الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقطع الثاني
ويمتد من الآية (15) إلى نهاية الآية (29) وهذا هو:
[سورة التكوير (81): الآيات 15 الى 29]
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)
وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلَاّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)
التفسير:
فَلا أُقْسِمُ أي: فأقسم بِالْخُنَّسِ أي: الرواجع
الْجَوارِ أي:
السيارة، الْكُنَّسِ أي: الغيب، والراجح أن المراد بذلك الكواكب السيارة قال الألوسي: (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي أنه قال: هي خمسة أنجم: زحل، وعطارد، والمشتري، وبهرام يعني: المريخ، والزهرة. أقول: هذه كانت معروفة عندهم، ورجوعها وكناسها إما بالنسبة للإنسان في ليله ونهاره، أو أن المراد بذلك رجوعها في سيرها ومسارها بشكل دائب، والمراد بكناسها غيابها.
وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ أي: أقبل بظلامه،
وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ أي: إذا أضاء.
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ هذا جواب القسم. أي: إن القرآن لقول رسول كريم. أي: جبريل عليه السلام. قال النسفي: وإنما أضيف القرآن إليه لأنه هو الذي نزل به، قال ابن كثير: يعني إن هذا القرآن لتبليغ رسول كريم أي: ملك شريف، حسن الخلق، بهي المنظر، وهو جبريل عليه الصلاة والسلام
ذِي قُوَّةٍ أي: قدرة على ما يكلف
لا يعجز عنه ولا يضعف، وقال ابن كثير: أي: شديد الخلق، شديد البطش والفعل عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ أي: عند الله عز وجل، مَكِينٍ قال ابن كثير: أي: له مكانة عند الله عز وجل، ومنزلة رفيعة،
مُطاعٍ ثَمَّ أي: هناك. أي: في السموات يطيعه من فيها من الملأ الأعلى، قال ابن كثير: أي: في السموات يعني: ليس هو من أفراد الملائكة، بل هو من السادة والأشراف معتنى به، انتخب لهذه الرسالة العظيمة أَمِينٍ أي: على الوحي أو متصف بصفة الأمانة بشكل مطلق، قال ابن كثير: وهذا عظيم جدا أن الرب عز وجل يزكي عبده ورسوله الملكي جبريل.
وَما صاحِبُكُمْ أي: محمد صلى الله عليه وسلم بِمَجْنُونٍ كما يزعم الكفرة
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ أي: البين. قال ابن كثير: يعني ولقد رأى محمد جبريل- الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح بالأفق المبين أي: البين وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء .. وفسر النسفي الأفق المبين بمطلع الشمس
وَما هُوَ أي: محمد صلى الله عليه وسلم عَلَى الْغَيْبِ أي: على الوحي بِضَنِينٍ أي: يبخل على الوحي، بل يبذله لكل أحد، ولا يقتصر في التبليغ والتعليم ومنح كل ما هو مستعد له من العلوم
وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ أي: طريد، أي: ليس هو بقول بعض المسترقة للسمع مما يوحونه إلى أوليائهم من الكهنة
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ قال ابن كثير: أي: فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن مع ظهوره ووضوحه، وبيان كونه حقا من عند الله عز وجل
…
وقال قتادة: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ أي: عن كتاب الله عز وجل وعن طاعته
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ قال النسفي: أي:
ما القرآن إلا عظة للخلق. وقال ابن كثير: أي: هذا القرآن ذكر لجميع الناس، يتذكرون به ويتعظون
لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. قال النسفي: أي: القرآن تذكرة لمن شاء الاستقامة، يعني أن الذين شاءوا الاستقامة بالدخول في الإسلام هم المنتفعون بالذكر فكأنه لم يوعظ به غيرهم وإن كانوا موعوظين جميعا. وقال ابن كثير:
أي: لمن أراد الهداية فعليه بهذا القرآن
وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ أي: وما تشاءون الاستقامة إلا أن يشاء الله مالك الخلق. وقال ابن كثير: (أي:
ليست المشيئة موكولة إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة الله رب العالمين. قال سفيان الثوري عن سليمان بن موسى: لما نزلت هذه الآية لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ قال أبو جهل: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فأنزل الله تعالى وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ). أقول: ومن سبب