الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سترناه من غلمان المشركين ومنهم أن يوذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
583 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عمرة من الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته.
وفي رواية أبي داود زيادة في لفظه (1) قال: والثانية: حين تواطؤوا على عمرة قابل، وقال في الرابعة: التي قرن مع حجته.
* * *
تعليقات على عمرة القضاء:
قال الدكتور البوطي:
هذه العمرة تعتبر تصديقاً إلهياً لما وعد به النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه من دخولهم مكة وطوافهم بالبيت. وقد رأيت كيف سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء صلح الحديبية: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ فأجابه: "بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ " قال: لا. قال: "فإنك آتيه ومطوف به".
فهذا هو مصداق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد نبه الله عز وجل عباده إلى هذا التصديق في قوله (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً)(2).
583 - البخاري (7/ 439) 64 - كتاب المغازي - 35 - باب غزوة الحديبية.
ومسلم (2/ 916) 15 - كتاب الحج - 35 - باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
أبو داود (2/ 206)، كتاب المناسك، باب العمرة.
عمرة قابل: قال قتيبة: يعني: عمرة القضاء في ذي القعدة.
(2)
الفتح: 27.
وقال: ذهب بعض الفقهاء إلى جواز عقد النكاح حالة الإحرام بحج أو عمرة، اعتماداً على الرواية التي نقلت أنه صلى الله عليه وسلم، عقد على ميمونة أثناء إحرامه.
والذي عليه جماهير الفقهاء أنه لا يجوز للمحرم أن يعقد نكاحاً لا لنفسه ولا وكالة عن غيره مطلقاً. وذهبت الحنفية إلى أنه يحرم للمحرم أن يتولى عقد النكاح لغيره ممن لم يكن محرماً.
هذا وقد اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمرات وحج حجة واحدة. أ. هـ
أقول:
كانت عمرة القضاء مقدمة لفتح مكة فهي نفسها كانت من قريش استسلاماً وهي أشعرت قريشاً ومن معها بقوة المسلمين، والأهم من هذا أنها أسقطت أكبر حجج قريش لو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوها وهي حماية بيت الله الحرام، لقد كان بالإمكان أن تدعي أن محمداً صلى الله عليه وسلم عدو للبيت الحرام ولأهله وأنه لا يحترمه ولا يقدسه بل يريد إنهاءه وإبطال مناسكه، ومن خلال ذلك كان بإمكانها أن تحشد، ولكن بهذه العمرة انتهت هذه الحجج كلها؛ ولذلك فإن فتح مكة فيما بعد لم يرافقه أي تحشد خارجي بجانب قريش.
* * *