الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1753] باب بيان أقسام الإرادة الإلهية والقضاء الإلهي
سؤال: مرتين، وردت آية في القرآن:{وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (البقرة:117) مرتين، ربنا سبحانه وتعالى أراد وقضى، الإرادة سابقة لقضاء الله وأمر الله أم الأمر سابق للإرادة؟ نعرف من الآية من سياق الآية أن الإرادة سابقة لقضاء الله وأمره، ربنا سبحانه وتعالى قضى على إبليس ألا يسجد لآدم .. كان إبليس شيخ المسبحين، وكان في الجنة بإرادة الله، طبعاً بإرادة الله ربنا سبحانه وتعالى أراد لإبليس ألا يسجد في علمه، وعندما قضى له أن اسجد رفض السجود لم يطع أمر الله، لو أطاع إبليس أمر الله لخالف إرادة الله؟ ولو أطاع إرادة الله لخالف أمر الله؟
الشيخ: الله أكبر. إيه.
مداخلة: هل ربنا سبحانه وتعالى ظالم جل وتعالى عن ذلك لإبليس؟ أو كيف يعذب وهو أراد له ذلك؟
الشيخ: طيب. أنت حصرت الآن الكلام على إبليس.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هل المسألة تختلف عن إبليس وأتباع إبليس أو مخصوصة بإبليس؟
مداخلة: هي يعني خلينا نقول: يعني وجه الشر على إطلاقه.
الشيخ: ما هوَّ هذا السؤال أنت قيدته، ولذلك قلت لك: خاص بإبليس أو هو بأتباع إبليس؟
مداخلة: إذا إحنا خصصنا نعرف العام.
الشيخ: آه.
مداخلة: إذا خصصنا نعرف العام.
الشيخ: تعرف العام. إذاً من حيث الفكر غير المنطق، الفكر أنه ما في فرق بين إبليس وأتباعه.
مداخلة: نعم.
الشيخ: وأنت مؤمن بهذا معي.
مداخلة: نعم.
الشيخ: لا، شايفك أنت تكتب.
مداخلة: لأن السؤال أيضاً لي وأنا يعني سُئلت.
الشيخ: معليش، بس
…
يقولون عندنا في الشام: العين مغرفة الكلام.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فإذا أنا ماشي وأنت تكتب معنى هذا انْصَرَفْتَ عني.
مداخلة: بارك الله فيك.
الشيخ: ولست أعني لا تسجِّل لا، خذ رخصة وسَجِّل.
مداخلة: بارك الله فيك.
الشيخ: كيف تفهم قولَهُ تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء:23)؟
مداخلة: إرادة الله السابقة لعلمه.
الشيخ: هذه الفلسفة تبعك اتركلي إياها الآن. ما معنى: قضى ربك؟
مداخلة: أمر.
الشيخ: أمر أمراً شرعياً أم كونياً؟
مداخلة: لعله شرعي.
الشيخ: ولعله ليس شرعيًّا؟
مداخلة: طبعاً شرعي.
في عندنا أثر عن ابن عمر نسيت القصة، بس قال له واحد من الجالسين قال له: لعل الأمر كذا قال له: اجعل لعل عند ذاك الكوكب.
مداخلة: نعم.
الشيخ: وأنت كذلك. طيب. إذاً نعيد السؤال.
مداخلة: نعم.
الشيخ: .. {وَقَضَى رَبُّكَ} (الإسراء:23) هل هو معنى قضى: أراد إرادة شرعية أم كونية؟ قلت: أنت لعل، وأنا أظن أن هذه رمية ولذلك خائف منها، تكون رمية من غير رام، أما إذا كنت قاصدها فيسهل علينا ماذا؟ المضي فيما نحن في صدده.
مداخلة: نعم.
الشيخ: [بعد تدخل بعض الحضور] اسمع يا أخي الله يهديك. إلا إذا كنت أنت عاملين اتفاق أنتم اثنين عليَّ واحد من جهة وواحد من الجهة معليش، أما أنا
ما أحب أن واحد من هون وواحد من هون.
مداخلة:
…
يميز بين الشرعي.
الشيخ: يا أخي هذا مش وارد، نسمع منه. راح يبين للأخير، ثم نحن يا أخي نكون صريحين في الموضوع.
إذا أنا سألت هذا السؤال وبحلق عيونه وما عمره سمع هذا السؤال يقول: والله ما عندي علم، لازم هو يقول مش أنت تخليه براحته وتجاوب عنه، هيك ما تكون ساعدته
…
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء:23) قضى ربك بمعنى ماذا؟ أمر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب. الأمر هنا كوني أم شرعي؟
مداخلة: شرعي.
الشيخ: شرعي. الأمر في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:82) شرعي أم كوني؟
مداخلة: كوني.
الشيخ: كوني، طيب. كفر إبليس وعدم سجوده لآدم عليه السلام هو الذي كان بأمر إلهي كوني أو شرعي؟
مداخلة: شرعي.
الشيخ: هنا وقف حمار الشيخ عند العقبة. كيف شرعي؟ إذاً كنا نقول: ما هو
الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية؟ وهذا في الحقيقة من دقائق علم التفسير التي يدندن حولها شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
إرادة الله في آياته تحمل معنيين: أحدهما معنى عام شامل لكل شيء والآخر معنى خاص ليس شاملاً لكل شيء.
الأول العام يشمل الخير والشر، يشمل الإيمان والكفر، كل شيء.
الثاني خاص بما يحبه الله، بما يرضاه، بما شرعه لعباده. فلما تساءلنا عن قوله تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء:23) كان الجواب قضى هنا بمعنى: أراد إرادة شرعية، أي: حكم كذا وكذا أن يعبد الله وحده وبالوالدين إحساناً، لكن كون الله حكم بشيء شيء، وكون هذا الحكم سيقوم به الناس كل الناس أو بعض الناس هذا شيء آخر.
وكواقع هذا القضاء، هذا الحكم الإلهي في الآية:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء:23) مُشَاهَد ما يحتاج إلى شرح، منهم من حقق هذا الحكم الشرعي ومنهم من لم يحققه، فالناس إذاً تجاه هذه الآية كهم تماماً تجاه كل الآيات التشريعية قسمين، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
هؤلاء القسمين داخلين في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:82) بمعنى: أن كفر الكافر لا يقع رغم إرادة الله بل هذا من إرادة الله فضلاً عن إيمان المؤمن لا يقع رغم إرادة الله بل كل ذلك بإرادة الله، فهذا معنى كون الإرادة في قوله:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:82) فهذه الإرادة تشمل كل شيء إطلاقاً وهي الإرادة الكونية وليست هي الإرادة الشرعية.
أما الإرادة الشرعية فهي خاصة بما شرعه الله ورضيه لعباده. أي نعم.