الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعكس بالعكس تماماً: فهذا شخص منصب على الناحية المادية، فهو في كل يوم يتعاطى تمارين رياضية -كما يقولون اليوم- فهذا تشتد عضلاته، ويقوى جسده، ويصبح له صورة كما نرى ذلك أحياناً في الواقع، وأحياناً في الصور، فهؤلاء الأبطال مثلاً تصبح أجسادهم كلها عضلات، فهل هو خُلق هكذا، أم هو اكتسب هذه البنية القوية ذات العضلات الكثيرة؟ هذا شيء وصل إليه هو بكسبه واختياره.
ذلك هو مثل الإنسان الذي يضل في ضلاله وفي عناده، وفي كفره وجحوده، فيصل الران إلى هذه الأكنة التي يجعلها الله عزوجل على قلوبهم؟ لا بفرض من الله واضطرار من الله لهم، وإنما بسبب كسبهم واختيارهم، فهذا هو الجعل الكوني الذي يكسبه هؤلاء الكفار، فيصلون إلى هذه النقطة التي يتوهم الجُهال أنها فُرضت عليهم، والحقيقة أن ذلك لم يُفرض عليهم وإنما ذلك بما كسبت أيديهم، وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد.
"كيف يجب علينا أن نفسر القرآن"(ص23 - 28).
[1759] باب التطهير كوني وشرعي، وبيان أن تطهيرَ أهل البيت شرعيٌّ
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:
«إن الله عز وجل خلق الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسماً، وذلك قول الله عز وجل:{وأصحاب اليمين} ، {وأصحاب الشمال} ؛ فأنا من أصحاب اليمين؛ وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثاً، فجعلني في خيرها ثلثاً، فذلك قوله:{وأصحاب الميمنة} ، {والسابقون السابقون} ؛ فأنا خير السابقين،
ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله:{وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} ، وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل، ثم جعل القبائل بيوتاً؛ فجعلني في خيرها بيتاً، وذلك قوله:{إنما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} ، وأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب».
(موضوع بهذا التمام).
[قال الإمام]:
قلت: وآثار الوضع والغلو في المتن ظاهرة؛ لا سيما في الجملة الأخيرة منه:" .. مطهرون من الذنوب".
فإنه يشعر بأن التطهير في الآية تطهير كوني! وليس كذلك؛ بل هو تطهير شرعي؛ كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية - في رده على الرافضي - في كتابه العظيم: "منهاج السنة".
"الضعيفة"(11/ 2/855 - 856).