الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا». رواه الشيخان وغيرهما من حديث ابن عمرو وصدقته عائشة، وهو مخرج في " الروض النضير "(رقم 579).
"الصحيحة"(6/ 1/635).
[1567] باب تنبيه هام حول
فهم بعض الأحاديث التي تتكلم عما سيكون آخر الزمان
سؤال: هل بعض الأحاديث الواردة في المدينة تنفي خبثها، والأحاديث الواردة في الصبر على لأوائها، ما أدري، بعض العلماء يقول .. يخصصها في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبعضهم يجعلها في آخر الزمان مثل المدينة تنفي خبثها عندما يأتي الدجال، وبعضهم يجعلها عامة في كل زمان؟
…
الشيخ: أما العموم فلا مجال للقول به لمصادمته الواقع، أما التخصيص بزمن الرسول عليه السلام فهذا تخصيص بغير مخصص، لكن ينبغي أن نبقي الحديث على عمومه ولا نستثني منه إلا ما دل الدليل القاطع على ذاك الاستثناء الذي قلته آنفًا، وأعني بإيجاز أنه ليس خاصًا بزمنه ولا مضطردًا في كل زمن، وهذا له أمثلة في نصوص كثيرة مثلًا:«ذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم» (1) هذا من البداهة في مكان بأنه لا يمكن أن يقال فيه أنه خاص بزمن الرسول أو بزمن آخر، لكن لا مجال للقول بأنه يشمل كل الأزمان، وهكذا الأمثلة تتكرر، مثلًا في الحديث
(1)"صحيح الجامع"(رقم702).
المعروف المشهور بل المتواتر: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» (1) إلى آخره جاء في صحيح البخاري في رواية معاوية لهذا الحديث المرفوع، يقول هذا معاوية يقول وهو الذي روى الحديث مرفوعًا، يقول: وهذا معاذ يقول: هم في الشام.
مداخلة: معاوية يحكي عن معاذ؟
الشيخ: يحكي عن معاذ نعم، معاذ هو الذي يقول هذا الكلام: هم في الشام، فليس من الضروري أن يكونوا في الشام في كل لحظة في كل دقيقة في كل ساعة في كل يوم في كل أسبوع وهكذا تطرد، على ما يشاء الله عز وجل لكن بلا شك الغالب أنهم في الشام مع استحضار أن معنى الشام أوسع مما يدور في أذهان كثير من الناس اليوم بسبب حياتهم وغفلتهم عن التقسيمات السياسية
…
فالشام سوريا والأردن وفلسطين ولبنان نعم، فبهذا المعنى الواسع يكون الحديث ماشيًا، لكن ليس بهذا المعنى الضيق في اللحظة، ممكن مثلًا أن يأتي زمن كما هو الزمن الحاضر الآن كما كان في زمن بعض الفتن المغول مثلًا حينما هجموا على هذه البلاد فيفر المسلمون بدينهم إلى بلاد أخرى، فلا يقال: أن الحديث كيف
…
تطبيقه، إنما نقول: هذا لا يعني الاطراد الدقيق الذي ذكرته آنفًا في اللحظة في الدقيقة إلى آخره، وعلى هذا النوع من المعنى الواسع من جهة والضيق من جهة أخرى يمكن أن نفسر الحديث الذي ذكرت آنفًا، والله أعلم.
"لقاءات المدينة"(6/ 00:38:06).
(1)"صحيح البخاري"(رقم1920) و"صحيح مسلم"(رقم53).