الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة خَيْبر
6125 -
(خ م د س) سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «خرجنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، فَسِرْنا ليلاً، فقال رجل من القوم لعامرِ بن الأكوع: ألا تُسْمِعُنا من هُنَيْهَاتِكَ (1) ؟ وكان عامر رجلاً شاعراً، فنزل يَحْدو بالقوم، يقول:
⦗ص: 336⦘
اللَّهُمَ (2) لولا أَنتَ مَا اهتَدَيْنَا
…
وَلا تَصَدَّقْنَا ولا صَلَّينَا
فَاغفِرْ فِدَاء لَكَ (3) مَا اقْتَفَيْنا
…
وَثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لاقيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَة عَلَيْنا
…
إنَّا إذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنا
وبِالصيِّاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن هذا السائق؟ فقالوا: عامرُ بنُ الأكوع، فقال: يرحمه الله، قال رجل من القوم: وَجَبَتْ يا رسول الله؛ لولا مَتَّعْتَنا به! ، قال: فأتينا خيبرَ، فحاصرناهم، حتى أصابتْنا مَخْمَصَة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم، فلما أمْسَى الناسُ مساءَ اليوم الذي فُتِحَتْ عليهم أوْقدوا نيراناً كثيرة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما هذه النيرانُ؟ على أيِّ شيء توقدون؟ قالوا: على لحم، قال: على أيِّ لحم؟ قالوا: لحم الحُمُر الإِنسية،
⦗ص: 337⦘
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أهْرِيقُوها واكْسِرُوها، فقال رجل: يا رسول الله، أوَ نُهرِيقُها ونغسلها؟ فقال: أَو ذَاكَ، فلما تَصَافَّ القومُ كان سَيفُ عامر فيه قِصَر، فتناول به يهودياً ليضربَهُ، فرجع ذُبابُ سيفه، فأصاب رُكْبَتَهُ، فماتَ منها، فلما قَفَلُوا، قال سلمةُ: رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شاحِباً ساكتاً (4)، قال سلمةُ - وهو آخذ بيدي -[قال: ما لك؟] فقلت [له] : فداك أبي وأُمِّي، زعموا أن عامراً حَبِطَ عَمَلُه، قال: مَن قاله؟ قلتُ: قاله فلان وفلان، وأُسَيْد بنُ حُضَير، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كذبَ مَن قاله، إن له لأجْرَيْن، وجمع بين إصبعيه، إنه لجاهد مُجاهِد، قَلَّ عربيّ مشى بها مثلَه. وفي رواية: نشأ بها» . أخرجه البخاري ومسلم، ولم يقل مسلم:«نشأ بها» .
ولمسلم قال سلمةُ: «لما كان يومُ خيبر قاتَل أخي قتالاً شديداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتدّ عليه سَيْفُهُ فقتله، فقال أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك - وشكُّوا فيه - رجل مات في سلاحه، قال سلمةُ: فقفل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من خيبرَ، فقلت: يا رسولَ الله، ائْذَنْ لي أن أرْجُزَ بك، فأَذِنَ له رسول الله
⦗ص: 338⦘
صلى الله عليه وسلم فقال عمر [بن الخطاب] : اعلمْ ما تقول، فقلتُ:
واللهِ لولا الله مَا اهْتَدَيْنا
…
وَلا تَصَدَّقْنا ولا صلّينَا
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: صدقتَ.
فأنزِلَنْ سكينة علينا
…
وثبّت الأقدام إن لاقَينَا
والمشركون قد بَغَوْا علينا
فلما قضيتُ رَجَزي، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَن قال هذا؟ قلتُ: قاله أخي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يرحمه الله، قال: فقلتُ: يا رسول الله، والله إِن ناساً ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رَجُل مات بسلاحه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كذبوا، مات جاهِداً مجاهداً» .
قال ابن شهاب: ثم سألتُ ابناً لسلمةَ بنِ الأكوع؟ فحدَّثني عن أبيه مثل ذلك، غير أنه قال - حين قلتُ:«إن ناساً يهابون الصلاة عليه» ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«كذبوا مات جاهداً مجاهداً، فله أجره مرتين» .
وأخرجه أبو داود مختصراً، قال: «لما كان يومُ خيبر قاتل أخي قتالاً شديداً، فارتدَّ عليه سَيفُهُ فقتله، فقال أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك - وشكُّوا فيه - رجل مات بسلاحه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ماتَ جاهداً مُجاهداً.
⦗ص: 339⦘
قال ابن شهاب: ثم سألت ابناً لسلمة بنِ الأكوع
…
» وذكر باقي الحديث إلى آخره.
وأخرجه النسائي مثل رواية مسلم المفردة بطولها، وزاد:«وأشار بإصبعيه» (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هُنَيْهَاتِكَ) هنيهاتك وهُنَيَّاتك، يعني: الأشياء التي تظهر منه مما يُسْتَغْرَبُ ويستظرف ويُسْتَحْسَن ويُشتهى ونحو ذلك.
(وَجَبَتْ) قوله: وجبت، أي: وجبت الرحمة والمغفرة التي تَرَحمَّ بها عليه، يعني: أنه باستغفاره له وجبت له المغفرة، وأنه يُقتَل شهيداً، وقد تقدَّم معنى قولهم:«لولا متّعتنا» .
(مَخْمَصَة) المخمصةُ: المجاعة.
(ذُبَاب) السيفِ: طرفُه الذي يُضرَبُ به.
(قَفَلُوا) قفل المسافر: إذا رجع من سفره.
⦗ص: 340⦘
(شاحباً) الشاحبُ: الجسم المتغيِّر، تقول: شَحَبَ يَشْحَبُ.
(حَبِطَ) عمله، أي: بطل، وضاع أجرُه.
(جاهداً) الجاهد: المبالغُ في الأمر الذي ينتهي إلى آخر ما يَجِد، والمجاهد: الغازي في سبيل الله تعالى.
(1) وفي بعض النسخ: هنياتك، أي: أراجيزك، والهنة تقع على كل شيء.
(2)
كذا الرواية، قالوا: وصوابه في الوزن: لاهم، أو تالله، أو الله، وقد تقدم الحديث رقم (6112) بلفظ: تالله
…
.
(3)
قال المازري: هذه اللفظة مشكلة، فإنه لا يقال: فدى الباري سبحانه وتعالى، ولا يقال له سبحانه وتعالى فديتك، لأن ذلك إنما يستعمل في مكروه يتوقع حلوله بالشخص، فيختار شخص آخر أن يحل ذلك به، ويفديه منه، قال: ولعل هذا وقع من غير قصد إلى حقيقة معناه، كما يقال: قاتله الله، ولا يراد بذلك حقيقة الدعاء عليه، وكقوله صلى الله عليه وسلم: تربت يداك، تربت يمينك، ويل أمه، وفيه كله ضرب من الاستعارة، لأن الفادي مبالغ في طلب رضى المفدى حين بذل نفسه عن نفسه للمكروه، فكأن مراد الشاعر: إني أبذل نفسي في رضاك. وعلى كل حال، فإن المعنى وإن أمكن صرفه إلى جهة صحيحة فإطلاق اللفظ واستعارته والتجوز به يفتقر إلى ورود الشرع بالإذن فيه
…
.
(4)
في البخاري، كتاب الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحباً، فقط، وفي مسلم: فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتاً، فقط، وقد جمع المصنف بين روايتي البخاري ومسلم، وجاء في المطبوع من جامع الأصول: شاحباً شاكياً، وهو تصحيف.
(5)
رواه البخاري 7 / 356 - 358 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي المظالم، باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق، وفي الذبائح والصيد، باب آنية المجوس والميتة، وفي الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، وفي الدعوات، باب قول الله تعالى:{وصل عليهم} ، وفي الديات، باب إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له، ومسلم رقم (1802) في الجهاد، باب غزوة خيبر، وأبو داود (2538) في الجهاد، باب الرجل يموت بسلاحه، والنسائي 6 / 30 و 31 في الجهاد، باب من قاتل في سبيل الله فارتد عليه سيفه فقتله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/47) قال: حدثنا حماد. وفي (4/48) قال: حدثنا صفوان، وفي (4/50) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (3/178) قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مَخْلد. وفي (5/166) قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (7/117، 9/9) قال: حدثنا المكي بن إبراهيم. وفي (8/43) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (8/90) قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (5/185، 6/65) قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد، قالا: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل -. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا حماد بن مَسْعَدَة، وصفوان بن عيسى. (ح) وحدثنا أبو بكر بن النضر، قال: حدثنا أبو عاصم النبيل. وابن ماجة (3195) قال: حدثنا يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا المُغيرة بن عبد الرحمن.
سبعتهم - حماد بن مَسْعَدة، وصفوان، ويحيى، وأبو عاصم، وحاتم، والمكي، والمغيرة - عن يزيد بن أبي عُبيد، فذكره.
ورواه أيضا عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: فذكر الرواية الأخرى «لما كان يوم خيبر» .
أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج، ومسلم (5/86) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في عمل اليوم والليلة (535) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان، قال: حدثنا ابن عُفير، عن الليث عن ابن مُسافر.
ثلاثتهم - ابن جُريج، ويونس، وابن مُسافر - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (2538) قال: حدثنا أحمد بن صالح. والنسائي (6/30) وفي عمل اليوم والليلة (534) قال: أخبرنا عمرو بن سَوَّاد بن الأسود بن عمر. كلاهما - أحمد بن صالح، وعمرو - عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن، وعبد الله ابنا كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع قال: فذكر الحديث.
(*) قال أبو داود: قال أحمد: كذا قال هو - يعني ابن وهب- وعنبسة، يعني ابن خالد، جميعا عن يونس قال أحمد: والصواب عبد الرحمن بن عبد الله.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: وهذا عندنا خطأ. والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن سلمة بن الأكوع، والله أعلم.
6126 -
(خ م س) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبرَ، قال: فصلّينا عندها صلاة الغَدَاةِ بغَلَس، فركبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وركبَ أبو طلحة، وأنا رَدِيفُ أبي طلحةَ، فأجْرَى نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم في زُقاقِ خيبرَ - وإن رُكبتي لتمَسُّ فَخِذَ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم وانْحَسَرَ الإزارُ عن فخذ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فإني لأرى بَيَاضَ فَخذِ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية: ثم حَسَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الإزارَ عن فخذه، حتى [إِنِّي] أنظر إلى بياض فَخِذِ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القرية قال: الله أكبرُ، خَرِبَتْ خَيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحة قوم، فساءَ صَباحُ المنْذَرين - قالها ثلاث مرات - قال: وقد خرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد والخميسُ، قال: وأَصَبْنَاها عَنْوَة، وجُمع السَّبْيُ، فجاء دِحْيَةُ، فقال: يا رسولَ الله، أعطني جارية من السَّبْي، فقال: اذهب فخُذ جارية، فأخذ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيّ.
فجاء رَجُل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ الله، أعطيتَ دِحيةَ صفيَّةَ بنتَ حُيَيّ سيدةَ قريظةَ والنضيرِ، لا تصلُح إلا لك، قال: ادعوه بها، قال: فجاء بها،
⦗ص: 341⦘
فلما نظر إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: خُذ جارية من السَّبْي غيرَها، فأعْتَقها وتزوَّجها، فقال له ثابت: يا أبا حمزة، ما أَصْدَقَها؟ قال: نفسَها، أعْتَقها وتزوَّجَها - حتى إذا كان بالطريق جَهّزتْها أُمُّ سُليم، فأهدتْها له من الليل، فأصبحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوساً، فقال: مَن كان عنده شيء فليجِئُ به، قال: وبَسَط نِطْعاً، قال: فجعل الرجلُ يجيءُ بالأقِطِ، وجعل الرجل يجيءُ بالتمر، وجعل الرجل يجيءُ بالسمن، فحاسُوا حَيْساً، فكانت وليمةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم» .
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) ، ولهذا الحديث طُرُق كثيرة طويلة ومختصرة، وَرَدَ بَعضُها في «كتاب الدعاء» من حرف الدال، وبعضُها في «كتاب الصَّدَاق» ، من حرف الصاد، وبعضُها في ذِكْر الوليمة والحمُرُ الإِنسية في «كتاب الطعام» من حرف الطاء، وبعضها في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم، وبعضها في ذكر الركوب والارتداف من «كتاب الصحبة» في حرف الصاد، وبعضها جاء هاهنا، ويجيءُ بعضها في فضائل المدينة من «كتاب الفضائل» في حرف الفاء، ويجيءُ باقيها في «كتاب النكاح»
⦗ص: 342⦘
من حرف النون إن شاء الله تعالى.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَسَرَ) عن وجهه اللثام، أي: كشفه، وكذلك الثوب عن بدنه.
(الخميسُ) : الجَيْشُ.
(عَنْوَة) فُتِحَتْ هذه البلدة عَنوة، أي: قهراً بغير صلح، كما يقال: أخذها بالسيف.
(الأقِطُ) : لبن جامد يابس فيه قوة.
(الحيسُ) : أخلاط من تَمْر وأقِط وسمن.
(1) رواه البخاري 1 / 404 و 405 في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التكبير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التكبير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، ومسلم رقم (1365) في النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها، وفي الجهاد، باب غزوة خيبر، والنسائي 6 / 131 - 134 في النكاح، باب البناء في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في الصلاة (12) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي - ومسلم في النكاح (14: 1) وفي المغازي (45: 1) عن زهير بن حرب - وأبو داود في الخراج (24: 4) عن يعقوب بن إبراهيم - والنسائي في النكاح (79: 1) وفي الوليمة في الكبرى عن زياد بن أيوب -، وفي التفسير في الكبرى عن إسحاق بن إبراهيم - أربعتهم عن إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس. الأشراف (1/269) .
6127 -
(خ) يزيد بن أبي عبيد قال: «رأيت أَثَرَ ضَرْبة في ساق سلمةَ رضي الله عنه، فقلتُ: يا أبا مُسلم، ما هذه؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يومَ خيبرَ، فقال لي الناسُ: أُصيبَ سلمةُ، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَفَثَ فيها ثلاث نَفَثَات، فما اشتكيتُها حتى الساعة» أخرجه البخاري (1) .
(1) 7 / 364 في المغازي، باب غزوة خيبر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4206) حدثنا المكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال: فذكره.
6128 -
(خ م د س) عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: «كنا مُحاصِري قَصْرَ خيبرَ، فرمى إِنسان بِجِرَاب فيه شَحْم، فَنَزَوْتُ لآخذَه، فالتفتُّ، فإذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ منه» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: «أصبتُ جِراباً من شَحم يوم خيبرَ، قال: فالتزمتُه،
⦗ص: 343⦘
وقلتُ: لا أَعْطي اليوم أحداً من هذا شيئاً، فالتفتُّ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَبَسِّماً» .
وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «دُلِّيَ جِراب من شَحم يومَ خَيْبَر، فأتيتُه فالتزمتُه، قال: ثم قلت
…
وذكر رواية مسلم - وقال: يَتَبَسَّمُ إليَّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَنَزَوْتُ) النّزْو: الوثوب على الشيء، ومنه نزا التَّيْسُ على الأنثى.
(1) رواه البخاري 6 / 182 في الجهاد، باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الذبائح والصيد، باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب وغيرهم، ومسلم رقم (1772) في الجهاد، باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في الحرب، وأبو داود رقم (2702) في الجهاد، باب في إباحة الطعام في أرض العدو، والنسائي 7 / 236 في الضحايا، باب ذبائح اليهود.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه أحمد (4/86) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وبهز. والدارمي (2503) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (5/163) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وأبو داود (2702) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، والقعنبي. والنسائي (7/236) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني يحيى بن سعيد. خمستهم - يحيى بن سعيد، وبهز، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وشيبان، وموسى بن إسماعيل- عن سليمان بن المغيرة.
2 -
وأخرجه أحمد (5/55) قال: حدثنا عفان. وفي (5/56) قال: حدثنا سليمان بن داود أبو داود. والبخاري (4/116، 5/172، 7/120) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (5/172) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا وهب. ومسلم (5/163) قال: حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال: حدثنا بهز بن أسيد. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود.
خمستهم - عفان، وسليمان بن داود، وأبو داود، وأبو الوليد، ووهب بن جرير، وبهز - قالوا: حدثنا شعبة.
كلاهما - سليمان، وشعبة - عن حميد بن هلال، فذكره.
6129 -
(د) أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبرَ، فأصبناها عَنْوَة، فَجُمِع السَّبْيُ» . أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (3009) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، ورواه أيضاً البخاري بأطول من هذا 1 / 404 و 405 في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، ومسلم رقم (1365) في الجهاد، باب غزوة خيبر، والنسائي 6 / 132 و 133 في النكاح، باب البناء في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3009) حدثنا داود بن معاذ، ثنا عبد الوارث، (ح) وثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد ابن أيوب، أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، فذكره.
6130 -
(د)[محمد بن شهاب] الزهري رحمه الله أن سعيد بن المسيب أخبره أن: «رسولَ الله صلى الله عليه وسلم افْتَتَحَ بعض خيبرَ عَنْوَة» . أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (3017) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده صحيح إلا أنه مرسل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3017) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الله بن محمد، عن جويرية، عن مالك، عن الزهري، أن سعيد بن المسيب أخبره، فذكره. وإسناده مرسل.
6131 -
(د)[محمد بن شهاب] الزهري رحمه الله قال: بلغني «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر عَنْوَة بعد القتال، ونزل مَنْ نَزَلَ من أهلها على الجلاء بعد القتال» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجَلاء) : النَّفي عن الأوطان.
(1) رقم (3018) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر بلاغاً، وإسناده معضل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3018) حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: فذكره.
وإسناده معضل.
6132 -
(د) عبد الله بن سلمان (1) رحمه الله أن رجلاً من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثه، قال: «لما فَتحْنَا خيبرَ أخرجوا غنائمهم من المتاع والسَّبْي، فجعل الناس يتبايعون (2) غنائمهم، فجاء رجل، فقال: يا رسولَ الله، لقد رَبِحْتُ اليومَ رِبحاً ما ربحه أحد من أهل هذا الوادي (3) قال: ويحكَ، وما ربحتَ؟ قال: ما زلتُ أَبيعُ وأَبْتَاعُ حتى ربحتُ ثلاثمائةِ أُوقية، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ألا أُنَبِّؤكَ بخيرِ ربح (4) ؟ فقال: ما هو يا رسولَ الله؟ قال: ركعتين بعد
⦗ص: 345⦘
الصلاة» . أخرجه أبو داود (5) .
(1) كذا في الأصل والمطبوع: عبد الله بن سلمان، والذي في " التقريب " و " التهذيب ": عبيد الله ابن سلمان، بالتصغير، وفي " بذل المجهود في حل ألفاظ أبي داود ": عبد الله، وعلى هامشه: وفي نسخة: عبيد الله.
(2)
في المطبوع: يبتاعون.
(3)
في المطبوع من جامع الأصول، ونسخ أبي داود المطبوعة: لقد ربحت اليوم ربحاً ما ربح اليوم مثله أحد من أهل الوادي.
(4)
في نسخ أبي داود المطبوعة: بخير رجل ربح.
(5)
رقم (2785) في الجهاد، باب في التجارة في الغزو، وعبيد الله بن سلمان مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2785) حدثنا الربيع بن نافع، ثنا معاوية - يعني ابن سلام- عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبيد الله بن سلمان أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال: فذكره.
وفي سنده عبيد الله بن سلمان وهو مجهول.