحملة في الحرب.

(نجدة) النجدة: القوة والشجاعة.

(1) في نسخ مسلم المطبوعة: جرأة.

(2)

يريد رواه مسلم المطولة التي قبل هذه.

(3)

رواه مسلم رقم (1817) في الجهاد، باب كراهة الاستعانة في الغزو بكافر، والترمذي رقم (1558) في السير، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم، وأبو داود رقم (2732) في الجهاد، باب في المشرك يسهم له.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا أبو المنذر. وفي (6/148) قال: حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2500) قال: أخبرنا إسحاق، عن روح، ومسلم (5/200) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنيه أبو الطاهر. قال: حدثني عبد الله بن وهب. وأبو داود (2732) قال: حدثنا مسدد ويحيى بن معين. قالا: حدثنا يحيى. والترمذي (1558) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1635812) عن عمرو بن علي، عن يحيى، وعبد الرحمن فرقهما. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. (ح) وعن محمد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم.

ثمانيتهم - أبو المنذر إسماعيل بن عمر، وعبد الرحمن بن مهدي، وروح بن عبادة، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد، ومعن بن عيسى، ووكيع، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك بن أنس، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عروة بن الزبير، فذكره.

(*) أخرجه الدارمي (2499) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، فذكره. ليس فيه: الفضيل بن أبي عبد الله، ولفظه:«إنا لا نستعين بمشرك» .

(*) وأخرجه ابن ماجه (2832) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. قال: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن يزيد، عن نيار، عن عروة بن الزبير، فذكره. قال علي في حديثه: عبد الله بن يزيد، أو زيد.

قال المزي عقب هذا الإسناد: كذا عنده، وهو تخليط فاحش، والصواب ما تقدم. تحفة الأشراف (12/16358) .

ص: 212

6047 -

(م) أبو الطفيل رحمه الله قال: حدَّثَنا حذيفةُ بنُ اليمان قال: «ما منعني أنْ أشهدَ بَدْراً إلا أنِّي خرجتُ أنا وأبي، حُسَيْل، فأَخذَنا كُفَّارُ قُريش، فقالوا: إِنَّكم تُريدون محمداً، فقلنا: [ما نُريده] ، ما نريد إلا المدينةَ، فأخذوا منَّا عهدَ الله وميثاقَه: لَنَنْصَرِفَنَّ إلى المدينة، ولا نُقَاتِلَ معه، فأتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال: انْصَرِفا نَفِي لهم بعهدهم، ونستعينُ الله عليهم» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(نَفِي لهم) وفَى لهم بالعهد يفيء: إذا وقف عنده ولم يَغْدِر به، والأمر منه: فِ له بعهده، وفيه لغة أخرى: أوْفَى يُوفي.

(1) رقم (1787) في الجهاد، باب الوفاء بالعهد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (1787) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا حذيفة بن اليمان فذكره،

ص: 213

6048 -

(خ) الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: «ضُرِبَتْ يومَ بدر للمهاجرين بمائة سهم» . أخرجه البخاري (1) .

قال البخاري: فجميع مَنْ شَهِدَ بَدْراً من قريش ممن ضُرِبَ له

⦗ص: 214⦘

بسهمه: أحد وثمانون رجلاً (2)، وكان عروة بن الزبير يقول: قال الزبير: «قُسِمَتْ سُهمانُهم، فكانوا مائة» . والله أعلم (3) .

تسمية من سُمي من أهل بدر في الجامع للبخاري النبي محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق القرشي، عمر بن الخطاب العدوي، عثمان بن عفان القرشي - خلَّفه النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته، وضرب له بسهمه - علي بن أبي طالب الهاشمي، إياس بن البكير، بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق، حمزة بن عبد المطلب الهاشمي، حاطب بن أبي بَلْتَعَة حليف لقريش، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي، حارثة بن الرُّبيِّع (4) الأنصاري، قتل يوم بدر، وهو حارثة بن سراقة (5) ، كان في النَّظَّارة، خُبَيب بن عدي الأنصاري، خُنَيس بن حذافة السهمي، رِفاعة بن رافع الأنصاري، رِفَاعة بن عبد المنذر - أبو لُبَابة - الأنصاري، الزبير بن العوام القرشي، زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري، أبو زيد الأنصاري، سعد بن مالك الزهري (6) ، سعد بن

⦗ص: 215⦘

خولة القرشي، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي، سهل بن حنيف الأنصاري، ظُهَير بن رافع الأنصاري، وأخوه [واسمه: مُظْهِر] ، عبد الله بن مسعود الهذلي، عبد الرحمن بن عوف الزهري، عُبيدة بن الحارث القرشي، عُبادة بن الصامت الأنصاري، عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي، عقبة بن عمرو الأنصاري (7) ، عامر بن ربيعة العنزي (8) ، عاصم بن ثابت الأنصاري، عُويم بن ساعدة الأنصاري، عِتْبان بن مالك الأنصاري، قُدامة بن مظعون، قَتادة بن النعمان الأنصاري، معاذ بن عمرو بن الجموح، مُعَوّذ بن عفراء (9) ، وأخوه مالك بن ربيعة (10) أبو أسيد الأنصاري، مِسْطح بن أُثَاثة بن عَبَّاد بن المطلب بن عبد مناف، مُرارة

⦗ص: 216⦘

ابن الربيع الأنصاري، مَعْن بن عدي الأنصاري، مِقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة، هلال بن أمية الأنصاري [رضي الله عنهم](11) .

(1) 7 / 251 في المغازي، باب شهود الملائكة بدراً.

(2)

قال الحافظ في " الفتح ": هو بقية كلام موسى بن عقبة عن ابن شهاب.

(3)

قال الحافظ في " الفتح ": هو بقية كلام موسى بن عقبة عن ابن شهاب.

(4)

الربيع: أمه.

(5)

هو حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري، وأمه الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما.

(6)

هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

(7)

هو أبو مسعود البدري رضي الله عنه.

(8)

قال الحافظ في " الفتح ": ووقع في رواية الكشميهني: العدوي، وكلاهما صواب، فإنه عنزي الأصل، عدوي الحلف.

(9)

عفراء: أمه، واسم أبيه الحارث.

(10)

في الأصل والبخاري: معوذ بن عفراء وأخوه مالك بن ربيعة، فكأنه يريد أن أخا معوذ هو مالك بن ربيعة، وفي المطبوع: معوذ بن عفراء، وأخوه أبو معاذ: مالك بن ربيعة، وكلاهما خطأ، وأخو معوذ ومعاذ ابني عفراء، هو عوف بن الحارث وأمه عفراء، وأما مالك بن ربيعة فليس أخو معوذ، بل هو: مالك بن ربيعة الأنصاري الساعدي أبو أسيد، قال الحافظ في " الفتح ": ونبه عياض على أن من لا معرفة له قد يتوهم أن مالكاً أخو معاذ، لأن سياق البخاري هكذا: معاذ بن عفراء وأخوه مالك بن ربيعة، وليس ذلك مراده، بل قوله: أخوه، أي عوف، ولم يسمه، ثم استأنف فقال: مالك بن ربيعة، ولو كتبه بواو العطف لارتفع اللبس، وكذا وقع عند بعض الرواة.

(11)

ذكره البخاري في صحيحه 7 / 251 في المغازي، باب تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم، قال الحافظ في " الفتح ": أي دون من لم يسم فيه، ودون من لم يذكر فيه أصلاً، والمراد بالجامع: هذا الكتاب، والمراد بمن سمي، من جاء ذكره فيه برواية عنه أو عن غيره بأنه شهدها لا لمجرد ذكره دون التنصيص على أنه شهدها، وبهذا يجاب عن ترك إيراده مثل أبي عبيدة بن الجراح فإنه شهدها باتفاق، وذكر في الكتاب في عدة مواضع، إلا أنه لم يقع فيه التنصيص على أنه شهد بدراً، وقال الحافظ: فجملة من ذكر من أهل بدر هنا أربعة وأربعون رجلاً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4027) حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير فذكره.

ص: 213

6049 -

(د) ذو الجوشن - رجل من بني الضِّباب قال: «أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغَ من أهل بدر - بابن فرس لي، يقال لها: القَرْحاءُ، فقلتُ: يا محمد، قد جئتُكَ بابن القرحاء لتتخذه، قال: لا حاجةَ لي فيه، وإن شئتَ أن أُقِيضَك به المختارة من دروع بدر، فقلت: ما كنتُ لأقيضه اليوم بغُرَّة، قال: فلا حاجة لي فيه» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(بغُرة) سمي الفرس في هذا الحديث: غرة، وأكثر ما جاء ذكر الغُرَّة

⦗ص: 217⦘

في الحديث بمعنى: النسمة من الإنس: عبد، أو أمة، وقال الهروي:[الغُرَّة] عند العرب: النفيس من كل شيء، وقد ذهب الخطابي إلى أنه أراد بالغرة في الحديث: الفرس، وهذا يقتضي أن الهاء في قوله:«ما كنت لأُقِيضه» عائدة إلى الدِّرع، ويكون قد ذكر الدرع، لأن تأنيثها غير حقيقي، أي: ما كنت لأقيض الدرع بغرة، يعني: بالفرس، وفي ذلك بُعْد، لأن القياس في الخطاب: أن يكون هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم، لا من الأعرابي، وإنما كان يكون قول الأعرابي: ما كنت لأقيض فرسي بدرع، أو يكون الأعرابي قد أراد بالغرة الدرع، حتى ينتظم الخطاب في الجواب، ويجوز أن يكون أراد بالغرة: العبد أو الأمة، والنفيس من كل شيء، فيكون التقدير: ما كنت لأقيض فرسي بالشيء النفيس، أو بالعبد، أو الأمة، فكيف أقيضه بدرع؟ وإنما جئتك به لتأخذه بغير عوض، هدية أو هبة، والله أعلم.

(1) رقم (2786) في الجهاد، باب حمل السلاح إلى أرض العدو، من حديث عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن ذي الجوشن رجل من الضباب، وهو حديث ضعيف، وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم لذي الجوشن غير هذا الحديث، ويقال: إن أبا إسحاق سمعه من شمر بن ذي الجوشن عن أبيه، والله أعلم، قال المنذري في " تهذيب سنن أبي داود ": والحديث لا يثبت، لأنه دائر بين الانقطاع، أو راويه من لا يعتمد على روايته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2786) حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، أخبرني أبي، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن رجل من الضباب فذكره.

ص: 216

6050 -

(خ) عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي قال: «رأيتُ رِفاعةَ بنَ رافع الأنصاريَّ، وكان شهد بدراً» . لم يزد البخاري على هذا القَدْر (1) .

(1) 7 / 247 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (4014) حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي فذكره.

ص: 217

(1) 7 / 241 في المغازي، باب فضل من شهد بدراً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري (3991) قال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، وسألناه فقال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى بن عامر بن لؤي، فذكره.

قال الحافظ «وصله المصنف في التاريخ الكبير» قال: قال لنا عبد الله بن صالح أنبأنا الليث.

ص: 217