الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه شرطًا أن يصلي ويصدق! ! هذا الشرط آخذه منه من هو أكبر منك وهو خالقك وخالقه، فإذا كان أخل بشرط رب العالمين ألن يخل بشرط [الرجل] المسكين؟ لذلك هذا الشرط أخي هذا حبر على ورق لا قيمة له ..
(الهدى والنور / 174/ 32: 42: 00)
الزواج ممن لا يصلي الجمع والجماعات، ورأي الشيخ فيما يقوله بعض المقبلين على الزواج من أنهم سيغيروا شريك حياتهم إلى الأفضل
مداخلة: فضيلة الشيخ حفظك الله! جاء في السؤال الأخت تسأل تقول: لقد تقدم لي ابن عم لي يريد الزواج مني، وهذه بعض الصفات: لا يحضر الجمعة ولا الجماعة وغير ملتزم في السنة، وأنا في حيرة من أمري هل أتزوجه أم لا؟ وأظن أني لو تزوجته سيؤثر فيه، فأرجو توجيهي وأمثالي: هل يجوز التزوج من مثل هذا الرجل والله يحفظكم؟
الشيخ: هذا سؤال عجيب غريب! ولكن لا بد من الإجابة عليه ولو بإيجاز: إن هذا الرجل الموصوف بهذه الصفات: لا يصلي الجمعة ولا الجماعة، أحسن أحواله أن يكون فاسقًا، وألا يكون كفئًا لهذه المرأة التي يبدو أنها من المؤمنات الملتزمات، هذا أحسن أحواله، وأسوء أحواله أنه كافر مرتد عن دينه؛ لأنه لا يصلي الجمعة ولا الجماعة، ولكن هذه المرأة مخطئة كل الخطأ حينما تظن وتتمسك بالمطلوب المعدوم، ولا تنظر إلى الواقع المؤسف، تظن أنها تستطيع أن تؤثر على هذا الرجل الذي قلنا إنه أقل أحواله أنه فاسق، فتعتد بشخصيتها وبقوة علمها، ونحن بطبيعة الحال لا ندري مبلغ علمها، وإن كان سؤالها يدلنا على أنها من النساء اللاتي لا علم عندهن؛ لأنها لو كانت على شيء من العلم لما وجهت لي مثل هذا السؤال وهي تعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» هذا خطاب لأولياء الأمور بأن يختاروا الزوج الصالح،
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث آخر: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها» فعليك بذات الدين تربت يداك.
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أولياء الأمور أن يختاروا الزوج الصالح لولي أمرها، لولي أمره، لابنته، لبنت أخيه ونحو ذلك، ومن جهة أخرى يحض الرجال على أن يكون الباعث لهم على اختيار المرأة إنما هو أن تكون امرأة متدينة، علمًا بأننا نعلم جميعًا ما صبغ الله تبارك وتعالى به الرجال وفضلهم بذلك على النساء حينما قال:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34] فهذه السائلة تقلب نظام الشرع من جهة، ونظام الواقع الطبيعي من جهة أخرى؛ لأن الرجل ولو كان فاسقًا فهو القوام على المرأة وليست المرأة هي القوامة على الرجل ولو كانت صالحة.
فلذلك أنا أحكم استنباطًا لما سبق من الأدلة أن هذه المرأة ومثيلاتها كثر مع الأسف، وطالما سمعنا أخبارًا وتزوج المرأة الصالحة بالشاب الطالح بزعمها أنها ستؤثر فيه ثم كانت العاقبة أسوأ مما تصورت، تارًة أثر هو فيها وانحرف بها عن خطها المستقيم كانت تحتجب فجعلها لا تحتجب .. كانت تصلي الصلوات الخمس فجعلها لا تحافظ على الأقل كما كانت من قبل، أو إذا ثبتت على دينها كانت النتيجة أن تفارقه ويفارقها، ولذلك فننصح النساء كما ننصح الرجال أن يتزوجوا النساء الصالحات كما سمعتم فيما تقدم من الأحاديث، فبالأولى والأولى أن ننصح النساء فنقول لهن: إياكن ثم إياكن أن تتزوجن بالرجل الفاسق فضلًا عن الرجل الذي قد يقال فيه إنه كافر، فالغالب أن هذه المرأة الضعيفة لا تستطيع أن تقوِّم الرجل القوي، وبخاصة إذا كان فاسقًا فاجرًا.
(رحلة النور: 36 أ/00: 23: 13)