الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم كسب الحجام
قال الحافظ في «الفتح» : «وذهب أحمد وجماعة إلى التفريق بين الحر والعبد؛ فكرهوا للحر الاحتراف بالحجامة، ويحرم عليه الإنفاق على نفسه منها، ويجوز الإنفاق على الرقيق والدواب منها، وأباحوها للعبد مطلقا، وعمدتهم حديث محيصة» .
[قال الألباني]:
وهذا هو الحق، وكيف يصح حمل النهي على التنزيه؛ مع التصريح بأن كسب الحجام سحت كما تقدم؟ !
التعليقات الرضية «2/ 446»
أجرة الحجامة
مداخلة: السؤال الأول: بالنسبة للحجامة وأجرها، في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أُجرة الحجامة وقال:«كسب الحجام خبيث» . وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أجرةً للحجَّام، فهل واحد يشتغل بالحجامة وما يأخذ أُجرة وإلا كيف؟
الشيخ: نحن لا نقول حرام، نحن نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم خبيث.
مداخلة: طيب، الله سبحانه وتعالى قال:{وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157].
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: فالله حَرَّم الخبائث؟
الشيخ: ما هي الخبائث المحرمة في الآية؟
مداخلة: يعني هنا نقيس.
الشيخ: ما هي المحرمات المذكورة في الآية؟
مداخلة: والله نسيت.
الشيخ: نسيتها، إذا كنت نسيتها لا يجوز تدخل في جحر الضب.
مداخلة: طيب.
الشيخ: الآية المقصود فيها الأشياء المأكولات الحيوانات المأكولة، أما المكاسب فبيانها في الشرع من السنة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال إن كسب الحجام خبيث، وهو أعطى الحَجَّام، فإذا أنت احتجمت فاقتد بالرسول صلى الله عليه وسلم وأعط، أما الحجام فما ينبغي أن يأخذ أُجره.
مداخلة: يعني الحجام لا يطلب؟
الشيخ: لا يطلب ولا يأخذ.
مداخلة: كيف النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه وأخذ.
الشيخ: الله يهديك، قلت لك إذا احتجمت فأعط، وإذا كنت حجاماً فلا تأخذ، الرسول صلى الله عليه وسلم يُعطِ؛ لأنه ليس كل عطاء يكون بالمقابل، لا يجوز إعطاؤه لمن لا يستحق، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتيه الرجل ويسأله ولا يجوز له السؤال، فيعطيه عليه السلام وحينما ينصرف يقول «إنما يتأبطها ناراً» فيقال له، لماذا تعطيه يا رسول الله؟ ! قال: يسألونني ويأبى الله عليّ البخل.
فالإعطاء إذاً في حالات يجوز بل قد يجب، لكن لا يجوز الأخذ، هل تصورت هذه الصورة؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: كذلك فيما نحن فيه.
مداخلة: يعني الحجام، إذا كان واحد حجام فلا ينبغي له أن يأخذ؟