الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ أقل من حقه أحبه وهو تأويل حسن، لكن يبعده صدر الحديث الذي أخرجه أحمد فلعل سبب البغض كان لمعنى آخر وزال بنهي النبي صلى الله عليه وسلم لهم عن بغضه. وقد استشكل وقوع علي على الجارية بغير استبراء، وكذلك قسمته لنفسه، فأما الأول فمحمول على أنها كانت بكراً غير بالغ ورأى أن مثلها لا يستبرأ كما صار إليه غيره من الصحابة، ويجوز أن تكون حاضت عقب صيرورتها له ثم طهرت بعد يوم وليلة ثم وقع عليها وليس ما يدفعه، وأما القسمة فجائزة في مثل ذلك ممن هو شريك فيما يقسمه كالإمام إذا قسم بين الرعية وهو منهم، فكذلك من نصبه الإمام قام مقامه. وقد أجاب الخطابي بالثاني، وأجاب عن الأول لاحتمال أن تكون عذراء أو دون البلوغ أو أداه اجتهاده أن لا استبراء فيها، ويؤخذ من الحديث جواز التسري على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف التزويج عليها لما وقع في حديث المسور في كتاب النكاح. أ. هـ.
700 -
* روى الترمذي عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد فقال: "إذا كان القتال فعلي" قال: فافتتح علي حصناً فأخذ منه جارية، فكتب معي خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشي به، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال:"ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ " قال: قلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول، فسكت.
2 - بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن:
701 -
* روى البخاري عن أبي بردة: قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال:"واليمن مخلافان" ثم قال: "يسِّرا ولا تعسِّرَا، وبشِّرا ولا تنفِّرا". فانطلق كل واحد منهما إلى عمله،
700 - الترمذي (4/ 207) 24 - كتاب الجهاد - 26 - باب ما جاء من يستعمل على الحرب، وقال: هذا حديث حسن غريب. وهو كما قال.
701 -
البخاري (8/ 60) 64 - كتاب المغازي - 60 - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
المخلاف: في اليمن: كالرستاق، ولكل مخلاف في اليمن: اسم يعرف به. وهو كالمديرية أو المحافظة في الاصطلاح الحديث أيم هذا: أي: أي شيء هذا؟ فحذف ألف (ما) تخفيفاً.=
وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريباً من صاحبه أحدث به عهداً، فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريباً من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس: أيم هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جيء به لذلك، فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل، فقال: يا عبد الله، كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقاً، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
702 -
* روى البخاري ومسلم. عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جده أبا موسى ومعاذاً إلى اليمن فقال: "يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا وتطاوعا" فقال أبو موسى: يا نبي الله، إن أرضنا بها شراب من الشعير: المزر، وشراب من العسل: البتع. فقال: "كل مسكر حرام" فانطلقا. فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائماً وقاعداً وعلى راحلتي، وأتفوقه تفوقاً. قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي. وضرب فسطاطاً فجعلا يتزاوران، فزار معاذ أبا موسى، فإذا رجل موثق. فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم ثم ارتد. فقال معاذ: لأضربن عنقه.
703 -
* روى الحاكم عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كان معاذ بن جبل شاباً حليماً من أفضل شباب قومه، ولم يكن يمسك شيئاً، فلم يزل يدان حتى أغرق ماله، كله في الدين فأتى النبي صلى الله عليه وسلم غرماؤه، فلو تركوا أحداً من أجل أحد لتركوا معاذاً من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فباع لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
= أتفوقه تفوقاً: أقرؤه شيئاً بعد شيء، ووقتاً بعد وقت، من فواق الناقة، وهو أن تحلبن ثم تترك ساعة حتى تدر، ثم تحلب.
702 -
البخاري (8/ 62) 64 - كتاب المغازي - 60 - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
ومسلم نحوه (3/ 1586) 26 - كتاب الأشربة - 7 - باب بيان أن كل مسكر خمر، وأن كل خمر حرام.
703 -
المستدرك (3/ 273)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
ماله، حتى قام معاذ بغير شيء.
وذلك سر إرسال معاذ إلى اليمن، وقد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لعل الله يرزقه بدل ماله رزقاً حسناً.
704 -
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: "إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فإن هم أطاعوا بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم. فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب".
وفي رواية لمسلم (1) عن ابن عباس عن معاذ بن جبل، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله
…
وذكر الحديث بنحوه فيكون حينئذ من مسند معاذ.
705 -
* روى البخاري عن عمرو بن ميمون رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن، فقرأ معاذ في صلاة الصبح سورة النساء، فلما قال (واتخذ الله إبراهيم خليلاً) (2) قال رجل خلفه: قرت عين أم إبراهيم.
706 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي موسى قال: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان
704 - البخاري (8/ 64) 64 - كتاب المغازي - 60 - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
ومسلم (1/ 51) 1 - كتاب الإيمان - 7 - باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام.
فإياك وكرائم أموالهم: اجتنب كرائم الأموال، وهي خيارها ونفائسها، وما يكرم على أصحابها ويعز عليهم، جمع كريمة، فلا تأخذه في الصدقة، وخذ الوسط، لا العالي ولا النازل الرديء.
(1)
مسلم (1/ 50) 1 - كتاب الإيمان - 7 - باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام.
705 -
البخاري (8/ 65) 64 - كتاب المغازي - 60 - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
(2)
النساء: 125.
706 -
البخاري (12/ 268) 88 - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتلهم - 2 - باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم.