المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث: شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل - رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

[عماد السيد محمد إسماعيل الشربينى]

فهرس الكتاب

- ‌هذا الكتاب

- ‌مقدمة من الباحث

- ‌الإهداء

- ‌كلمة شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌خطة البحث:

- ‌منهجى فى البحث:

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: التعريف بالعصمة

- ‌أولاً: التعريف بالعصمة لغة وشرعاً

- ‌أ- المعنى اللغوى:

- ‌ب- المعنى الشرعى:

- ‌ج- مواضع العصمة:

- ‌ثانياً: العصمة سبيل حجية القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة:

- ‌ثالثاً: العصمة سبيل الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم:

- ‌المبحث الثانى: أهمية السيرة النبوية فى فهم الإسلام

- ‌أولاً: أهمية السيرة العطرة فى فهم القرآن الكريم

- ‌ثانياً: أهمية السيرة العطرة فى فهم السنة الشريفة:

- ‌ثالثا: أهمية السيرة العطرة فى إثبات أن للمسلمين تاريخاً وحضارةً:

- ‌الباب الأول:عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله وبدنه ودفع الشبهات

- ‌ تمهيد

- ‌الفصل الأول: عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله وبدنه

- ‌المبحث الأول: دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى عقله

- ‌أ- عصمته صلى الله عليه وسلم من كيد إبليس وجنوده:

- ‌ب- عصمته صلى الله عليه وسلم من الجهالات:

- ‌جـ- عصمته صلى الله عليه وسلم من التعرى

- ‌د- عصمته صلى الله عليه وسلم من أكل ما ذبح على النصب

- ‌هـ عصمته صلى الله عليه وسلم من الحلف بأسماء الأصنام

- ‌و عصمته صلى الله عليه وسلم من استلام الأصنام

- ‌ز- من مظاهر عصمته صلى الله عليه وسلم شق صدره الشريف:

- ‌ح- من مظاهر عصمته صلى الله عليه وسلم تكافؤ أخلاقه:

- ‌ط- من مظاهر عصمته صلى الله عليه وسلم كمال عقله:

- ‌المبحث الثانى: دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى بدنه

- ‌ المراد بعصمة النبى صلى الله عليه وسلم فى بدنه هنا، عصمته من القتل

- ‌خصوصية عصمة النبى صلى الله عليه وسلم فى بدنه من القتل:

- ‌ نماذج من كفاية الله عز وجل وعصمته لرسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثانى: شبه الطاعنين فى سلامة عقله وبدنه والرد عليها

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: شبهاتهم من القرآن الكريم على عدم عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: شبهتهم حول آيات ورد فيها إسناد "الضلال" و"الغفلة" إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثانى: شبهتهم حول آيات ورد فيها إسناد "الذنب" و"الوزر" إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل

- ‌المطلب الرابع: شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الخامس: شبهتهم حول آيات ورد فيها معاتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌{عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين}

- ‌{ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض

- ‌{عبس وتولى. أن جاءه الأعمى

- ‌ وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه

- ‌{يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك

- ‌المبحث الثانى: شبهاتهم من السنة النبوية على عدم عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ تمهيد

- ‌المطلب الأول: شبهة الطاعنين فى حديث "شق صدره صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثانى: شبهة الطاعنين فى حديث "فترة الوحي

- ‌المطلب الثالث: شبهة الطاعنين فى حديث "نحن أحق بالشك من إبراهيم

- ‌المطلب الرابع: شبهة الطاعنين فى حديث "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الخامس: شبهة الطاعنين فى حديث "أَهَجَرَ

- ‌الباب الثانى: عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي ودفع الشبهات

- ‌الفصل الأول: عصمته صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي

- ‌ تمهيد

- ‌المبحث الأول: التعريف بالوحي لغة، وشرعاً، وكيفياته

- ‌أولاً: التعريف بالوحي:

- ‌أ- من حيث اللغة:

- ‌ب- معناه الشرعى:

- ‌المبحث الثانى: دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي

- ‌مجالات البلاغ الذى أمر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم:

- ‌أولاً: دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي

- ‌ثانياً: دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي

- ‌ثالثاً: من دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى تبليغ الوحي، إجماع الأمة:

- ‌الفصل الثانى: شبه الطاعنين فى الوحي الإلهى والرد عليها

- ‌المبحث الأول: شبهات أعداء الإسلام من المستشرقين حول الوحي الإلهى

- ‌ تمهيد

- ‌المطلب الأول: شبهة الوحي النفسى والرد عليه

- ‌المطلب الثانى: شبهة أن الوحي عبارة عن أمراض نفسية وعقلية

- ‌المطلب الثالث: شبهة أن الوحي مقتبس من اليهودية والنصرانية

- ‌المطلب الرابع: فرية الغرانيق والرد عليها

- ‌أولاً: إن هذه الأقصوصة المختلقة تنافى ما هو مقطوع به

- ‌ثانياً: قيام الأدلة القطعية من القرآن الكريم على بطلانها

- ‌ثالثاً: مخالفة القصة لحقائق تاريخ السيرة العطرة

- ‌رابعاً: ذهب جماهير علماء الأمة من المحدثين

- ‌خامساً: القصة لم يخرجها أصحاب الكتب الصحاح:

- ‌سادساً: سؤال بعضهم:

- ‌سابعاً: الرد على المثبتين للقصة:

- ‌معنى آية التمنى:

- ‌المبحث الثانى: شبهات أعداء السنة المطهرة حول الوحي الإلهى

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: شبهة أن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصرة على بلاغ القرآن فقط

- ‌المطلب الثانى: شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست له سنة نبوية

- ‌أ- الأدلة من القرآن الكريم على أن السنة وحى من الله تعالى:

- ‌ب- الأدلة من السنة النبوية على أنها وحى من الله تعالى:

- ‌جـ- السلف يؤمنون بأن السنة وحى:

- ‌المطلب الثالث: شبهة أنه لا طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فى القرآن فقط

- ‌أولاً: تعسف أعداء رسول الله، فى تأويل كلمة "الرسول

- ‌ثانياً: زعم أدعياء العلم والفتنة؛ بأنه لا طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فى القرآن فقط

- ‌ثالثاً: الأدلة من القرآن الكريم على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم:

- ‌رابعاً: الأدلة من السنة المطهرة على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم:

- ‌المطلب الرابع: شبهة أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأليه وشرك

- ‌الباب الثالث: عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده ودفع الشبهات

- ‌الفصل الأول: عصمته صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده

- ‌ المبحث الأول: التعريف بالاجتهاد، وحكمته فى حقه صلى الله عليه وسلم

- ‌أولاً: التعريف بالاجتهاد:

- ‌ثانياً: الحكمة فى اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌المبحث الثانى: دلائل عصمته صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده

- ‌أولاً: الأدلة من القرآن الكريم على عصمته صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده:

- ‌ثانياً: الأدلة من السنة النبوية على عصمته صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده:

- ‌ثالثاً: إجماع الأمة على عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده:

- ‌الفصل الثانى: شبهة أن اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤيد أن السنة المطهرة ليست كلها وحى

- ‌ ذهب بعض علماء المسلمين الأجلاء إلى عدم عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده

- ‌الجواب:

- ‌ ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفعال لم تحصل منه على وجه القرب

- ‌استحباب التأسى بأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبلية

- ‌نقض دليل أن السنة المطهرة ليست كلها وحى:

- ‌ هل هذا الاجتهاد فى قصة تأبير النخل معصوم فيه بوحى

- ‌الباب الرابع: عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سلوكه وهديه ودفع الشبهات

- ‌ تمهيد

- ‌الفصل الأول: شبهة اختلاف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتب السنة

- ‌ويجاب عن ما سبق بما يلى:

- ‌الفصل الثاني: شبهة الطاعنين فى حديث "خلوة النبى صلى الله عليه وسلم بامرأة من الأنصار" والرد عليها

- ‌الفصل الثالث: شبهة الطاعنين فى حديثى "نوم النبى صلى الله عليه وسلم عند أم سليم وأم حرام

- ‌الفصل الرابع: شبهة الطاعنين فى حديث "طوافه صلى الله عليه وسلم على نسائه فى ساعة واحدة

- ‌الفصل الخامس: شبهة الطاعنين فى حديث "مباشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نسائه فى المحيض

- ‌الفصل السادس: شبهة الطاعنين فى حديث "دعوته صلى الله عليه وسلم لعائشة استماع الغناء والضرب بالدف

- ‌الفصل السابع: شبهة الطاعنين فى حديث "اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة

- ‌الخاتمة

- ‌ أقترح وأوصى بما يلى:

- ‌أولاً: فهرس الآيات القرآنية

- ‌ثانياً: فهرس الأحاديث والآثار

- ‌ثالثاً: فهرس الأعلام المترجم لهم

- ‌رابعاً: فهرس الأشعار

- ‌خامساً: فهرس البلدان والقبائل والفرق

- ‌ فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌المطلب الثالث: شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل

‌المطلب الثالث: شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل

ونهيه عن طاعة الكافرين، ونهيه عن الشرك والجواب عنها

زعم أعداء السنة المطهرة، والسيرة العطرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الذنوب كبائرها وصغائرها، قبل النبوة وبعدها، ودليلهم ما ورد فى القرآن الكريم من آيات تخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل، وتنهاه عن طاعة الكافرين والمنافقين والكاذبين، كما تنهاه عن التكذيب بآيات الله عز وجل، وتحذره من الشك فيما أنزل عليه، ومن الوقوع فى الشرك؛ ومن الآيات التى استشهدوا بها على ما زعموا ما يلى:

قوله تعالى: {يا أيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} (1) .

وقوله سبحانه: {فلا تطع المكذبين. ودو لو تدهن فيدهنون. ولا تطع كل حلاف مهين} (2) .

وقوله عز وجل: {فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} (3) .

وقوله: {ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} (4) .

وقوله: {ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين} (5) .

ويجاب عن ما سبق بما يلى:

(1) الآية الأولى الأحزاب.

(2)

الآيات 8 - 10 القلم.

(3)

الآية 94 يونس.

(4)

الآية 65 الزمر.

(5)

الآية 95 يونس، وينظر: ممن قال بهذه الشبهة، نيازى عز الدين فى كتابيه، إنذار من السماء ص174، 176، 182، 437، ودين الرحمن المدخل إلى الحقيقة ص223، وأحمد صبحى منصور فى كتابه الأنبياء فى القرآن دراسة تحليلية ص40، 41، 44، ومشروع التعليم والتسامح لأحمد صبحى وغيره ص137، والإسلام بدون حجاب (كتاب مستل من شبكة الإنترت) ص37، وجريدة الدستور عدد 31/ 12/ 1997 مقال لأحمد صبحى منصور.

ص: 202

أولاً: لا حجة للخصوم فى التعلق بظاهر الآيات التى استشهدوا بها على عدم عصمته صلى الله عليه وسلم لِمَ صح من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه كان أتقى وأخشى خلق الله عز وجل، وما كذب بآيات ربه تعالى، ولا شك فيما أنزل عليه، ولا أشرك بالله طرفة عين أو أقل منها، ولا أطاع أحداً من الكافرين، أو المنافقين، أو الكاذبين. ومن زعم خلاف ذلك فليبينه لنا، فالأصل براءة الذمة حتى يثبت العكس، وهذه قاعدة أصولية، تحدد الأصل فى كل شئ، وهى تعنى أن كل منهم برئ حتى تثبت إدانته

فالمتهم بالشرك أو الشك، أو بأى ذنب آخر هو برئ منه، حتى تثبت إدانته بما اتهم به بالدليل الشرعى!.

فهل من دليل شرعى على ما افتروه على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم عصمته؟! ولكن أنى لأعداء الإسلام، وخصوم السنة المطهرة بدليل شرعى بعد شهادة القرآن الكريم له بالخشية والخوف من الله تعالى فى غير ما آية. منها:

قوله تعالى: {قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم} (1) .

وقوله سبحانه: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم} (2) .

وهذا وإن كان أمراً من الله عز وجل أن يقول ذلك، فهو أيضاً تقرير لحقيقة حاله صلى الله عليه وسلم، ووصف له فى المعنى بتلك الصفة الإيمانية العليا.

وفى الآية أيضاً شهادة له صلى الله عليه وسلم بأنه ما أطاع أهل الكفر فى أهوائهم؛ وقد كان أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام كلهم بمحل الخشية والخوف من الله تعالى، كما وصفهم بذلك بقوله:{الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً} (3) وخوفهم ليس خوف معصية وإساءة، وإنما هو خوف إعظام وتبجيل.

(1) الآية 15 الأنعام.

(2)

الآية 15 يونس.

(3)

الآية 39 الأحزاب.

ص: 203

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء وخاتمهم وأفضلهم، فهو معهم على ذلك الخُلُق، وتشمله هذه الآية شمولاً أولياً، لأنها فى صدر الحديث عنه، فهى شهادة قرآنية إلهية له صلى الله عليه وسلم بهذا الخُلُق العظيم (1) .

وقد دعم هذه الشهادة، الشواهد الكثيرة من الأحاديث الشريفة من واقع حياته صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الشواهد قوله صلى الله عليه وسلم:"ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إنى لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية"(2) وفى رواية قال: "أما والله إنى لأتقاكم لله وأخشاكم له"(3) .

(1) ينظر: المنهاج شرح مسلم للنووى 8/118 رقم 2356.

(2)

أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب 10/529 رقم 6101، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الفضائل، باب علمه صلى الله عليه وسلم بالله وشدة خشيته 8/117 رقم 2356 من حديث عائشة رضى الله عنها.

(3)

أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الصيام، باب أن القبلة فى الصوم ليست محرمة 4/233، 234 رقم 1108 من حديث عائشة رضى الله عنها.

ص: 204

وفى الإخلاص لله عز وجل، شهد له بذلك القرآن الكريم حيث قص قوله صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب أهل الكتاب:{قل أتحاجوننا فى الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون} (1) فهو صلى الله عليه وسلم يخبر عن نفسه بأنه مخلص لله تعالى فى دينه وعبادته، وهو الصادق الأمين، وقد أقره القرآن الكريم على ذلك، فحكى مقالته على سبيل الإقرار والاعتماد والإشادة، مما يدل على أن هذا الخلق العظيم قد كان مستحكماً فيه صلى الله عليه وسلم فى كل أحواله، كما هو شأنه فى كل خُلُق عظيم، وما جاء فى قوله تعالى:{فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} (2) فالشرط فى الآية لا يقتضى الوقوع ولا الجواز على ما سيأتى تفصيله بعد قليل. وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال فى تفسير الآية: "لم يشك النبى صلى الله عليه وسلم ولم يسأل" وعامة المفسرين على هذا، وقالوا: وفى السورة نفسها ما دل على هذا التأويل، قال تعالى:{قل يا أيها الناس إن كنتم فى شك من دينى فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذى يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين} (3) فهذا تقرير لحقيقة حاله صلى الله عليه وسلم، وشهادة له بأنه ما شك فيما أنزل إليه، ولا سأل أهل الكتاب، وكان من عباد الله المؤمنين المخلصين.

وفى إخلاصه فى عبادته لله تعالى يقول عز وجل: {قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (4) فهذا القرآن الكريم يلقن النبى صلى الله عليه وسلم أن يعلن للملأ هذه الحقيقة الكامنة فيه لما علمها الله تعالى منه.

(1) الآية 139 البقرة.

(2)

الآية 94 يونس.

(3)

الآية 104 يونس، وينظر: التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوى المجلد 7/139، 140.

(4)

الآيتان 162، 163 الأنعام.

ص: 205

وقد كان صلى الله عليه وسلم يطبق هذا التوجيه القرآنى، فكان يقول عند قيامه إلى الصلاة "وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين إن صلاتى ونسكى ومحياى وممات لله رب العالمين. لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"(1) .

فهل بعد كل هذه الشهادات، يصح قول أعداء الإسلام، وخصوم السيرة العطرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الشرك والشك؟!

ثانياً: الأوامر والنواهى الواردة فى القرآن الكريم فى حق الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، هى أوامر ونواهى إرشاد وإعلام على جهة الوصية والنصيحة، وهى أحد دلائل العصمة، فوجودها لا يخل بالعصمة بناء على ما تقدم فى تعريف العصمة، فى بقاء الاختيار فى أفعالهم تحقيقاً للابتلاء (2) .

ثالثاً: لله عز وجل أن يؤدب أنبياءه وأصفياءه، ويطلبهم بالنقير والقطمير من غير أن يلحقهم فى ذلك نقص من كمالهم، ولا غض من أقدارهم، حتى يتمحصوا للعبودية لله عز وجل.

ألا ترى كيف نهى الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر لبعض المباحات فقال: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين. وقل إنى أنا النذير المبين} (3) مع قوله تعالى فى مقام آخر: {قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق} (4) .

(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء فى صلاة الليل 3/309 رقم 771 من حديث على رضى الله عنه.

(2)

يراجع ص5، 6.

(3)

الآيتان 88، 89 الحجر.

(4)

الآية 32 الأعراف.

ص: 206

.. فتأمل كيف أن الله عز وجل لم يحرم التمتع بالزينة، وأكل الطيبات إذا كانت من كسب الحلال، ومع ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر إلى زينة الحياة الدنيا، وهى من المباحات، فكيف يحرم النظر إليها؟! "إن ذلك ما هو إلا لأن الله تعالى أخذ الأنبياء بمثاقيل الذر لقربهم عنده، وحضورهم، وتجاوز عن العامة أمثال ذلك، فإن الزلة على بساط الآداب، ليست كالذنب على الباب، كما لا يخفى على أولى الألباب، ممن قالوا: حسنات الأبرار سيئات المقربين"(1) .

وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "إنه لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنة الأعين"(2) يعنى: الإشارة بالعين فى الأوامر حتى يفصح بها، والإشارة بالعين فى الأوامر مباحة لغير الأنبياء، لكن نهى عنها الأنبياء تنزهاً وتأكيداً لرفع الالتباس" (3) .

(1) شرح الشفا للقارى 1/69، ويراجع ص127.

(2)

أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الحدود، باب الحكم فيمن ارتد 4/128 رقم 4359، وفى كتاب الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام 3/59 رقم 2683، وصحح إسناده ابن تيمية فى الصارم المسلول ص109، وأخرجه النسائى فى سننه كتاب تحريم الدم، باب الحكم فى المرتد 7/105 رقم 4067، والبيهقى فى سننه كتاب الجزية، باب الحربى إذا لجأ إلى الحرم، وكذلك من وجب عليه الحد 9/212 والحاكم فى المستدرك 3/47 رقم 4360 وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبى.

(3)

تنزيه الأنبياء لعلى السبتى ص84، 85، وينظر: الخصائص الكبرى للسيوطى 2/414.

ص: 207

.. إن رب العزة يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بما يشاء، وإن استحال تركه، نحو قوله تعالى:{يا أيها النبى اتق الله} (1) وقوله سبحانه: {فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر} (2) وقوله عز وجل: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله} (3) وقد كان صلى الله عليه وسلم من أتقى وأخشى خلق الله عز وجل (4) وما قهر يتيماً، وما نهر سائلاً، وإنما كان مثالاً أعلى للبذل والعطاء حتى شهد له ربه عز وجل بذلك بقوله:{فلا أقسم بما تبصرون. ومالا تبصرون. إنه لقول رسول كريم} (5) وهو ما شهدت به سيرته العطرة قبل أن يأتيه وحى الله تعالى وبعده.

(1) جزء من الآية الأولى الأحزاب.

(2)

الآيتان 9، 10 الضحى.

(3)

الآية 109 يونس.

(4)

يراجع الشواهد على ذلك ص130 – 132.

(5)

الآيات 38 – 40 الحاقة.

ص: 208

.. فقد وصفته خديجة رضى الله عنها بقولها: "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل (1) وتُكسب (2) المعدوم، وتقرى الضيق، وتعين على نوائب الحق"(3) فهى تصفه بهذه الصفات البالغة عظمة وخطورة، التى كان عليها قبل بعثته ورسالته، ولم يكن قد تحمل أعباء أمته، ولا قد أضفت عليه النبوة زيادة كمال وعظمة، فكيف به بعد ذلك كله؟! لا جرم أن كرمه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك سيكون بالغاً ذروة الذرى فى كرم الأنبياء وسائر البشر، وهو ما دلت عليه الدلائل النقلية الكثيرة منها ما روى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال:"ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: لا"(4) وهو ما يؤكد ما سبق من أن رب العزة يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بما شاء، وإن استحال عليه تركه، وَمَنْ عِنْدَهُ خلاف ذلك فليأتنا به؟!

(1) هو الثقل من كل ما يتكلف من عيال ونحوهم. النهاية فى غريب الحديث 4/198.

(2)

بضم أوله، وكسر ثانيه، كما هى إحدى روايات الحديث، وهو الأوجه فى ضبطها كما رجحه النووى فى شرح مسلم 1/481 رقم 252، ومعناها: تعطى الناس مالا يجدونه عند غيرك.

(3)

أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الوحي 1/301 رقم 3، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/474 رقم 252.

(4)

أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل 10/470 رقم 6034، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط، فقال: لا 8/ 79 رقم 2311.

ص: 209

.. كما أن رب العزة ينهى رسوله صلى الله عليه وسلم عما يشاء، وإن لم يكن وقوعه منه كما قال تعالى:{ولا تمنن تستكثر} (1) أى لا تعط شيئاً لتطلب أكثر منه، لأنه طمع لا يليق بك، بل اعط لربك، واقصد به وجهه (2) وهكذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم.

وقال سبحانه: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه} (3) وما كان طردهم صلى الله عليه وسلم من مجلسه، وما كان من الظالمين أى ممن ظلمهم بطردهم، لأنه لم يقع منه ذلك.

فعن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبى صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل، وبلال ورجلان لست أسميهما. فوقع فى نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع. فحدث نفسه. فأنزل الله عز وجل:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه} (4) .

وهذا أصح ما روى فى سبب نزولها. وعند الحاكم فى مستدركه جاء هذا الحديث عن سعد أيضاً ولم يذكر فيه ما جاء فى رواية مسلم من قول سعد "فوقع فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع. فحدث نفسه، فنزلت الآية".

(1) الآية 6 المدثر.

(2)

المواهب اللدنية للقسطلانى وشرحها للزرقانى 7/144، 145.

(3)

الآية 52 الأنعام.

(4)

الآية 52 الأنعام، والحديث أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه 8/199 رقم 2413.

ص: 210

.. وإنما الذى جاء فى حديث الحاكم أن سعداً قال: "نزلت هذه الآية فى خمس من قريش أنا وابن مسعود فيهم، فقالت قريش للنبى صلى الله عليه وسلم: لو طردت هؤلاء عنك جالسناك! تدنى هؤلاء دوننا، فنزلت {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه}

إلى قوله

{أليس الله بأعلم بالشاكرين} (1) ولا يخلو هذا من الإشعار الذى أشعر به حديث مسلم فى كلام سعد، وإن كان حديث مسلم أصرح فى الإشعار من حديث الحاكم.

ولعل حديث الحاكم دخله شئ من الاختصار، أو أن حديث مسلم روى بالمعنى فدخله شئ من التفصيل.

وحديث سعد – عند مسلم – صريح فى أن العتاب فى الآية وقع على ما حدث به النبى صلى الله عليه وسلم نفسه. وهذا على فرض التسليم به لا يقدح فى عصمته صلى الله عليه وسلم، لأن همه صلى الله عليه وسلم بذلك كان ابتغاء مرضاة الله تعالى، برجاء إسلام قومه، وذلك لا يضر فى نفس الوقت أصحابه رضى الله عنهم لعلمه صلى الله عليه وسلم بأحوالهم ورضاهم بما يرضاه (2) وإلا فما ورد على لسان سعد من همه صلى الله عليه وسلم بالاستجابة لاقتراحهم لا حجة فيه، فقد أخبر بحسب ظنه، وأخبر عن أمر لا يعلمه إلا علام الغيوب المطلع على أسرار قلوب خلقه.

ويؤكد أن الإخبار عن هذا الهم بحسب ظن الراوى، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ليطردهم، ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم من قبل آية الأنعام، مما جاء على لسان نوح عليه السلام جواباً على مثل اقتراح كفار قريش. قال تعالى:{وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكنى آراكم قوماً تجهلون. ويا قوم من ينصرنى من الله إن طردتهم أفلا تذكرون} (3) .

(1) الآيتان 52، 53 والحديث أخرجه الحاكم فى المستدرك 3/360 رقم 5393 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى.

(2)

ينظر: شرح الزرقانى على المواهب 9/32.

(3)

الآيتان 29، 30 هود.

ص: 211

.. وهذا ما تؤكده الروايات السابقة، وشواهدها من حديث ابن مسعود رضى الله عنه (1) وخباب رضى الله عنه (2) حيث لم يرد فى شئ منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرد أحداً من أصحابه فى مجلسه.

بل الروايات جميعها على أنه بمجرد اقتراح أهل الشرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم يوماً يجلسون معه دون الفقراء والعبيد، نزلت الآية جواباً على اقتراحهم أو سؤالهم، بنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال تعالى:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه} (3) .

وهذه مِنَّة من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث عاتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بعد العثرات الصورية، وأدب نبيه صلى الله عليه وسلم بأشرف الآداب، وأجل الأخلاق، وعاتبه إن كان ثمَّ عتاب – قبل وقوعه ليكون بذلك أشد انتهاء عن المخالفة، ومحافظة لشرائط المحبة، وهذه غاية العناية والرعاية فى العصمة (4) .

وإذا تقرر أن الله عز وجل ينهى رسوله صلى الله عليه وسلم عما يشاء وإن لم يكن وقوعه منه، علمت الجواب الرابع عن هذه الشبهة وهو:

(1) أخرجه أحمد فى مسنده 4/420، والطبرانى ورجال أحمد رجال الصحيح غير كردوس وهو ثقة، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 7/ 20، 21.

(2)

أخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب الزهد، باب مجالسة الفقراء 2/ 544، 545 رقم 4127 وسنده صحيح كما قال البوصيرى فى مصباح الزجاجة 3/276، 277 رقم 1462، وقال ابن كثير بعد أن أورده من رواية ابن أبى حاتم فى تفسيره 3/255، وهذا حديث غريب، فإن هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس، وعيينه، إنما أسلما بعد الهجرة بدهر. قلت: يحتمل أن يكون الأقرع وعيينه نزلاً بمكة، وكانا ممن قال به كفار قريش، فلا غرابة أهـ والله أعلم.

(3)

الآية 52 الأنعام.

(4)

شرح الشفا للقارى1/69، وينظر: آيات عتاب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى ضوء العصمة ص215 – 217.

ص: 212

رابعاً: الأوامر والنوهى السابقة فى حقه صلى الله عليه وسلم لا تقتضى الوقوع ولا الجواز فقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} (1) كقوله عز وجل: {ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك} (2) وقوله سبحانه: {أم يقولون افترى على الله كذباً فإن يشأِ الله يختم على قلبك} (3) وقوله: {فإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (4) وقوله: {وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله} (5) وقوله: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} (6) وقوله: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين} (7) وقوله: {فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} (8) فكل هذا شرط، والشرط لا يقتضى الوقوع ولا الجواز، إذ لا يصح ولا يجوز على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يشرك، ولا أن يدعو من دون الله أحداً، ولا أن يخالف أمر ربه عز وجل، ولا أن يتقول على الله مالم يقل، أو يفترى على الله شيئاً، أو يضل، أو يختم على قلبه، أو يشك.

فمثال هذه الآيات إن كانت الخمسة زوجاً كانت منقسمة بمتساويين (9) أى أن الشرط فى الآيات السابقة فى حقه عز وجل، وفى حقه صلى الله عليه وسلم، وحق غيره، معلق بمستحيل، فكما لا تنقسم الخمسة على متساويين، فكذلك الشرط فى الآيات السابقة لا يكون منه صلى الله عليه وسلم، لا وقوعاً ولا جوازاً.

(1) الآية 65 الزمر.

(2)

الآية 106 يونس.

(3)

جزء من الآية 24 الشورى.

(4)

جزء من الآية 67 المائدة.

(5)

الآية 116 الأنعام.

(6)

الآية 81 الزخرف.

(7)

الآيات 44 – 46 الحاقة.

(8)

الآية 94 يونس.

(9)

ينظر: التفسير الكبير للرازى 12/170، والبحر المحيط لأبى حيان 4/86.

ص: 213