الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعث أسامة بن زيد
إلى الحُرَقات (1) من جهينة
6140 -
(خ م د) أبو ظبيان (2)[حصين بن جندب] قال: سمعتُ أُسامةَ بنَ زيد يقول: «بَعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى الحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا القومَ فهزمناهم، ولَحِقتُ أنا ورجُل من الأَنصار رجلاً منهم، فلما غَشِيناه، قال: لا إِله إِلا الله، فَكفَّ [عنه] الأنصاريُّ، وطعَنْتُهُ بِرُمْحِي، حتى قتلتُه، فلما قَدِمْنا، بلغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أُسامةُ، أقتلتَهُ بعدما قال: لا إِله إِلا
⦗ص: 356⦘
الله (3) ؟ قلتُ: إِنما كان متعوِّذاً، فقال: أقتلتَهُ بعدما قال: لا إِله إِلا الله؟ فما زالَ يُكرِّرُها حتى تمنيتُ أَنّي لم أكنْ أسلمتُ قبلَ ذلك اليومِ» .
وأخرج أبو داود نحو الأولى، ولم يذكر الأنصاريَّ، وإنما قال:«فضربناه حتى قتلناه» (4) .
⦗ص: 357⦘
قلتُ: هذا سعد المذكور في الحديث هو سعدُ بن أبي وقَّاص، وسبب هذا القول من سَعْد، أن أسامةَ لما سمع هذا القول من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لم يُقاتِلْ مسلماً، ولا شهدَ شيئاً من الفِتَنِ الحادِثَةِ بين الصحابة، وكذلك سعد اعتزل عن الفِتَنِ، فلم يشهدْ منها شيئاً، وقال: إنني لا أَقْتُلُ إلا من يقتُلُه أسامةُ، وليس لقوله هذا في الحديث مَدْخَل، ولا له به تَعَلُّق.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غَشِيناه) أدركناه ولحقناه، كأنهم أتَوهُ من فَوقه.
(مُتعوِّذاً) المُتَعوِّذُ: الملتجِئ خوفاً من القتل.
(1) بضم الحاء وفتح الراء بعدها قاف، نسبة إلى الحرقة، واسمه جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة، تسمى الحرقة لأنه حرق قوماً بالقتل فبالغ في ذلك.
(2)
قال النووي: أهل اللغة، يفتحون الظاء، من ظبيان، وأهل الحديث يكسرونها.
(3)
قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن التين: في هذا اللوم تعليم وإبلاغ في الموعظة حتى لا يقدم أحد على قتل من تلفظ بالتوحيد، وقال القرطبي: في تكرير ذلك والإعراض عن قبول العذر زجر شديد عن الإقدام على مثل ذلك.
(4)
رواه البخاري 7 / 398 في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى
⦗ص: 357⦘
الحرقات من جهينة، وفي الديات، باب قول الله تعالى:{ومن أحياها} ، ومسلم رقم (96) في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، وأبو داود رقم (2643) في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في المغازي (46) عن عمرو بن محمد الناقد، وفي الديات (2) عن عمرو بن زرارة النيسابوري - كلاهما عن هشيم، عن حصين، عن أسامة بن زيد، ومسلم في الإيمان (40: 5) عن يعقوب الدورقي، عن هشيم، عن حصين، عن أسامة بن زيد، و (40: 4) عن أبي بكر عن أبي خالد الأحمر، و (40: 4) عن إسحاق وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية - كلاهما عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أسامة، وأبو داود في الجهاد (104) عن الحسن بن علي، وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن حصين بن جندب، عن أسامة. الأشراف (1/44) .
6141 -
(م) جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه «بعثَ إلى عَسْعَسَ بنِ سلامةَ زَمَن فتنةِ ابنِ الزُّبير، فقال: اجمع لي نفراً من إخوانك حتى أُحدِّثَهم، فبعث رسولاً إِليهم، فلما اجتمعوا جاء جُنْدُبُ وعليه بُرْنُس أصفرُ، فقال: تحدَّثوا بما كنتم تتحدَّثون به، حتى دار الحديثُ، فلما دار الحديثُ إِليه: حَسَر البُرْنُسَ عن رأسه، فقال: إني أتيتُكم، ولا أريدُ أن أحدِّثكم إلا عن نبيِّكم صلى الله عليه وسلم (1) ، إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعث بَعْثاً من المسلمين
⦗ص: 358⦘
إلى قوم من المشركين، وإنهم التَقَوْا، فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصِدَ إلى رجل من المسلمين قَصَدَ له فقتله، وإن رجلاً [من المسلمين] قَصَدَ غَفْلَتَه، قال: وكنا نتحدَّثُ: أنه أسامةُ بنُ زيد - فلما رفع عليه السيفَ، قال: لا إله إلا الله، فقتله، فجاء البشيرُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فسأله وأخبره حتى أخبره خبرَ الرجل: كيف صنع، فدعاه، فسأله، فقال: لِمَ قَتَلتَه؟ فقال: يا رسولَ الله، أوجعَ في المسلمين، وقتل فلاناً وفلاناً - وسمى له نفراً - وإني حملتُ عليه، فلما رأى السيفَ، قال: لا إله إلا الله، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أقتلتَهُ؟ قال: نعم، قال: فكيف تصنع بـ «لا إله إلا الله» إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: يا رسولَ الله استغفر لي، قال: وكيف تصنع بـ «لا إله إلا الله» إِذا جاءت يوم القيامة؟ قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: فكيف تصنع بـ «لا إله إلا الله» إذا جاءت يوم القيامة؟» أخرجه مسلم (2) .
(1) في نسخ مسلم المطبوعة: ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ وقد تكلف الإمام النووي رحمه الله في توجيهها.
(2)
رقم (97) في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (97) حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي يحدث، أن خالدا الأثبج، ابن أخي صفوان بن محرز، حدث عن صفوان بن محرز، أنه حدث، أن جندب بن عبد الله البجلي، فذكره.