الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك".
وهذه كانت العادة المتبعة في بني إسرائيل في عهد أنبيائهم، فقد جاء في التوراة:
"فتجندوا على مديان كما أمر الرب، وقتلوا كل ذكر وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم، أوى وراقم، وصور، وحور، ورابع خمسة ملوك مديان،، وبلعام بن باعور قتلوه بالسيف وسبى بنو إسرائيل نساء كل مديان وأطفالهم، ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم، وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار". سفر العدد، الإصحاح الحادى والثلاثون 7 - 8 - 9 - 10.
وذلك في عهد موسى عليه السلام وبموافقة منه، وقد جاء في التوراة:
"فخرج موسى والعازار الكاهن وكل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة، فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب، وقال لهم موسى: هل أبقيتم كل أنثى حية" سفر العدد، الإصحاح الحادي والثلاثون 13 - 16. أهـ.
* * *
2 - روايات في غزوة الأحزاب:
447 -
* روى الطبراني عن ابن عباس قال: احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة" قال رجل: نعم قال: "أما لا فتقدم فدلنا عليه" فانطلقوا إلى الرجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه، فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتانا، فجاء الرجل يسعى فقال: بأبي وأمي، وله معزة ومعها جديها فوثب إليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الجدي من ورائنا" فذبح الجدي وعمدت امرأته على طحينة
447 - المعجم الكبير (11/ 376) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 131): ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد ابن حنبل ونعيم العنبري، وهما ثقتان.
لها فعجنتها وخبزت فأدركت القدر فثردت قصعتها فقربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه فيها فقال:"بسم الله اللهم بارك فيها، اطعموا" فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها، فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه "أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم"، فذهبوا وجاء أولئك العشرة فأكلوا منها حتى شبعوا، ثم قام ودعا لربة البيت وسمت عليها وعلى أهل بيتها ثم تمشوا إلى الخندق فقال:"اذهبوا بنا إلى سلمان" فإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"دعوني فأكون أول من ضربها، فقال: بسم الله" فضربها فوقعت فلقة ثلثهما فقال: "الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة" ثم ضرب بأخرى فوقعت فلقة فقال: "الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة" فقال عندها المنافقون: نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس والروم.
448 -
* وروى الطبراني عن عبد الله بن عمرو قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فخندق على المدينة فقالوا: يا رسول الله إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه فلما أتى أخذ المعول فضرب به ضربة وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط، فقال:"فتحت فارس" ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط، قال:"فتحت الروم" ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط، فقال:"وجاء الله بحمير أعواناً وأنصارا".
449 -
* روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أخبرني من هو خير
= فثردت: ثرد الخبز ثرداً: فته ثم بله بمرق.
سمت عليها: التسميت والتشميت: الدعاء.
الفلقة: القطعة.
448 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 131)، وقال: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله، وثقه ابن معين وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
الصفاة: الصخرة.
الهدة: الصوت والخسف.
449 -
مسلم (4/ 2235) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة - 18 - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
مني - أبو قتادة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه، ويقول:"بؤس ابن سمية، تقتلك فئة باغية" وفي رواية (1): من هو خير مني، ولم يسمه، وفي أخرى ويقول:"ويس، أو يا ويس ابن سمية".
لقد وقع عدد من المعجزات في غزوة الخندق منها الذي ظهرت المعجزات فيه فيما بعد، ومنه ما كان معجزة مرئية شاهدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المعجزات كانت تثبيتاً للمؤمنين وقتذاك، وهي تثبيت للمؤمنين إلى قيام الساعة، ومن معجزات الخندق تكثير الطعام عند جابر وسنراه في باب المعجزات، ومنها فلقه عليه الصلاة والسلام الصخرة وما قاله أثناءها ومنها الإخبار عمن يقتل عماراً ومنها إخباره أن قريشاً لن تغزوهم مرة أخرى.
450 -
* روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم ويقولون.
نحن الذين بايعوا محمداً
…
على الجهاد ما بقينا أبداً
قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم ويقول: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة".
وروى البخاري (2) أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال:"اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة" فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمداً
…
على الجهاد ما بقينا أبداً
= بؤس: ترحم لعمار من الشدة التي يقع فيها.
ويس: كلمة تقال لمن يترحم عليه، مثل: ويح، وكذلك في حال الشفقة والتعطف.
(1)
مسلم (4/ 2236).
450 -
البخاري (7/ 392) 64 - كتاب المغازي - 29 - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب.
(2)
البخاري في نفس الموضع السابق.
المتن: الظهر. الغداة: هنا الصباح. النصب: التعب.
451 -
* روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمداً
…
على الإسلام ما بقينا أبداً
قال يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة" قال: يؤتون بملء كفين من الشعير، فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن".
452 -
* روى البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل معنا التراب، وهو يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا صمنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركين قد بغوا علينا
…
إذا أرادوا فتنة ابينا
ويرفع بها صوته.
- وفي رواية (1): ولقد وارى التراب بياض بطنه.
- وللبخاري (2) قال: كان رسول الله ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبر بطنه - زاد في رواية (3): حتى وارى عني التراب جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة، ثم اتفقا - ويقول:"والله لولا الله ما اهتدينا" وذكر الحديث.
451 - البخاري (7/ 392) 64 - كتاب المغازي - 29 - باب غزوة الخندق، وهي الأحزاب.
الإهالة: الشحم والزيت وكل ما ائتدم به.
سنخ: زنخ.
452 -
البخاري (11/ 515) 82 - كتاب القدر - 16 - باب (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).
ومسلم نحوه (3/ 1431) 32 - كتاب الجهاد والسير - 44 - باب غزوة الأحزاب وهي الخندق.
(1)
مسلم في نفس الموضع السابق.
(2)
البخاري (7/ 399) 64 - كتاب المغازي - 29 - باب غزوة الخندق، وهي الأحزاب.
(3)
البخاري في نفس الموضع السابق.