الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العزل
معنى قوله صلى الله عليه وسلم عن العزل: «ما عليكم أن لا تفعلوا»
[قال صديق خان]:
وأما ما في «الصحيحين» ، من حديث أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سألوه عن العزل: «ما عليكم أن لا تفعلوا؛ فإن الله عز وجل قد كتب ما هو خالق إلى يوم القيامة» :
فقد قيل: إن معناه النهي، وقيل: إن معناه ليس عليكم أن تتركوا، وغايته الاحتمال، ولا يصلح للاستدلال.
[فعلق الألباني]:
وقد حكى الأقوال في ذلك الحافظ في «الفتح» «9/ 252» ؛ ومما نقله عن بعضهم في المنع قوله: «لا عليكم أن لا تفعلوا» ؛ أي: لا حرج عليكم أن لا تفعلوا؛ ففيه نفي الحرج عن عدم الفعل، فأفهم ثبوت الحرج في فعل العزل، ولو كان المراد نفي الحرج عن الفعل؛ لقال: لا عليكم أن تفعلوا؛ إلا إن ادعي أن «لا» زائدة؛ فيقال: الأصل عدم ذلك.
قلت: وهذا المعنى هو المتبادر، ويؤيده ما أخرج البخاري في «الحج» ، عن عروة، قال: سألت عائشة، فقلت لها: أرأيت قول الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} ؛ فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة؟ قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي! إن هذه لو كانت كما أولتها عليه؛ كانت: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} . فتأمله.
لكن قد يعكر عليه ما أخرجه أحمد «3/ 26 - 47» ؛ من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد في هذا الحديث:«واصنعوا ما بدا لكم؛ فإن قدر الله شيئا كان» ؛ وإسناده على شرط مسلم، لكني أرى - والله أعلم - أن قوله:«اصنعوا ما بدا لكم»