الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1579] باب في علامات قرب خروج المهدي
سؤال: يقول: ما رأي فضيلتكم في الأحاديث الواردة في كتاب: الإشاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة، وكتاب: الإذاعة، وذلك حول الأمارات الدالة على قرب خروج الإمام المهدي، وعلامات خروجه وهي كما ذكرها: جفاف بحيرة طبرية .. انحسار نهر الفرات .. وجفاف مياهه عن جبل من ذهب .. عدم إثمار نخل بيسان .. انكساف الشمس في أول رمضان وانخساف القمر في ليلة النصف منه، وهل قطع مياه الفرات الآن عن سوريا والعراق في الوقت الحاضر، أفيدونا أثابكم الله بإسهاب عن هذا الموضوع.
الشيخ: أما القطع المذكور فليس له علاقة بأشراط الساعة، فإنه خلاف سياسي قد يزول إن شاء الله، أما كسوف الشمس والقمر فليس فيه حديث صحيح، أما سائر العلامات التي ذكرت في السؤال فهي ثابتة، وأخيرًا: فليس هناك تحديد لوقت خروج المهدي ونزول عيسى عليهما السلام، ولا أعتقد أن هذا الوقت فيه نذر وعلامات تمكننا من تحديد وقت خروج المهدي أو نزول عيسى عليه السلام، لا سبيل إلى ادعاء شيء من ذلك إلا على سبيل التظنن والتخرص وهذا لا يجوز في دين الله.
وأنا أقول بمثل هذه المناسبة: أن كثيرًا ممن ينتمي إلى العلم وإلى الدعوة إلى الإسلام قد ينكر أحاديث نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي عليه السلام؛ لأنها كواقع مع الأسف الشديد كانت سببًا .. بسبب سوء فهم الأمة لهذه الأحاديث كانت سببًا لتواكل المسلمين وتقاعسهم عن القيام بواجب العمل لإعادة الحكم الإسلامي حكمًا قائمًا في أرض الإسلام، والواقع أن هذه الأحاديث لا تعني هذا المعنى المنحرف، ومن المؤسف أن بعض الدعاة بديل أن يقوموا بواجب نشر هذه
العقيدة لثبوتها في كتب السنة ثبوتًا متواترًا من جهة، ومن جهة أخرى: بديل أن يفهموا الأمة المقصد الأسنى من تبشير الرسول عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة بخروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام، بدل النشر والتبشير والتقييم ماذا فعلوا؟ لقد أنكروا هذه الأحاديث الصحيحة وأوجدوا بلبلةً بين المسلمين الذين ليس عندهم من الوعي والتوعية ما تمكنهم من تمييز الأقوال الصحيحة من الأقوال الضعيفة.
يجب على كل مسلم أن يدرس الأحاديث على منهج علماء الحديث، وليس على منهج علماء الرأي والفلسفة العقلية المحضة، فالفلسفة لا حدود لها وكل يرى ما يناسب هواه، وما يناسب ثقافته، وإنما الطريق لمعرفة ما صح عن الرسول، وما لم يصح إنما هو طريق علماء الحديث منذ أن كانوا على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة، وهو الرجوع إلى أسانيد الأحاديث وإلى تراجم رواتها.
وقد تبين لكل عالم بالحديث أن هذه الأحاديث أحاديث نزول عيسى وخروج المهدي أحاديث صحيحة لا يجوز إنكارها، وإنكارها يعرض منكرها ولا شك لمفسدتين أحلاهما مر: إما الكفر؛ لأنه جحد ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتواتر، أو الفسق إذا كان لم يقم بواجب البحث والتحقيق وهو عالم يستطيع القيام بذلك.
هذا هو الواجب الأول: أن نثبت هذه الأحاديث لأنها صحيحة لا شك ولا ريب فيها.
الواجب الثاني: أن نفهم الأمة أن هذه الأحاديث لا تعني أن الأمة ينبغي أن تتواكل وأن تنتظر خروج المهدي ونزول عيسى، بل عليها كلها أن تعمل لعزة الإسلام ولتطبيق الإسلام، وحينذاك سيشعرون بأن الأمة بحاجة إلى وحدة الكلمة