الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة في السياق:
1 -
تنتهي قصة آدم- عليه السلام في سورة البقرة بقوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وفي قصة آدم في سورة البقرة رأينا خطر وسوسة الشيطان، وفي سورة الناس رأينا أن هناك شياطين الجن، وهناك شياطين الإنس وهم الكافرون المذكورون في آخر قصة آدم من سورة البقرة. وقد أمرنا الله عز وجل بالاستعاذة به وهو الرب والملك والإله من شر هؤلاء وهؤلاء، فصلة السورة بمحورها من سورة البقرة واضحة.
2 -
في ذكر ربوبية الله عز وجل ومالكيته وألوهيته للناس في السورة التي أمر الله عز وجل بها أن يستعاذ به من شر الجنة والناس إشعار بأن من كان هذا شأنه هو وحده الذي يعيذ من شر الموسوسين.
الفوائد:
1 -
بمناسبة ما مر معنا من قبل في موضوع استرقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بسورتي الفلق والناس، قال النسفي:(ولهذا جوزوا الاسترقاء بما كان من كتاب الله وكلام رسوله عليه السلام، لا بما كان بالسريانية والعبرانية والهندية فإنه لا يحل اعتقاده، ولا الاعتماد عليه).
2 -
بمناسبة الكلام عن وسوسة شياطين الجن والإنس ذكر ابن كثير أنه ما من إنسان إلا وله شيطانه الذي يوسوس له. قال ابن كثير في تأييد هذا القول: (وقد ثبت في الصحيح أنه «ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه» قالوا: وأنت يا رسول الله؟
قال: «نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير» ، وثبت في الصحيحين عن أنس في قصة زيارة صفية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف، وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال: رسول الله «على رسلكما إنها صفية بنت حيي» فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا- أو قال شرا-» .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس» غريب. وروى الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم حماره فقلت: تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا تقل تعس الشيطان فإنك إذ قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته، وإذا قلت باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب» تفرد به أحمد وإسناده جيد قوي، وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب. وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فأبس به كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له زنقه أو ألجمه» قال أبو هريرة رضي الله عنه: وأنتم ترون
ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله، وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل. تفرد به أحمد).
3 -
بمناسبة قوله تعالى الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ قال ابن كثير: (وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس، وكذا قال مجاهد وقتادة وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه: ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح، فإذا ذكر الله خنس، وقال العوفي عن ابن عباس في قوله الْوَسْواسِ قال: هو الشيطان يأمر فإذا أطيع خنس).
4 -
بمناسبة قوله تعالى مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ قال ابن كثير: وقيل قوله مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وكما روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: «يا أبا ذر هل صليت؟» قلت: لا، قال:«قم فصل» قال فقمت فصليت ثم جلست فقال: «يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن» قال: فقلت: يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال: «نعم» قال: فقلت يا رسول الله الصلاة؟ قال: «خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر» قلت: يا رسول الله فالصوم؟ قال: «فرض مجزئ وعند الله مزيد» قلت: يا رسول الله فالصدقة، قال:
«أضعاف مضاعفة» قلت: يا رسول الله أيها أفضل، قال «جهد من مقل أو سر إلى فقير» قلت: يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: «آدم» ، قلت: يا رسول الله ونبيا كان؟ قال «نعم نبي مكلم» قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: «ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا» وقال مرة «خمسة عشر» قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟