الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(تواتر أحاديث ظهور المهدي وخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام
[1571] باب إثبات تواتر الأحاديث الواردة في خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام
[قال الإمام]:
(اتفق) أهل العلم بالحديث وحفاظه على تواتر حديث الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء؛ كالحافظ ابن كثير (1) وابن حجر وغيرهما؛ بل إن الإمام الشوكاني ألف رسالة سماها: "التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح".
وقد تيقَّنت - أنا شخصيًّا - بتواتر أحاديث الدجال وعيسى حينما كتبت الرسالة المشار إليها آنفاً، وقد بلغت الطرق التي تجمعت عندي - يومئذٍ - أكثر من أربعين طريقاً عن نحو أربعين صحابيّاً، بعضها على شرط الصحة، وسائرها أكثر شواهدها معتبرة، ومن المؤسف أنني لا أدري أين بقيت الآن بسبب النقلة من دار إلى أخرى؟!
ثم تَجَدَّد يقيني بذلك في دراستي لحديث أبي أمامة المشار إليها في المقدمة [أي مقدمة كتاب: قصة المسيح الدجال].
(1)"النهاية" لابن كثير (1/ 148). [منه].
وإليك تسمية الصحابة الذين رووا أحاديث الدجال -الذين خرَّجت أحاديثهم في هذه الدراسة؛ علماً بأنها لم تستقصِ كل ما ورد في ذلك لعدم مناسبته للدراسة المذكورة-:
هشام بن عامر.
عبد الله بن مغفل.
حذيفة بن اليمان.
جابر بن عبد الله.
عبد الله بن عمر.
أنس بن مالك.
أبو هريرة.
النواس بن سمعان.
نفير بن مالك.
عائشة.
أم سلمة.
بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
عبادة بن الصامت.
عبد الله بن عباس.
أبو بكرة الثقفي.
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أبو سعيد الخدري.
فاطمة بنت قيس.
أم شريك.
عبد الله بن مسعود.
عبد الله بن عمرو.
وهناك صحب آخرون روي عنهم أحاديث في الدجال بأسانيد لا بأس بها في الشواهد؛ وهم:
أبو أمامة.
سعد بن أبي وقاص.
عبد الله بن مغنم.
أسماء بنت يزيد الأنصارية.
محجن بن الأردع.
عثمان بن أبي العاص.
سمرة بن جندب.
مجمَّع بن جارية.
أسماء بنت عميس.
ثم إليك أسماء الصحابة الذي رووا حديث نزول عيسى عليه السلام:
عبد الله بن مغفل.
أبو هريرة.
النواس بن سمعان.
نفير بن مالك.
عائشة.
جابر بن عبد الله.
أبو هريرة.
حذيفة بن أسيد.
عبد الله بن عمرو.
وهذه أسماء الصحابة الآخرين الذين روي عنهم أحاديث نزول عيسى عليه السلام بأسانيد لا بأس بها في الشواهد:
أبو أمامة الباهلي.
بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
سمرة.
حذيفة بن اليمان.
مجمَّع بن جارية الأنصاري.
إن هذا العرض السريع لطرق حديث الدجال، وحديث عيسى عليه الصلاة والسلام، ورواتهما من الصحابة الكرام الصادقين؛ ليتبين لكل ذي عينين أن الحديث متواتر بذلك، وأن كل من يشك في ذلك فهو من المرتابين في الدين كله، أو هو - على الأقل - معرَّض لذلك أشد التعريض؛ لأن ما كان منه تواتراً - كالقرآن وبعض الأحاديث - فهي معرَّضة عنده لجحدها بطريق التأويل؛ بل التعطيل، وما كان منها لم يبلغ مبلغ التواتر؛ فهي معرَّضة لديه لإنكارها بطريق الشك في ثبوت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن هنا يظهر أن كل المؤمنين بالدين الإسلامي؛ فهم على خطر في إيمانهم إذا لم يعتمدوا على مذهب أهل الحديث في تلقيهم للدين؛ فإنهم أعلم الناس بما هو منه ثبوتاً، وما ليس منه روايةً، وأعرف الناس بمعانيها ومقاصدها؛ لأنهم تلقوا
كل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطرق العلمية الصحيحة التي لا سبيل إلى معرفة الدين إلا بها، وبدونها يصير الدِّين هوىً متَّبعاً، وهذا هو الداء العضال الذي أصاب العالم الإسلامي اليوم، ولم ينج منه إلا الطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة متواترة؛ منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم؛ حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال» (1).
أقول: ولعل ذلك الذي ذكرنا من طريق المرتابين هو السبب في تشديد عمر على المكذبين بالدجال - وغيره مما ثبت في السنة الصحيحة - فقد روى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر وهو يقول: "سيكون فيكم قوم من هذه الأمة يكذّبون بالرجم، ويكذّبون بالدجال، ويكذّبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذّبون بعذاب القبر، ويكذّبون بالشفاعة، ويكذّبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا، فلئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وثمود".
أخرجه الداني في "الفتن"(ق23/ 2)، وأحمد (1/ 23)، مختصراً، وإسناده حسن.
"قصة المسيح الدجال "(ص24 - 30).
(1) خرَّجته في "الصحيحة" برقم (1959). [منه].