المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: في حجة الوداع - الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية - جـ ٢

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌السنة الثالثة للهجرة

- ‌هذه السنة في سطور

- ‌غزوة ذي أمر (بِنَجْدٍ)

- ‌غزوة بَحران

- ‌سرية زيد بن حارثة (إلى القردة)

- ‌فصل: في قتل كعب بن الأشرف في ربيع الأول من السنة الثالثة

- ‌دروس من قتل كعب بن الأشرف

- ‌فصل: في غزوة أحد

- ‌عرض عام

- ‌موقف الرسول الباسل إزاء عمل التطويق:

- ‌تبدد المسلمين في الموقف:

- ‌احتدام القتال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌تضاعف ضغط المشركين:

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يواصل المعركة وينقذ الموقف:

- ‌آخر هجوم قام به المشركون:

- ‌التثبت من موقف المشركين:

- ‌1 - بين يدي الالتحام

- ‌2 - الالتحام

- ‌3 - بعد المعركة

- ‌تعليق:

- ‌4 - عبر أحد وبعض دروسها

- ‌5 - فقهيات

- ‌فصل: في غزة حمراء الأسد

- ‌هوامش على غزوة أحد

- ‌تقدير الموقف في نهاية السنة الثالثة

- ‌السنة الرابعة للهجرة

- ‌السنة الرابعة في سطور

- ‌فصل: في سرية أبي سلمة لبني أسد

- ‌فصل: في سرية عبد الله بن أنيس لخالد بن سفيان الهذلي

- ‌فوائد:

- ‌فصل: في بعث الرجيع

- ‌فوائد:

- ‌فصل: في مأساة بئر معونة

- ‌فصل: في إجلاء بني النضير

- ‌تعليقات على حادثة النضير:

- ‌فصل: في غزوتي الرد

- ‌1 - غزوة بني لحيان:

- ‌2 - غزوة ذات الرقاع:

- ‌تعليقات:

- ‌فصل: في غزوة بدر الآخرة

- ‌دروس بدر الآخرة:

- ‌فوائد عامةمن أحداث السنة الرابعة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة الرابعة

- ‌السنة الخامسة للهجرة

- ‌السنة الخامسة في سطور

- ‌فصل: في غزوة دومة الجندل

- ‌فصل: في غزوتي الأحزاب وقريظة

- ‌1 - من تحقيقات كتاب السير:

- ‌2 - روايات في غزوة الأحزاب:

- ‌فوائد:

- ‌روايات في يوم الخندق

- ‌فقه هذه الروايات:

- ‌هزيمة الله عز وجل للأحزاب:

- ‌فوائد من غزوتي الأحزاب وقريظة

- ‌فصل: في قتل أبي رافع

- ‌فصل: في زواجه عليه الصلاة والسلام بزينب بنت جحش

- ‌جوانب من كمال شخصيته عليه السلام:

- ‌فوائد عامة من أحداث السنة الخامسة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة الخامسة

- ‌السنة السادسة للهجرة

- ‌أحدث السنة السادسة في سطور

- ‌أهم أحداث هذه السنة في سطور

- ‌فصل: في غزوة نجد وإسلام ثمامة بن أثال

- ‌فصل: في غزوة المريسيع

- ‌1 - وفي هذه الغزوة حدثت حادثة الإفك:

- ‌فوائد من حديث الإفك

- ‌تحقيق حول وجود سعد بن معاذ في قصة الإفك:

- ‌2 - وفي هذه الغزوة قامت فتنة بين المهاجرين والأنصار:

- ‌فصل: في غزوة فزارة

- ‌فصل: في سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين

- ‌فصل: في صلح الحديبية

- ‌1 - النصوص:

- ‌2 - في الصلح: بنوده وحكمه:

- ‌3 - فقهيات

- ‌تعليقات على قصة الحديبية:

- ‌وصلهجوم عبد الرحمن الفزاري على المدينة المنورة

- ‌فصل في: مكاتبته عليه الصلاة والسلام الملوك والأمراء

- ‌فوائد عامة من أحداث السنة السادسة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة السادسة

- ‌السنة السابعة للهجرة

- ‌أهم أحداث هذه السنة في سطور

- ‌لنلق قبل البدء نظرة كلية على أحداث هذه السنة:

- ‌فصل: في سرية أبان بن سعيد إلى خيبر

- ‌فصل: في غزوة خيبر ووادي القرى

- ‌تقديم:

- ‌فقهيات

- ‌وصل: قصة الحجاج بن علاط

- ‌فصل: في غزوة الرقاع

- ‌فصل: في سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح

- ‌سرية غالب الليثي إلى الحرقات من جهينةوهي معروفة ببعث أسامة بن زيد:

- ‌فصل: في عمرة القضاء

- ‌تعليقات على عمرة القضاء:

- ‌نظرة على أحداث السنة السابعة

- ‌السنة الثامنة للهجرة

- ‌أحداث السنة الثامنة في سطور

- ‌فصل: في إسلام خالد وعمرو وعثمان بن طلحة

- ‌فصل: في سرية شجاع بن وهب

- ‌فصل: في غزوة مؤتة من أرض الشام

- ‌فصل: في غزوة ذات السلاسل

- ‌فصل: في فتح مكة

- ‌تقديم:

- ‌دروس من فتح مكة

- ‌فصل: في سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

- ‌تعليق:

- ‌فصل: في غزوة حنين

- ‌فصل: في غزوة أوطاس

- ‌فصل: في غزوة الطائف

- ‌فصل: في إسلام كعب بن زهير

- ‌فوائد عامة من أحداث السنة الثامنة

- ‌السنة التاسعة للهجرة

- ‌أحداث السنة التاسعة في سطور

- ‌من أهم أحداث السنة التاسعة

- ‌فصل: في غزوة تبوك

- ‌فصل: في أسر أكيدر دومة الجندل

- ‌فصل: في الحج سنة تسع

- ‌فصل: في تهديم ذي الخلصة

- ‌تقويم الموقف في نهاية السنة التاسعة

- ‌السنتان العاشرة والحادية عشرة

- ‌أحداث هاتين السنتين في سطور

- ‌ سنة عشر:

- ‌ سنة إحدى عشرة:

- ‌فصل: في نماذج من البعوث

- ‌1 - بعث خالد وعلي إلى اليمن قبل حجة الوداع:

- ‌2 - بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن:

- ‌3 - بعث أبي عبيدة إلى اليمن:

- ‌فصل: في نماذج من الوفود

- ‌1 - وفد بني تميم:

- ‌2 - قدوم الأشعريين وأهل اليمن:

- ‌3 - وفد عبد القيس:

- ‌4 - وفد طيء:

- ‌5 - وفد بني حنيفة:

- ‌فائدة:

- ‌فصل: في حجة الوداع

- ‌فصل: في وفاته عليه الصلاة والسلام

- ‌تعليق:

- ‌نظرة عامة على أحداث السنتين العاشرة والحادية عشرة

الفصل: ‌فصل: في حجة الوداع

‌فصل: في حجة الوداع

722 -

* روى الترمذي عن قتادة قال: سألت أنساً رضي الله عنه: كم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حج حجة واحدة، واعتمر أربع عمر: عمرة في ذي القعدة، وعمرة الحديبية، وعمرة مع حجته، وعمرة الجعرانة، إذ قسم غنيمة حنين.

وفي رواية البخاري ومسلم (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر، كلها في ذي القعدة، إلا التي مع حجته: عمرة من الحديبية - أو زمن الحديبية - في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من جعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة في حجته.

723 -

* روى البخاري عن زيد بن أرقم: أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة، وإنه حج بعد ما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها: حجة الوداع. قال أبو إسحاق: وبمكة أخرى.

قال ابن حجر في الفتح:

قوله (قال أبو إسحاق (2): وبمكة أخرى) هو موصول بالإسناد المذكور، وغرض أبي إسحاق أن لقوله "بعد ما هاجر" مفهوماً، وأنه قبل أن يهاجر كان قد حج، ولكن اقتصاره على قوله أخرى قد يوهم أنه لم يحج قبل الهجرة إلا واحدة، وليس كذلك بل حج قبل أن يهاجر مراراً، بل الذي لا أرتاب فيه أنه لم يترك الحج وهو بمكة قط، لأن قريشاً في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة أو عاقه ضعف، وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة الحج ويرونه من مفاخرهم التي

722 - الترمذي (3/ 170) 7 - كتاب الحج - 6 - باب ما جاء: كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟. وقد قدمنا رواية الترمذي على رواية البخاري ومسلم؛ لأنها أصرح في موضوع الباب.

(1)

البخاري (3/ 600) 26 - كتاب العمرة - 3 - باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟.

ومسلم (2/ 916) 15 - كتاب الحج 35 - باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن.

723 -

البخاري (8/ 107) 64 - كتاب المغازي - 77 - باب حجة الوداع.

(2)

أقول: قد يكون معنى قول أبي إسحاق: (وبمكة أخرى) أي: وبمكة حججاً أخرى، فأخرى تكون صفة لمفرد وجمع.

ص: 1015

امتازوا بها على غيرهم من العرب فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يتركه؟ وقد ثبت من حديث جبير بن مطعم أنه رآه في الجاهلية واقفاً بعرفة، وأن ذلك من توفيق الله له، وثبت دعاؤه قبائل العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية كما بينته في الهجرة إلى المدينة. أهـ.

724 -

* روى مسلم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف أصنع؟ قال:"اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي" فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهل بالتوحيد:"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته - قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة - حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، فرمل ثلاثاً، ومشى أربعاً، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)(1) فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول (أي والد جعفر بن محمد) - ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين (قل هو الله أحد) و (قل يا أيها

724 - مسلم (2/ 886) 15 - كتاب الحج - 19 - باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

واستثفري: استثفار الحائض: هو أن تشد فرجها بخرقة عريضة توثق طرفيها في شيء آخر قد شدته على وسطها، ليمتنع الدم أن يجري ويقطر.

القصواء: اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قصواء، لأن القصواء هي المقطوعة الأذن.

وأهل الناس بهذا الذي يهلون به: يعني زاد بعضهم: لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والفضل منك وإليك، لبيك لا شريك لك لبيك

وأمثال ذلك.

(1)

البقرة: 125.

ص: 1016

الكافرون) ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ:(إن الصفا والمروة من شعائر الله)(1) أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا، فرقي عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال:"لا إله إلا الله/ وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" ثم دعا بين ذلك - قال مثل هذا ثلاث مرات - ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه علا على المروة فقال:"لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة" فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا، أم لأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال:"دخلت العمرة في الحج - مرتين - لا، بل لأبد أبد" وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة ممن حل، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي رضي الله عنه يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشاً على فاطمة للذي صنعت، مستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأخبرته: أني أنكرت ذلك عليها فقال: "صَدَقَتْ صَدَقتْ، ماذا قلت حين فرضت الحج؟ " قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، قال:"فإن معي الهدي فال تحل" قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة، قال: فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في

(1) البقرة: 158.

صبيغاً: ثوب صبيغ، أي: مصبوغ، فعيل بمعنى: مفعول.

محرشاً: التحريش: الإغراء، ووصف ما يوجب عتاب المنقول عنه وتوبيخه.

ص: 1017

الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال:"إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد، فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا، ربا العباس بن عبد المطلبن فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده، إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ ". قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس:"اللهم اشهد، اللهم اشهد" ثلاث مرات، ثم أذن بلال، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شنق

= دم ابن ربيعة بن الحارث: أصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر.

بكلمة الله: كلمة الله: هي قوله تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)[البقرة: 229].

لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهون: معناه: أن لا يأذن لأحد من الرجال أن يتحدث إليهن، وكان الحديث من الرجال إلى النساء من عادات العرب، لا يرون ذلك عيباً، ولا يعدونه ريبة، إلى أن نزلت آية الحجاب، وليس المراد بوطء الفراش: نفس الزنا، لأن ذلك محرم على الوجوه كلها، فلا معنى لاشتراط الكراهة فيه، ولو كان ذلك كذلك لم يكن الضرب فيه ضرباً غير مبرح، إنما كان فيه الحد، والضرب المبرح: هو الضرب الشديد.

ينكتها: نكت إصبعه: أمالها إلى الناس، يريد بذلك: أن يشهد الله عليهم.

الصخرات: هي صخرات مفترشات في أسفل جبل الرحمة، وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات.

الحبال: التل اللطيف من الرمل الضخم.

شنق زمام ناقته: إذا جمعه إليه، كفاً لها عن السرعة في المشي.

ص: 1018

للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى:"أيها الناس، السكينة، السكينة" كلما أتى جبلاً من الجبال أرخى لها قليلاً حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، وكبره، وهلله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال:"انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم" فناولوه دلواً فشرب منه.

= مورك الرحل: ما يكون بين يدي الرحل، يضع الراكب رحله عليه، يقال: ورك وورك، مخففاً ومثقلاً.

ولم يسبح بينهما: السبحة: الصلاة، وقيل: هي النافلة من الصلاة، أي: لم يصل بينهما سنة.

وسيماً: رجل وسيم: له منظر جميل.

ظعن: جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج، والهودج أيضاً يسمى: ظعينة.

حرك: سنة من سنن السير في ذلك الموضع، يسرع الماشي ويحرك الراكب قدر رمية حجر.

الجمرة التي عند الشجرة: هي الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة.

حصى الخذف: حصى صغار بحيث يمكن أن يرمى بإصبعين.

ما غبر: الغابر الباقي.

البضعة: القطعة من اللحم.

انزعوا: النزع: الاستقاء.

ص: 1019

وفي رواية: بنحو هذا، وزاد (1)، وكانت العرب يدفع بهم أبو سيارة على حمار عري، فلما أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة بالمشعر الحرام لم تشك قريش أنه سيقتصر عليه، ويكون منزله ثم، فأجاز ولم يعرض له، حتى أتى عرفات فنزل.

وفي أخرى (2): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم، ووقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف، ووقفت ها هنا، وجمع كلها موقف".

ولأبي داود (3) عند قوله: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) قال: فقرأ فيهما: بالتوحيد و (قل يا أيها الكافرون) وقال فيه: قال علي بالكوفة: قال أبي: هذا الحرف لم يذكره جابر، يعني: فذهبت محرشاً

وذكر قصة فاطمة.

وأخرج النسائي من الحديث أطرافاً متفرقة في كتابه (4)، وقد ذكرناها. قال محمد: أتينا جابراً فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن لم يكن معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة" وقدم علي من اليمن بهدي، وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة هدياً، وإذا فاطمة قد لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، قال علي: فانطلقت محرشاً أستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن فاطمة قد لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، وقالت: أمرني أبي، قال:"صدقت صدقت صدقت، أنا أمرتها".

وله في موضومع ىخر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بالمدينة تسع حجج، ثم أذن في الناس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج هذا العام، فنزل المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفعل كما فعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة،

(1) مسلم (2/ 892) 15 - كتاب الحج - 19 - باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

مسلم (2/ 893) 15 - كتاب الحج - 20 - باب ما جاء أن عرفة كلها موقف.

جمع: مزدلفة.

(3)

أبو داود (2/ 187)، كتاب المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

انظر النسائي (5/ 147 وما بعدها)، كتاب المناسك.

ص: 1020

وخرجنا معه، قال جابر: ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ينزل عليه القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فخرجنا لا ننوي إلا الحج.

وله في موضع آخر قال: إن علياً قدم من اليمن بهدي، وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة هدياً، فقال لعلي:"بم أهللت"؟ قال: قلت: اللهم إني أهللت بما أهل به رسول الله، ومعي الهدي، قال:"فلا تحل إذاً".

وله في موضع آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى ذا الحليفة صلى وهو صامت، حتى أتى البيداء.

وفي موضع آخر: قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس بالحج، فلم يبق أحد يريد أن يأتي راكباً أو راجلاً إلا قدم، فتدارك الناس ليخرجوا معه، حتى حاذى ذا الحليفة، وولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اغتسلي واستثفري بثوب ثم أهلي، ففعلت".

وفي موضع آخر قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم ساق هدياً في حجته.

وفي موضع آخر قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودخل المسجد، فاستلم الحجر، ثم مضى عن يمينه، فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم أتى المقام، فقال:(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) فصلى ركعتين، والمقام بينه وبين البيت، ثم أتى البيت بعد الركعتين فاستلم الحجر، ثم خرج إلى الصفا.

وفي موضع آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد وهو يريد الصفا، وهو يقول: نبدأ بما بدأ الله به، ثم قرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله).

وفي موضع آخر: قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رقي على الصفا، حتى إذا نظر إلى البيت كبر.

وفي موضع آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وقف على الصفا يكبر ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" يصنع

= تدارك الناس: الإدراك: اللحوق، تدارك القوم: تلاحقوا: لحق أولهم آخرهم.

ص: 1021

ذلك ثلاث مرات ويدعو، ويصنع على المروة مثل ذلك.

وفي موضع آخر: قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت سبعاً: رمل منها ثلاثاً، ومشى أربعاً، ثم قام عند المقام، فصلى ركعتين، وقرأ:(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) ورفع صوته ليسمع الناس: ثم انصرف فاستلم، ثم ذهب، فقال:"نبدأ بما بدأ الله به" فبدأ بالصفا، رقي عليه حتى بدا له البيت، وقال ثلاث مرات:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". وكبر الله وحمده ثم دعا بما قدر له، ثم نزل ماشياً حتى تصوبت قدماه في بطن المسيل، فسعى حتى صعدت قدماه، ثم مشى حتى أتى المروة، فصعد فيها، حتى بدا له البيت: فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال: ثلاث مرات، ثم ذكر الله وسبحه وحمده، ودعا بما شاء، فعل هذا حتى فرغ من الطواف.

وفي موضع آخر: قال: سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، ووجد القبة قد ضربت له بنمرة، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، حتى إذا انتهى إلى بطن الوادي خطب الناس، ثم أذن، ثم أقام، فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئاً.

وفي موضع آخر: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "عرفة كلها موقف".

وفي موضع آخر قال: "المزدلفة كلها موقف".

وفي موضع آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع من المزدلفة قبل أن تطلع الشمس، فأردف الفضل بن عباس، حتى أتى محسراً، حرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، بمثل حصى الخذف، ورمى من بطن الوادي.

وزاد في طرف آخر: ثم انصرف إلى المنحر فنحر.

وفي موضع آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر بعض بدنه بيده، ونحر بعضه غيره.

ص: 1022

725 -

* روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة بعدما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه، فلم ينه عن شيء من الأردية والأزر تلبس، إلا المزعفرة التي تردع على الجلد. فأصبح بذي الحليفة ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه، وقلد بدنته، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، فقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة، فطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، ولم يحل من أجل بدنه، لأنه قلدها. ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون، وهو مهل بالحج، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة. وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثم يقصروا من رؤوسهم ثم يحلوا، وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها، ومن كانت معه امرأته فهي له حلال، والطيب والثياب.

726 -

* روى الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة نهاراً.

727 -

* وروى الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، فقال:"هذه عرفة، وهذا هو الموقف، وعرفة كلها موقف" ثم أفاض حين غربت الشمس، وأردف أسامة بن زيد، وجعل يشير بيده على هينته والناس يضربون يميناً وشمالاً يلتفت إليهم، ويقول:"يا أيها الناس، عليكم السكينة" ثم أتى جمعاً فصلى بهم الصلاتين جميعاً، فلما أصبح أتى قزح، فوقف عليه، وقال:"هذا قزح، وهو الموقف، وجمع كلها موقف"، ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي محسر، فقرع ناقته، فخبت حتى جاوز الوادي، فوقف وأردف الفضل، ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر،

725 - البخاري (3/ 405) 25 - كتاب الحج - 23 - باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر.

ترجل: الترجيل: تسريح الشعر.

تردع: ثوب رديع، أي صبيغ، وقد ردعته بالزعفران، والمراد: الذي يؤثر صبغه في الجسد، فيصبغه من لونه.

726 -

الترمذي (3/ 201) 7 - كتاب الحج - 31 - باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة نهاراً. وسنده صحيح.

727 -

الترمذي (3/ 223) 7 - كتاب الحج - 54 - باب ما جاء أن عرفة كلها موقف. وقال: حديث علي حديث حسن صحيح.

جمع: مزدلفة.

الصلاتين جميعاً: المغرب والعشاء.

قزح: موقف الإمام بمزدلفة.=

ص: 1023

فقال: "هذا المنحر، ومني كلها منحر" واستفتته جارية شابة من خثعم، قالت: إن أبي شيخ كبير، قد أدركته فريضة الله في الحج، أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال:"حجي عن أبيك" قال: ولوى عنق الفضل، فقال العباس: يا رسول الله، لم لويت عنق ابن عمك؟ قال:"رأيت شاباً وشابة، فلم آمن الشيطان عليهما" ثم أتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أفضت قبل أن أحلق؟ قال:"احلق أو قصر ولا حرج" قال: وجاء آخر فقال: يا رسول الله، إني ذبحت قبل أن أرمي؟ قال:"ارم ولا حرج" قال: ثم أتى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم، فقال:"يا بني عبد المطلب، لولا أن يغلبكم الناس عليه لنزعت".

728 -

* روى البخاري عن ابن عمر كان يبعث بهديه من جمع من آخر الليل، حتى يدخل به منحر النبي صلى الله عليه وسلم مع حجاج، فيهم الحر والمملوك.

729 -

* روى أبو داود عن رافع بن عمرو المزني رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد.

730 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر - وهو بمنى -: "نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر" - يعني بذلك: المحصب - وذلك أن قريشاً وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب (وهو صحيح) - أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم.

= لنزعت: لاستقيت معكم، ولكنه خشي أن يستن به الناس فيغلبوا بني عبد المطلب على هذا الشرف.

728 -

البخاري (3/ 552) 25 - كتاب الحج - 116 - باب النحر في منحر النبي صلى الله عليه وسلم بمنى.

729 -

أبو داود (2/ 198)، كتاب المناسك، باب أي وقت يخطب يوم النحر، وإسناده قوي.

730 -

البخاري (3/ 453) 25 - كتاب الحج - 45 - باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم مكة.

ومسلم نحوه (2/ 952) 15 - كتاب الحج - 59 - باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر، والصلاة به.

حيث تقاسموا على الكفر: يعني حصار الشعب.

ص: 1024

وفي رواية (1): أنه قال - حين أراد قدوم مكة -: "منزلنا غداً إن شاء الله: بخيف بني كنانة." .. الحديث.

731 -

* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به.

732 -

* روى الحاكم عن عبد الرحمن بن أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: "أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم فإذا هبطت الأكمة فمرها فلتحرم فإنها عمرة متقبلة".

733 -

* روى الترمذي عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم: شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه".

734 -

* روى الطبراني والحاكم عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقمت، ثم قام فقال:"كأني قد دعيت فأجبت، إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" ثم قال: "إن الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن" ثم أخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.

(1) البخاري (3/ 452) 25 - كتاب الحج - 45 - باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم مكة.

731 -

البخاري (3/ 590) 25 - كتاب الحج - 144 - باب طواف الوداع.

732 -

المستدرك (3/ 477). وقوى إسناده الذهبي.

733 -

الترمذي (5/ 633) 50 - كتاب المناقب - 20 - باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

734 -

الطبراني في المعجم الكبير (5/ 166).

والحاكم مطولاً في المستدرك (3/ 109). وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. وسكت عنه الذهبي. وهو صحيح.

ص: 1025

أقول: هذا هو الحديث المشهور بحديث غدير خم - وهو مكان بين مكة والمدينة - الذي بنى عليه الشيعة مذهبهم الباطل في أن الخلافة في علي وذريته بما لا يحتمله نص الحديث، وقد كان ذلك مرجعه عليه الصلاة والسلام من الحج. وقوله عليه الصلاة والسلام "من كنت مولاه فعلي مولاه" ثابت في نصوص كثيرة حتى ذهب السيوطي إلى تواتره.

735 -

* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر كان إذا صدر من الحج والعمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة التي كان ينيخ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي أخرى للبخاري (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة صلى في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات بها.

* * *

735 - البخاري مطولاً (3/ 592) 25 - كتاب الحج - 148 - باب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة، والنزول بالبطحاء التي بذي الحليفة إذا رجع من مكة.

ومسلم (2/ 981) 15 - كتاب الحج - 77 - باب التعريس بذي الحليفة، والصلاة بها إذا صدر من الحج أو العمرة.

الصدر: رجوع المسافر من مقصده.

(1)

البخاري (3/ 391) 25 - كتاب الحج - 15 - باب خروج النبي صلى الله عليه وسلم على طريق الشجرة.

ص: 1026