الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة أوطاس
6173 -
(خ م) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «لمَّا فرغَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من حُنين بعثَ أبا عامر على جيش إلى أوْطاس، فلَقيَ دُرَيدَ بنَ الصِّمَّة، فقُتل دريد، وهزمَ الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرُمِي أبو عامر في رُكْبَتِهِ، رماه جُشَمِيّ بسهم، فأثبتَهُ في رُكْبتِهِ، وانتهيتُ إِليه، فقلتُ: يا عمُّ، من رَمَاك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدتُ له فلحقتُه، فلما رآني وَلَّى، فاتّبعتُه وجعلتُ أقول له: ألا تستحي؟ ألا تَثْبُتُ؟ فَكَفّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف، فقتلتُه، ثم قلتُ لأبي عامر: قَتَلَ الله صاحبَك، قال: فَانْزِعْ هذا السهم، فنزعتُه، فَنَزى منه الماءُ، فقال: يا ابن أخي، أقْرِئ النبيَّ صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: يستغفر لي، واستخلفَني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات، فرجعتُ، فدخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مُرْمَل وعليه فراش قد أثَّر رِمَال السرير بظهره وجَنْبَيْه، فأخبرتُه بخبرنا وخبرِ أبي عامر، وقلت له: قال لي: قل له: يَسْتَغْفِرْ لي، فدعا بماء، فتوضأ، ثم رفع يديه، وقال: اللهم اغفِرْ لِعُبَيد، أبي عامر، حتى رأيتُ بياضَ إبطيه، ثم قال: اللهم اجعله يومَ القيامة فوقَ كثير من خلقك، أو من الناس، فقلتُ: وَليَ فاستغفرْ فقال: اللهم اغفرْ لعبد الله بن قيس ذنبَهُ، وأدخله يوم القيامة مُدْخلاً كريماً
⦗ص: 411⦘
قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي لفظ مسلم: رماه رجل من بني جُشَم، وفيه:«فلما رآني وَلَّى عَنِّي ذاهباً، فلحقتُه، فجعلتُ أقول له: ألا تستحي؟ ألستَ عربِيّاً؟ ألا تَثْبُتُ؟» وفيه «انطلقْ إلى رسولِ الله، فأقرِئْه مني السلام، وقل له: يقول لك: استغفرْ لي» .
ورأيتُ في كتاب البخاري «فوقَ كثير من خَلْقِكَ وأمَنِّ الناسِ (1) » وقد ضبطها وقَيَّدها، وذلك بخلاف الوارد في الكتب (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأَثْبَتَهُ) أي: حَبَسه بالطعنة التي طعنها، أو الرمية.
(فنزا) نزا منه الماء، أي: وثب، يعني: خرج الماء من جرحه.
(على سرير مرْمَل) سريرُ مُرمَل: قد نُسِجَ وجهه بالسَّعَف، يقال: أرمَلتُ النّسج أرمُلُه: إذا باعَدْتَ بين الأشياء المنسوج بها، فهو مُرمَل، ورماله: ما نسج في وجهه من ذلك، ويقال: رَملتُهُ لغة في أرْمَلتُهُ، ورمَّلته:
⦗ص: 412⦘
شدد للكثرة، والرمال - بكسر الراء - بمعنى مرمول، وهو جمع رمل، كقوله تعالى:{هذا خَلْقُ الله} أي: مخلوقه.
(1) الذي في نسخ البخاري المطبوعة: فوق كثير من خلقك من الناس.
(2)
رواه البخاري 8 / 34 و 35 في المغازي، باب غزوة أوطاس، وفي الجهاد، باب نزع السهم من البدن، وفي الدعوات، باب الدعاء عند الوضوء، ومسلم رقم (2498) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/41، 5/197، 8/101) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (7/170) قال: حدثنا عبد الله بن بَرَّاد أبو عامر الأشعري. وأبو كُريب محمد بن العلاء. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(9046) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي.
ثلاثتهم - أبو كريب محمد بن العلاء، وأبو عامر، وموسى بن عبد الرحمن - عن أبي أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن أبي بُردة، فذكره.