المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة - الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية - جـ ٢

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌السنة الثالثة للهجرة

- ‌هذه السنة في سطور

- ‌غزوة ذي أمر (بِنَجْدٍ)

- ‌غزوة بَحران

- ‌سرية زيد بن حارثة (إلى القردة)

- ‌فصل: في قتل كعب بن الأشرف في ربيع الأول من السنة الثالثة

- ‌دروس من قتل كعب بن الأشرف

- ‌فصل: في غزوة أحد

- ‌عرض عام

- ‌موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:

- ‌تبدد المسلمين في الموقف:

- ‌احتدام القتال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌تضاعف ضغط المشركين:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يواصل المعركة وينقذ الموقف:

- ‌آخر هجوم قام به المشركون:

- ‌التثبت من موقف المشركين:

- ‌1 - بين يدي الالتحام

- ‌2 - الالتحام

- ‌3 - بعد المعركة

- ‌تعليق:

- ‌4 - عبر أحد وبعض دروسها

- ‌5 - فقهيات

- ‌فصل: في غزة حمراء الأسد

- ‌هوامش على غزوة أحد

- ‌تقدير الموقف في نهاية السنة الثالثة

- ‌السنة الرابعة للهجرة

- ‌السنة الرابعة في سطور

- ‌فصل: في سرية أبي سلمة لبني أسد

- ‌فصل: في سرية عبد الله بن أنيس لخالد بن سفيان الهذلي

- ‌فوائد:

- ‌فصل: في بعث الرجيع

- ‌فوائد:

- ‌فصل: في مأساة بئر معونة

- ‌فصل: في إجلاء بني النضير

- ‌تعليقات على حادثة النضير:

- ‌فصل: في غزوتي الرد

- ‌1 - غزوة بني لحيان:

- ‌2 - غزوة ذات الرقاع:

- ‌تعليقات:

- ‌فصل: في غزوة بدر الآخرة

- ‌دروس بدر الآخرة:

- ‌فوائد عامةمن أحداث السنة الرابعة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة الرابعة

- ‌السنة الخامسة للهجرة

- ‌السنة الخامسة في سطور

- ‌فصل: في غزوة دومة الجندل

- ‌فصل: في غزوتي الأحزاب وقريظة

- ‌1 - من تحقيقات كتاب السير:

- ‌2 - روايات في غزوة الأحزاب:

- ‌فوائد:

- ‌روايات في يوم الخندق

- ‌فقه هذه الروايات:

- ‌هزيمة الله عز وجل للأحزاب:

- ‌فوائد من غزوتي الأحزاب وقريظة

- ‌فصل: في قتل أبي رافع

- ‌فصل: في زواجه عليه الصلاة والسلام بزينب بنت جحش

- ‌جوانب من كمال شخصيته عليه السلام:

- ‌فوائد عامة من أحداث السنة الخامسة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة الخامسة

- ‌السنة السادسة للهجرة

- ‌أحدث السنة السادسة في سطور

- ‌أهم أحداث هذه السنة في سطور

- ‌فصل: في غزوة نجد وإسلام ثمامة بن أثال

- ‌فصل: في غزوة المريسيع

- ‌1 - وفي هذه الغزوة حدثت حادثة الإفك:

- ‌فوائد من حديث الإفك

- ‌تحقيق حول وجود سعد بن معاذ في قصة الإفك:

- ‌2 - وفي هذه الغزوة قامت فتنة بين المهاجرين والأنصار:

- ‌فصل: في غزوة فزارة

- ‌فصل: في سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين

- ‌فصل: في صلح الحديبية

- ‌1 - النصوص:

- ‌2 - في الصلح: بنوده وحكمه:

- ‌3 - فقهيات

- ‌تعليقات على قصة الحديبية:

- ‌وصلهجوم عبد الرحمن الفزاري على المدينة المنورة

- ‌فصل في: مكاتبته عليه الصلاة والسلام الملوك والأمراء

- ‌فوائد عامة من أحداث السنة السادسة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة السادسة

- ‌السنة السابعة للهجرة

- ‌أهم أحداث هذه السنة في سطور

- ‌لنلق قبل البدء نظرة كلية على أحداث هذه السنة:

- ‌فصل: في سرية أبان بن سعيد إلى خيبر

- ‌فصل: في غزوة خيبر ووادي القرى

- ‌تقديم:

- ‌فقهيات

- ‌وصل: قصة الحجاج بن علاط

- ‌فصل: في غزوة الرقاع

- ‌فصل: في سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح

- ‌سرية غالب الليثي إلى الحرقات من جهينةوهي معروفة ببعث أسامة بن زيد:

- ‌فصل: في عمرة القضاء

- ‌تعليقات على عمرة القضاء:

- ‌نظرة على أحداث السنة السابعة

- ‌السنة الثامنة للهجرة

- ‌أحداث السنة الثامنة في سطور

- ‌فصل: في إسلام خالد وعمرو وعثمان بن طلحة

- ‌فصل: في سرية شجاع بن وهب

- ‌فصل: في غزوة مؤتة من أرض الشام

- ‌فصل: في غزوة ذات السلاسل

- ‌فصل: في فتح مكة

- ‌تقديم:

- ‌دروس من فتح مكة

- ‌فصل: في سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

- ‌تعليق:

- ‌فصل: في غزوة حنين

- ‌فصل: في غزوة أوطاس

- ‌فصل: في غزوة الطائف

- ‌فصل: في إسلام كعب بن زهير

- ‌فوائد عامة من أحداث السنة الثامنة

- ‌السنة التاسعة للهجرة

- ‌أحداث السنة التاسعة في سطور

- ‌من أهم أحداث السنة التاسعة

- ‌فصل: في غزوة تبوك

- ‌فصل: في أسر أكيدر دومة الجندل

- ‌فصل: في الحج سنة تسع

- ‌فصل: في تهديم ذي الخلصة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة التاسعة

- ‌السنتان العاشرة والحادية عشرة

- ‌أحداث هاتين السنتين في سطور

- ‌ سنة عشر:

- ‌ سنة إحدى عشرة:

- ‌فصل: في نماذج من البعوث

- ‌1 - بعث خالد وعلي إلى اليمن قبل حجة الوداع:

- ‌2 - بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن:

- ‌3 - بعث أبي عبيدة إلى اليمن:

- ‌فصل: في نماذج من الوفود

- ‌1 - وفد بني تميم:

- ‌2 - قدوم الأشعريين وأهل اليمن:

- ‌3 - وفد عبد القيس:

- ‌4 - وفد طيء:

- ‌5 - وفد بني حنيفة:

- ‌فائدة:

- ‌فصل: في حجة الوداع

- ‌فصل: في وفاته عليه الصلاة والسلام

- ‌تعليق:

- ‌نظرة عامة على أحداث السنتين العاشرة والحادية عشرة

الفصل: صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة

صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإنه من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة". قال الهيثمي: هو في الصحيح باختصار.

* * *

‌3 - بعد المعركة

قال ابن كثير: ثم شرع ابن إسحاق في ذكر شهداء أحد وتعدادهم بأسمائهم وأسماء آبائهم على قبائلهم كما جرت عادته فذكر من المهاجرين أربعة: حمزة ومصعب بن عمير وعبد الله ابن جحش وشماس بن عثمان رضي الله عنهم، ومن الأنصار إلى تمام خمسة وستين رجلاً واستدرك عليه هشام خمسة آخرين فصاروا سبعين على قول ابن هشام ثم سمى ابن إسحاق من قتل من المشركين وهم اثنان وعشرون رجلاً على قبائلهم أيضاً. قلت: ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي كما ذكره الشافعي وغيره وقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم صبراً بين يديه. أمر الزبير - ويقال عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح - فضرب عنقه.

وقد حقق صاحب الرحيق المختوم (وهناك مبررات قوية له في ذلك) أن قتلى المشركين بلغوا سبعة وثلاثين.

‌تعليق:

وقتل رجل من اليهود اسلم وهو مخيريق.

409 -

* روى الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد فسمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن فقال: "لكن حمزة لا بواكي له" فجئن نساء الأنصار، فبكين على حمزة عنده، ورقد فاستيقظ وهن يبكين فقال "يا ويلهن إنهن لها هنا حتى الآن، مروهن فليرجعن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم".

409 - المستدرك (3/ 195)، كتاب معرفة الصحابة، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

ص: 583

410 -

* روى الطبراني عن كعب بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى مقتل حمزة؟ " فقال رجل: أعزك الله أنا رأيت مقتله. فانطلق، فوقف على حمزة، فرآه قد شق بطنه، وقد مثل به، فقال: يا رسول الله قد مثل به، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه، ووقف بين ظهراني القتلى، وقال:"أنا شهيد على هؤلاء، لفوهم بدمائهم، فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله، إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآناً واجعلوه في اللحد".

411 -

* روى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد: أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلاً، ومن المهاجرين ستة - فيهم حمزة - فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)(1) فقال رجل لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كفوا عن القوم إلا أربعة".

قال محقق جامع الأصول: والأربعة الذين أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم دماءهم هم: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، أما عكرمة بن أبي جهل: فهرب إلى اليمن، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فاستأمنت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه. فخرجت في طلبه إلى اليمن، حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه.

410 - المعجم الكبير 168/ 82).

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 119)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

مقتله: المقتل: الموضع الذي أصيب فيه الإنسان.

411 -

الترمذي (5/ 299) 48 - كتاب تفسير القرآن - 17 - باب: "ومن سورة النحل"، وقال: هذا حديث حسن غريب.

مثلوا بهم: مثل به يمثل: إذا نكل به، ومثل بالقتيل: إذا جدعه، وشوه خلقته، والاسم: المثلة.

لنربين أي: لنزيدن.

(1)

النحل: 126.

ص: 584

وأما عبد الله بن خطل: فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي، اشتركا في دمه. وابن خطل: رجل من بني تيم بن غالب. وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، لأنه كان مسلماً - فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً، وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى من المسلمين يخدمه فنزلا منزلاً، وأمر ابن خطل المولى أن يذبح له تيساً فيصنع له طعاماً، فنام فاستيقظ ولم يصنع المولى له شيئاً، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركاً.

وكانت له قينتان - فرتنى وسارة - وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما معه، فقتلت فرتنى، وهربت صاحبتها، وبقيت حتى أوطأها رجل فرسه فقتلها في زمن عمر.

ويقال: إن فرتنى أسلمت، وإن سارة أمنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما مقيس بن صبابة: فقتله نميلة بن عبد الله، رجل من قومه بني ليث، حي من بني كعب.

412 -

* روى الحاكم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بحمزة يوم أحد، وقد جدع ومثل به، وقال:"لولا أن صفية تجد لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع" فكفنه في نمرة.

413 -

* روى الطبراني عن ابن عباس قال: قتل حمزة يوم أحد وقتل معه رجل من الأنصار، فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة، فلم يكن للأنصاري كفن، فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الثوبين ثم كفن كل واحد منهما في ثوب.

414 -

* وروى الطبراني عن أبي أسيد الساعدي قال: أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر

412 - المستدرك (3/ 196)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

جدع: الجدع: كالمنع: قطع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة.

تجد: من الوجد، وهو الحزن.

413 -

المعجم الكبير (11/ 406).

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 120)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.

414 -

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 119)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن.

ص: 585

حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتكشف قدماه، ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر" قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيصيبون منها مطعماً وملبساً ومركباً، أو قال: مراكب فيكتبون إلى أهليهم هلم إلينا فإنك بأرض مجاز جدوبة، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".

415 -

* روى البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، ومنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئاً، كان منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد لم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه. فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم:"غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجله الإذخر، أو قال: ألقوا على رجله من الإذخر" ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها.

أشار الحديث إلى عظم أجر من لم يحصل شيئاً من الدنيا مع عظيم جهاده وبمناسبة الحديث تحدث صاحب الفتح عن الصحابة فقال:

منهم من مات قبل الفتوح كمصعب بن عمير ومنهم من عاش إلى أن فتح عليهم، ثم انقسموا فمنهم من أعرض عنه وواسى به المحاويج أولاً فأولاً بحيث بقي على تلك الحالة الأولى وهم قليل منهم أبو ذر، وهؤلاء ملتحقون بالقسم الأول، ومنهم من تبسط في بعض المباح فيما يتعلق بكثرة النساء والسراري أو الخدم والملابس ونحو ذلك ولم يستكثر وهم كثير ومنهم ابن عمر، ومنهم من زاد فاستكثر بالتجارة وغيرها مع القيام بالحقوق الواجبة والمندوبة وهم كثير أيضاً، منهم عبد الرحمن بن عوف، وإلى هذين القسمين أشار خباب، فالقسم الأول وما التحق به توفر له أجره في الآخرة، والقسم الثاني مقتضى الخبر أنه يحسب عليهم ما

= الأرض المجاز: هي التي ليست دار إقامة.

الجدوبة: هي الجدبة.

415 -

البخاري (7/ 354) 64 - كتاب المغازي - 17 - باب غزوة أحد.

ومسلم (2/ 649) بنحوه. 11 - كتاب الجنائز - 13 - باب في كفن الميت.

أينعت: أينع الثمر: إذا نضج وأدرك.

يهدبها: هدب الثمرة يهدبها: إذا اجتناها.

ص: 586

وصل إليهم من مال الدنيا من ثوابهم في الآخرة، ويؤيده ما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه "ما من غازية تغزو فتغنم وتسلم إلا تعجلوا ثلثي أجرهم" الحديث، ومن ثم آثر كثير من السلف قلة المال وقنعوا به إما ليتوفر لهم ثوابهم في الآخرة وإما ليكون أقل لحسابهم عليه.

416 -

* روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أصيب أبي يوم أحد، فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، قال: وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".

وفي رواية (1): لما كان يوم أحد جيء مسجي، وقد مثل به.

وفي أخرى (2): جيء بأبي يوم أحد مجدعا - فوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

بنحوه.

417 -

* روى الحاكم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال لي: "إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك رسول الله كيف تجدك؟ " قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة فقلت له: يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: خبرني كيف تجدك؟ قال: على رسول الله السلام وعليك السلام، قل له: أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول صلى الله عليه وآله وسلم وفيكم شغر يطرف قال: وفاضت نفسه.

416 - مسلم (4/ 1918) 44 - كتاب فضائل الصحابة - 26 - باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر رضي الله تعالى عنهما.

والبخاري (3/ 114) بنحوه. 23 - كتاب الجنائز - 3 - باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه.

(1)

مسلم في نفس الموضع السابق (4/ 1917).

(2)

مسلم في نفس الموضع السابق (4/ 1918).

المسجى: المغطي.

مثل به: التمثيل بالقتيل: تشويه خلقته بجدع أو قطع عضو من أعضائه.

مجدعاً: الجدع: قطع الأنف ونحوه من الأعضاء.

417 -

المستدرك (3/ 201)، كتاب معرفة الصحابة، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

الشغر: حرف كل شيء، وشغر الجفن: حرفه الذي ينبت عليه الهدب. وجمعه: أشغار.

ص: 587

418 -

* روى الطبراني عن أنيسة بنت عدي أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ابني عبد الله بن سلمة وكان بدرياً قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربه، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعدلته بالمجذر بن زياد على ناضح له في عباءة، فمرت بهما فعجب لهما الناس فنظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"سوى بينهما عملهما" وكان عبد الله رجلاً جسيماً ثقيلاً وكان المجذر قليل اللحم وهو الذي يقول:

أنا الذي أصلي من بلى

أطعن بالصعدة حتى تنثني

ولا نرى مجذراً يفري فري

419 -

* روى الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد مر على مصعب مقتولاً على طريقه فقرأ: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)(1) الآية.

420 -

* روى أحمد عن عبيد الله بن رفاعة الزرقي قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استووا حتى أثني على ربي" فصاروا خلفه صفوفاً، فقال: "اللهم لك الحمد كله. اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ

418 - المعجم الكبير (24/ 192) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 106)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.

الناضح: جمل يتخذ للسقي غالباً.

419 -

المستدرك (3/ 200)، كتاب معرفة الصحابة، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه واقره الذهبي.

(1)

الأحزاب: 23.

420 -

أحمد في مسنده (3/ 424) والبزار بنحوه: كشف الأستار (2/ 330)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 121).

وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.

انكفأ: صرف وكب.

ص: 588

بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق".

يبدو أن هذا قد تم بعد أن انتهت المعركة وانسحب المشركون وتفقد المسلمون القتلى والجرحى قبيل اتجاه المسلمين نحو المدينة.

421 -

* روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فجعل يصلي على عشرة عشرة وحمزة هو كما هو، يرفعون وهو كما هو موضوع.

422 -

* روى البخاري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال:"إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها" قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

423 -

* روى أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ له عن جابر بن عبد الله (رضي

421 - ابن ماجه (1/ 485) 6 - كتاب الجنائز - 28 - باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم.

قال المعلق على ابن ماجه: قال السندي: يظهر من الزوائد أن إسناده حسن.

422 -

البخاري (7/ 348) 64 - كتاب المغازي - 17 - باب غزوة أحد.

ومسلم نحوه (4/ 1795) 43 - كتاب الفضائل - 9 - باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته.

الفرط: في الأصل: السابق إلى الماء يرتاده لقومه. ويستعمل للسابق إلى الجنة، وهنا كذلك.

423 -

أبو داود (3/ 202)، كتاب الجنائز، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك.

والنسائي (4/ 79)، كتاب الجنائز، باب أين يدفن الشهيد.

وابن ماجه (1/ 486) 6 - كتاب الجنائز. 28 - باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم، وهو صحيح.

ص: 589

الله عنهما) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم وكانوا نقلوا إلى المدينة.

424 -

* روى ابن ماجه عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود وأن يدفنوا في ثيابهم بدمائهم.

425 -

* روى أحمد عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد: "أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب نحص الجبل" يعني سفح الجبل.

426 -

* روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت:(ليس لك من الأمر شيء) إلى قوله (فإنهم ظالمون)(1).

وفي رواية الترمذي (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: "اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية" قال: فنزلت: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم) فتاب الله عليهم، فأسلموا، فحسن إسلامهم.

إلى مصارعهم: أي إلى المحل الذي قتلوا فيه، وهذه هي السنة وقد دفن بعضهم في المدينة قبل الأمر.

424 -

ابن ماجه (1/ 485) 6 - كتاب الجنائز - 28 - باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم. ولا بأس بإسناده. الحديد: السلاح والدروع.

425 -

أحمد في مسنده (3/ 375) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 123)، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.

غودرت: أي تركت الدنيا معهم ويعني الحديث: أي يا ليتني استشهدت معهم.

أصحاب نحص الجبل: قتلى أحد وغيرهم من الشهداء.

426 -

البخاري (7/ 365) 64 - كتاب المغازي - 21 - باب (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون).

(1)

آل عمران: 128.

(2)

الترمذي (5/ 227) 48 - كتاب تفسير القرآن - 4 - باب "ومن سورة آل عمران" وقال: حديث حسن غريب.

ص: 590