الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(روى ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند حالتين الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائط أو ببعيره أو ليستره أخوه» وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار فوصله بلفظ آخر عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم، الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات: الغائط والجنابة والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائط أو ببعيره» ثم قال: حفص بن سليمان وهو من رجال السند- لين الحديث وقد روي عنه واحتمل حديثه. وروى الحافظ أبو بكر البزار عن الحسن- يعني: البصري- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من حافظين يرفعان إلى الله عز وجل ما حفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفار إلا قال الله تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة» ثم قال البزار: تفرد به تمام بن نجيح وهو صالح الحديث (قلت) وثقه ابن معين وضعفه البخاري وأبو زرعة وابن أبي حاتم والنسائي وابن عدي ورماه ابن حبان بالوضع، وقال الإمام أحمد: لا أعرف حقيقة أمره. وروى الحافظ أبو بكر البزار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة يعرفون بني آدم- وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم- فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا أفلح الليلة فلان. نجا الليلة فلان، وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا: هلك الليلة فلان» ثم قال البزار: سلام هذا- وهو من رجال السند- أحسبه سلام المدائني وهو لين الحديث).
6 -
بمناسبة قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ قال ابن كثير: (وقد روى ابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء»).
أقول: هذا جزء البر وعلامة من علاماته والرسول عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يعرف الكل بالجزء؛ لتبيان أهمية الجزء كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» .
كلمة أخيرة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل:
رأينا أن المجموعة التاسعة تتألف من أربع سور هي النازعات وعبس والتكوير والانفطار.
سورة النازعات هيجت على الخوف من الله عز وجل، وعلى نهي النفس عن الهوى وعلى الخشية من اليوم الآخر. وجاءت سورة عبس لتعاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقباله على كافر، وإعراضه عن مؤمن لتحدد مجال الإنذار الرئيسي، ثم جاءت سورة التكوير لتهيج المؤمنين على العمل الصالح المحدد بكتاب الله عز وجل، ولتهيج على الاستقامة عليه، ثم جاءت سورة الانفطار لتحذر من الجهل بالله الذي يؤدي بالإنسان إلى ترك العمل، وقد رأينا أن السور الأربع فصلت في الأساس والطريق
ففصلت سورتا النازعات وعبس في مقدمة سورة البقرة، وفصلت سورتا التكوير والانفطار في ما بعد ذلك أي: في الطريق.
وقد رأينا كيف أن كل سورة أوصلت إلى ما بعدها، وقد أوصلت السورة الأخيرة إلى ما بعدها. أي: إلى سورة المطففين. فالملاحظ أن سورة الانفطار تنتهي بفقرة إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ وأن سورة المطففين تتحدث بتفصيل أكبر عن الأبرار والفجار كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
…
كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
…
فلننتقل إلى سورة المطففين ومجموعتها.