الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج - قال الإمام الأوزاعي:
لا ندخل وليمة فيها طبل ولا معزاف.
(آداب الزفاف ص 161)
هل يجوز حضور الوليمة المشتملة على بدع
مداخلة: الوليمة البدعية .. هل يجوز الحضور إليها .. ؟
الشيخ: يجوز ولا يجوز، يجوز للإنكار والإصلاح .. فمن حضر لينكر ويبين حكم الشرع جاز وإلا فلا يجوز؛ لأن الحضور فيه تأييد لشيء لم يكن كما ذكرنا من عمل السلف.
(رحلة النور: 04 ب/00: 01: 18)
ما يستحب لمن حضر الدعوة
ويستحب لمن حضر الدعوة أمران:
الأول: أن يدعو لصاحبها بعد الفراغ بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وهو أنواع:
أ - عن عبد الله بن بسر أن أباه صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فدعاه فأجابه فلما فرغ من طعامه قال:
«اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم» .
ب - عن المقداد بن الأسود قال: قدمت أنا وصاحبان لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأصابنا جوع شديد فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد فانطلق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله وعنده أربع أعنز فقال لي: «يا مقداد جزئ ألبانها بيننا أرباعا» فكنت أجزئه بيننا أرباعا [فيشرب كل إنسان نصيبه ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه] فاحتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فحدثت نفسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى بعض الأنصار فأكل حتى شبع وشرب حتى روي فلو شربت نصيبه»! «فلم أزل كذلك حتى قمت
إلى نصيبه فشربته»! «ثم غطيت القدح فلما فرغت أخذني ما قدم وما حدث فقلت: يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم جائعا ولا يجد شيئا فتسجيت (1)[قال: وعلي شملة من صوف كلما رفعت على رأسي خرجت قدماي وإذا أرسلت على قدمي خرج رأسي قال: ][وجعل لا يجيئني النوم] وجعلت أحدث نفسي [قال: وأما صاحباي فناما] فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم تسليمة يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم [ثم أتى المسجد فصلى] ثم أتى القدح فكشفه فلم ير شيئا فقال:
«اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني» ، واغتنمت الدعوة [فعمدت إلى الشملة فشددتها علي] فقمت إلى الشفرة (2) فأخذتها ثم أتيت الأعنز فجعلت أجتسها «(3)» أيها اسمن [فأذبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم] فلا تمر يدي على ضرع واحدة إلا وجدتها حافلا «(4)» [فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطمعون أن يحلبوا فيه] فحلبت حتى ملأت القدح ثم أتيت [به] رسول الله صلى الله عليه وسلم[فقال:«أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد؟ » قال: ] فقلت: اشرب يا رسول الله! فرفع رأسه إلي فقال: «بعض سوآتك يا مقداد ما الخبر؟ » قلت: اشرب ثم الخبر فشرب حتى روي ثم ناولني فشربت فلما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي وأصابتني دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض فقال: «ما الخبر؟ » فأخبرته فقال: «هذه بركة نزلت من السماء فهلا أعلمتني حتى نسقي صاحبينا؟ » فقلت: [والذي بعثك بالحق] إذا أصابتني وإياك البركة فما أبالي من أخطأت.
الثاني: عن أنس أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم[كان يزور الأنصار فإذا جاء إلى دور الأنصار جاء صبيان الأنصار يدورون حوله فيدعوا لهم ويمسح رؤوسهم ويسلم عليهم فأتى إلى باب سعد بن عبادة فـ] استأذن على سعد فقال: «السلام عليكم ورحمة الله» فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم
(1) أي: تغطيت يعني: يريد أن ينام.
(2)
هي السكين العظيمة العريضة.
(3)
أي: أمسها بيدي.
(4)
أي: ممتلئا لبنا.
حتى سلم ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه [وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد فوق ثلاث تسليمات فإن أذن له وإلا انصرف] فرجع النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني ولقد رددت عليك ولم أسمعك أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة [فادخل يا رسول الله] ثم أدخله البيت فقرب له زبيبا فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال:
«أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون» (1).
الأمر الثاني: الدعاء له ولزوجه بالخير والبركة وفيه أحاديث:
الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع بنات فتزوجت امرأة ثيبا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تزوجت يا جابر؟ » فقلت: نعم فقال: «أبكرا أم ثيبا» قلت: بل ثيبا قال: «فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك؟ » فقلت له: إن عبد الله هلك وترك [تسع أو سبع] بنات وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن فقال:
«بارك الله لك» أو قال لي خيرا.
الثاني: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال: «ما حاجة ابن أبي طالب؟ » فقال: يا رسول الله! ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مرحبا وأهلا» لم يزد عليهما فخرج علي بن أبي طالب على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا فقالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما أعطاك الأهل والمرحب فلما كان بعد ذلك بعدما زوجه قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة فقال سعد: عندي كبش وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة فلما كانت ليلة البناء قال: لا تحدث شيئا حتى
(1) واعلم أن هذا الذكر ليس مقيدا بالصائم بعد إفطاره بل هو دعاء لصاحب الطعام بالتوفيق حتى يفطر الصائمون عنده وينال أجر إفطارهم فهو كالجملتين الأخريين: «أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة) وهو بالنسبة إلينا لا يمكن أن يكون إلا دعاء كما لا يخفى وليس في الحديث التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم كان صائما فلا يجوز تخصيصه بالصائم.