الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1625] باب عقيدة خروج يأجوج ومأجوج
والرد على شبهة حول وجود سدهم
[قال الإمام]:
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} (الأنبياء: 96 - 97) لا شك أن الإيمان بأقوام يعرفون بيأجوج ومأجوج من العقائد الإسلامية الصحيحة لوجود أصلها في القرآن ووجود فصلها وتفصيلها في السنة، والسد الذي جاء ذكره قبل هذه الآية في القرآن الكريم هو الذي تحدث عنه نبينا صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح: أن وراء هذا السد هم قوم يأجوج ومأجوج، وأنهم في كل يوم يتوجهون إلى هذا السد لينفذوا منه إلى العالم فيأخذون لحسًا بألسنتهم إياه، حتى إذا بدا لهم بصيص نور يقولون غدًا نكمل عليه ونخرج منه، فإذا عادوا وجدوه قد عاد سيرته الأولى حتى إذا شاء الله تبارك وتعالى أن يأذن لهم بالخروج ألهم بعضهم أن يقول: غدًا إن شاء الله، فيعودون إلى السد فيجدونه كما تركوه فيتمون عليه ثم هم يخرجون ومن كل حدب ينسلون كما قال رب العالمين (1).
فالآن الشبهة التي تطرح في هذا الزمان بدءاً من الكفار وانتهاءً إلى بعض ضعفاء العلم إن لم نقل: ضعفاء الإيمان: إن هؤلاء يدعون أكثر مما يدعيه الكفار، هؤلاء الضعفاء علمًا وربما إيمانًا يدعون ما لا يدعي الكفار أنفسهم فيقولون: إن الكفار مسحوا الكرة الأرضية وعرفوا كل أراضيها ما بين جبال وهضاب وسهول
(1) يأتي نص هذا الحديث بعد قليل.
وأنهار وبحار وغابات ونحو ذلك، فلم يبق هناك مكان -زعموا- لم تطأه أقدامهم، بينما هذه الدعوى لم يدعيها نفس الكفار! وذلك لأننا مع الأسف الشديد نعترف بأن هؤلاء الكفار لا يؤمنون إلا بالبحث العلمي، والبحث العلمي جعلهم يتورعون عن ادعاء ما لا علم لهم به، ويقولون: نحن وصلنا إلى هنا ولا ندري ما وراء ذلك.
أما ضعفاء العلم والإيمان من أمتنا فيأتونهم من العلم ما لا يعترفون هم به، فقد مسحوا الأرض زعموا! فنقول: هذه دعوى مجردة عن الدليل، والمؤمن يجب أن يؤمن بالقرآن وبحديث الرسول عليه السلام أقل ما يقال: أكثر من إيمانهم بأقوال الكفار وبحوثهم وتجاربهم، وإذا كان قد صرح القرآن بوجود سد هناك، ووجود قوم خلف هذا السد، وأنه سيأتي يوم ينفذون منه، فهذا يعني أن الكفار بعد كما قال الله عز وجل كمبدأ عام مخاطبًا لجميع الأنام:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (الإسراء:85) فمن هذا العلم الذي لم يحيطوا به إلى الآن أنهم لم يعثروا بعد على سد ذي القرنين، ولا على القوم الذي هم خلفه، أين هو؟ هو بلا شك في هذه الأرض {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (البقرة:216) ولذلك فلا يشكلن على أحد أن هؤلاء الكفار مسحوا الأرض، لا هذه دعوى كاذبة.
ثم إن هؤلاء الكفار لو وجدوا شيئًا من ذلك لبادروا إلى الإنكار؛ لأن في ذلك تأييدًا لدين الإسلام وهم كافرون به، وحينئٍذ يصدق فيهم كما قال رب العالمين في المشركين الأولين:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} (النمل:14).
هذا جوابي عن هذه المشكلة، وخلاصتها: نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة ونكفر بما يقال: إن هذا لا وجود له.
مداخلة: شيخ!
…
قول الرسول عليه السلام: «ويل للعرب من شر قد اقترب،