الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[نسخ الموطإ]
1 -
النسخ المطبوعة وهي أربع، أولاها نسخة يحيى بن يحيى الليثي. وقد أخذ الموطأ أولًا من زياد بن عبد الرحمن بن زياد المعروف بشبطون (المتوفَّى سنة 204 هـ) الذي كان أولَ مَنْ أدخل الموطأ إلى الأندلس. وارتحل يحيى إلى المدينة فسمع الموطأ من مالك بدون واسطة إلا ثلاثة أبواب من كتاب الاعتكاف، وهي باب خروج المعتكف إلى العيد، وباب قضاء الاعتكاف، وباب النكاح في الاعتكاف. وكان سماع يحيى في سنة 179 هـ، وهي السنة التي تُوُفِّي فيها مالك. (1)[وإن أجل الروايات وأوعبها هي رواية يحيى بن يحيى الليثي، وهي التي اعتمدها الناس بالمغرب والمشرق، وشرحوها وصححوها.](2)
أما النسخة الثانية، فهي نسخة محمد بن الحسن الشيباني، وقد جرى في روايته على أمرين: الأول أن يذكر ترجمة الباب ويذكر متصلًا به روايته عن الإمام مالك موقوفة كانت أو مرفوعة. الثاني أن لا يذكر في صدر العنوان إلا لفظ "الكتاب" أو "الباب"، وقد يذكر لفظ الأبواب. كما أنه يذكر بعد الحديث أو الأحاديث التي
= إليه أن الكلام الذي جاء بعد هذا الموضع بُدِئ هكذا: "وسويد بن سعيد كاملة بالمكتبة العاشورية بتونس"، وسياق الكلام هو تعداد نسخ الموطأ. فمن الواضح أن عدة أسطر على الأقل قد سها عنها ناشرُ كتاب "تحقيقات وأنظار" أو فُقدت من الأصل الذي اعتمد عليه. وقد اقتضانا ذلك الاعتمادَ على ما كتبه نذير حمدان ومحمد السليماني وشقيقته عائشة في هذا الشأن، وما ذكره المصنف نفسه في مقدمة شرحه للموطأ لاستكمال المعلومات الخاصة بنسخ الموطأ، وسنحيل على مواضع ذلك في حينه. كما استلزم ذلك شيئًا من تقديم وتأخير في كلام المصنف تبعًا للترتيب الذي اتبعناه في وصف نسخ الموطأ بالبدء بالكلام على المطبوع منها. هذا وقد أولَى إمامُ الحرمين الجويني مسألةَ العمل بالمرسل عنايةً واضحة وجاء فيها ببيان ناصع، إلا أنه تجاهل على نحو غير سائغ رأي الإمام مالك وحصر المناقشة إبرامًا ونقضًا بين الإمامين أبي حنيفة والشافعي، وليته لم يفعل، فما ذلك من ديدن أمثاله من المحققين. انظر البرهان في أصول الفقه، ج 1، ص 407 - 412.
(1)
حمدان، نذير: الموطآت للإمام مالك رضي الله عنه (دمشق/ بيروت: دار القلم والدار الشامية، 1412/ 1992)، ص 90 - 91.
(2)
ابن عاشور: كشف المغطَّى، ص 47.
يرويها عن مالك ما يراه من اجتهاد وفقه، مخالفًا لمالك أو غيره من علماء الحجاز والعراق، معبرًا عن ذلك بعبارات مختلفة كقوله:"وبه نأخذ"، و"عليه الفتوى"، و"به يُفتى"، و"هو الصحيح"، إلخ. ومن أشهر شروحه شرح علامة الهند محمد عبد الحي اللكنوي المسمى "التعليق الممجد على موطأ محمد"، وهو مطبوع. (1)
والنسخة الثالثة هي نسخة علي بن زياد، (2) وهي قطعةٌ صغيرة، فيها كتاب الضحايا، وكتاب الذكاة، ومعظم كتاب الصيد، وهي من كتب المكتبة العتيقة بالجامع الأعظم بالقيروان، بها أوراق. (3)
و[النسخة المطبوعة الرابعة] قطعة من رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي (4) بها أوراق متفرقة: بعضها من الجزء الأول، وبعضها من الثاني، وبعضها من الثالث، وبعضها من الرابع وبعضها من الخامس، بخط شامي، ذكر ناسخُها أنه نسخها في سنة 757 هـ بمدينة دمشق، مشتملٌ على أبواب من كتاب الصلاة ومن الصيام ومن الحج ومن الجهاد، وورقة في البيوع، وهي اليوم بالمكتبة الوطنية. (5)
2 -
[أما النسخ غير المطبوعة فمنها] قطعة من رواية عبد الرحمن بن القاسم، (6) بها عدةُ أوراق: مائة ونيف وأربعون، وهي من كتب المكتبة العتيقة
(1) حمدان: الموطآت، ص 95 - 98.
(2)
علي بن زياد العبسي التونسي، من أهل مدينة تونس، توُفِّيَ سنة 183 هـ. وهو أول من أدخل الموطأ إلى المغرب. - المصنف. والقطعة المتبقية من روايته حققها الشيخ محمد الشاذلي النيفر، وصدرت عن دار الغرب الإسلامي ببيروت.
(3)
بدءًا من عبارة "قطعة صغيرة" وحتى نهاية الفقرة من كلام المصنف، وما بين حاصرتين زيادة من المحقق.
(4)
عبد الله بن مسلمة بن قعنب (بفتح القاف وسكون العين)، القعنبي نسبة إلى جده. مدني، وانتقل إلى البصرة، وتوُفِّيَ بمكة سنة 221 هـ. - المصنف. وروايته للموطأ حققها عبد المجيد تركي وصدرت عن دار الغرب الإسلامي ببيروت.
(5)
وقد حقق هذه النسخة عبد المجيد تركي وصدرت عن دار الغرب الإسلامي ببيروت. وما بين حاصرتين زيادة من المحقق.
(6)
عبد الرحمن بن القاسم، العُتَقي، المصري، المتوَفَّى سنة 181 هـ، أشهر أصحاب مالك. والعُتَقي (بضم العين وفتح التاء) نسبة إلى العتقاء، وهم عبيد نزلوا من الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقهم، =
بالجامع الأعظم بالقيروان. وقطعةٌ من رواية أبي مصعب الزهري، (1) بها ديوان من كتاب الحج بالجامع الأعظم بالقيروان بها 30 ورقة. [وقد ذكر الأستاذ محمد بن علوي المالكي أنه وقف في المكتبة الوطنية بتونس على قطعة نادرة من رواية ابن القاسم تشتمل على بقية من باب أحكام الرقيق، والأبواب المتعقلة ببيع الثمار، وأبواب بيع النقدين والصرف، ثم أبواب بيع الطعام إلى باب ما يجوز من السلف]. (2)
و[نسخة] سُويد بن سعيد، (3) وهي كاملة بالمكتبة العاشورية بتونس. "وقد تصدى للاعتناء بها عبد المجيد تركي معتمدًا على ثلاث نسخ خطية"، ونشرتها دار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 1994. (4)
ومن أشهر نسخ الموطأ بالأندلس نسخة محمد بن فرج مولى ابن الطلاع تلميذ يونس بن المغيث الصفار، وبه رواية عن محمد بن وضاح القرطبي، ونسخة مروان ابن أبي الخصال تلميذ أبي عمر بن عبد البر، وأبي عمر الطلمنكي المقابلةُ على كتابيهما بخط يده. ونسخة أبي مروان عبد الملك بن مسرة بن خلف اليحصبي، سمع الموطأ من محمد بن فرج. ونسخة القاضي الوزير عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن فُطيس.
= فسُموا العتقاء. - المصنف. هذا وقد ولد ابن القاسم سنة 102 هـ بمصر. أخذ العلم عن كثير من الشيوخ من مصر والشام، ثم قصد مالكًا ولازمه نحو عشرين سنة أو أكثر، ومهر في الفقه على يديه، وروى عنه الموطأ والفقه. وتذكر بعضُ المصادر أنه توفِّيَ سنة 191 هـ.
(1)
سبقت ترجمته من قبل المصنف. وقد روى له البخاري في صحيحه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: إنه صدوق. وقال فيه الباجي: ثقة لا نعلم أحدًا ذكره إلا بخير. وقال ابن حبان: إنه متقن. وقال فيه الحاكم: عالم بمذاهب أهل المدينة.
(2)
من مقدمة محمد بن الحسن السليماني وعائشة بنت الحسن السليماني لكتاب ابن العربي: المسالك، ج 1، ص 133.
(3)
سُويد بن سعيد بن سهل الهروي الحدَثَاني (بفتحتين)، منسوب إلى قرية تسمى حديثة الفرات، أبو محمد المتوَفَّى بالحديثة سنة أربعين ومائتين وقد بلغ المائة سنة. روى عنه مسلم في صحيحه وابن ماجه في سننه. - المصنف.
(4)
ابن العربي: المسالك، ج 1، ص 136 (مقدمة المحققَين).