الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحقيق مسمى الحديث القدسي
(1)
[تقديم]:
هذا مبحثٌ دقيق من علم الحديث، لَمْ يُتعَرَّضْ له في علم مصطلح الحديث. دعاني إلى تحريره أنه وقع لديَّ منذ بضعة أيام كتابٌ عنوانه "الأحاديث القدسية" مما جمعَتْه لجنةُ القرآن والحديث من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، (2) وهي الأحاديثُ الموجودة في الموطأ والصحيحين وكتب السنن الأربعة. فحمدت عنايةَ أعضاء اللجنة وتهمُّمَهم بهذا العمل؛ إذ قلَّ مَنِ اهتمَّ بإخراج الأحاديث القدسية في كتاب مفرد.
قال ابن حجر الهيتمي (3) في شرح الحديث الرابع والعشرين من الأربعين النووية: "الأحاديث الإلهية، وتُسمى القدسية، وهي أكثرُ من مائة، وقد جمعها بعضُهم في جزء كبير". (4) وقال علي القاري (5) في شرحه على الأربعين النووية: "الأحاديث
(1) اعتمدنا في ضبط هذا المقال على كتاب "تحقيقات وأنظار".
(2)
وقد أعيد طبعُ الكتاب عدةَ مرات من قبل اللجنة المذكورة، آخرها - فيما أعلم - كانت سنة 1404/ 1983، كما قامت بنشره دار المنار بالقاهرة سنة 1421/ 2000. ويشتمل الكتابُ - حسب ترتيب اللجنة - على 400 حديث مصحوبة بشروح لها مأخوذ أكثرها من شرح القسطلاني على صحيح البخاري وشرح النووي على صحيح مسلم.
(3)
أحمد بن حجر الهيثمي المكي المتوَفَّى سنة 974 هـ. - المصنف.
(4)
الهيتمي: الفتح المبين بشرح الأربعين، ص 372.
(5)
هو علي المعروف بملا علي القاري، الهروي، المكي، المتوَفَّى سنة 1044 هـ. - المصنف.
القدسية أكثر من مائة". قلت: هذا الجزء لا نعرفه، ولا نعرف مَنْ جمعه (1).
وفي هذا الغرض أُلِّف كتابُ "الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية" لمحمد المعروف بعبد الرؤوف المناوي، (2) ذكره صاحبُ كشف الظنون، وقال:" [أورد فيه من الأحاديث القدسية المسندة] مرتبًا على بابين: الأول فيما صدر بلفظ: قال الله، والثاني فيما تضمن: قوله تعالى، وكلاهما على الحروف"، (3) وهذا الكتاب اطلع عليه الذين دوَّنوا كتابَ "الأحاديث القدسية". ولعلي قاري كتابٌ سماه "الأحاديث القدسية والكمالات الأنسية"، جمع فيه أربعين حديثًا قدسيًّا، وطبع في سنة 1316 هـ، ولم أقف عليه. وفي كشف الظنون أن الشيخ محيي الدين ابن عربي جمع أربعين حديثًا قدسيًا. (4)
وقد اشتمل كتاب "الأحاديث القدسية" على أربعمائة حديث باعتبار المكرر، باختلاف الروايات واختلاف الأسانيد، وعلى نحو مائة وثمانية وستين بطرح المكرر، مع أن ابن حجر الهيتمي وعليًّا القاري ذكرا في شرحيهما على الأربعين النووية أن الأحاديث القدسية أكثرُ من مائة. وحصرُها بأكثر من مائة يقتضي أنها لا تزيد على المائة بكثير.
(1) استدراك: انظر خزانة التراث - فهرس مخطوطات - الرقم التسلسلي (62005) وفيه: شرح الأربعين النووية أو المبين لفهم الأربعين لعلي بن محمد القاري (ت 1014 هـ) وذكر أماكن وجود نسخة في المكتبات ومراكز المخطوطات في العالم. (الناشر).
(2)
هو محمد عبد الرؤوف بن علي المناوي القاهري المتوَفَّى سنة 1031 هـ. - المصنف.
(3)
حاجي خليفة، المولَى مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، تقديم آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1402/ 1982، تصوير عن نشرة مطبعة المعارف بإسطنبول 1941)، ح 1، ص 7. وما بين الحاصرتين لم يورده المصنف، كما جاء فيه لفظ "ورتبه" بدل "مرتبًا". هذا وقد اشتمل كتاب المناوي على مائتين واثنين وسبعين حديثًا شرحها محمد منير الدمشقي وسمى شرحه "النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية"، ونشر الأصل والشرح بواسطة المكتبة الشعبية (بدون ذكر لمكان النشر وتاريخه).
(4)
المرجع نفسه، ج 1، ص 14.