الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التنبيه على أحاديث ضعيفة أو موضوعة رائجة على ألسنة الناس
(1)
إن مِنْ أكبر ما أضَرَّ بالمسلمين في تصورهم معانِي الدين هو غرورُهم بما أُمْلِيَ عليهم من تهوين أمر العمل بشرائع الإسلام، ورضاهم بالاقتصار على فضيلة الإيمان والإسلام مع إهمال كثير من الأعمال، من قلب حقائق شرعية في أصول الدين أو في فروعه. وهذه الأحوال إنما جرها إليهم مروياتٌ ضعيفة، تكاثرت بين المسلمين بسبب تهاون بعض أهل الحديث بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال.
وقد أَدخلت تلك الأحاديثُ الموضوعة الشائعة بين المسلمين والمجهولُ وهَنُها عند عامتهم وكثيرٍ من خاصتهم - المعرضين عن تمحيص أسانيد الأحاديث - أغلاطًا كثيرة، سرى مفعولُها في الناس فلم تخل بعضُ كتبهم من بعضها. فكان حقًّا على كلِّ مَنْ يتصدى لإصلاح حال المسلمين أن يُنَبِّهَ على تمحيص الآثار، لِمَا في التساهل في قبول وَاهِنِها من الأخطار التي لا يقدر المرءُ مقدارَ ما تفضي إليه. فمِنْ حقِّ المسلم الإعراضُ عنها، والاشتغالُ بالصحيح والحسن فهو أهونُ عليه. وها أنا أذكر طائفةً منها مرتَّبة على حروف المعجم، وسنقفِّيها في كل عدد بعدد من نوعها.
(1) المجلة الزيتونية، المجلد 1، الجزء 10، ربيع الثاني 1356/ جوان (يونيو) 1937 (ص 501 - 502).
1 -
"أنا مدينة العلم وعلي بابها"، حديث موضوع بجميع أسانيده على ما انفصل عليه المحققون من المحدثين، ولا عبرةَ بِمَنْ أخرجه اغترارًا بظاهر حال راويه. وقد وضعه أبو الصلت واشتهر به. (1)
2 -
"أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة في الجنة عربي"، رواه الحاكم وصححه على عادته. وقال الأئمة: هو ضعيف.
3 -
"إن الله خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم إلخ"، أخرجه ابن عدي في كتاب الضعفاء، وقال الأئمة: هو حديث ضعيف.
4 -
"إذا ذلت العربُ ذل الإسلام"، رواه أبو يعلى في مسنده، قال العراقي في رسالته في فضل العرب: هو حديث صحيح. قال المناوي: وفيه ما فيه.
5 -
"بُعثت لأتمم مكارمَ الأخلاق"، رواه الحاكم والبيهقي وهو ضعيف.
6 -
"حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق"، أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو حديث ضعيف.
7 -
"حبُّ العرب إيمان، وبُغضُهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني"، هو أشد ضعفًا من الذي قبله.
8 -
"طلب العلم فريضة على كل مسلم" حديث ضعيف.
9 -
"مَنْ كان يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية؛ فإنه يورث النفاق"، رواه الحاكم في المستدرك قال: صحيح. وأنكره الذهبي.
10 -
"الصلاة [أن] تَباءَسَ وتمَسْكَنَ"، لا يُعرف أصله (2).
(1) راجع بحث المصنف بشأنه في المقال السابق.
(2)
انظر سنن أبي داود (1296)، وابن ماجه (1325)، ومسند أحمد (17523)، طبعة مؤسسة الرسالة، ولفظه عند أبي داود:"الصلاة مثنى مثنى. أن تَشَهَّدَ في كل ركعتين، وأن تباءَسَ وتمسكن. . ." وهو حديث إسناده ضعيف - الناشر.
12 -
"قدِّموا قريشًا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعالموها (أو لا تعلموها)، لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله"، أخرجه جماعة بأسانيد كلها ضعيفة.
13 -
"يا جابر أوّل ما خلق الله نور نبيك"، حديث طويل، وهو حديثٌ منكر يتردد حالُه بين الضعيف والوضع. (1)
(1) انظر كلام المصنف عليه في مقال: "خلق النور المحمدي".