الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التمهيد
ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: التعريف بالعصمة
، وبيان دلالتها على حجية القرآن الكريم والسنة النبوية، والاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم وينقسم إلى ما يلى:
أولاً: التعريف بالعصمة لغة وشرعاً
، وبيان مواضعها من حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثانياً: العصمة سبيل حجية القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
ثالثاً: العصمة سبيل الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثانى: أهمية السيرة النبوية فى فهم الإسلام قرآناً وسنة وحضارة. وينقسم إلى ما يلى:
…
أولاً: أهمية السيرة النبوية العطرة فى فهم القرآن الكريم.
…
ثانياً: أهمية السيرة النبوية فى فهم السنة النبوية.
…
ثالثاً: أهمية السيرة النبوية فى إثبات أن للمسلمين تاريخاً وحضارةً.
المبحث الأول: التعريف بالعصمة، وبيان دلالتها على حجية القرآن الكريم
والسنة النبوية، والاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم
…
وينقسم إلى ما يلى:
أولاً: التعريف بالعصمة لغة وشرعاً، وبيان مواضعها من حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثانياً: العصمة سبيل حجية القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
ثالثاً: العصمة سبيل الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم.
أولاً: التعريف بالعصمة لغة وشرعاً
وبيان مواضعها من حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
أ- المعنى اللغوى:
…
العصمة وردت فى اللغة لعدة معان منها:
1-
المنع.
…
... 2- الحفظ.
3-
القلادة.
…
... 4- الحبل.
…
قال صاحب اللسان: "العصمة فى كلام العرب المنع، وعصمة الله عبده: أن يعصمه مما يوبقه، يقال عصمه، يعصمه، عصماً: منعه ووقاه.
…
وبهذا المعنى جاءت الكلمة فى القرآن الكريم والسنة المطهرة.
قال تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام وابنه: {يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} (1) وقال تعالى على لسان امرأة العزيز: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم} (2) وقال سبحانه فى حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} (3) وقال تعالى: {قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة} (4) وفى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بى وبما جئت به. فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها. وحسابهم على الله"(5) والعصمة القلادة، وفى اللسان أيضاً أصل العصمة: الحبل وكل ما أمسك شيئاً فقد عصمه" (6) .
…
وبالإمعان فى هذه المعانى جميعها ترى أنها ترجع إلى المعنى الأول الذى هو "المنع" فالحفظ منع للشئ من الوقوع فى المكروه أو المحظور، والقلادة تمنع سقوط الخرز منها، والحبل يمنع من السقوط والتردى.
(1) الآيتان 42، 43 هود.
(2)
جزء من الآية 32 يوسف.
(3)
الآية 67 المائدة.
(4)
الآية 17 الأحزاب.
(5)
أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله
…
الخ 1/233 رقم 20، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجهاد، باب دعاء النبى صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام والنبوة
…
الخ 6/130 رقم2946 من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
(6)
لسان العرب لابن منظور 12/ 403 – 405، وينظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس 4/332، ومختار الصحاح للرازى ص437، والقاموس المحيط للفيروز آبادى 4/148، 149، والمصباح المنير لأحمد الفيومى 2/566.
.. وعلى المعنى الأول دار كلام حُذَاق المفسرين والأثريين، قال الإمام الطبرى (1) فى تفسيره لقوله تعالى:{ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم} (2) قال: "وأصل العصم: المنع، فكل مانع شيئاً فهو عاصمه. والممتنع به معتصم به"(3) وقال تفسيراً لقوله تعالى: {قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله} (4) : يقول سأصير إلى جبل أتحصن به من الماء فيمنعنى منه أن يغرقنى. ويعنى بقوله (يعصمنى) يمنعنى، مثل عصام القربة الذى يشد به رأسهما فيمنع الماء أن يسيل منها (5) وفى قوله تعالى:{قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة} (6) قال: من ذا الذى يمنعكم من الله إن هو أراد بكم سوءاً فى أنفسكم (7) .
(1) هو محمد بن جرير بن يزيد الطبرى، صاحب التفسير الكبير، والتاريخ الشهير، كان من الأئمة المجتهدين، ولم يقلد أحداً، وكان إماماً فى فنون كثيرة منها: التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك، توفى سنة 310هـ له ترجمة فى: تاريخ بغداد للخطيب البغدادى 2/162 رقم 589، وطبقات المفسرين للداودى 2/110 – 118 رقم 468، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1/222 رقم 22.
(2)
الآية 101 آل عمران.
(3)
جامع البيان عن تأويل آى القرآن 4/26.
(4)
الآية 43 هود.
(5)
جامع البيان 6/309
(6)
الآية 17 الأحزاب.
(7)
جامع البيان 21/ 138.