الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ: هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى قد تكون النتيجة متجاوبة تماماً مع الكلمة التي قلتها آنفاً، وهي إن كان الكذب يُنْجي فالصدق أنجى، وهذا من معاني قول ربنا تبارك وتعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]، فتكون النتيجة أنهم حينما يرون أنه صدقهم في القول، أنهم يُسَلِّكونه ويمشون أمره، أو يُدَبِّرونه بطريقة أو بأخرى
…
(الهدى والنور / 594/ 16: 04: 00)
التحايل لأخذ المساعدة المالية المخصصة للعاطلين عن العمل
السؤال: رجل تدفع له الحكومة الكافرة مساعدة مالية؛ على أساس أنه لا يعمل، فإذا وجد عملاً قطعت عنه المساعدة، ولكنه يعمل في الخفاء ولا يُبَلِّغهم.
الشيخ: لا يجوز لا هذا ولا هذا، سواء كان لا يعمل أو يعمل في الخفاء، لا يجوز للمسلم أن يمد يده إلى الكافر؛ لأن الأمر كما قال عليه الصلاة السلام:«اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة» وفي الآية الكريمة ما يكفي: {يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141]. وهذا أيضاً أثر من آثار السكن في بلاد الكفار، {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} .
(الهدى والنور /623/ 47: 11: 00)
هل يجوز دخول الجيش إذا لم يؤمر بحلق اللحية
؟
السؤال الأول يقول: هل يجوز دخول العسكرية إذا لم يكن فيها؟
الشيخ: دخول ماذا؟
مداخلة: العكسرية.
الشيخ: نعم.
السؤال: إذا لم يكن فيها حلق لحية، وسبق أن أفتيتم بعدم الجواز بوجود حلق اللحية، والآن تغيّر الوضع عندنا فلا يوجد فيها حلق للحية؟
الشيخ: لكن لا يوجد ما يقابل حلق اللحية؟
مداخلة: كيف يعني؟
الشيخ: لا يوجد يعني مخالفات في الشريعة أخرى؟ قل بلى.
مداخلة: لا لا أقول.
الشيخ: لا تقول؟
مداخلة: لا أقول.
الشيخ: ماذا يقول؟
مداخلة: موجودة المخالفات.
الشيخ: خلاص إذاً: قضية حلق اللحية هو مثال ليست مقصودة بذلك، فهناك تحية العلم، وهناك إضاعة الصلاة عن أوقاتها، فضلاً عن إضاعة الصلاة مع الجماعة وأشياء كثيرة؛ لأن الحكم.
مداخلة: لا تجيز دخولها.
الشيخ: الحكم ليس إسلامياً.
مداخلة: كيف يا شيخ؟
الشيخ: يا شيخ من فمك أدينك، أنا أسألك: هل المخالفات الموجودة في النُّظُم العسكرية اليوم في البلاد العربية الإسلامية زعموا هي فقط في حلق اللحية؟ قلت: لا. هناك أشياء كثيرة.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فإذًا نقول لك: حلق اللحية مثال ليس مقصوداً بالذات، ولذلك فما ينبغي أنت أن تورد هذا السؤال؛ لأنه عبارة عن تكرار.
السؤال: هناك يا شيخنا أيضاً في باقي الوظائف، هناك أيضاً فيها معاصي، هل نقول بعموم الوظائف لا يجوز الدخول فيها؟
الشيخ: ما في محاباه، يعني عندنا عداء ضد الجنود وموالاة للموظفين؟ الحكم واحد.
مداخلة: يعني لا يجوز الدخول؟
الشيخ: الإسلام كله قضية عامة، تُطَبَّق على كل مسلم إن كان موظفًا إن كان طبيبًا، إن كان يعني حرًا تاجرًا، إن كان جنديًا، إن كان ملكًا، إن كان وزيرًا، كلهم يجب أن يخضعوا لأحكام الإسلام.
أقول لك: أنا أشوف الآن أنت -لا تؤاخذني- تُضَيِّع على الوقت؛ لأن السؤال واحد، لكن كما قيل:
تعددت الأسباب والموت واحد ....
إن أنت تسأل مكانك راوح، كل مخالف للشريعة، لا يجوز للمسلم أن يتوظف في مثل هذه المخالفة.
طبعاً ذلك مقيد في حدود الاستطاعة؛ لأنه نحن مبتلون الآن في بعض البلاد، أن المسلم مجبور أن يخدم ما يسمونه بالجندية الإجبارية، وبيحلقوا له لحيته، هذا طبعاً لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أما كما يفعل البعض ماذا بيسموه الجندي يتطوع في الجيش؟
مداخلة: نظامي.
الشيخ: لا، الأفسد أن يقال: يتطوع؛ لأنه التطوع معناه: التقرب إلى الله بما ليس فرضاً، نعم.
مداخلة: يا شيخ.
الشيخ: نعم.
مداخلة: الاستدلال لعدم الجواز؟
الشيخ: سامحك الله، {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] كويس الآن؟
مداخلة: شبه كويس.
الشيخ: نعم.
مداخلة: بس ممكن البعض يستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو: «لا تكن شرطياً ولا عريفاً ولا جابياً» ونسأل بعض المشايخ: فيجيبون أنه لم يأت وقت هذا الحديث، ما صحة هذا الكلام؟
الشيخ: أي: جاء وقت الآية، وقت الآية جاء؟
مداخلة: أي آية؟
الشيخ: الله أكبر، {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
مداخلة: نعم.
الشيخ: جاء وقتها؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: لا، الظاهر ما جاء وقتها، الذين يُفَرِّقون بين الله ورسوله، وبين كتاب الله وسنة نبيه، هذا هو شأنهم يعطلون تنفيذ النصوص؛ لأنها أحاديث، وما بالنا بالآية؟ الآية قاعدة، والرسول صلى الله عليه وسلم بوحي من الله فَرَّع عليها أحكاماً شرعية كثيرة، منها هذا الحديث، ومنها:«لعن الله في الخمرة عشرة، لعن بائع العنب لمن يعصره خمراً» جاء وقت هذا الحديث وإلا ما جاء وقته؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: «لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه، وشاهديه» جاء وقت هذا الحديث؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، ما الفرق بين هذا الحديث وذاك الحديث؟ هذا جاء وقته وذاك ما جاء وقته؟ على كيفنا صار الدين هوى والعياذ بالله.
ولذلك قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
لا يوجد في الإسلام جاء وقته أو ما جاء وقته، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} .
لكن يوجد في الإسلام: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] كالمثال الذي ضربته آنفاً: جندي مجبور بيحلقوا له لحيته رغم أنفه، هذا غير مسؤول، لكن جندي خَلَّص الجندية الإجبارية، فطابت له هذه الخدمة المزعومة، خاصة لما ترقت وظيفته وصار له راتب يقول: أنا أريد أن أتطوع في الجندية.
التطوع كان في الزمن الأول، حينما كان الجهاد في سبيل الله، ليس في سبيل الراتب والمعاش!
فإذاً: كل أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام هي شرعاً كآيات الله القرآن، ولا يجوز تأجيل شيء منها إلا في حدود:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] أما والله جاء زمانه وجاء وقته، هذا أنا أعتقد من جملة مصائب بعض الدعاة اليوم الذين يريدون أن يُكَيِّفوا الإسلام، ويتماشى مع ضعف المسلمين، وإهمالهم لتطبيق الدين، ويريدون أن يجعلوا الإسلام عملياً يتماشى مع آراء الناس، ولذلك تسمع فتاوى كثيرة وكثيرة جداً في إباحة التعامل بأنواعٍ من الربا، والله المستعان، غيره تفضل.
(الهدى والنور /623/ 27: 36: 00)