الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة السورة
وتمتد من الآية (1) حتى نهاية الآية (5) وهذه هي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة النبإ (78): الآيات 1 الى 5]
بسم الله الرحمن الرحيم
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَاّ سَيَعْلَمُونَ (4)
ثُمَّ كَلَاّ سَيَعْلَمُونَ (5)
التفسير:
عَمَّ يَتَساءَلُونَ أي: عن ما يتساءلون أي: يتساءلون عن ماذا؟ قال النسفي: وهذا استفهام تفخيم للمستفهم عنه، لأنه تعالى لا تخفى عليه خافية
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ هذا بيان للشأن المفخم، وما هو النبأ العظيم، قال قتادة وابن زيد: النبأ العظيم: البعث بعد الموت، وقال مجاهد: هو القرآن، قال ابن كثير: والأظهر الأول، قال ابن كثير في الآيتين بناء على ترجيحه: يقول تعالى منكرا على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة، وإنكارهم لوقوعها عَمَّ يَتَساءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ أي: عن أي شئ يتساءلون؟، عن أمر القيامة، وهو النبأ العظيم، يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ قال ابن كثير: يعني: الناس فيه على قولين:
مؤمن به وكافر، قال النسفي: منهم من يقطع بإنكاره، ومنهم من يشك،
قال ابن كثير: ثم قال تعالى متوعدا لمنكري القيامة: كَلَّا قال النسفي: ردع عن الاختلاف أو التساؤل هزءا سَيَعْلَمُونَ قال النسفي: وعيد لهم بأنهم سوف يعلمون عيانا أن ما يتساءلون عنه حق
ثُمَّ كَلَّا قال النسفي: كرر الردع للتشديد و (ثم) يشعر بأن الثاني أبلغ من الأول وأشد سَيَعْلَمُونَ. قال ابن كثير في الآيتين: وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد.
كلمة في السياق:
تبدأ السورة بسؤالين: عن أي شئ يتساءل المشركون والكافرون؟ وهل تساؤلهم
عن النبأ العظيم المختلفين في شأنه؟، ثم تهدد وتنذر أنهم سيعلمون قطعا الحق في شأن هذا النبأ العظيم، فما هو النبأ العظيم؟ ابن كثير يذكر قولين في شأنه: إنه القرآن أو اليوم الآخر. وابن جرير يذكر قولا ثالثا أن النبأ العظيم هو بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا رجعت إلى قوله تعالى في سورة (ص) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ نجد أن ابن كثير ذكر هناك قولا واحدا فيه أنه القرآن، والنسفي ذكر قولا واحدا فيه أنه بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نرجحه أن النبأ العظيم في المقامين واحد، وأنه القرآن العظيم، ولعل الشيخ عبد الله دراز أخذ اسم كتابه عن القرآن (النبأ العظيم) من هاتين الآيتين، مما يشير إلى ترجيحه هذا الرأي، وهو قول مجاهد رحمه الله، والذي جعلنا نرجح هذا الاتجاه هو قوله تعالى: الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ فالظاهر أن الكلام عن المتسائلين وهم الكافرون، والكافرون ليسوا مختلفين في شأن اليوم الآخر، إذ إنهم ينكرونه ولكنهم يختلفون في القرآن، فمنهم من يسميه شعرا، ومنهم من يسميه سحرا، ومنهم من يسميه أساطير الأولين، ومنهم من يسميه كهانة، وهو الذي عنه أعرضوا، كما قص الله علينا شأنهم في سورة (ص)، وعلى هذا يكون معنى المقدمة على الشكل التالي:
عن أي شئ يتساءل هؤلاء الكافرون، أيتساءلون عن هذا القرآن الذي يختلفون في شأنه، فبعضهم يعتبره سحرا، وبعضهم يعتبره شعرا، وبعضهم يعتبره أساطير الأولين، وبعضهم يعتبره كهانة، وقد رد الله عليهم: أن الأمر لا كما تتصورون ولا كما تزعمون، بل ستعلمون يقينا أنه حق لا مرية فيه، وأن ما أخبر عنه كائن وحق، وذلك يوم تبعثون، وذلك يوم الفصل، ولما كانوا يكذبون بيوم الفصل، فإن الفقرة الأولى في السورة تتحدث عن مظاهر قدرة الله عز وجل، لتقيم عليهم الحجة، أن البعث الذي سيرون فيه صدق القرآن كائن، ثم تأتي الفقرة الثانية لتحدثنا عن اليوم الذي سيعلمون فيه صدق القرآن، ثم تأتي الخاتمة لتبين لهم أن هذا القرآن الذي أنزله الله عز وجل قد تم به الإنذار بيوم القيامة، فخاتمة السورة تشير إلى بدايتها فقوله تعالى في الخاتمة: إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ يشير إلى القرآن الذي به كان الإنذار، وذلك يجعلنا نستأنس لصحة ما اتجهنا إليه في أن النبأ العظيم هو القرآن.
قلنا: إن محور السورة هو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ