الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو وإن كان على دين سيدنا إبراهيم، فشرعه على تحريم الميتة، لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه، واستمر ذلك حتى جاء الإسلام (1) .
أما قول بعض خصوم السيرة العطرة: "بأن هذا جواب بارد، لأن فيه إدراك زيد لهذا الأمر الذى وافق فيه نظر الشرع"(2) .
فأقول له: وأين نظر الشرع هنا فى إدراكه، وقد جاء النهى عن أكل ما ذبح إلى غير اسم الله عز وجل، بعد المبعث بمدة طويلة، ولم ينقل أن أحداً بعد المبعث كف عن الذبائح حتى نزل قوله تعالى:{ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} (3) .
أما زعمه بان إدراك زيد لذلك دونه صلى الله عليه وسلم مما لا يمكن قبوله، أو الالتزام به، لأنه يعنى أن زيداً كان أعقل من النبى صلى الله عليه وسلم وأعرف به (4) .
فالجواب: أنه ليس فى إسناد فضيلة لزيد بن عمرو أو لغيره، ما يعود بالنقض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ما يثبت تفضيله عليه. إذ من المسلم أنه قد يكون فى المفضول من الخصائص ما ليس للأفضل، ولا يؤثر هذا فى أفضليته، لأن له من الخصائص ما يؤهله لاستحقاق الأفضلية. وهذا بديهى. وإلا فليخبرنا الرافضى، هل الفضائل والمناقب الصحيحة، بل وحتى الضعيفة والموضوعة التى تنسب لسيدنا على بن أبى طالب، أو غيره من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين تعنى أنه أو أنهم أعقل من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرف منه، وأفضل منه؟!! أهـ.
هـ عصمته صلى الله عليه وسلم من الحلف بأسماء الأصنام
التى كان يعبدها قومه، ويحلفون بها تعظيماً لها:
(1) ينظر: فتح البارى 7/176 رقم 3827، والروض الأنف 1/383.
(2)
الصحيح من سيرة النبى الأعظم 2/203، وينظر: دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص262، ومساحة للحوار لأحمد حسين يعقوب ص117.
(3)
الآية 121 الأنعام.
(4)
الصحيح من سيرة النبى الأعظم 2/201 - 203، وينظر: دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص262.
.. جاء فى قصة بحيرا الراهب أنه استحلف النبى صلى الله عليه وسلم باللات والعزى حينما لقيه بالشام فى سفرته مع عمه أبى طالب وهو صبى، لما رأى فيه علامات النبوة، فقال بحيرا للنبى صلى الله عليه وسلم يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتنى عما أسألك عنه، وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:"لا تسألنى باللات والعزى شيئاً، فوالله ما أبغضت بغضها شيئاً قط"(1) .
وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال: حدثنى جار لخديجة بنت خويلد رضى الله عنها قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول لخديجة: أى خديجة والله لا أعبد اللات أبداً، والله لا أعبد العزى أبداً، قال: فتقول خديجة خل العزى، قال: كانت صنمهم الذى يعبدون، ثم يضطجعون" (2) .
(1) أخرجه ابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/236 نص رقم 177، وأخرجه أبو نعيم فى دلائل النبوة 1/172 رقم 110، والبيهقى فى دلائل النبوة 2/26 – 29، كلاهما من طريق ابن إسحاق.
(2)
أخرجه أحمد فى مسنده 4/222، 5/362 ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد 8/225، وصحح إسناده أيضاً الشيخ محمد شاكر فى هامشه على المسند 14/15 رقم 17871.