الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف (1) وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى شري (2) أمرها فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد».
(آداب الزفاف ص 99)
تحريم الدبر
ويحرم عليه أن يأتيها في دبرها لمفهوم الآية السابقة: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .
والأحاديث المتقدمة وفيه أحاديث أخرى:
الأول: عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
«لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون (3) يجبون (4) وكانت الأنصار لا تجبي فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك فأبت عليه حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فأتته فاستحيت أن تسأله
(1) أي: على جانب. "نهاية".
(2)
أي: عظم وتفاقم.
(3)
يعني نساء المهاجرين والأنصار.
(4)
من التجبية وهو الانكباب على الأرض وفي القاموس:
" جبى تجبية وضع يديه على ركبتيه وانكب على وجهه".
فسألته أم سلمة فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} وقال: «لا إلا في صمام واحد» (1).
الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
«جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هلكت. قال: » وما الذي أهلكك؟ «قال: حولت رحلي الليلة (2) فلم يرد عليه شيئا فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة» .
الثالث: عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه:
«أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن أو إتيان الرجل امرأته في دبرها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حلال» . فلما ولى الرجل دعاه أو أمر به فدعي فقال: «كيف قلت؟ في أي الخربتين أوفي الخرزتين أو في أي الخصفتين (3)؟
أمن دبرها في قبلها؟ فنعم. أم من دبرها في دبرها؟ فلا فإن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن».
(1) أي: مسلك واحد وفي "النهاية":
" الصمام: ما تسد به الفرجة فسمي الفرج به".
(2)
كنى برحله عن زوجته أراد بها غشيانها في قبلها من جهة ظهرها لأن المجماع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها فحيث ركبها من جهة ظهرها كنا عنه بتحويل رحله إما أن يريد به المنزل والمأوى وإما أن يريد به الرحل الذي تركب عليه الإبل وهو الكور. "نهاية"
(3)
يعني: في أي الثقبين والألفاظ الثلاثة بمعنى واحد كما في "النهاية".
أحدها جيد كما قال المنذري 3/ 200 وصححه ابن حبان 1299 - 1300 وابن حزم 10/ 70 ووافقهما الحافظ في "الفتح" 8/ 154.