الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلامه في ذلك فإنه مهم جداً في الرسالة المذكورة وفي " كتاب القدر " من " الفتاوى " المجلد الثامن وكلام غيره في " مرقاة المفاتيح "(1/ 123 - 124).
"الصحيحة"(4/ 277 - 278).
[1751] باب هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي
؟
السؤال: يا شيخ في حجاج آدم وموسى عليه السلام، قال آدم لموسى أخيراً: أفتلومني على أمر كتبه الله علي أو قدره علي
…
[فهل هذا غير] علم الله السابق .. ؟
الشيخ: ليس هناك غيره أبداً، القدر هو ما سجله الله في اللوح المحفوظ، فما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ مما هو موافق للعلم الإلهي، فهذا هو المقصود ولا يوجد شيء ثاني أبداً.
مداخلة: إذاً: آدم هنا احتج بالقدر يعني
…
الشيخ: نعم.
مداخلة: هل يجوز الاحتجاج بالقدر؟
الشيخ: لا يجوز الاحتجاج بالقدر، لكن يجب أن تلاحظ بأن هناك فرقاً بين هذا الاحتجاج الذي حكاه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم مما جرى بين آدم وموسى وبين احتجاج غير آدم مثل قول المشركين: ولو شاء الله ما عبدناه. الفرق واضح جداً وهو أن التحاجج الذي جاء في الحديث جرى في عالم غير عالم التكليف واضح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا أولاً.
وثانياً: المؤاخذة جرت بعد أن تاب آدم عليه السلام وأناب كما هو في صريح القرآن، بينما الاحتجاج بالقدر هو لتمرير وتسويغ المعصية بحجة أن الله هكذا كتب علينا، فشتان بين الأمرين.
مداخلة: يا شيخ اليوم الناس إذا حدث لإنسان شئ بدون فعله، يقول: هذا قضاء وقدر، ليس هناك تعبير آخر بدل هذا التعبير؟ يعني مثلاً إنسان عمل حادث بدون قصد نقول له: قضاء وقدر
…
الشيخ: كله قضاء وقدر.
مداخلة: هو كله قضاء وقدر، لكن هل يوجد تعبير آخر نقوله؟
الشيخ: لا يوجد، لكن المهم أن المسلم إذا ارتكب فاحشة أن لا يحتج بالقدر، لكن كل شيء يقع فهو بقدر الله وقضائه ولا شك ولا ريب أبداً.
مداخلة: الذي يقع علينا غصباً عنا كما يقولون.
الشيخ: كله قدر، لكن بين قدر وقع على الإنسان ويؤاخذ به، وبين قدر يقع للإنسان ولا يؤاخذ به، كما نعلم جميعاً التفريق بين قتل العمد وقتل الخطأ، فقتل العمد يؤاخذ عليه الإنسان في الدنيا والآخرة، أما قتل الخطأ فلا يؤاخذ إلا في الدنيا دون الآخرة، وهكذا كل المعاصي إما أن تقع باختيار الإنسان فهو يؤاخذ وذلك مقدر عليه بلا شك، وإما أن يقع رغم أنفه وبدون اختياره فهو لا يؤاخذ على ذلك.
"الهدى والنور"(221/ 00:53:41)