الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1616] باب رد شبهة حول نزول عيسى عليه السلام
سؤال: في بعض العلماء يقولون في نزول عيسى عليه السلام أو حديث المسيح الدجال، قالوا: هذا حديث ضعيف وليس له أساس، لأنه عيس عليه السلام يعني بعد وفاة أي إنسان أو كائن عاش على الأرض، لن يعود ثانية إلى يوم القيامة، لن يعود على الأرض ثانية، وفي آية استشهدوا فيها بيقول: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
…
} (آل عمران:55) إلى آخر الآية.
فمعناه حصل وفاة عيسى، فكيف بده ينزل بعد وفاته؟
الشيخ: نعم. الجواب بكل صراحة أن الذين يقولون هذا الكلام والعهدة على الراوي أي أنت يعني العهدة عليك، أنت الناقل.
فهؤلاء الذين تنقل عنهم هذا الكلام ليسوا بعلماء، لماذا؟ لأنه العالم المسلم من أين يأخذ علمه؟ قال الله، قال رسول الله، طيب، بعد قال الله، قال رسول الله، ما عندنا إلا قال السلف الصالح.؟
كيف نفهم ما قال الله في كتابه، وما قال نبيه في حديثه على ما كان عليه سلفنا الصالح، وآنفاً أذكركم بأني ذكرت الآية:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (النساء:115)، فالآن هذا القول الذي حكيته عن أولئك الناس، هل هو سبيل المؤمنين؟ هل هو سبيل السلف؟ هل هو سبيل الأئمة الأربعة؟ الأربعة عشر، الأربعين كما ذكرنا، علماء المسلمين ما شاء الله.
أقول: ليس هذا سبيل المؤمنين، هذا سبيل أحد رجلين:
إما مسلم لكنه جاهل، وإما كافر مدسوس بين المؤمنين يريد أن يدس وأن يفسد عقائد المسلمين لفلسفة، مثل هذه الفلسفة التي أنت حكيتها، شو هي؟ إن الله قال:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (آل عمران:55)
…
نحن نقول لهذا الإنسان: شو معنى إني متوفيك؟ هل الوفاة في اللغة العربية تعني الموت حتماً؟ الجواب: لا، لأنه الوفاة تأتي بمعنى النوم. صح ولَّا لا؟
مداخلة: صح.
الشيخ: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} (الأنعام:60).
مداخلة: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ} (الزمر:42)
…
الشيخ: أيوه، الآيات في القرآن الكريم يفسر بعضها بعضاً، فنص الوفاة ليس بمعنى الموت، وهنا الآية يفسرها ما بعدها:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} (آل عمران:55) لمن الخطاب؟ لعيسى، إذن خلينا نحن في سبيل الشرح: إني متوفيك يا عيسى، من هو عيسى؟ بروحه وجسده، {رَافِعُكَ إِلَيَّ} (آل عمران:55) لمن الخطاب؟ لعيسى، أي بروحك وجسدك.
كقوله تعالى في آية الإسراء التي ذكرها أبو بكر أنفاً وإن كان في ذلك مخطئاً، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} (الإسراء:1) قالوا بعض المفسرين القدامى والمحدثين يا أخي الإسراء كان بالروح وليس بالجسد، رد عليهم أهل العلم قال:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} (الإسراء:1)، العبد: هو بروحه وبجسده، كذلك عيسى بروحه وبجسده، فلما قال له:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} (آل عمران:55)، أي: قابضك بروحك وجسدك، ورافعك أي: كما أنت بروحك وجسدك، يؤيد هذا المعنى العربي الواضح المبين، أحاديث متواترة عن الرسول عيه السلام يقول في بعضها، قال
عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «لينزلن فيكم عيسى بن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبل أحد، حتى تكون السجدة لأحدهم خيراً من الدنيا وما فيها» (1).
إذن أكد الرسول عليه السلام أن هذا الرفع المذكور في الآية السابقة: {رَافِعُكَ إِلَيَّ} (آل عمران:55)، له خاتمة، وهو أن هذا المرفوع المكرم بأن يرفع بجسده وروحه لينزلن حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير إلى آخر الحديث.
فإذن عيسى عليه السلام حي في السماء، سينزل ليثبت لهؤلاء النصارى الذين اتخذوه إلهاً من دون الله تبارك وتعالى أنه عبد من جهة، وأن محمداً أفضل منه من جهة ثانية، وأنه سيحكم الشريعة، ويكون فرداً من أفراد أمته، حتى جاء في حديث آخر وصحيح أنه قال:«ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق على جناحي ملكين» هذا في صحيح مسلم (2)، في حديث آخر (3)، حينما ينزل في صلاة الفجر وقد أقيمت الصلاة لمحمد المهدي، محمد بن عبد الله المهدي، المعروف بالمهدي، واسمه: محمد بن عبد الله. أقيمت صلاة الفجر له، فلما يرى عليه السلام قد نزل يقدمه، فيقول: لا، تكرمة الله لهذه الأمة، فيأتم عيسى اللي هو نبي النصارى واليهود الذين كفروا به، يقتدي بالمهدي الذي هو فرد من أفراد أمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
(1)"صحيح الجامع"(رقم7077).
(2)
رقم (7560).
(3)
"صحيح مسلم"(رقم412).
هذه الأحاديث كلها صحيحة؛ ولذلك يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني وكثير من أمثاله من العارفين بعلم الحديث: أن عقيدة نزول عليه السلام في آخر الزمان أحاديثها متواترة، مُش حديث فرد ممكن يكون صحيحاً وممكن يكون ضعيفاً.
حديث جاء من طرق كما تسمع الآن، أنا في اللحظة هاي وبدون ما أتعب مخي
…
ذكرت لكم ثلاثة أحاديث، شايف، فلو أراد الإنسان أن يجمع لكم أحاديث، أنا يوماً ما جمعت أربعين حديثاً عن أربعين صحابياً، بعض هؤلاء الصحابة له أكثر من طريق واحد
…
الخ.
كيف يقال عن هذا الحديث: إنه حديث ضعيف، معنى هذا أن هذا النوع من الناس لا يمكن أن يثبت عندهم حديث.
مداخلة: يا سيدي بس المنارة، أيش بتعني المنارة، كلمة المنارة؟
الشيخ: يعني بمئذنة، علامة.
مداخلة: علامة.
الشيخ: أي نعم، بس.
مداخلة: بارك الله فيك.
"الهدى والنور"(528/ 49: 55: 00) و (529/ 53: 00: 00).