الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه الفائدة ليست هي كالفوائد التي تأكلها البنوك الربوية مقابل القرض، وإنما هذه الفوائد أو الزيادات على ثمن البطاقة الحقيقي إنما هي إجراء أو أجرة إجراء معاملات فهي جائزة، وإن كانت من طريق الربا التي تؤخذ مقابل القرض فحينئذ يقال: كل قرض جر نفعًا مشروطًا سلفًا فهو ربا.
وعلى ذلك أنا شخصيًا لا أستطيع أن أبت في واقع هذه الزيادة إذا صح ما سمعته، هل هي ربا أم هي أجر على هذه المعاملة؟ فإن كان الأمر الأول فهو حرام واضح؛ لأنه يقابل باسم الربا، وإن كان مقابل تيسير معاملات وإجراء معاملات لها وقت ولها قيمة فهي مباحة والله أعلم.
(رحلة النور: 35 ب/00: 08: 21)
حكم بطاقة الائتمان
مداخلة: بطاقة الائتمان بحثتم فيها مسألة بطاقة الائتمان هذه.
الشيخ: إي نعم.
مداخلة: التي يتداولها بعض المسلمين.
الشيخ: والله بحث خاص ما في عندي، لكن.
مداخلة: يعني ما حكمه؟
الشيخ: إذا ما كانت لها علاقة بالبنوك، ويكون يعني العملية فيها تسهيل، لكن اللِّي قام في ذهني أنه القضية مربوطة بالبنوك، أهو كذلك؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: كيف؟
مداخلة: نعم. مرتبطة بالبنوك.
الشيخ: هذا هو، وهو لا شك أنه يعني عمليات البنوك تُسَهِّل معاملات التجار، وهذا مما يغريهم على التعامل مع البنوك.
لكن نعود إلى كلمتنا السابقة: لما تَوَجَّه السؤال عن النقاب وتغطية الوجه أن التيسير ما هو بإذن، نحن نريد نتمسك بأحكام الشريعة، فكون البنوك يعني تُيَسِّر معاملات الناس وتجاراتهم خاصة بالدول الأجنبية، هذا وحده لا يكفي لتبرير هذه العملية وتسويغها وجعلها جائزة، وإنما يجب أن توزن بميزان الشرع، فإن كان الشرع لا يمنع منها بل يأذن فنعما هو، أما والله أعمال في البنك ويستفيد منها الناس وما شابه ذلك من المعاملات الربوية فلا يجوز.
فإن كانت البطاقة هذه تقوم على هذا النوع من التعامل، فهي حكمها كحكم غيرها من المعاملات مع البنوك.
أما إن كان صورة أخرى ربما نحن ما نعرفها، فنسمعها أو نجدد استماعنا لها، في عندك شيء؟
مداخلة: إيه، لو سمحت.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: هذه البطاقة تُمْنَح بدون رصيد.
الشيخ: كيف؟
مداخلة: لا يجب أن يكون لك رصيد في البنك.
الشيخ: يعني أنا مثلاً ممكن أنه آخذها؟
مداخلة: ممكن تأخذها بدون رصيد.
الشيخ: كيف ذلك؟
مداخلة: إذا وثقوا منك، تعريفة العمل تعريف بأنك معروف.
الشيخ: وهنا المشكلة!
مداخلة: خطاب من العمل.
الشيخ: فإذا ما وثقوا بِدّهم ماذا؟ يكون لنا رصيد.
مداخلة: أي نعم. تعريف إنه موظف.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: بس لا بد أن تدفع أربعمائة ريال في السنة.
الشيخ: كيف؟
مداخلة: أربعمائة ريال في السنة، تُدْفَع للبنك مقابل استخدام هذه البطاقة؟
الشيخ: آه، الأربعمائة ريال يُقَابلها ماذا؟
مداخلة: أني في أيِّ مكان في العالم، أستطيع أن آخذ مبلغ مائة ألف ريال سعودي، من هذه [البطاقة] أشتري أيّ شيء ما أحمل إلا هذه فقط، أدخل أي فندق أي كذا أدخل أشتري وكذا وأعطيهم البطاقة هذه .. وأنا أُسَدّدها للبنك بدون زيادة ولا واحد في المائة.
الشيخ: هب أنه أنا حَصَّلت هذه البطاقة مقابل أربعمائة ريال في كُلّ سنة، واضح؛ لتسهيل عملية الشراء، بدون ما يصطحب معه الشاري المئات بل الألوف من العملات، فرحت لدولة ما واشتريت الألوف المؤلفة، كيف يُحَصّلونها؟
مداخلة: يعبون نموذجًا صغيرًا، يكتبون رقم عن رقم طويل جداً الرقم من مليون، ثلاثة آلاف وسبعمائة وأربعة وأربعين مليون وكذا وكذا وكذا، أناس متخصصين وهي تُخْصَم على البنك ..
الشيخ: واحدة واحدة.
مداخلة: طيب.
الشيخ: البنك هو لا يعرفني.
مداخلة: يعرف رقم، إذا منحه رقم؟
الشيخ: من أين أعرف الرقم؟
مداخلة: الرقم الذي أعطاك إياه في الرياض، يُعَمِّموه على كل بنوك العالم في نفس اليوم.
الشيخ: آه، يعني أنت تقول في الرياض، يعني هنا مثلاً إذا أنا حصّلت البطاقة هذه ولها هذا الرقم الطويل.
مداخلة: إي نعم.
الشيخ: يُعَمِّم؟
مداخلة: على كل دول العالم.
الشيخ: طيب، فأنا اشتريت ما اشتريت، البنك فيما بعد كيف يُحَصِّل هذا المال مني؟
مداخلة: إذا طلبوا الرقم هذا يتضح لهم أنه يخص شخصًا في السعودية في الرياض.
الشيخ: الآن أنت قل عني الآن، نحن أقول عن نفسي، أنا أقول عن نفسي.
مداخلة: في عمَّان، أنت في عمَّان؟
الشيخ: أنا أقول: حَصَّلتُ هذه البطاقة من بنكٍ ما هنا.
مداخلة: نعم.
الشيخ: وعلى ما سمعت منك، أنا لا أتعامل مع البنوك، لكن ربما بعض البنوك تثق بي مثلاً أو تعرفني أو إلى آخره، فتورطوا، نحن نقول: تورطوا وأعطونا بطاقة، ورحت أنا ودُرت بلاد الدنيا، واشتريت من البضائع بالمقدار الذي يُسمح لي هذه البطاقة، كم قلت أنت كم ألف؟
مداخلة: مائة ألف.
الشيخ: مائة ألف ريال، مائة ألف ريال اشتريت البضائع، وجئت إلى بلدي، كيف يُحَصِّلوها مني؟
مداخلة: عندهم عنوانك، بالبريد مطالبة.
الشيخ: هو كذلك، عرفوا عنواني وجاؤوا لديَّ وطالبوني وأنا ما عندي، ماذا يفعلون؟
مداخلة: عندهم تعريف لك، وشخص وَثَّقك أو شخص عَرَّفك عليهم يطالبونه هو، يرفعون قضية إلى المحكمة.
الشيخ: آه.
مداخلة: وما يدعونك حتى يأخذون منك المبلغ.
الشيخ: كيف؟
مداخلة: يسجنوك إذا ما دفعت.
الشيخ: كويس. ما يسجنوني، عندي قليل من المال كيف يطالبونني بالمال؟
مداخلة: لازم تدفعه قبل شهرين، خلال شهرين، إذا لم تدفعه خلال شهرين يتضاعف عليك خمسة في المائة.
الشيخ: إنما الأعمال بالخواتيم. هذا المشكلة.
مداخلة: بس عندنا في السعودية ما يأخذون الخمسة في المائة، يعني إذا رحت القضاء، القضاء يقول: تأخذ رأس مالك بس.
الشيخ: صار هذا حكم بلدي خاص، يعني عندكم مش نظام قانوني.
مداخلة: القضاء عندنا ما يعترف بالزيادة.
الشيخ: بس هذا يعني ليس بحكم البطاقة، إنما هذا بحكم الشرع.
فهنا مثلاً أو في مصر أو في غيرها من البلاد يريدوا يطالبوا بالزيادة، فحينئذٍ من أجل هذا أنا قلت ما قلت، أنا حينما أُريد أن آخذ هذه البطاقة أُريد أنظر للعاقبة، العاقبة أنا عرفت الآن أنهم سيطالبوني بأكثر مما اشتريته، وهذه الحقيقة كل المعاملات الربوبية تنتهي إلى ما يسمونه بالفائدة وهو الحقيقة الربا.
أما لو لم يكن هناك مثل هذا الربا، فأرجع أقول: هذه البطاقة ضرورية جداً للمسافرين.
مداخلة: أنا يعني ما يمكن أتأخر أبداً، أنا الآن أتعامل معها من أربعة شهور خمسة شهور، كل شهر تأتيني فاتورة، وبعد أربعة أيام أعطيهم المبلغ
…
الشيخ: لا، هو المسألة بالنسبة للمتمسك بالشرع، يعني القضية يبدو أن فيها يُسر يعني، لكن الإنسان يريد يُقَدِّر أنه قد يقع في شيء ليس في حسابه أو في حسبانه، حينئذٍ يريد يضطر هو يدفع لهم الزيادة إلا عندكم.
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب.، عندكم يعني حُلَّت المشكلة.
مداخلة: يعني نهايته على أساس عندهم جائز.
الشيخ: نعم.
مداخلة: وعندنا غير جائز.
الشيخ: أي نعم.
(الهدى والنور /304/ 42: 34: 00)