الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفراش إلى النار وقال ابن كثير في الآية: (أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث)
وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ قال النسفي: شبه الجبال بالعهن: وهو الصوف المصبغ ألوانا لأنها ألوان وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها.
قال ابن كثير: ثم أخبر تعالى عما يؤول إليه كل العاملين، وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعمالهم. فقال: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ قال النسفي: أي باتباعهم الحق وهي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وحظ عند الله أو جمع ميزان وثقلها رجحانها،
وقال ابن كثير: أي رجحت حسناته على سيئاته فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي: ذات رضا أو مرضية.
قال ابن كثير: يعني في الجنة وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ قال النسفي: أي باتباعه الباطل. قال ابن كثير: أي رجحت سيئاته على حسناته
فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ قال النسفي: أي فمسكنه ومأواه النار، وقيل للمأوى أم على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ومفزعه. وقال ابن كثير: قيل معناه فهو ساقط في الهاوية، وهي اسم من أسماء النار
وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ قال النسفي: الضمير يعود إلى هاوية والهاء للسكت،
ثم فسرها الله عز وجل فقال: نارٌ حامِيَةٌ قال النسفي: أي بلغت النهاية في الحرارة.
كلمة في السياق:
بينت السورة عاقبة المتقين الذين ثقلت حسناتهم، وعاقبة الكافرين الذين لا يقبل الله عز وجل منهم عملا، وفي ذلك دعوة للإيمان والتقوى والعمل الصالح، كما أن فيها
دعوة للتحرر من الكفر والفجور، وصلة ذلك بمقدمة سورة البقرة لا تخفى.
فائدة:
بمناسبة قوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ* فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ* وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ* نارٌ حامِيَةٌ قال ابن كثير: (روى ابن جرير عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال: إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون: روحوا أخاكم فإنه كان في غم الدنيا قال: ويسألونه ما فعل فلان؟ فيقول: مات أو ما جاءكم؟ فيقولون: ذهب به إلى أمه الهاوية، وقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالك مرفوعا بأبسط من هذا وقد أوردناه في كتاب صفة النار- أجارنا الله تعالى منها بمنه وكرمه- وقوله تعالى: نارٌ
حامِيَةٌ أي: حارة شديدة الحر قوية اللهب والسعير. قال أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم» قالوا: يا رسول الله إن كانت لكافية؟ فقال: «إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا» ورواه البخاري، وفي بعض ألفاظه:«إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها» وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال:
سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم» فقال رجل: إن كانت لكافية؟ فقال: «لقد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا حرا فجرا» تفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط مسلم .. وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة» وقد روي هذا من حديث أنس وعمر بن الخطاب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان يغلي منهما دماغه» وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون في الشتاء من بردها، وأشد ما تجدون في الصيف من حرها» وفي الصحيحين: «إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم» ).