الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كرامات، فما دام أنه يدعي الألوهية، فإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت. إذاً: هو دجال.
هذا الدجال يقول للناس آمن بي أدخلتك الجنة، ويريه جنة، ولمن يعصه يريه النار، فيقول الرسول عليه السلام:«فمن كفر به أدخله النار وهو في الجنة» والعكس بالعكس: «من آمن به أدخله الجنة وهو في النار» .
"الهدى والنور"(177/ 45: 48: 00).
[1592] باب هل يبقى الخضر إلى زمان الدجال
؟
[قال الإمام]:
بقاء الخضر عليه السلام إلى زمن الدجال خرافة لا أدري كيف انطلى أمرها على بعض العلماء - فضلاً عن جماهير الصوفية -؟! ولكن الله تبارك وتعالى قد وفق كثيراً من أهل العلم فبينوا بطلان إدراك الخضر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن استمراره حياً -؛ كالإمام البخاري وابن تيمية والعسقلاني وغيرهم.
"الضعيفة"(14/ 2/678).
[1593] باب حول حديث الجساسة
سؤال: يقول فضيلة الشيخ: حديث الجساسة هل هو صحيح، وهل هو مخالف لبعض الأحاديث؟ نرجو توضيح ذلك.
الشيخ: حديث الجساسة حديث صحيح، وليس فيه ما يخالف الأحاديث الصحيحة إطلاقًا، وإنما فيه تفاصيل ستقع يومًا ما مما لم يرد ذكره في بعض الأحاديث الصحيحة، وبعضها وقع، وكما رواه تميم الداري رضي الله عنه، وإنما
الناس اليوم يريدون أن يطبقوا الأحاديث الغيبية على عقولهم الصغيرة، وهذا ليس من الإيمان في شيء؛ لأن الله عز وجل يقول:{الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (البقرة:1 - 3) فواجب كل مسلم إذا ما جاءه حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان الحديث هذا يتعلق بالعقائد أو بالأحكام أو بأشراط الساعة أو بأي حكم يتعلق بالمغيبات فواجب المسلم أمام هذا الحديث أو ذاك شيئان اثنان:
الشيء الأول: أن يسأل أهل العلم بالحديث: أصحيح هو أم لا، فإذا قالوا له بأنه صحيح وجب الأمر الثاني، وهو: أن يخضع عقله وفكره وثقافته التي نشأ عليها للإيمان بهذا الحديث؛ لأنه من أمور الغيب، وقد علمنا أن أول صفة للمؤمن حقًا هو ما قاله الله عز وجل في آنفًا في الآية آية البقرة:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة} (البقرة:3) فالإيمان بالغيب أمر هام جدًا يمتحن الله تبارك وتعالى عباده بمثل هذه الأحاديث الصحيحة، وحديث الجساسة لا شك في صحته لسببين اثنين:
الأول: أنه رواه مسلم في صحيحه.
والآخر: أننا لم نجد في إسناده مغمزًا أو مطعنًا ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يتفلسف عليه، وأن يقول: معقول أو غير معقول أو ما شابه هذا الكلام الذي لا يخرج ممن آمن بالغيب حقًا.
هذا جواب حديث الجساسة.
مداخلة: يا شيخ! هناك أحاديث وردت مثلًا: تعارض هذا الحديث ..
الشيخ: مثل؟
مداخلة: قوله عليه الصلاة والسلام: «ما من نفس منفوسة يمر عليها مائة عام وهي حية يومئذ» أو كما قال.
الشيخ: هذا الذي يقول بهذا الكلام هو جاهل بعلم أصول الفقه، ما من نص عام إلا وقد خصص، وهذا من ذاك، يعني: ما من نفس منفوسة، إلا ما جاء النص يستثني ذلك، وعلى هذا اعتمد من زعم أن الخضر عليه السلام لا يزال حيًّا بين الأنام، لكن نحن نقول كما تعلمنا من بعض العلماء: أثبت العرش ثم انقش، نقول له: أثبت أن الخضر حي حتى نستثنيه من الحديث، ولما لم يكن هناك حديث صحيح يثبت حياة الخضر إلى عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن بنا حاجة إلى أن نقول: عن الخضر مستثنى من حديث: «ما من نفس منفوسة» أما والدجال حي بصريح الحديث الذي جاء ذكره آنفًا وكذلك عيسى لا يزال حيًا وإن كان هذا في السماء فإذًا الجواب: هو تخصيص العام بالحديث الخاص، وإلا لوقع هذا الجاهل وأمثاله في جهل بل جهالات متتابعة؛ لأننا سنواجهه بالآية الكريمة.
وهذا مثل أذكره في كثير من مثل هذه المناسبة، ألا وهي قوله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ} (المائدة:3) إلى آخر الآية، فهل يجوز أكل السمك الميت؟ سيقول بالجواز، فما هو الجواب عن الآية، سيضطر أن يقول بقول العلماء: الآية عامة والحديث يخصص هذه الآية، فكيف لا يخصص الحديث الحديث؟ ذلك من باب أولى.
"فتاوى جدة"(2/ 00:28:10).