الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وسوف أذكر نماذج من تلك الأحاديث الصحيحة التى تتناول سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والتى طعنوا فيها بحجة أنها تطعن فى عصمته صلى الله عليه وسلم فى سلوكه وهديه.
…
ولكن قبل ذكر تلك النماذج والجواب عنها؛ أرى الرد على زعمهم أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتب السنة والتاريخ تختلف عنها فى القرآن الكريم، لما فى ذلك من صلة بالأحاديث التى تعمدوا الطعن فيها، وطبيعة نقدهم لها.
فإلى بيان ذلك فى الفصل التالى
الفصل الأول: شبهة اختلاف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتب السنة
والتاريخ عنها فى القرآن الكريم والرد عليها
…
حرص أعداء السنة المطهرة، وهم يطعنون فى صحيح الإمام البخارى، بل وفى سائر كتب السنة المطهرة، إيهام الناس أجمعين بأن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم، وشخصيته كما رسمها القرآن الكريم، تختلف عن شخصيته وسيرته كما رسمها الإمام البخارى، وغيره من أصحاب كتب السنة المطهرة.
…
والنتيجة كما يزعمون الإساءة المتعمدة، وتشويه سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وشخصيته العطرة من الإمام البخارى، وسائر أئمة السنة (وعصمهم الله من ذلك) وهم قد لبسوا لهذه النتيجة لباس العلماء، لإيهام من يقرأ لهم أنهم على صواب، فساروا إلى أحاديث السيرة الشريفة فى الصحيحين، وعمدوا إلى بترها تارة، وإلى إعادة صيغتها بأسلوبهم، وتحميل ألفاظها مالا تحتمل من المعانى تارة ثانية، وعمدوا إلى الأمرين معاً تارة ثالثة، ووضعوا صياغتهم الخبيثة عناوين لأحاديث السيرة الصحيحة التى طعنوا فيها.
فتجد أحمد صبحى منصور فى كتابه "لماذا القرآن"(1) يخصص الفصل الثالث منه للطعن فى السيرة النبوية الواردة فى السنة المطهرة، ويبدو ذلك واضحاً فى العناوين التى وضعها؛ والتى منها ما يلى:"سيرة النبى عليه السلام بين حقائق القرآن وروايات البخارى"، "البخارى ينسب للنبى الأكاذيب والمتناقضات"، "القرآن يحرص على حرمة بيت النبى التى هتكتها كتب الأحاديث"، "هل كان النبى يباشر نساءه فى المحيض"، "هل كان لدى النبى متسع ليكون كما وصفته تلك الأحاديث"(2) .
وفى كتابه "قراءة فى صحيح البخارى" يعنون للفصل الثانى منه بعنوان: "النبى والنساء من خلال أحاديث البخارى" وذكر تحته عناوين منها: "فى البخارى النبى يدور على نساء الآخرين ويخلو بهن"، "فى البخارى هوس النبى بالجماع".
ويعنون للفصل الثالث: "البخارى يهدم شخصية النبى رسولاً وحاكما"، ويعنون للفصل الرابع:"منهج البخارى فى تصويره شخصية النبى"(3) .
ويبين أحمد صبحى هدفه من كل ما سبق فى كتابيه: "لماذا القرآن" و"قراءة فى صحيح البخارى" قائلاً: "ومن واقع نظرتنا للبخارى كأحد علماء التراث؛ فإننا لا نقصد مطلقاً أن نعقد مقارنة بينه وبين القرآن الكريم – نعوذ بالله من ذلك – وإنما نقصد من هذا المبحث رصد تلك الفجوة الهائلة بين سيرة النبى فى القرآن، وبين سيرته المتناثرة بين سطور البخارى"(4) .
(1) هذا الكتاب باسم مستعار (عبد الله الخليفة) وحدثنى أحمد صبحى أن الكتاب له، وأن الأصل فى عنوان الكتاب "القرآن وكفى" ومما يؤكد ما قاله أن نفس عناوين فصوله، وعباراته تتشابه، بل تصل إلى حد تكرارها بنصها فى كتابه "قراءة فى صحيح البخارى" وهو كتاب مخطوط بخط يده، وعليه توقيعه.
(2)
لماذا القرآن أو القرآن وكفى ص79 – 125.
(3)
قراءة فى صحيح البخارى ص17 – 47.
(4)
لماذا القرآن ص85، 42 وينظر: قراءة فى صحيح البخارى ص48.
وتجد نيازى عز الدين يعقد فى كتابه "دين السلطان" فصولاً يطعن فيها هو الآخر فى السيرة النبوية الواردة فى السنة المطهرة، ويعنون لبعض فصوله هكذا.
الفصل السادس: أسلوب الإساءة المتعمدة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفصل السابع: الأحاديث التى تناقض أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثامن: لماذا شوهوا صورة الرسول الكريم من خلال الأحاديث.. الخ.
…
ويبين هدفه مما سبق من عناوين فصوله، وما ذكره تحتها من أحاديث طعن فيها قائلاً: "ما هى الصورة التى صورها جنود السلطان عن الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته؛ ليس فى كل الحديث، ولكن فقط فى صحيح البخارى ومسلم؟.
…
فما هى الصورة من خلال ما اختاره الشيخان للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى تكون بالتالى صورة لدى كل المسلمين عن رسولهم وآله أجمعين؟ لقد استغل الرواة والمحدثين وأغلبهم من الحاقدين والموتورين، استخدام الأحاديث بشكل يكون ظاهرها تعليمياً، وباطنها الدس والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ونسائه أمهات المؤمنين أجمعين" (1) .
وتجد صالح الوردانى، يخصص أحد مؤلفاته ليدافع بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد من ظلموه فى نظره من الفقهاء والمحدثين؛ ويزعم أن الروايات التى تتحدث عن سيرته "تمثل أكبر إهانة لشخص الرسول، وأن موقف أهل السنة منها لهو إهانة أكبر وهو إن دل على شئ، فإنما يدل على أن القوم ألغوا عقولهم، وطمسوا بصيرتهم حتى أنهم لم يعوا مدلول قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} (2) وأن هذا الخلق العظيم الذى وصفه به سبحانه ليتنافى مع ما هو أقل مما يلصقونه به عن طريق هذه الروايات"(3) .
(1) ينظر: دين السلطان ص92، 93.
(2)
الآية 4 القلم.
(3)
ينظر: دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين، الكتاب بكامله، وينظر: له أيضاً أهل السنة شعب الله المختار ص72، 74، والخدعة رحلتى من السنة إلى الشيعة ص76، 78.
وتجد هشام آل قطيط (1) يقول فى كتابه: "حوار ومناقشة كتاب عائشة أم المؤمنين" تحت عنوان "النبوة فى الصحيحين البخارى ومسلم""أقول إنه من المؤسف حقاً أن نجد نفس الخرافات، والافتراءات النابية التى عجت بها التوراة والإنجيل بحق الأنبياء فى الصحيحين والأنكى من ذلك والأدهى والأمر، أن الصحيحين لم يكتفيا بلطخات العار السوداء هذه بحق الأنبياء، حتى ارتكبا ما هو أفظع وأمر، بالافتراء على النبى صلى الله عليه وسلم، تلك الافتراءات المشينة، والتى نربأ نحن بأنفسنا عن ذكرها، فكيف بفعله؟ وتشويه صورته المقدسة بما لا ينسجم مع أى حال، وما رسمه القرآن الكريم لها"(2) .
ولم يكتف أعداء الإسلام من خصوم السنة والسيرة بما سبق، بل زعموا:"أن الربط بين كتاب الله عز وجل، والسنة النبوية، فى تحديد شخصية وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم، صورة من صور تأليه الرسول، ومن يعتقد بها فقد وقع فى عبادة الرجال"(3) .
يقول أحمد صبحى منصور: "والمؤكد أن الذى سيصمم على الانتصار للبخارى والتعصب له بعد قراءة هذا الكتاب، إنما هو فى الحقيقة عابد له لا يشرك فى عبادته أحد"(4) .
(1) كاتب شيعى، سورى معاصر. من مؤلفاته: وقفه مع الدكتور البوطى فى مسائلة، وحوار ومناقشة كتاب عائشة أم المؤمنين للدكتور البوطى.
(2)
حوار ومناقشة كتاب عائشة أم المؤمنين ص29، وينظر: تأملات فى الصحيحين لمحمد صادق نجمى ص242، ومساحة للحوار لأحمد حسين يعقوب ص117، ودين السلطان لنيازى عز الدين ص92، 93، 418 - 617، ومجلة أكتوبر العدد 1242 بتاريخ 13/8/2000 مقال لمحمد الطحلاوى - مساعد رئيس تحرير المجلة - بعنوان "الإساءة إلى رسول الله وأهل بيته فى كتب البخارى ومسلم
…
فهل آن الأوان لتنقية كتب السنة من الدس والتزييف؟ ".
(3)
دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص47، 53.
(4)
قراءة فى صحيح البخارى ص48، وينظر: لماذا القرآن ص85.