الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التفسير:
ذَرْنِي أي: دعني وَمَنْ خَلَقْتُ أي: كله إلي وَحِيداً أي:
ذرني وحدي معه فإني أكفيك أمره، أو ذرني ومن خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد، أو ذرني ومن خلقته منفردا بلا أهل ولا مال ثم أنعمت عليه، وكل من الأقوال الثلاثة ذكره النسفي
وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً أي: واسعا كثيرا، أي: مبسوطا كثيرا، أو ممدودا بالنماء
وَبَنِينَ شُهُوداً أي: حضورا لا يغيبون عنه. قال ابن كثير: أي: حضورا عنده لا يسافرون بالتجارات بل مواليهم وأجراؤهم يتولون ذلك عنهم وهم قعود عند أبيهم يتمتع بهم ويتملى بهم
وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً أي:
مكنته من صنوف المال، وأسباب الجاه، قال النسفي:(أي: وبسطت له الجاه والرئاسة فأتممت عليه نعمتي الجاه والمال، واجتماعهما هو الكمال عند أهل الدنيا)
ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ مع أنه لم يشكر ولم يقابل تلك النعم بالشكر الذي هو الدخول في الإسلام والقيام بتكاليفه، قال النسفي:(هذا استبعاد واستنكار لطمعه وحرصه، فيرجو أن أزيد في ماله وولده من غير شكر)
كَلَّا قال النسفي: (هذا ردع له وقطع لرجائه) ثم علل تعالى لقطع رجائه وإبعاد طمعه من المزيد بقوله إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا أي: للقرآن عَنِيداً أي: معاندا جاحدا، قال النسفي: وهو تعليل للردع على وجه الاستئناف كأن قائلا قال: لم لا يزاد؟ فقيل: إنه جحد آيات المنعم، وكفر بذلك نعمته، والكافر لا يستحق المزيد
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً قال مجاهد:
أي: مشقة من العذاب. وقال قتادة: عذابا لا راحة فيه واختاره ابن جرير، وقال النسفي: أي: سأغشيه عقبة شاقة المصعد،
ثم بين ماهية عناده فقال: إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ أي: فكر ماذا يقول في القرآن، وقدر في نفسه ما يقوله وهيأه، قال النسفي:(هذا تعليل للوعيد) كأن الله تعالى عاجله بالفقر والذل بعد الغنى والعز لفساده، ويعاقبه في الآخرة بأشد العذاب لبلوغه بالعناد غايته، وتسميته القرآن سحرا، وقال ابن كثير: أي: إنما أرهقناه صعودا أي: قربناه من العذاب الشاق لبعده عن الإيمان لأنه فكر وقدر، أي: تروى ماذا يقول في القرآن حين سئل عن القرآن، ففكر ماذا يختلق من المقال، وقدر، أي: تروى
فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ
قَدَّرَ قال ابن كثير: دعاء عليه، وفسر النسفي:(قتل) بمعنى لعن، وعلل لمجئ
ثم بين الدعاءين بأن ذلك يشعر أن الدعاء الثاني أبلغ من الأول ثُمَّ نَظَرَ قال ابن كثير: أي: أعاد النظرة والتروي
ثُمَّ عَبَسَ أي: قبض بين عينيه وقطب وَبَسَرَ أي: كلح وكره، قال النسفي: أي: زاد في التقبض والكلوح
ثُمَّ أَدْبَرَ أي: عن الحق وَاسْتَكْبَرَ عن مقامه وفي مقاله، قال ابن كثير: أي:
صرف عن الحق ورجع القهقرى مستكبرا عن الانقياد للقرآن
فَقالَ إِنْ أي: ما هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ أي: هذا سحر ينقله محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره ممن قبله ويحكيه عنهم ولهذا قال:
إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ أي: ليس بكلام الله
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ قال ابن كثير: أي سأغمره فيها من جميع جهاته، وسقر اسم علم لجهنم
لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ قال ابن كثير: أي تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم، ثم تبدل غير ذلك وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون، وقال النسفي:
(أي: هي لا تبقي لحما ولا تذر عظما)
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ قال النسفي: (أي:
هي لواحة للبشر، جمع بشرة وهي ظاهر الجلد، أي: مسودة للجلود ومحرقة لها)، قال ابن كثير:(قال أبو رزين: تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل)
عَلَيْها أي: على سقر، أي: يلي أمرها تِسْعَةَ عَشَرَ ملكا عند الجمهور، قال النسفي:
وقيل: صنفا من الملائكة، وقيل صفا وقيل نقيبا
وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً أي: وما جعلنا خزان النار إلا ملائكة، أي: زبانية غلاظا شدادا، أي: شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون. قال النسفي: لأنهم خلاف جنس المعذبين فلا تأخذهم الرأفة والرقة لأنهم أشد الخلق بأسا، فللواحد منهم قوة الثقلين وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ تسعة عشر إِلَّا فِتْنَةً أي: ابتلاء واختبارا لِلَّذِينَ كَفَرُوا وكما أن في ذكر عددهم فتنة للكافرين فإن في هذا الذكر زيادة يقين للمؤمنين، قال ابن كثير: أي: إنما ذكرنا عدتهم أنهم تسعة عشر اختبارا منا للناس لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ قال ابن كثير: أي: يعلمون أن هذا الرسول حق، فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً قال ابن كثير: أي: إلى إيمانهم بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ في شأن هذا القرآن؛ لأنهم يرون أن كل ما فيه حق وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي:
نفاق وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا قال النسفي: (والمعنى: أي شئ أراد