الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهم أحداث هذه السنة في سطور
* في عشر من المحرم سنة ست للهجرة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم سرية على رأسها محمد بن مسلمة في ثلاثين راكباً قبل نجد فسارت بناحية القرطاء بناحية ضرية (1) بالبكرات من أرض نجد، وداهمت بطناً من بني بكر بن كلاب، فلما أغارت عليهم هربوا واستاق المسلمون نعمهم وشاءهم وأسروا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة الذي كان قادماً لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان عاقبة أمره أن أسلم.
* وفي ربيع الأول أو الآخر سنة 6 هـ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن في أربعين رجلاً إلى الغمر ماء لبني أسد! ففر القوم وأصاب المسلمون مائتي بعير ساقوها إلى المدينة، ثم كانت السرايا التالية:
قال المباركفوري:
* سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة في ربيع الأول أو الآخر سنة 6 هجرية خرج ابن مسلمة في عشرة رجال إلى القصة في ديار بني ثعلبة، فكمن القوم لهم - وهم مائة فلما ناموا قتلوهم إلا ابن مسلمة فإنه أفلت منهم جريحاً.
* سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة في ربيع الآخر سنة 6 هـ، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على إثر مقتل أصحاب محمد بن مسلمة، فخرج ومعه أربعون رجلاً إلى مصارعهم، فساروا ليلتهم مشاة، ووافوا بني ثعلبة مع الصبح فأغاروا عليهم، فأعجزوهم هرباً في الجبال، وأصابوا رجلاً واحداً فأسلم. وغنموا نعماً وشاء.
* سرية زيد بن حارثة إلى الجموم في ربيع الآخر سنة 6 هـ. والجموم ماء لبني سليم في مر الظهران، خرج إليهم زيد فأصاب امرأة من مزينة يقال لها حليمة، فدلتهم على محلة من بني سليم أصابوا فيها نعماً وشاء وأسرى، فلما قفل بما أصاب، وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمزينية نفسها وزوجها.
(1) ضرية: قرية بين البصرة ومكة.
* سرية زيد أيضاً إلى العيض في جمادى الأولى سنة 6 هـ في سبعين ومائة راكب، وفيها أخذت أموال عير لقريش كان قائدها أبو العاص ختن (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأفلت أبو العاص، فأتى زينب فاستجار بها، وسألها أن تطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم رد أموال العير عليه، ففعلت، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس برد الأموال من غير أن يكرههم، فردوا الكثير والقليل والكبير والصغير حتى رجع أبو العاص إلى مكة، وأدى الودائع إلى أهلها، ثم أسلم وهاجر فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الأول بعد ثلاث سنين ونيف كما ثبت في الحديث الصحيح ردها بالنكاح الأول لأن آية تحريم المسلمات على الكفار لم تكن نزلت إذ ذاك (2).
* سرية زيد أيضاً إلى الطرف أو الطرق في جمادى الآخرة سنة 6 هـ خرج زيد في خمسة عشر رجلاً إلى بني ثعلبة فهربت الأعراب، وخافوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إليهم، فأصاب من نعمهم عشرين بعيراً، وغاب أربع ليال.
* سرية زيد أيضاً إلى وادي القرى في رجب سنة 6 هـ خرج زيد في اثني عشر رجلاً إلى وادي القرى لاستكشاف حركات العدو إن كانت هناك، فهجم عليهم سكان وادي القرى. فقتلوا تسعة وأفلت ثلاثة فيهم زيد بن حارثة.
* سرية الخبط (3) - تذكر هذه السرية في رجب سنة 8 هـ. ولكن السياق يدل على أنها كانت قبل الحديبية، قال جابر: بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عيراً لقريش، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط، فسمى جيش الخبط، فنحر رجل ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه، فألقى إلينا البحر دابة يقال لها: العنبر، فأكلنا منه نصف شهر. وادهنا (4) منه حتى
(1) الختن: المراد زوج ابنته زينب رضي الله عنها.
(2)
وأما ما ورد من الحديث من أنه رد عليه بنكاح جديد، أو رد عليه بعد ست سنين فلا يصح معنى، كما أنه ليس بصحيح سنداً.
(3)
الخبط: ما سقط من ورق الشجر بالخبط والنفض.
(4)
ادهنا منه: انتفعنا من دهنه.
ثابت منه أجسامنا، وصلحت، وأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه، فنظر إلى أطول رجل في الجيش وأطول جمل، فحمل عليه، ومر تحته، وتزودنا من لحمه وشائق (1)، فلما قدمنا المدينة، أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك فقال:"هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء، تطعمونا" فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) منه.
وإنما قلنا: إن سياق هذه السرية يدل على أنها كانت قبل الحديبية لأن المسلمين لم يكونوا يتعرضون لعير قريش بعد صلح الحديبية.
* وفي 2 شعبان سنة 6 للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بني المصطلق، بعد أن بلغه أن الحارث بن أبي ضرار يحشد له يريد غزو المدينة، وكانت معركة قصيرة هرب فيها المشركون وانتصر المسلمون، وفي هذه الغزوة حدثت حادثة الإفك، كما حاول المنافقون أن يحدثوا فتنة بين المسلمين ولكن الله سلم، وتمخضت هذه الغزوة عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
ثم والى رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسال السرايا: قال المباركفوري:
* سرية عبد الرحمن بن عوف إلى ديار بني كلب بدومة الجندل، في شعبان سنة 6 هـ. أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، وعممه بيده، وأوصاه بأحسن الأمور في الحرب، وقال له:"إن أطاعوك فتزوج ابنة ملكهم" فمكث عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم القوم وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبع، وهي أم أبي سلمة، وكان أبوها رأسهم وملكهم.
* سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك في شعبان سنة 6 هـ وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بها جمعاً يريدون أن يمدوا اليهود. فبعث إليهم علياً في مائتي رجل،
(1) وشائق: وشق اللحم: شرحه وقدده وجففه.
(2)
أخرجه البخاري بنحوه (9/ 615). 72 - كتاب الذبائح والصيد. 12 - باب قول الله تعالى: (أحل لكم صيد البحر).
- ومسلم واللفظ له (3/ 1536). 34 - كتاب الصيد والذبائح 4 - باب إباحة ميتات البحر.
وكان يسير الليل ويكمن النهار، فأصاب عيناً لهم فأقر أنهم بعثوه إلى خيبر يعرضون عليهم نصرتهم على أن يجعلوا لهم تمر خيبر. ودل العين على موضع تجمع بني سعد، فأغار عليهم علي، فأخذ خمسمائة بعير وألفي شاة، وهربت بنو سعد بالظعن، وكان رئيسهم وبر بن عليم.
* سرية أبي بكر الصديق أو زيد بن حارثة إلى وادي القرى في رمضان سنة 6 هـ. كان بطن فزارة يريد اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق فأغار عليهم وقتل وأسر وسبى وكان من شياطينهم أم قرفة التي جهزت ثلاثين فارساً من أهل بيتها لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلوا وسبيت ابنتها ففدى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أسارى المسلمين في مكة.
* سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين في شوال سنة 6 هـ وذلك أن رهطاً من عكل وعرينة أظهروا الإسلام، وأقاموا بالمدينة فاستوخموها، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذود في المرعى، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها، فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الإبل وكفروا بعد غسلامهم، فبعث في طلبهم كرزاً الفهري في عشرين من الصحابة، ودعا على العرنيين:"اللهم اعم عليهم الطريق، واجعلها عليهم أضيق من مسك" فعمى الله عليهم السبيل فأدركوا، فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم، جزاء وقصاصاً بما فعلوا فقد جمعوا بين قتل الراعي وسمل عينيه، ثم تركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا. وحديثهم في الصحيح عن أنس (1).
وبعد هذا الزخم من العمليات المتواصلة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعظم ضربة سياسية إذ أعلن أنه يريد العمرة إلى بيت الله الحرام غرة ذي القعدة، وقد تمخض ذلك عن صلح الحديبية الذي يعتبر نصراً ساحقاً من وجهة النظر السياسية كما سنرى.
= مسك: الموضع الذي يمسك الماء من الجريان.
(1)
أخرجه البخاري (7/ 458) 64 - كتاب المغازي - 36 - باب قصة عكل وعرينة.
- ومسلم نحوه (3/ 1296) 28 - كتاب القسامة - 2 - باب حكم المحاربين والمرتدين.
وبعد أن آب إلى مدينته المباركة وجه مباشرة رسائل إلى الملوك المعروفين في عصره يدعوهم فيها إلى الله، ثم توجه في بداية السنة السابعة نحو تصفية السلطان السياسي لليهود في جزيرة العرب فكانت غزوة خيبر في أوائل السنة السابعة، وذكر ابن كثير أنه في سنة ست هذه فرض الحج على رأي الشافعي رحمه الله.
ولقد درجنا في هذا القسم على أن نعقد فصولاً لأهم الأحداث أو لأحداث نريد أن نعلق عليها تاركين بعض الموضوعات إلى محالها من هذه السلسلة، كما درجنا أن نقف وقفات خاصة عند أحداث السيرة التي نزل بسببها أو فيها قرآن، ولقد نزل قرآن في حادثتين وقعتا في غزوة بني المصطلق ونزل قرآن في حادثة الحديبية ومراعاة لهذا كله فسنعقد خمسة فصول لهذه السنة:
فصل: في غزوة نجد وإسلام ثمامة بن أثال.
فصل: في غزوة المريسيع وبني المصطلق.
فصل: في العرنيين.
فصل: في صلح الحديبية.
فصل: في مراسلات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء والأمراء.
* * *